أهم 5 معلومات عن الذكاء العاطفي عليك معرفتها

الذكاء العاطفي يعني قدرة الشخص على إدراك وفهم عواطفه، والتحكم بها وإدارتها إدارة صحيحة؛ ولهذا جهزنا لك أهم 5 معلومات عن الذكاء العاطفي، وهي: مكوناته، وفوائده، وعلاماته، وأنواعه، وغير ذلك.



معلومات عن الذكاء العاطفي:

نحن نسمع كثيراً أنَّ هذا الشخص ذكي من الناحية العاطفية، ونقرأ كثيراً معلومات عن الذكاء العاطفي؛ لذا سنتعرف معاً في هذا المقال على أهم النقاط المفيدة في الحياة العملية.

لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ الإنسان الذكي أو المتفوق علمياً أو دراسياً، ليس بالضرورة أن يكون قادراً على التعامل مع عواطفه وهواجسه ومشاعره الداخلية أو مع عواطف ومشاعر مَن حوله، فالذكاء العاطفي أمر مختلف تماماً عن مصطلح الذكاء الذي يستعمله الناس لقياس تفوُّق ابنهم الدراسي.

ما هو معنى الذكاء العاطفي؟

لا بدَّ أنَّنا سمعنا كثيراً من الكلام عن مصطلح الذكاء العاطفي، وإذا أردنا أن نُعرِّف هذا المصطلح بإيجاز؛ فهو يعني قدرة الشخص على فهم عواطفه ومشاعره الذاتية، ومشاعر وعواطف الآخرين، والتعامل معها تعاملاً سليماً وصحيحاً، وهذه القدرة تُعَدُّ مكتسَبة لا فطرية؛ لذا فإنَّ المواظبة على قراءة كتب ومعلومات عن الذكاء العاطفي أمر مفيد جداً.

يوجد كثيرٌ من الناس، الذين لا يراعون مشاعر الآخرين أو حالتهم النفسية؛ وذلك لأنَّهم لا يملكون أي معلومات عن الذكاء العاطفي، ولأنَّهم غير قادرين على فهم عواطف الآخرين أو إدراكها؛ على سبيل المثال، يظن بعضهم أنَّ الشاب في بداية المراهقة لا يملك النضج والتجربة الحياتية أو الذهنية التي تمكِّنه من فهم مشاعر الآخرين وتحديدها - من خلال تعابير وجوههم ولغة الجسد الخاصة بهم - لذلك تكون علاقات الشباب في بداية المراهقة هي علاقات متوترة في أغلب الحالات؛ وهذا بدوره يعود إلى عدم امتلاكهم لمهارة الذكاء العاطفي بعد.

ما هي مكونات الذكاء العاطفي؟

1. وعي الإنسان بذاته:

يُقصَد بها امتلاك الشخص القدرة على معرفة وإدراك عواطفه ومشاعره الحقيقية، تمهيداً لتعديلها وضبطها بما يحقق مصلحته الشخصية ومصلحة مَن حوله، وتتطلب - إلى جانب الخبرة والتجربة الحياتية والنضج الكافي - قراءة الكتب من أجل امتلاك معلومات عن الذكاء العاطفي ومهاراته، ليكون قادراً على توظيفها في الحياة العملية والاجتماعية.

2. ضبط الذات:

المقصود بهذا المصطلح هو قدرة الإنسان على السيطرة على مشاعره السيئة أو السلبية، التي تسيء إلى ذاته وطاقته وثقته بنفسه من جهة، وإلى بيئته الخارجية من علاقات اجتماعية أو عائلية أو مهنية من جهة أخرى، مثل الخوف أو الغضب أو الاكتئاب أو الضجر أو القلق؛ وذلك عبر تدريب ذاته على اتباع الطرائق التي تتيح له لجم هذه المشاعر السلبية بطريقة لا تؤذيه؛ مثل ممارسة التمرينات الرياضية، أو السباحة، أو التفكير بإيجابية، أو ممارسة رياضة المشي لفترات زمنية طويلة؛ انطلاقاً من فكرة أنَّ العضلات عندما تعمل بجهد، فإنَّها بطريقة أو بأخرى تزيح المشاعر السلبية؛ فالتعب العضلي يولِّد رغبة بالشعور بالراحة فقط، على حساب جميع المشاعر الأخرى.

