لبنات الحياة الزوجية الناجحة

الحياة الزوجية ليست معقدة كما يظن بعض الأشخاص؛ إنَّما هي حاجة واستقرار وإنجاز حياتي؛ لذا فهي تحدد مصير سعادة الإنسان وراحة باله ليكمل مسيرة عمره.



من هنا لا بد من توخِّي الحذر قبل البدء بالولوج إلى هذا المنعطف في الحياة، والنظر إلى عدة أمور تعد بمنزلة حجر الأساس في هذا البناء، وهي:

1. الاتفاق على المبادئ المشتركة:

تبدأ بحسن اختيار الشريك وفقاً للشروط التي تريد أن تبني عليها حياتك المستقبلية، فالحياة الزوجية هي شراكة في تفاصيل الحياة العملية، واتفاق على الخطوط العريضة والمبادئ الأساسية التي ستبني عليها قيم أولادك، فليس من الضروري أن يكون الزوجان متشابهين في تفكيرهما وتوجهاتهما؛ لأنَّ ذلك يعطي الحياة الزوجية بعضاً من الرتابة والملل، فالاختلاف في الطبائع والتوجهات قد يؤدي إلى تكامل بنَّاء بين الزوجين.

2. الاهتمام والرعاية:

الاهتمام هو أهم أوجه الحب المتبادل بين الزوجين، ويعني أن يضع أحدهما الآخر على رأس أولويات حياته، ويدخل هذا الاهتمام في أدق التفاصيل؛ كالاهتمام بطعامه وشرابه وملبسه وتوقيت نومه، وبالمقابل يأتي الاهتمام بالنواحي المعنوية على رأس القائمة، كالاهتمام والإنصات لحديثه وإفساح المجال له بالبوح عما يجول بداخله، والاهتمام بما يحب وتجنب ما يكره، وتفقُّد مواطن اهتماماته ومشاعره وميوله دون طلبها.

شاهد بالفديو: 5 أفكار قد تغيِّر رأيك بشأن الزواج

3. الاحترام والتقدير:

الاحترام عنصر يدخل في أدق التفاصيل في الحياة الزوجية، وهو أحد أعمدة البيت الزوجي المستقر الذي لا غنى عنه، ويُقاس رقي العائلة بمدى احترام أعضائها لبعضهم بعضاً؛ لذا فالاحترام المتبادل بين الزوجين له أوجه كثيرة منها:

  • احترام الأفكار والتوجهات.
  • احترام المشاعر والانفعالات.
  • احترام العادات والأفعال.
  • تقدير الجهود والأتعاب.

لا ننسى دور المديح بين الطرفين؛  إذ يتفرع عن التقدير وينبثق منه، فللمديح أثر عظيم في النفس يجعل الطرف الآخر يستمر في العطاء دون تعب أو كلل.

إقرأ أيضاً: ماذا تفعل إذا كانت زوجتك لا تحترمك؟

4. الحوار البنَّاء:

إذا فقد الزوجان أرضية الحوار بينهما تزعزع كيان البيت الزوجي، وتهددت حياتهما، وبدأ الانفصال العاطفي، فيكون الزوج في وادٍ والزوجة في وادٍ آخر، كلٌّ يغني على ليلاه؛ وهذا ما يسمى بالخرس الزوجي، ومن هنا  تكون شروط الحوار عديدة أهمها: أن يكون هادئاً لا موتَّراً، مسلياً لا منفراً، يصب في اهتمامات الطرف الآخر، ولا يتسم بالتعصب والجدلية وإثبات الذات وفرض الرأي، ليصل الطرفان في نهايته إلى نتيجة محمودة وانطباع مريح.

من الجميل أن يتحدث أحد الطرفين للآخر ويفضي له بهمومه؛ وكأنَّه الصديق المقرب الذي يجد عنده الأمان النفسي والمستراح القلبي، وفي المقابل قد يكون هذا الحوار في بعض الأحيان بعيداً عن الجدية والتزمُّت، قريباً من الدعابة والروح الرياضية، ليزيح به الهمَّ عن كدر الحياة.

5. التغافل والتسامح:

هو فن قد لا يتقنه كثير من الناس، لكنَّه هام لاستقرار وهدوء الحياة الزوجية، إذ إنَّ التشنج واتخاذ كل موقف على محمل الجدية يرهق الطرفين ويستنزف حياتهما الزوجية.

لا بد من وضع شعار لكل من الطرفين: "إنَّ الحسنات يذهبن السيئات"؛ أي إنَّ لكل طرف رصيد من الحسنات والأفعال الجميلة التي يحتفظ بها الطرف الآخر، يستخدمها عند مواقف الغضب والانفعال، فيسترجعها وتدفعه للتسامح وغض الطرف عنها.

لذا على كل طرف أن يعي هذا الأمر جيداً، ويعمل في الرخاء على تعبئة رصيده عند الطرف الآخر ليدخرها لوقت الشدة والأزمات.

ناهيك عن كون احتواء الطرف للطرف الآخر عند انفعاله، واستيعابه، وفهم الكوامن المتخفية فيما وراء استيائه، قد يشحن هذا الرصيد ويحقن الموقف العصيب بأقل وأسرع فترة ممكنة.

إقرأ أيضاً: 7 أمور تساعدك لكي تسامح الآخرين بصدق

6. ممارسة نشاطات مشتركة:

النشاطات هي هوايات ممتعة وخاصة إذا مورست مع رفيق درب جيد، فإنَّ هذا الرفيق سيتحول تلقائياً إلى صديق مقرب ومحبب إلى القلب، فما بالك أن يكون هذا الصديق هو شريك الحياة؛ فذلك يزيد الود والألفة بين الطرفين لا محالة، ويعمق أواصر الصلة بينهما من خلال الاستمتاع بوقتيهما.

في الختام:

جميع ما سبق كان غيضاً من فيض فيما يتعلق ببناء الحياة الزوجية الناجحة؛ إذ إنَّ الحالات قد تختلف وتفترق لكنَّها تتفق وتتحد في المحددات الأساسية للبناء الأسري الناجح.

بقلم: نهلة كلزية




مقالات مرتبطة