أمراض تصيب العينين في الصيف ونصائح للوقاية منها

تتعرّض العينين خلال فصل الصيف للعديد من الأمراض المُتعلّقة بالحساسيّة الصيفيّة التي تنتج عن أجواء الصيف السائدة وارتفاع درجة الحرارة عن معدلاتها الطبيعيّة، وهذا ما يؤثر سلبًا على صحّة الرؤية عند الإنسان، فيما يلي سنُسلّط الضوء على أكثر الأمراض التي تصيب العينين في فصل الصيف، ونصائح مهمة للوقاية منها.



أولًا: تعريف وظيفة الرؤية، وأقسام العين

إن الرؤية تنتج عن عمليّة في غاية التنظيم والتعقيد، وتبدأ عندما يصل الضوء إلى العين التي تقوم بتحويله إلى إشارات كهربائيّة، تنتقل إلى الدماغ عن طريق العصب البصري، وتنتهي بتكوّن الصورة التي يراها الإنسان داخل الدماغ، وتتألف العين من العديد من الأجزاء المختلفة والمتناسقة مع بعضها البعض وهذهِ الأجزاء هي:

1- حدقة العين: وهي البقعة الداكنة التي توجد في منتصف الجزء المُلوّن من العين، وتمتلك الحدقة القدرة على التوسّع والتقلّص استجابة للضوء، حيث يُمكن أن تتقلّص بشكلٍ كبير عندما تتعرّض للإضاءة القوية، وذلك لتحمي الشبكيّة من الضرر، كما ويُمكنها أن تتوسّع بشكلٍ كبير لمساعدة الإنسان على الرؤية في الظلام.

2- القزحيّة: وهي عبارة عن عضلة تتحكّم في حجم الحدقة، كما وتتحكّم بكميّة الضوء الذي يصل إلى الشبكيّة، وهي التي تعطي اللون للعينين.

3- العدسة: وهي الجزء الشفاف المحدّب من العين، والذي يعمل على تركيز الضوء بشكلٍ دقيق على شبكيّة العين.

4- العضلة الهدبية: وهي الحلقة التي تتصل بالعدسة، ويؤدي انقباضها واسترخائها إلى تغيير في شكل العدسة.

5- القرنيّة: وهي عبارة عن طبقة شفافة صافية اللون تغطي الحدقة والقزحيّة والحجرة الأماميّة للعين، وهذهِ القرنية مليئة بالنهايات العصبيّة ولا تحتوي على أوعية دمويّة على الإطلاق، وتعمل على الحفاظ على قوة التركيز في العين.

6- السائل العيني: يعمل السائل العيني على توفير الدعم والغذاء للعينين، وهما السائل الزجاجي الذي يتميّز بكثافتهِ ويوجد في الجزء الخلفي، والسائل المائي الموجود في الجزء الأمامي من العين.

7- الشبكيّة: وهي الطبقة العميقة في العين، وتحتوي على حوالي 120 مليون خليّة تقوم باستقبال الضوء، وتؤدي الشبكيّة أهم عمل في العين حيث تقوم بالكشف عن الضوء وتحويلهِ إلى إشارات كهربائيّة يُرسلها إلى الدماغ لتتم المعالجة والرؤية الصحيحة.

8- العصب البصري: تحتوي العين على حزمة كبيرة من الألياف العصبيّة التي تنقل المعلومات عن الضوء من شبكيّة العين إلى منطقة الدماغ، وهي كذلك المسؤولة عن معالجة المعلومات البصريّة، وإنشاء الصور، وهناك أنواع مختلفة من الألياف البصريّة يختص كل نوع منها بملاحظة وتسجبل المعلومات التي يُشاهدها الإنسان كالحركة، اللون، التباين، والشكل.

9- الصُلبة: وهو عبارة عن نسيج ليفي يغطي الجزء الخارجي من كرة العين إلّا القرنيّة، وهو يعمل على توفير الحماية لكرة العين، ويُسمى بالبياض.

