أنواع مهارات التحدث أمام الجمهور وطرق تحسينها

تتطلَّب معظم المناصب والمجالات الوظيفية مهارات التحدُّث أمام الجمهور للتواصل والاندماج مع أعضاء الفريق والجماهير بثقة، وتزيد مهارات التحدُّث أمام الجمهور القوية من فرصك في الحصول على وظيفة جديدة وفي أن تصبح موظفاً أكثر فاعليةً في مكان العمل، ولحسن الحظ يُمكِنُكَ تحسين هذه المهارات من خلال الممارسة.

في الواقع يُعَدُّ التحدُّث أمام الجمهور من أفضل مهارات التواصل التي يبحث عنها أرباب العمل في المرشَّح المُحتمَل للوظيفة.

في هذا المقال سنشرح ماهيَّة مهارات التحدُّث أمام الجمهور وأنواعها وطرائق تحسينها وكيف تظهر هذه المهارات في أثناءِ عملية التوظيف.

ما هي مهارات التحدُّث أمام الجمهور؟

مهارات التحدث أمام الجمهور هي مهارات بسيطة تعرض مدى قدرتك على التحدُّث وإدماج المستمعين، ويتمتع المتحدثون العامون المؤثرون بالقدرة على إقناع الآخرين وإعلامهم وتثقيفهم، وتساعدك هذه المهارة على التأثير في الآراء وتحفيز الآخرين وعلى أن تصبح قائداً، كما يمكن أن يساعدك إتقان هذه المهارة على التقدُّم في حياتك المهنية وزيادة ثقتك بنفسك وتحسين مهارات القيادة وتطوير المفردات وضمان التطوُّر الشخصي.

شاهد بالفيديو: كيف تتغلب على التوتر قبل إلقاء خطاب؟

أفضل 6 مهارات في التحدُّث أمام الجمهور:

فيما يلي أهم 6 مهارات في التحدُّث أمام الجمهور يجب إتقانها:

1. التواصل:

تُعَدُّ القدرة على إيصال فكرة أو رأي بوضوح مهارة أساسية للتحدُّث أمام الجمهور، ولكي تصبح متواصلاً فعَّالاً؛ فأنت تحتاج إلى إتقان عناصر التواصل المختلفة، واستخدام لغة ممتازة للتأكُّد من أنَّ الجمهور يفهم كل كلمة تقولها، كما يُوجَدُ عنصر هام آخر للتواصل؛ وهو القدرة على التحكُّم بصوتك وسرعة التحدث، فإذا كنتَ تتحدث بصوت منخفض أو بصوتٍ عالٍ، فقد يفشل الجمهور في فهم وجهة نظرك، وبالمثل إذا كنتَ تتحدث ببطءٍ شديدٍ أو بسرعةٍ كبيرة، فقد يفقد الجمهور الاهتمام بما تريد قوله.

المتحدثون العامون المتميزون هم خبراء في تعديل أنماط كلامهم بناءً على مستوى خبرة الجمهور؛ على سبيل المثال عندَ التحدُّث في مؤتمر تقني، يجب أن تنقل المفاهيم التقنية بطريقة يمكن حتى لأكثر الأشخاص غير التقنيين فهمها.

2. الصياغة واللفظ الواضح:

ينطقُ المتحدثون العامون الكلمات بوضوح ويستخدمون القواعد الصحيحة مع تجنُّب كلمات الحشو مثل: "أمم" و"آه"؛ إذ يمكن لهذه الكلمات أن تصرف انتباه الجمهور عمَّا يحاول المُتحدِّث قوله بالفعل، ويُضفي المتحدثون العامون أصحاب الصياغة الواضحة المزيد من الوضوح على أفكارهم؛ لأنَّ لديهم سيطرة ممتازة على اللغة، ويستخدمون الكلمات المناسبة ولديهم مفردات كثيرة، وبصرف النظر عن تقليل الإطالة في التحدُّث، تمنحك الصياغة الواضحة الثقة للتحدُّث في الاجتماعات الصغيرة والكبيرة.

3. أسلوب العرض:

حتى أكثر المواضيع المملة والتقنية تصبح مثيرةً للاهتمام عندما تقدِّمها بالطريقة الصحيحة، ويتطلَّبُ الأمر مهارات عرض مميزة، ومع ذلك لا تقتصر مهارة العرض الجيدة على استخدام شرائح عرض جذابة وملفتة للنظر؛ وإنَّما يشمل الأمر أيضاً تعبيرات الوجه والنبرة الصوتية ولغة الجسد.