3. الشعور بالآخر:

إنَّ شعور الإنسان بحالة أخيه الإنسان، هو أحد أهم تجليات النفس البشرية السليمة، التي تولِّد التعاطف، الذي يؤدي إلى نهوض الإنسان لمساعدة غيره وتلبية احتياجات مَن حوله، ولكن يجب أن نعلم تماماً، أنَّ التعاطف مثله مثل أي شيء في الحياة، سلاح ذو حدين؛ لذا يجب علينا أن ننتبه من استغلال الآخرين لإنسانيتنا لتلبية احتياجاتهم ورغباتهم، والذي بدوره يجعلنا عرضة للابتزاز، كما يجب علينا أن نفهم أنَّ شعورنا بأوجاع وآلام ومشكلات وهموم الآخرين، يمكن أن يجعلنا عرضة للاكتئاب والسوداوية؛ لذا من المفيد أن نحصر تعاطفنا هذا في إطار الدائرة التي نستطيع التأثير فيها، فنحن لا نستطيع حل مشكلات العالم بأسره.

4. القدرات الاجتماعية:

ويُقصَد بها مهارة أو قدرة الفرد على التعامل مع الآخرين، سواء مع العائلة أم الجيران أم ميدان العمل. وانطلاقاً من أنَّ هذه المهارات تدخل في جميع نواحي الحياة، فإنَّ تعلُّمها وتطويرها وإتقانها يحب أن يكون أولوية عند أي إنسان يطمح إلى تحقيق النجاح في حياته.

شاهد بالفيديو: 8 طرق لاستثمار الذكاء العاطفي في كسب محبة الناس

ما هي فوائد الذكاء العاطفي؟

1. تعزيز الصحة النفسية والعقلية:

للذكاء العاطفي دور كبير في وقاية الإنسان من الأمراض النفسية والعقلية؛ إذ إنَّ توظيفه لمهارات الذكاء العاطفي يجنِّبه الوقوع في كثيرٍ من المشكلات، ومن ثم يساهم في تجنُّب الضغوطات النفسية جداً.

2. تحقيق النجاح المهني:

عندما يوظِّف الفرد مهارات الذكاء العاطفي في مجال العمل، فلا بدَّ من أنَّه سيتجنب كثيراً من المشكلات في الشركة التي يعمل بها، سواء كان موظفاً أم رئيس قسم أم مديراً، فإنَّ ذلك يمنحه قدرة أكبر على حل المشكلات، والاستفادة القصوى من قدرات العاملين؛ وذلك من خلال تحفيزهم واستثمار كامل خبراتهم.

3. تحقيق الاستقرار العائلي:

إنَّ مهارات الذكاء العاطفي ضرورية جداً ومفيدة في النواحي العائلية؛ وذلك لأنَّنا نقضي القسط الأكبر من الوقت مع العائلة، ولأنَّ المنزل هو مساحة الراحة والأمان التي نلجأ إليها لنريح أنفسنا من ضجيج العالم الخارجي؛ لذا تفيدنا هذه المهارات في تحقيق جو الاستقرار والألفة، سواء مع الشريك أم بين الأولاد الذين لا تهدأ مشكلاتهم.

4. تعزيز الصحة الجسدية:

إنَّ مَن يمتلك مهارات الذكاء العاطفي، ويكون قادراً على إدارة غضبه وانفعالاته، سيتجنب كثيراً من الأمراض العضوية والجسدية التي تتفاقم مع الغضب والانفعال والشدة النفسية، وأبرزها ارتفاع ضغط الدم الشرياني، ونقص المناعة، والكولون العصبي، والقرحات المعدية، وما إلى ذلك من الأمراض المختلفة التي تؤدي الحالة النفسية والانفعالية دوراً هاماً في انطلاق شرارتها، وكذلك فإنَّ أصحاب الذكاء العاطفي يعيشون حياة أطول، وتتأخر الشيخوخة في الوصول إليهم.