10- المُلتحمة: وهي غشاء رقيق وشفاف يُغطي بياض العين والجزء الداخلي من الجفون، وتحتوي الملتحمة على الأوعيّة الدموية الدقيقة التي تساعد على حماية العين من التعرض للجراثيم الضّارة.

11- المشيميّة: وهي عبارة عن طبقة من النسيج الضّام الذي يصل بين الشبكيّة والصُلبة، وتحتوي على الكثير من الخلايا العصبيّة الماصة للضوء، وذلك لهدف التقليل من الإنعكاسات التي تحدث في الشبكيّة.

12- الغدد الدمعيّة: وهي عبارة عن غدد صغيرة توجد داخل الجفن العلوي، وهي تعمل في المحافظة على رطوبة العين ونظافة سطح العين، وحمايتها من الأذى، وذلك عن طريق إفراز الدموع التي يتم توزيعها على كامل سطح كرة العين عند الإغلاق والرمش.

ثانيًا: أكثر الأمراض التي تتعرّض لها العين خلال فصل الصيف

1- جفاف العين:

وهي من المشاكل الشائعة التي تصيب العين خلال فصل الصيف، وذلك نتيجة حدوث خلل في نوعية الدمع الذي يؤدي وظيفة مهمة وهي منح الرطوبة الكافية التي تساعد في الحفاظ على حركة العين الطبيعيّة، ويُمكن تلخيص أعراض جفاف العين بـ:

  1. الشعور بوخز وألم دائم في العين.
  2. الإحساس بحرقة شديدة في العين.
  3. الإحساس بوجود جسم غريب في العين.
  4. حكّة مستمرة في العين مع احمرارها.
  5. الشعور بالإرهاق والتعب بعد القراءة أو استعمال اللابتوب.
  6. عدم القدرة على وضع العدسات اللاصقة.
  7. تكوّن مخاط حول منطقة العينين على شكل خيوط.
  8. المعاناة من ضبابيّة الرؤية وتقطّعها.
  9. ثقل الجفون، والشعور بالإجهاد العيني.

وتُعالج هذه المشكلة عن طريق:

زيارة الطبيب المختص لإجراء الفحوصات الضروريّة، وأخذ العلاج المناسب كالمراهم العينيّة الخاصة، والقطرات التي تساعد على ترطيب العين وتعويض نقص الدمع.

 

اقرأ أيضاً: جفاف العين – أسبابه – أهم طرق علاجه


2- حساسيّة الملتحمة:

وهو نوع من الالتهابات التي تصيب ملتحمة العين والغشاء الذي يُغطي العين، وعادةً ما يحدث هذا المرض في كلتا العينين خلال فصل الربيع والصيف بالتحديد وذلك نتيجة انتشار المسببات التي تُثير الحساسيّة كغبار الطلع، المواد الكيميائيّة، والتعرّض لأشعة الشمس القوية وبالتحديد الأشعة فوق البنفسجيّة، وتتلخّص أعراض هذهِ المشكلة الصحيّة بـ:

  1. احمرار في منطقة تحت ملتحمة العين، مع نزول بعض الإفرازات.
  2. نزول الدموع الغزيرة من العينين.
  3. زيادة الحساسيّة للضوء والحكّة.
  4. نزول خراجات خيطيّة من العين.
  5. حدوث انتفاخ في العينين وثقل في الجفون.
  6. الإحساس بوجود بعض الأجسام الغريبة في العين.
  7. تشكّل القشور على الجفن.
  8. توسّع في الأوعية الدمويّة وبالتحديد في منطقة الملتحمة، وضبابيّة الرؤية.

وتعالج هذه المشكلة عن طريق:

زيارة الطبيب المختص الذي سيمنح المريض نوع من القطرات الستيرويديّة، وغيرها من القطرات التي تساعد على تقلّص الأوعية الدموية، وقطرات العين المضادة للإلتهاب.