باستخدام أسلوب العرض الصحيح، يُمكِنُكَ جعل المواضيع المملة جذَّابة ومثيرة للاهتمام، ولجعلِ عرضك التقديمي لا يُنسى ويجذب انتباه الجمهور؛ ابدأْهُ بتقديم نفسك أو مشاركة بعض الإحصاءات المرتبطة بمجال العمل، كما يُمكِنُكَ استخدام نكتة أو قصة لإدخال حس الفكاهة في خطابك، ويجب أن يتمتع أسلوب العرض الخاص بك بالقدرة على إدماج الجمهور.

4. الثقة:

الثقة هي من المهارات الأساسية الأخرى للمتحدِّث العام؛ ففي معظم الأحيان قد يفقد المحاورون الجيدون الذين يشعرون بالراحة في مخاطبة جمهور صغير الثقةَ عند التحدُّث إلى جمهور كبير، وقد تختفي بعض المشكلات مثل التوتر ورعب المسرح عندما تكون واثقاً بمهاراتك، وغالباً ما يُفضِّلُ أربابُ العمل المتحدثين الواثقين بأنفسهم؛ وذلك لأنَّهم يشاركون المعلومات بطريقة هادفة وموثوقة، ويؤثر مستوى ثقتك في طريقة تصوير نفسك عند التحدُّث إلى الجمهور.

5. الشغف:

يصبح التواصل أسهل عندما تكون شغوفاً بموضوع خطابك، ودون شغف يمكن أن تفشل في تثقيف وتعليم الآخرين، ويُعَدُّ اكتساب مستوى من الخبرة في إلقاء الخطاب أمراً ضرورياً لإنشاء تواصل مع جمهورك.

عند إلقاء خطاب حول موضوع لا يثيرك، ابحَثْ بعمق في الموضوع وحاولْ العثور على الأمور التي قد تهمك؛ إذ يساعدك هذا على التعامُل مع الموضوع بمصداقية ويجعلك تبدو شخصاً خبيراً.

6. القدرة على التواصل مع الجمهور:

عند إلقاء ندوة أو معالجة قضية ما خلال اجتماع، يجب عليك التواصل مع جمهورك، وحتى تتمكَّن من التواصل؛ قيِّم احتياجات جمهورك؛ على سبيل المثال يفهم بعض الأشخاص المصطلحات التقنية بينما لا يفهمها بعضهم الآخر، ويُفضِّلُ بعضُهم محادثة لطيفة تتضمَّن النُّكات وحس الفكاهة، بينما يفضِّلُ بعضهم الآخر محادثة مهنية، والمتحدثون العامون الممتازون يخلقون جواً يدمج المستمعين ويحفزهم.

شاهد بالفيديو: كيف تلقي خطاباً مُلهِماً يُحفَر في ذاكرة الجمهور؟

طرائق تحسين مهاراتك في التحدُّث أمام الجمهور:

فيما يلي أهم 6 طرائق لتحسين مهارات التحدُّث أمام الجمهور واستخدامها لتعزيز حياتك المهنية:

1. التدريب على التحدُّث:

كلَّما تحدَّثت إلى الآخرين، شعرتَ براحة أكبر في مخاطبة التجمُّعات الكبيرة، ويُمكِنُكَ ممارسة مهارات التحدُّث الخاصة بك من خلال التسجيل في دورة متعلقة بالتحدُّث أمام الجمهور، كما يُمكِنُكَ التخطيط لما تريد قوله مسبقاً وقراءته بصوتٍ عالٍ مراراً وتكراراً.

ابدأ بقراءة الخطاب على نفسك، ثم أمام أفراد عائلتك أو زملائِك واطلُبْ منهم تغذية راجعة صادقة، واعمَلْ على تسجيل فيديو لتدريبك حتى تتمكَّن من تقييم مهاراتك في التحدُّث وتحديد مجالات التحسين.

2. التركيز في لغة جسدك:

لغة الجسد هي مهارة تواصل غير لفظي تدعم مهارات التحدُّث أمام الجمهور، وعندما تتحرَّك على المنصة، حافِظْ دائماً على كتفك وعمودك الفقري مستقيمين مع ابتسامة لطيفة على وجهك، وتجنَّبْ الوقوف خلف المكاتب أو الطاولات أو الكراسي عند التحدُّث إلى الجمهور، واستخدِمْ الإيماءات للتأكيد على فكرة والانتقال إلى أفكار أخرى وفقاً لسير العرض التقديمي، ويجب أن يتوافق تعبير وجهك مع الطاقة والنبرة الإجمالية لحديثك.

