أكيد المتعة حلال!

أبحاث كثيرة تم إجراؤها على أشخاص عاديين قبل وأثناء وبعد فوزهم باليانصيب، حيث حصدوا هكذا وبدون مقدمات مئات الملايين من الدولارات! كانت النتائج صادمة للمجتمع العلمي الذي يعرف فيما أصبح اليوم علماً مستقلاً (علم السعادة) Science of Happiness، وهو علم تفرع من نظريات التفكير الإيجابي التي انطلقت في السبعينات الميلادية.



علماء السعادة في الجامعات صُعِقُوا من نتائج معدل السعادة لإنسان فاز بين عشية وضحاها بمئات الملايين، حيث ارتفع معدل السعادة لديه، لكن الخبر الذي أذهلهم أن مستوى السعادة عاد بعد عام كامل لنفس المستوى قبل الفوز بالجائزة المليونية! بالرغم أن طبيعة الحياة اختلفت وحل مكانها قصور فارهة وسيارات فاخرة، ولكن الأبحاث تؤكد أن هذه الأشياء تفقد بريقها وجمالها بمجرد الحصول عليها!

وهذا يجعلك عزيزي القارئ أمام سؤال قد يكون الأهم في حياتك: كيف أعيش حياة سعيدة وطيبة وأرفع معدلات السعادة والرضى؟ وهذا سؤال كبير ضلت في أوديته أعرق جامعات العالم، فلا تتوقع أنّ مقالاً عابراً كهذا سيقدّم لك جواباً، بقدر ما هي إضاءات هنا وهناك لنعيد التفكير في بعض المسلّمات في حياتنا! هل لو أصبح في حسابي اليوم مليار ريال سيكفل هذا لي السعادة بقية عمري؟ هل لو سكنت فيلا العمر ستنتهي كل منغصات الحياة؟

ما هو الحلم الذي تطارده اليوم وهل بتحقيقه سترسو حياتك على شاطئ الهناء والصفاء؟ صحيح أن هذه خطوات للسعادة لكن تأكد تماماً أنها لوحدها لن تجلب لك السعادة ما لم يكن لديك دعائم أخرى تنسج لك في قلبك خيمة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين اسمها (خيمة السعادة).

إقرأ أيضاً: كيف تحصل على السعادة والسلام الداخلي

لهذا فكر في قيم أخرى متجددة، لا تفقد بريقها إذا حصلت عليها، وهي مصدر لا ينضب حيث تمنحك الرضى الداخلي والتصالح مع نفسك ومن حولك، قيم مثل الارتباط بالله والعطاء ونفع الناس وتعليمهم والصفح عن الآخرين، وتجنب المنغصات وتعلم إدارة الذات، لأن مثل هذه القيم تعطي لحياتك معنى وقيمة مختلفة، وقد يكون هذا سر تحول كثير من أغنياء العالم كـ»بيل جيتس» وغيره للعمل الخيري في نهاية العمر، لأن المال بذاته لم يعد مصدر سعادة، ولا بد من البحث عن قيم تعطي لوجود الإنسان في هذه الدنيا هدفا وغاية. هذا لا يعني أن تترك نمط حياتك الحالي، وإنما اجعل لك روافد أخرى لتصل لنقطة التعادل هذه.

شاهد بالفيديو: 7 خطوات لبلوغ الرضا عن الذات

لأنّ أحرف المقال تلفظ أنفاسها، تذكر أمراً واحداً فقط: عوّد نفسك أن تستمتع بلحظتك الحاضرة، فلا تفكر بالماضي كثيراً فتحرقك شمس تأنيب الضمير ولا تطلق العنان للتفكير في المستقبل فتصبح على حافة هاوية سحيقة اسمها القلق! اصنع ابتسامة من الأمور الصغيرة حولك، صلاة تؤديها، تسبيحة في خلوة ترددها، اجتماع عائلتك، ابتسامة زميل، سهرة جميلة مع صديق، رسالة لطيفة من حبيب.. هذه المتع الصغيرة المتناثرة في يومك تصنع منك إنساناً سعيداً في نهاية المطاف، ونحن الآن نعيش فرحة عيد.. استمتع بكل تفاصيله واصنع منه أحداثاً لترسم ابتسامة محشوة بالجمال في وجه إنسان سكن حبه شغاف قلبك.. وكل عام وأنتم بخير.

 

المصدر: صحيفة مكة.




مقالات مرتبطة