بالإضافة لاتّباع بعض الإرشادات المهمة مثل:

  1. تجنّب فرك العينين.
  2. عدم التعرّض للمواد الكيميائيّة بمختلف أنواعها.
  3. عدم التعرّض للروائح القوية وبشكلٍ خاص الأصباغ والعطور.
  4. أغلاق النوافذ عند انتشار الغبار وحبوب الطلع.
  5. استخدام فلتر الهواء في الأماكن المغلقة.

3- التراخوما:

وهو من الأمراض الشائعة خلال فصل الصيف، ويُمكن تعريفهُ على أنّه مرض معدٍ حثري يُصيب العين، ويُسمى أيضًا بالرمد الحُبيبي، ويؤدي إلى احتكاك الرموش بالقرنيّة، وفي الحالات المتقدمة من الإصابة يتطلب التدخل الجراحي، وتزداد نسبة الإصابة بهذا المرض في المناطق الحارة وغير النظيفة، وعند تعرض الإنسان للحرارة المرتفعة والأشعة فوق البنفسجيّة، ويُمكن تلخيص أعراض هذا المرض بـ:

  1. انتفاخ في منطقة الجفن المحيط بالعين.
  2. ظهور بعض الندوب في منطقة القرنيّة.
  3. التهاب حاد في ملتحمة العين.
  4. الإحساس بحكة شديدة وغير طبيعيّة في العين.
  5. الإحساس بألم شديد في الجفون.
  6. انقلاب الجفن ونمو الأهداب داخل العين.
  7. تورّم في العقد اللمفاويّة.
  8. نزول بعض الإفرازات من العيم، ونزول الدموع الغزيرة.

وتُعالج هذه المشكلة عن طريق:

الذهاب إلى الطبيب المختص الذي سيمنح المريض بعض الأنواع من الأدوية ومضادات الحيويّة والمراهم، والخضوع لبعض العمليات الجراحيّة لنتف الرموش الداخلة في العين وإزالتها.

بالإضافة لاتّباع بعض النصائح المهمة مثل:

  1. الحفاظ على نظافة العينين وغسلها بشكلٍ مستمر.
  2. عدم التعرّض للحشرات والغبار.
  3. الحفاظ على نظافة الأيدي.

4- مرض الساد:

وهو من الأمراض الخطيرة التي كثيرًا ما يُصاب الإنسان بها نتيجة التعرّض المباشر لأشعة الشمس القوية خلال فصل الصيف بالتحديد، وذلك لتأثير هذهِ الأشعة السلبي على طبقات العين، وتتلخّص أعراض مرض الساد بـ:

  1. رؤية ضبابيّة أو مشوشة أو خافتة.
  2. صعوبة في الرؤية خلال الليل.
  3. حساسيّة للضوء.
  4. الإحساس بوجود هالات حول مصادر الضوء.
  5. الشعور بالحاجة إلى إضاءة قوية أثناء القراءة أو القيام بأي عمل يحتاج إلى تركيز.
  6. رؤية الألوان بشكل باهت أو مائل إلى اللون الأصفر.
  7. رؤية مزدوجة في عين واحدة.

وتعالج هذهِ المشكلة عن طريق:

  1. استخدام العدسات اللاصقة أو النظارات.
  2. الخضوع لعمل جراحي لإزالة العدسة الضبابيّة وزرع عدسة شفافة جديدة.

بالإضافة لاتّباع بعض النصائح المهمة مثل:

  1. عدم التعرّض لأشعة الشمس خلال فترة الظهيرة.
  2. ارتداء النظارات الشمسّة الواقية من أشعة الشمس.
  3. فحص العينين بشكلٍ دوري.
  4. تجنّب الأماكن التي يكثر فيها الدخان، وترك التدخين.


اقرأ أيضاً:
6 أمراض تسبّبها أشعة الشمس في الصيف


رابعًا: أهم النصائح التي تساعد في الوقاية من أمراض العين خلال الصيف

1- استخدام النظارات الشمسيّة:

يجب الحرص على ارتداء النظارات الشمسية سواء في الأجواء الممطرة أو المشمسة، وذلك لأن عدستها تمتص الأشعة فوق البنفسجية وتمنعها من التسلل إلى العينين، على أن تتوفر بعض الشروط المهمة في هذهِ النظارات كأن تكون كبيرة الحجم وعريضة لتغطي كل جوانب العينين حتّى لا تنفذ الأشعة من أطراف العدسات.