إقرأ أيضاً: الذكاء العاطفي والشخصية الناجحة

ما هي علامات الذكاء العاطفي؟

  1. إنَّ مَن يمتلك مهارات أو حتى معلومات عن الذكاء العاطفي هو في أغلب الحالات، إنسان متواضع ومتفتح ومتقبِّل لجميع الآراء، كذلك يتقبل النقد، ويَعُدُّه وسيلة لكي يعرف مكامن الضعف أو النقص لديه، من أجل العمل على إصلاحها.
  2. يتميز مَن يمتلك مهارات الذكاء العاطفي، بالصدق والنزاهة؛ وذلك لأنَّه قادر على فهم مشاعره وعواطفه؛ فهو صادق مع نفسه في المقام الأول، وهي نقطة الانطلاق الأولى لكي يكون الإنسان صادقاً مع الآخرين.
  3. إنَّ أصحاب الذكاء العاطفي العالي، هم أشخاص محترمون في أغلب الحالات، فهم يراعون مشاعر مَن يقف أمامهم، ويحترمون حدود الأدب في الحديث، وعدم التدخل في خصوصياته.
  4. تُعلِّم مهارات الذكاء العاطفي صاحبها الهدوء والتروي، فهو يدرك تماماً تأثير الكلمة في الإنسان؛ لذا لا يتسرع في إطلاقها؛ بل يضعها في ميزان العقل أولاً، ثم يقولها.
  5. لا بد أن يتمتع الإنسان الذكي عاطفياً بفطرة تدفعه إلى تطوير ذاته باستمرار؛ وذلك من خلال إعادة تقييمها دائماً، وبتوازن، ودون المبالغة في ذلك خشية الوقوع في حفرة جلد الذات، ويواظب على جمع وتطبيق كثيرٍ من المعلومات عن الذكاء العاطفي.
  6. تكون حاسة الانتباه والتركيز متطورة عند مَن يملك ميزة الذكاء العاطفي، فهم يحرصون على إنشاء تواصل بصري دائم مع الشخص الذي يستمعون لكلامه، ونسبة الشرود الذهني لديهم تكون ذات مستويات قليلة؛ فهم يقدِّرون قيمة الوقت.

ما هي مهارات الذكاء العاطفي؟

1. حسن استعمال الكلمات:

يلجأ كثير من الناس - خصوصاً الرجال منهم - إلى استعمال مصطلحات فظة أو خشنة في التعامل؛ وذلك بسبب طبيعتهم العملية؛ لذا يكثرون من العبارات الحاسمة والقطعية مثل: انتهى النقاش، أو هذا واجبك، أو افعل ما أطلبه، أو لا أريد سماع صوتك، وما إلى ذلك من التعابير التسلطية، وهي تنمُّ عن عدم وجود أي إلمام بأي معلومات عن الذكاء العاطفي.

ولا تتوقف الكارثة على هذا الأمر؛ بل ينقل بعض الرجال أسلوب التعامل هذا معهم إلى بيوتهم، ليخاطب به زوجته أو أولاده؛ وهذا كله بسبب عدم فهمه لعواطفه ومشاعره الذاتية، وعدم إحساسه بالآخرين وبمشاعرهم وما يلحق بها من أذى جراء استعماله لهذه التعابير.

2. استعمال لغة التقدير:

إنَّ لغة التقدير ليست بالأمر السهل، وهي ليست مجرد كلمتين تبدأ بهما الحديث، فهي تتطلب كثيراً من الإحساس بالآخرين وفهم مشاعرهم وإدراكها، بالإضافة إلى المخزون الأخلاقي العالي. وتأكد أنَّ لغة التقدير تدخل إلى القلب بسرعة، ودون أي استئذان، وأنت لا تعلم ما تخبئه لك الحياة، فقد تكون فرصة عمرك نتيجة أنَّك كنتَ محترماً في موقفٍ ما؛ لذا كن محترماً دائماً.

3. مسافة الأمان:

إنَّ أحد أهم مهارات الذكاء العاطفي، هو رسم دائرة حولك لا يتخطاها أحد ولا يدخل إليها أحد سواك؛ وذلك من أجل أن تبقى في حالة من التوازن العاطفي تجعلك قادراً على إدارة مشاعرك وعواطفك والتعامل مع مَن حولك، ويجب عليك في المقابل تقدير مسافة الخصوصية للناس الآخرين، وتقدير بنائهم النفسي والعاطفي والعقلي.

4. أسلوب "شطيرة المديح":

إنَّ أسلوب "شطيرة المديح" من الممكن استعماله في جميع نواحي الحياة العامة؛ فنضع ما نريد من الآخر فعله بين جملتين جميلتين، قد تتضمنان المديح أو الإعجاب أو المجاملة، أو من الممكن أن نستعمل هذا الأسلوب مع الأطفال؛ وذلك من خلال تقديم هدية لهم أو منحهم مكافأة، ثم نطلب منهم طلباً معيناً؛ فذلك يزيد تقبُّل الطفل لما سنقوله له.

