أهمية إدارة العواطف

يمكن أن يثير التفكير في التعبير عن مشاعرك للآخرين بعض المخاوف؛ إذ إنَّنا نتعلم عديداً من سلوكاتنا سواء كانت واعية أم غير واعية في وقت مبكر من حياتنا؛ ومن ثَمَّ إذا لم تحظَ المشاعر المرتبطة بهذه السلوكات بالتقبُّل في أثناء نضوجنا، فقد نجد صعوبة في مشاركتها بوصفنا بالغين إضافة إلى ذلك تتطور معظم معتقداتنا العاطفية من مشاهدة السلوكات والأنماط السلوكية للأشخاص الهامين في حياتنا.



بالنسبة إلى معظم الناس ربما نشؤوا في منازل لم يناقش فيها أحد مشاعره، أو في منزل عُدَّت فيه بعض المشاعر سيئة، ولكن بوصفك شخصاً بالغاً يمكن أن يؤدي عدم القدرة على التعبير عن مشاعرك هذا إلى صعوبات في فهم كيفية تنظيم تجاربك العاطفية، وبصرف النظر عمَّا تعلمته أو لم تتعلمه فمن الهام أن تفهم مشاعرك وعواطفك، ومن ذلك كيف تؤثِّر في جسمك.

فيما يأتي 3 أشياء هامة يجب وضعها في الحسبان عندما نفكر في العواطف:

1. العواطف جزء من الطبيعة البشرية:

تخبرنا عواطفنا بمعلومات هامة؛ إذ إنَّنا نشعر بوصفنا بشراً بمجموعة من المشاعر الإيجابية والسلبية، ومن ذلك الغضب والخوف والحزن والإثارة والحب والسعادة، وتسمح لنا عواطفنا هذه بالتواصل مع الآخرين وأنفسنا، فندرك بفضلها متى يجب أن ندعم صديقاً أو ندافع عن أنفسنا أو ننسحب من الموقف.

الاهتمام بعواطفنا ضروري للبقاء وعيش حياة ملأى بالرضى؛ ولكنَّ معظمنا تعلموا أنَّهم ينبغي ألا يهتموا بعواطفهم؛ بل يجب قمعها أو تجاهلها؛ أي بدلاً من تعلُّم تقبُّل مشاعرهم، أصبحوا يعدُّونها شيئاً سلبياً.

2. قمع العواطف يؤدي إلى عواقب سلبية:

يمكن أن يؤدي عدم فهم عواطفك إلى عواقب سلبية؛ إذ تُظهر الأبحاث أنَّه يمكن أن نصبح أكثر عدوانية ونغضب بسهولة أكبر عندما نقمع عواطفنا، ويمكن أن تتراكم آثار كتم العواطف أو محاولة التحكم بالعواطف التي يجب الشعور بها، ممَّا يؤدي إلى ظهورها ظهوراً غير متوقع في أوقات غير مناسبة.

كلَّما تراكمت مشاعرنا دون السماح لأنفسنا بالتعبير عنها أصبحت أقوى، ويمكن أن يدفعنا هذا إلى طرائق غير صحية للتعامل مع عواطفنا، مثل الإدمان أو اللجوء إلى الطعام للتحكم بالعواطف، ويمكن أن يؤدي عدم فهم العواطف وعدم السماح لأنفسنا بالشعور بها إلى مجموعة متنوعة من المشكلات الصحية الجسدية، ومن ذلك القولون العصبي وأمراض القلب وضعف جهاز المناعة.

3. التواصل مع عواطفك:

سواء كنت شخصاً يقمع مشاعره أم يشعر بالإرهاق منها أم لا يعرف ما هي، من الهام أن تفهمها، وفي حين أنَّه لا يتعلم معظمنا كيفية التواصل مع مشاعره، لكن هذا لا يعني أنَّك لا تستطيع تعلُّم كيفية تنظيم عواطفك والشعور بها بطرائق صحية.

شاهد: خمس مكونات رئيسة للذكاء العاطفي

فيما يأتي بعض النصائح للتواصل مع عواطفك:

1. راقب ما تشعر به خلال اليوم:

وتحقق من نفسك عقلياً وجسدياً واسأل نفسك "ما الذي تشعر به؟"، هل تلاحظ أيَّ توتر في جسدك؟ ما هي الأفكار التي تخطر في بالك سواء كانت إيجابية أم سلبية؟ حاول ألا تصدر أحكاماً في أثناء استكشافك لما تشعر به.

2. تنفس بعمق:

خذ أنفاساً عميقة ومنظمة في أثناء ملاحظتك لأحاسيسك وتحديد مشاعرك؛ إذ يكون الزفير أطول من الشهيق، وينشط هذا النوع من التنفس العصب المبهم الذي يساعد على تنظيم العواطف والجهاز العصبي، ممَّا يساعدك على التحكم بعواطفك ويخفف من حدتها.

إقرأ أيضاً: كيف نتقن فن إدارة المشاعر والتحكم بعواطفنا؟

3. مارس التعاطف مع الذات:

تذكر أنَّك إنسان وكلُّ البشر يشعرون بعديد من العواطف، وعندما يكون رد فعلك على عواطفك سلبياً يكون السبب غالباً شيئاً تعلمته عندما كنت أصغر سناً؛ لذا احترم كلَّ عواطفك وتقبَّل نفسك ومارس الرعاية الذاتية؛ إذ تُظهر الأبحاث أنَّ ممارسة التعاطف مع الذات وتهدئة نفسك تطلق هرمون الأوكسيتوسين في أجسامنا، ممَّا يجعلنا نشعر بالهدوء ويساعدنا على فهم أنفسنا والآخرين.

إقرأ أيضاً: إدارة العواطف في العمل

في الختام:

قد يبدو من الصعب أن تتقبل عواطفك، خاصة إذا كنت قد تعلمت أن تفعل العكس، ولكن يجب أن تشعر بالعواطف حتى تتمكن من المُضي قُدماً، وتذكر أنَّه حتى العواطف القاسية لا تدوم إلى الأبد.




مقالات مرتبطة