أهم الأمراض الجلدية: كل ما تود معرفته حول مرض النخالية المبرقشة

تُعَدُّ الأمراض الجلدية ذات خصوصية عالية مقارنة ببقية الأمراض؛ وذلك لأنَّ تشخيص هذه الأمراض في أغلب الحالات يعتمد على العين؛ أي على النظر، وخبرة الطبيب العملية في رؤية الكثير من الحالات؛ لذا سنتعرَّف في هذا المقال إلى واحد من أهم وأشيع الأمراض الجلدية التي تصيب الشباب بشكل خاص؛ وهو مرض النخالية المبرقشة؛ إذ سنتعرَّف إلى أسبابه وأعراضه وطرائق علاجه، بالإضافة إلى أهم النصائح التي تساعد المريض على الشفاء والوقاية منه.



ما هو سبب حدوث مرض النخالية المبرقشة؟

تُعَدُّ "المالاسيزيا فورفور" من الفطور السطحية وبشكل أدق من الخمائر التي تعيش بشكل تكافلي على جلد الإنسان وملحقاته، فهي تتغذى بشكل رئيس على الطبقة المتقرنة من البشرة وعلى الكيراتين الموجود في الأظافر والشعر؛ إذ تُعَدُّ إلى حد الآن المسؤولة عن الإصابة بمرض النخالية المبرقشة.

تؤدي هذه الخميرة إلى تفاعلات التهابية تنتج عنها مادة الأزيليك أسيد، والتي لها دور في تعطيل وظيفة الخلايا الصبغية الموجودة في الجلد، وهذا هو سبب حدوث نقص التصبُّغ الذي نراه في مرض النخالية المبرقشة.

ما هي المناطق التي تكثر فيها الإصابة بمرض النخالية المبرقشة؟

تعيش "المالاسيزيا فورفور" في البيئة الحارة ذات الرطوبة العالية وتلك المليئة بالمستنقعات، إلا أنَّ الإصابة بها أكثر ما تحدث في البلدان ذات المناخ المعتدل.

ما هي الأعمار التي يفضلها مرض النخالية المبرقشة؟

تتغذى "المالاسيزيا فورفور" على الزهم الذي تنتجه الغدد الزهمية الموجودة في الجلد؛ لذلك فإنَّ النخالية المبرقشة الناجمة عنها تصيب المناطق الغنية بالزهم، وتصيب عمر الشباب أكثر من غيره؛ وذلك لأنَّه العمر الذي يتميز بإفرازات دهنية زائدة، في حين تندر عند كبار السن بسبب طبيعة بشرتهم الجافة، التي تكاد تخلو من الزهم أو الدهن بشكل كامل.

ما هي العوامل المؤهِّبة لمرض النخالية المبرقشة؟

توجد عدة عوامل مؤهِّبة لمرض النخالية المبرقشة، ولعل أبرزها:

  1. كثرة التعرُّق.
  2. زيادة استخدام الشامبوهات والزيوت.
  3. وجود ضعف مناعي عند المريض.
  4. تناول المريض للأدوية الحاوية على الكورتيزونات لفترات طويلة.
  5. التغيرات الهرمونية في الجسم.

هل توجد علاقة بين مرض النخالية المبرقشة ومرض البهاق؟

كثيراً ما يأتي المريض إلى عيادة الطبيب وهو خائف من مرض البهاق؛ إذ يمكن للنخالية المبرقشة أن تحتوي على بقع ناقصة التصبغ تشبه مرض البهاق، لكن لا توجد أيَّة علاقة بين المَرَضين لا من قريب ولا من بعيد.

كيف تُشخَّص إصابة المريض بالنخالية المبرقشة؟

يُشخَّص مرض النخالية المبرقشة من قِبل طبيب الجلدية بشكل سريري؛ وذلك من خلال حك الجلد المُصاب؛ إذ تظهر بعض الوسوف التي تدل على الإصابة.

يُشخَّص كذلك من خلال أخذ عيِّنة من الآفة ووضعها تحت المجهر بعد إضافة مادة تُدعى هيدروكسيد البوتاسيوم؛ إذ نرى مجموعات من خلايا النخالية المبرقشة إلى جانب الخيوط الفطرية، ويسمى هذا المنظر "المعكرونة وكرات اللحم".