إقرأ أيضاً: شرح نظريات الذكاء العاطفي

5. مهارة التجاهل توفير للطاقة النفسية والجسدية والإبداعية:

من أهم مهارات الذكاء العاطفي، هي مهارة التجاهل، وهي مهارة منطقية جداً، وضرورية جداً لو فكرنا في الأمر قليلاً؛ إذ إنَّنا غير ملزمين بأن يكون لدينا رد فعل لكل فعل، أو أن يكون لدينا موقف واضح تجاه أي حادثة أو حركة أو تيار أو فكرة أو شخص.

ولو أردنا أن يكون لنا موقف أو رد فعل على كل شيء، فإنَّ طاقتنا ستذهب هدراً في أمور غير هامة، وستكون كمية الطاقة المهدورة على المعارك اليومية الصغرى، كافية لنقلنا خطوة كبرى نحو الأمام.

شاهد بالفيديو: أركان الذكاء العاطفي الستة (طرق رفع الذكاء العاطفي) 

أمثلة عن الذكاء العاطفي:

1. مثال عن الذكاء العاطفي عند المرأة:

إنَّ مهارة الذكاء العاطفي واضحة عند المرأة في جميع نواحي الحياة، وخاصةً الحياة الزوجية؛ وذلك عندما تضع ما تريد طلبه من شريكها بين جملتين لطيفتين، من أجل تخفيف حدة الجملة الوسطى، والتي هي في معظم الحالات تحمل طابع الأمر، على سبيل المثال: "زوجي العزيز، أعلم جيداً كم أنت متعبٌ الآن، لكن يجب علينا أن نذهب إلى خطبة أختي، أنا أعرف جيداً أنَّك لن تخذلني أمامها، وسترتب أمور العمل بمهارتك المعتادة، ونأتي جميعاً في الموعد المحدد، أحبك".

إنَّ أي مديح يتلقاه الإنسان، يُعَدُّ وسيلة جذب لانتباه الشريك إلى حقيقة أنَّ ما يفعله شيء جيد يستحق التقدير؛ لذلك يتشجع نحو القيام بأفعال أخرى، مدفوعاً باللاوعي الموجود لديه، وبحبه الفطري أو الغريزي للتقدير والثناء، بالإضافة إلى أنَّ سماع الشريك لهذا الكلام من زوجته، سيؤكد له أنَّها منصفة له ولتعبه وجهده وعرقه، وهي تقدِّر ما يقوم به لأجلها.

إنَّ هذه المهارة أكثر ما تكون موجودة عند المرأة؛ وذلك لأنَّها وبحكم طبيعتها النفسية والفيزيولوجية والعاطفية والشعورية، تمتلك معدلاً أكبر من الذكاء العاطفي مما هو موجود عند الرجل، الذي يتسم عادةً بالصلابة والجلافة، وقلة المرونة النفسية والعاطفية.

إقرأ أيضاً: 8 عادات يومية لتنمية الذكاء العاطفي

2. مثال عن الذكاء العاطفي في العمل:

على سبيل المثال، إنَّ مدير أي مؤسسة يحتاج إلى مهارات متقدمة في إدارة موظفيه وتحفيزهم وتشجيعهم؛ وذلك من أجل إخراج طاقاتهم بالشكل الأمثل بما يخدم تقدُّم العمل، ولكي يكون متمكناً من ذلك، يجب عليه أن يمتلك القدر الكافي من الفهم لمشاعرهم وعواطفهم واحتياجاتهم، من أجل أن يعرف الوقت المناسب لاستعمال العقوبة، والوقت المناسب لاستعمال المكافأة.

فقد يصبح الطالب المتفوق في مدرسته، طبيباً في المستقبل، ولكنَّه في حال عدم امتلاكه لمهارات الذكاء العاطفي، فلن يكون قادراً على التواصل الصحيح مع باقي أفراد الطاقم الطبي الذي ينتمي إليه أو يقوده، أو قد يفشل في إدارة علاقته مع مرضاه، ومن ثمَّ يفشل في عيادته أو مشفاه؛ لذا، إنَّ مهارة الذكاء العاطفي هي مهارة ضرورية في جميع مجالات الحياة، ويجب على الإنسان مهما كانت مهنته أن يطورها ويسعى إلى اكتسابها، من أجل الوصول إلى تحقيق أهداف أكبر.

المصادر: 1، 2




مقالات مرتبطة