2- استخدام قطرات العينين:

في حال كان الإنسان يُعاني من مشكلة جفاف العين، عليهِ أن يواظب على استعمال القطرات العينيّة التي تساعد على الترطيب بشكلٍ يومي، وطبعًا بعد استشارة الطبيب المختص.

3- استخدام قبعة الشمس:

عند التعرّض لأشعة الشمس القوية، يجب على الإنسان أن يستخدم القبعات الشمسيّة الخاصة الكبيرة التي تساعد على منع الشمس من الوصول إلى العينين والمنطقة المحيطة بهما، وبشكلٍ خاص عند التواجد على شاطئ البحر.

4- عدم النظر إلى الشمس:

لأنّ شمس الصيف قوية وحارة كثيرًا، يجب على الإنسان أن يمنع نفسه من النظر المباشر إلى قرص الشمس، وذلك تجنبًا لتعرّض العين للحروق الشمسيّة التي تسبب لها العديد من الأمراض الخطيرة التي سبق وذكرناها لك.


اقرأ أيضاً:
فوائد وأضرار أشعة الشمس


5- استخدام العدسات اللاصقة:

تساعد العدسات اللاصقة في الحفاظ على العين ووقايتها من التعرض للأشعة فوق البفسجيّة بشكلٍ مباشر، لهذا من الأفضل استخدام هذا النوع من العدسات اللاصقة بالإضافة للنظارات الشمسيّة، مع ضرورة غسل العدسات وتعقيمها بشكلٍ يومي باستخدام المعقم الخاص.


اقرأ أيضاً:
8 نصائح يجب أن تلتزم بها عند وضع العدسات اللاصقة


6- الحفاظ على نظافة العين:

من الضروري أن يواظب الإنسان على غسل العينين بالماء النقي يوميًا لعدة مرات، وفور الخروج من البحر أو المسابح، مع ضرورة عدم استخدام أدوات الغير كالمناديل، والمناشف، وذلك تجنبًا لانتقال العدوى.

7- تجنّب الجلوس أمام الشاشات:

خلال فصل الصيف على الإنسان أن يتجنّب الجلوس الطويل أمام شاشة التلفاز أو اللابتوب، وذلك لأنّ الأشعة التي تصدر من هذهِ الأجهزة الإلكترونيّة تتسبّب في جفاف العينين.

خامسًا: نصائح غذائيّة للحفاظ على صحة العينين

  1. الحرص على تناول وجبات يوميّة من الأطعمة التي تحتوي على عنصر الأوميجا3 الذي يُساعد على تقوية النظر، والحفاظ على رطوبة العين، كتناول الأسماك البحريّة بكل أنواعها، المكسرات، وبذور الكتان.
  2. تناول وجبات يوميّة من الأطعمة الغنيّة بفيتامين A الذي يُساعد في الحفاظ على صحة العين والنظر، ويوجد بكثرة في الجزر، السبانخ، الطماطم، المانجو، والبرقوق.
  3. تناول وجبات يوميّة من الأطعمة الغنية بفيتامين C الذي يحمي العين من الإصابة بالأمراض الخطيرة، ويوجد هذا الفيتامين في البرتقال، الجريب فروت، والفلفل الحلو.

شاهد: أهم النصائح للوقاية من أمراض العين المختلفة

وأخيرًا نتمنى عزيزي أن تتقيّد بكافة النصائح التي قدمناها لك، لتحافظ على صحة وقوة عينينك ونظرك خلال فصل الصيف.

 

المصادر:

  1. أمراض تصيب عينك في الصيف.. نصائح لتجنبها
  2. أجزاء العين ووظائفها
  3. تأثير أشعة الشمس على عينيك وكيف تحميها؟
  4. نصائح للحفاظ على البصر



مقالات مرتبطة