يُلجأ إلى خزعة الجلد للأغراض العلمية في مراكز الأبحاث، وبالتشريح المرضي نرى العناصر الفطرية داخل الخلايا الكيراتينية، وقد نحتاج إلى صبغات خاصة.

عند اللجوء إلى التنظير الجلدي لآفة النخالية المبرقشة، يمكن ملاحظة بعض الشحوب بالإضافة إلى شبكة الصباغ الباهتة في الخلفية، ولا يُعتَمَد على زرع الفطريات في تشخيص النخالية المبرقشة؛ إذ إنَّ الخميرة المسببة لهذا المرض لا تنمو في المختبرات.

إقرأ أيضاً: الفطريات الجلدية: أنواعها، وأعراضها، وأسبابها، وطرق علاجها

كيف يتظاهر مرض النخالية المبرقشة؟

يتظاهر مرض النخالية المبرقشة بظهور طفح يحتوي على بقع تحمل لوناً مختلفاً عن لون الجلد الطبيعي، فقد تكون ذات لون أبيض أو بني أو وردي، وقد تكون هذه البقع كثيرة العدد أو قليلة، وقد تشمل مساحات واسعة من الجسم وقد تقتصر على منطقة صغيرة من الجسم.

كيف نميز بين مرض النخالية المبرقشة ومرض البهاق؟

تتميز بقع النخالية المبرقشة عن بقع البهاق بوجود وسوف أو قشور كما هو شائع عند عامة الناس، ومن هنا أتت تسمية النخالية لأنَّها تحتوي على وسوف نخالية أي صغيرة أو دقيقة، وقد لا يمكن تحريها إلَّا بحك المنطقة المصابة.

هل يُعَدُّ الجلد المصاب بالنخالية المبرقشة أكثر عرضة لحروق الشمس؟

رغم تشابه مرض النخالية المبرقشة مع البهاق من ناحية البقع ناقصة التصبغ، غير أنَّ البقع في النخالية ليست أكثر قابلية للإصابة بحروق الشمس من الجلد العادي، على عكس بقع البهاق التي تكون أكثر قابلية للإصابة بحروق الشمس.

لكن بشكل عام يجب على المريض وضع واقي الشمس دائماً على الوجه عند الخروج في أوقات النهار، كما يجب الحرص على المشي في الظل، وارتداء الملابس التي تحمي الصدر والكتف من الشمس.

هل يشكو مرضى النخالية المبرقشة من الحكة؟

في أغلب حالات مرض النخالية المبرقشة تكون البقع غير عرضية، ولا تترافق مع ألم ولا مع حكة، غير أنَّ بعض المرضى قد يراجعون بشكوى حكة خفيفة.

هل يُعَدُّ مرض النخالية المبرقشة من الأمراض المُعدية؟

لأنَّ مرض النخالية المبرقشة ناجم عن خميرة متعايشة بشكل طبيعي على سطح الجلد؛ ولذلك فهي غير مُعدية، لكن في كثير من الحالات نرى أكثر من إصابة في العائلة الواحدة.

شاهد بالفديو: 8 أسباب تؤدي لجفاف البشرة وتشققها

هل يحمل مرض النخالية المبرقشة تأثيرات خطيرة في صحة الإنسان؟

تُعَدُّ النخالية المبرقشة من الأمراض الجلدية المحددة لذاتها، والتي لا تستدعي أي قلق، ولا تنطوي على أيَّة مضاعفات أو اختلاطات خطيرة، ويمكن أن تتراجع وحدها دون أي علاج، لكن من الأفضل علاجها لتقليل آثارها المزعجة من ناحية الشكل والحكة أحياناً، ولمنع امتدادها إلى مناطق أخرى.

كيف يمكن علاج مرض النخالية المبرقشة؟

إنَّ علاج النخالية المبرقشة هو علاج بسيط؛ إذ يكفي أن تُعالَج بواسطة شامبو كيتوكونازول عيار 1 إلى 2%، أو شامبو سلفات السيلينيوم بعيار 2.5%، ويُستَخدَم الشامبو مرتين في الأسبوع لمدة أسبوعين إلى أربعة أسابيع.

بينما تؤكِّد التوصيات الحديثة على ضرورة استخدام الشامبو على مساحة واسعة من الجلد، ابتداءً من زاوية الفك حتى أسفل الجسم؛ إذ يُترَك لمدة عشر دقائق تقريباً، ومن بعدها يُزال بالماء في الحمام، ونكرر هذه العملية مرة في اليوم لمدة أسبوع، ومن بعدها مرة في الأسبوع لمدة شهر.