3. الانتباه إلى نبرة صوتك:

في أثناء العروض التقديمية، قد يفقد جمهورك الاهتمام إذا كنتَ تستخدم صوتاً رتيباً، فيجب أن تجري تعديلات مختلفة على صوتك وتجرِّبَ نبرات مختلفة لجذب الجمهور. أصغِ إلى المتحدثين العامين المشهورين وافهَمْ كيف يستخدمون نبرة صوتهم لجعلِ عروضهم التقديمية جذَّابة.

4. أخذ نفس عميق:

في كثير من الأحيان قد يعاني المتحدثون لأول مرة من قلقِ التحدُّث؛ ممَّا يؤدي إلى التوتر والخوف من المسرح، ولتجنُّب التوتر والقلق من التحدُّث خُذْ نفساً عميقاً؛ لأنَّه يساعدك على تقليل القلق ويسمح لك بالتحكُّم جيداً بصوتك ومستواه ونبرته.

5. التواصل البصري مع جمهورك:

تُعَدُّ القدرة على إدماج جمهورك في أثناء التحدث ميزةً أساسيةً للمتحدِّث العام، ولتحسين ذلك تأكَّد من إجراءِ التواصل البصري معهم، ومارِسهُ في منزلكَ أو مكتبِكَ عندما تتحدث إلى أصدقائك أو زملائك.

6. الثقة بالنفس:

يتواصل الجمهور بسهولة مع المتحدثين الذين يبدون واثقين بأنفسهم، عندما تكونُ واثقاً بنفسك وبمهاراتك، فإنَّك ستنجح في التواصل عاطفياً؛ ممَّا يساعدك على إيصال الفكرة أو الرسالة الصحيحة.

طريقة إظهار مهاراتك في التحدُّث أمام الجمهور:

تُوجَدُ مجموعة متنوعة من المواقف في مكان عملك؛ إذ يمكنك تطبيق مهارات التحدُّث أمام الجمهور؛ على سبيل المثال يُمكِنُكَ استخدام مهاراتك عند تقديم نفسك في اجتماع للشركة، وإجراء عروض بيع وتقديم عروض تقديمية، ويبحث أرباب العمل عن مرشحين يتمتعون بمهارات ممتازة في التحدُّث أمام الجمهور. إذا كنتَ تمتلك هذه المهارات، فاعرضْها في سيرتك الذاتية وفي أثناء مقابلة العمل، وفيما يلي طريقتان لإظهار مهاراتك في التحدُّث أمام الجمهور:

1. في سيرتك الذاتية:

سلِّط الضوءَ على خبرتك في التحدُّث أمام الجمهور في قسمِ تاريخ التوظيف، وبناءً على الوصف الوظيفي، اختَرْ بعناية كلماتٍ تُظهِرُ أنَّك مرشَّحٌ واعد، وعندما تستخدم هذه الكلمات، تصبحُ سيرتك الذاتية متوافقة مع نظام تتبُّع مقدِّم الطلب (ATS)؛ ممَّا يزيد من فرصك في التأهُّل إلى المرحلة التالية، ويُمكِنُكَ حتى سرد هذه الكلمات في قسم المهارات في سيرتك الذاتية.

عند تضمين هذه المهارات في سيرتك الذاتية، استخدِمْ ما يلي كمصدر إلهام:

• عقد ورش عمل عامة لأكثر من 500 مشارك.
• تقديم ورقة فنية في العديد من المؤتمرات الدولية واجتماعات الشركات.
• إلقاء كلمة عن الشركة ومنتجاتها.
• تدريب أكثر من 150 مدرِّباً للشركات من خلال الندوات والدروس عبر الإنترنت.
• العمل والتعاون مع موظفين آخرين من أقسام مختلفة لتحسين عرض المبيعات.
• تقديم عروض مبيعات جذَّابة لتلقِّي أعمال العميل.
• تقديم منتورينغ وكوتشينغ متوسط المستوى للمديرين ​​على مهارات القيادة والتفاوض.

2. في مقابلتك:

تُعَدُّ المقابلة خياراً رائعاً لعرض مهاراتك في التحدُّث أمام الجمهور، وبينما قد تواجهُ أسئلة مباشرة تتعلق بمجموعة المهارات هذه، غالباً ما يحكُمُ أرباب العمل على هذه المهارات بناءً على مدى راحتك في التحدُّث وإيصال إجاباتك، وعند الإجابة عن سؤال في مقابلة توقَّفْ قليلاً وفكِّرْ قبل أن تتحدث، واعرفْ متى تتوقف عن الكلام وتجنَّبْ التشتُّت؛ إذ سيجعلك ذلك تظهَرُ كمرشَّح جيِّد للوظيفة. استعدْ مسبقاً لمقابلتك وتدرَّب على الأسئلة التي قد تواجهها.