أهمية إجراء تغييرات في حياتك المهنية

"كنت محاميةً ناجحة جداً، وكسبت كثيراً من المال من "وظيفة أحلامي"، لكنَّني أدركت أنَّني كنت أسير مع التيار فحسب، وجُل ما كنت أفعله هو القيام بكل ما هو مطلوب دون هدفٍ معيَّن، وعندما فكَّرت في الأمر، أدركتُ أنَّ كل ما كنت أفعله في هذه المرحلة كان مجرد شيء ليس له معنى حقيقي".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "رون توماس" (Ron Thomas)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته في الاستقالة من وظيفته، وأهمية إجراء تغييرات في العمل.

كان هذا اقتباساً لـ "ميشيل أوباما" (Michelle Obama)، وهي محامية ومؤلفة أمريكية، وزوجة الرئيس الأميركي السابق "باراك أوباما" (Barack Obama)، في حديثها عن كتابها الأخير "وأصبحت" (Becoming)، خلال مقابلة مع مقدِّمة البرامج الحوارية الأمريكية "أوبرا وينفري" (Oprah Winfrey).

إنَّني أميلُ إلى ممارسة تعدُّد المهام، وخاصةً عندما أشغِّل التلفاز، فتراني أسمع ما يُقال، لكن لا أصغي حتى أسمع كلمة أو عبارة هامَّة، فقد لفتت جملة "القيام بكل ما هو مطلوب فحسب" انتباهي، لأنَّني أعرف كثيراً من الأشخاص الذين يقومون بهذا الأمر، فيبدو كل شيء مثالياً من الخارج، لأنَّك أدِّيت مهامك جميعها، لكن في داخلك يوجد فراغ كبير تتوق للتخلُّص منه.

منظماتنا مليئة بالأشخاص الذين يؤدون المُهمَّات المناطة بهم فحسب، والسير مع التيار بشخصياتهم الفاترة، وبعضهم قد أخفى هذا الفراغ الداخلي من خلال التظاهر بالفرح، إلا أنَّ هذا الفراغ يشبه السرطان الذي ينتشر داخلك ببطء؛ إذ إنَّه عبء ثقيل يتسبَّب في خسائر مع مرور الوقت، بدءاً من الاكتئاب والقلق وصولاً إلى مجموعة من المشكلات الصحية، لكن هل من علاج لهذا؟

تذكَّرت ذلك الوقت الذي كنت فيه مديراً صاحب منصب عالٍ في الشركة ولي دورٌ هامٌّ، لكن سرعان ما تحوَّلتُ لأحد هؤلاء الأشخاص الذين يلبُّون الطلبات ويؤدون المهمات فقط؛ إذ كنت أكره يوم الإثنين - يوم بداية الأسبوع - وأجلس في الاجتماعات شارد الذهن، ولقد تراكم هذا الشعور لمدة من الزمن ثمَّ ازداد، لكن قرَّرت أنَّني لن أترك نفسي في هذا الوضع بعد الآن، فعملتُ جرداً لأموالي، واكتشفت أنَّها ستكفيني قرابة 6-7 شهراً، وهذا أعطاني راحة، ثمَّ ذهبت إلى العمل وقدَّمت استقالتي.

فقد أعلمتُ مديري باستقالتي قبل أسبوعين، وانقضت المدة بسرعة في ذلك الوقت، وكان جميع من أعمل معهم يتساءل لماذا اتخذت هذا القرار، لكن لم أقدِّم أي إجابة لأنَّه لا يمكن لأحد أن يفهمني، لكنَّني فيما بعد تأكَّدتُ تماماً بأنَّني اتخذت القرار الصحيح.

فعندما أنظر الآن إلى تلك الفترة أُدرك أنَّها غيَّرت مسار حياتي؛ إذ كانت هناك بعض العوائق التي لم أخطِّط لها، وكثير من خيبات الأمل، لكنَّ اتخاذ ذلك القرار كان هامَّاً بالفعل.

أمَّا اليوم فأنا أتطلَّع إلى بداية أسبوع العمل، لأنَّني أحبُّ تماماً ما أفعله وسأقوم به حتى من دون أجر إذا اضطررت إلى ذلك، فعندما أسافر معظم الوقت أكون في قمة سعادتي وأقضي وقت فراغي في القراءة عن مجال العمل.

بالتأكيد يعاني الناس في وظائفهم، فعندما تتحدث معهم يبدو أنَّ جميعهم يريدون فعل شيء ما، ولكنَّهم يخشون اتخاذ القرار المناسب.

شاهد بالفيديو: نصائح لتجنُّب الفشل وتحقيق النجاح في الحياة المهنية

التقليل من الندم:

أؤمن بأنَّ المرء يجب ألَّا ينتظر الوقت المناسب، فقد قال "جيف بيزوس" (Jeff Bezos)، مؤسِّس شركة "أمازون" (Amazon) في مقابلة له: "إنَّ الحياة يجب أنَّ تعاش دون ندم"، أو على حد تعبيره يجب أن نقلِّل من الندم.

فأنا أعلم أنَّه عندما يصبح عمري 80 عاماً لن أندم على تجربة أي أمر، فلن أندم على محاولتي للدخول إلى عالم الإنترنت، والذي اعتقدت أنَّه سيكون صفقة كبيرة، لكنَّ الشيء الوحيد الذي قد أندم عليه هو أنَّني لم أحاول أبداً، فقد علمت أنَّ هذه الفرصة ستظل عالقة في ذهني إن لم أنتهزها، لذا عندما فكَّرت في الأمر بهذه الطريقة كان اتخاذ القرار سهلاً جداً".

إقرأ أيضاً: كيف تحقق الرضا والسعادة في حياتك المهنية؟

تذكُّر التجارب السابقة:

لقد قرأتُ مقالاً مؤخراً يتحدَّث عن لاعب كرة قدم أمريكي أسقط تمريرة عندما أُطلق جرس بداية اللعبة؛ إذ كانت ملاحظة كاتب المقال كالآتي: سوف تتذكَّر دائماً التمريرات التي أُسقِطت أكثر من الأهداف التي سجَّلتها، وعلى مرِّ الزمن ستزعجك الأمور التي لم تفعلها أكثر بكثير من التجارب الفاشلة التي مررت بها.

لذلك، إذا كنت تقوم بالمهام المناطة بك فقط، فأنت تحتاج إلى التفكير في "أين سينتهي بك المطاف"، فهل ستجلس يوماً ما وتستغرب كيف سلكت طريقاً غير مقتنع به؟ أم هل ستجلس متألِّماً في مكان ما وتنظر إلى ماضيك وتندم على كل شيء قمت به؟ هذا موضوع يجب التفكير فيه، وبالنسبة لي فقد بدأت بدرب حياتي الصحيح عندما كتبت رسالة الاستقالة الخاصة بي.

المصدر




مقالات مرتبطة