كيف يمكن الوقاية من مرض النخالية المبرقشة؟

يتميز مرض النخالية المبرقشة بأنَّه مرض ناكس؛ أي قد يتجدد عند صاحبه في كل صيف؛ لذا من الأفضل أن يُستَخدَم شامبو الكيتوكونازول أو سلفات السيلينيوم في الصيف كوقاية من المرض.

متى تُستخدَم الحبوب في علاج مرض النخالية المبرقشة؟

في العادة لا يُعالَج مرض النخالية المبرقشة بواسطة الحبوب أو الكبسولات، لكن يصف بعض الأطباء الحبوب المضادة للفطريات في حال تجاوز البقع لحدود السرة.

قد يلجأ بعض الأطباء إلى استخدام الأدوية المضادة للفطريات عبر الفم؛ وذلك في حال فشل العلاجات الموضعية مثل البخاخ أو الشامبو أو في حال كانت البقع منتشرة على نطاق واسع في الجسم.

ماذا يعني بقاء طفح النخالية المبرقشة بعد العلاج؟

لا يُعَدُّ زوال الطفح من معايير فشل أو نجاح العلاج، فقد يبقى الطفح لأشهرٍ أو سنوات قبل أن يزول؛ لذلك لا يعني عدم زواله فشل العلاج، لكن لا داعي للقلق؛ وذلك لأنَّ أغلب الحالات تختفي بشكل كامل، وتتماثل إلى الشفاء بنسبة 100%.

النخالية المبرقشة

ما هو تأثير التمرينات الرياضية في علاج مرض النخالية المبرقشة؟

تشير العديد من الأبحاث إلى وجود فائدة لا بأس بها من إجراء بعض التمرينات القوية بعد حوالي ساعة من تناول الدواء الفموي؛ فذلك يساعد جداً على القضاء على المالاسيزيا؛ وذلك لأنَّ نسبة لا بأس بها من المضادات الفطرية الفموية تُطرَح من خلال المسام العرقية؛ لذلك ينصح الأطباء بتجنُّب الاستحمام لبضع ساعات.

ما هي الأمراض الجلدية التي تتشابه مع مرض النخالية المبرقشة؟

قد تتشابه النخالية المبرقشة مع العديد من الأمراض الجلدية الأخرى مثل:

  1. الأكزيما القرصية الجافة، والتي تتصف بالتهيُّج السريع على الجذع أو الأطراف بشكل أساسي أو أحدهما.
  2. الصداف النقطي، والذي يتميز بوجود لويحات متقشرة حمراء، وقد تتشابه في مراحلها الأولى مع النخالية المبرقشة.
  3. نقص التصبُّغ البقعي مجهول السبب، وأكثر ما نراه على الساق والساعد.
  4. مرض النخالية البيضاء، وأكثر ما نراه على الوجه والخدين وأعلى الذراع.
  5. مرض النخالية الوردية، والذي نميزه عن النخالية المبرقشة من خلال تطوره السريع؛ إذ يأتي المريض بشكوى حديثة نسبياً، بالإضافة إلى رؤية بقعة الطليعة.
  6. قد يحدث بعد الالتهابات زيادة أو نقصان في التصبُّغ أو كلاهما؛ مما يعطي مظهراً يتشابه جداً مع النخالية المبرقشة، ونميزها من خلال وجود قصة سابقة للالتهاب، ويكون توزعها غير متناظر أو غير منتظم.
  7. سعفة الجسد، التي تتميز بتطورها البطيء نسبياً.
  8. البهاق، والذي تكون لطخاته غير متناظرة، ولا تحتوي على أيَّة وسوف أو قشور.
إقرأ أيضاً: الصَدفيّة أسبابها، أعراضها، وكيف نتخلص منها

في الختام:

تُعَدُّ الأمراض الجلدية واحدة من الأمراض التي لا يمكن علاجها من قِبل الصيدلاني أو الممرض، فالكثير من الحالات تأتي إلى العيادة الجلدية بعد تفاقُم المرض بسبب أخطاء علاجية من قِبل أشخاص غير مؤهلين أو غير مدربين، ولا يمتلكون الخبرة الكافية لمعالجة هذه الأمراض؛ لذا من الهام نشر الوعي الطبي عن هذا الموضوع.

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة