أكبر 8 مخاوف تواجهها في الحياة وطرق التغلب عليها (الجزء الأول)

الخوف أمر طبيعي، لكن يجب ألا تدعه يعوق طريقك نحو النجاح، سنتحدث في هذا المقال عن 8 مخاوف تواجهها في الحياة وطرائق التغلب عليها.

هل تمنعك أعظم مخاوفك من تحقيق أكبر أحلامك؟ قد لا يتمكن الأشخاص الذين يلتزمون بمعايير عالية من النجاح بسبب الخوف من أمور مثل الفشل أو الرفض أو الضعف، لكن مع بعض الممارسات اليومية والتغييرات الفكرية، يمكنك تحويل أكبر مخاوفك إلى واحدة من أكبر الفوائد لديك.

سواء كنت على طريق تحسين الذات أم ريادة الأعمال أم تحقيق هدف كبير، فمن المرجح أنَّك مهتم بمواجهة كل ما يعوقك بشجاعة؛ لذا نقدم لك في هذا الجزء من المقال 3 مخاوف تواجهها في الحياة وطرائق التغلب عليها إلى الأبد.



أكبر 8 مخاوف في الحياة:

الخوف عاطفة فطرية تطورت لدى البشر لحمايتنا من الخطر، لكن في العصر الحديث، يمكن أن تمنعك المخاوف من تحقيق أكبر أحلامك، أو عيش حياة سعيدة.

يمكن للخوف أن يولِّد أموراً سيئة عديدة في المواقف الأكثر خطورة، غالباً ما يميز الأشخاص الخوف على النحو الآتي:

1. حالات التوتر:

رد الفعل الأكثر وضوحاً على الخوف هو التوتر، وهذه هي الطريقة التي تسجل بها أدمغتنا الخطر بصورة طبيعية، وتدخل في وضع "الكر أو الفر"، ويحدث هذا التفاعل كثيراً في اللوزة الدماغية (amygdala).

2. حالات الذعر:

عندما يثير القلق الشديد ردود فعل جسدية، يمكن أن تحدث نوبات الذعر، وغالباً ما تكون هذه استجابة لمواقف غير ملموسة وخيالية تبدو حقيقية جداً داخل عقلك.

3. حالات الرهاب:

تشمل بعض أنواع الرهاب الأكثر شيوعاً الخوف من الأفاعي، والعناكب والجراثيم ورهاب الخلاء (مساحات مفتوحة واسعة) ورهاب الأماكن المغلقة (الأماكن الضيقة) والأشباح.

4. حالات التجنُّب:

عندما نخشى الفشل أو الضعف، نتجنبه تماماً، يمكن أن يستمر هذا الخوف؛ لأنَّك لا تواجهه أبداً، ولا تحاول البحث عن أسبابه في نفسك.

بصرف النظر عن شكل الخوف، يمكن أن تشعر بأنَّه سجن عقلي لا مفر منه، يؤدي الخوف إلى قيود مفروضة على الذات وأفكار سلبية وتدني تقدير الذات والشك بالنفس، بدلاً من رؤية الاحتمالات كلها، يستحوذ الخوف على أفكارك ويرسل إلى عقلك رسالة مفادها أنَّ هذه الأمور قد تؤذيك أو تقتلك.

مهما كان رد الفعل، يجب أن تكون مطمئناً من أنَّ الخوف أمر طبيعي تماماً، وكل شخص يشعر به بطريقة أو بأخرى، مخاوف عدة لها أسباب نفسية حمتنا من الأذى في العصور القديمة، لكن في العصر الحديث، قد لا تعمل مخاوفك لمصلحتك.

ما هي أكبر مخاوفك؟

  1. الخوف من التحدث أمام الناس.
  2. الخوف من النقص.
  3. الخوف من الضعف.
  4. الخوف من الوحدة.
  5. الخوف من التغيير.
  6. الخوف من الفشل.
  7. الخوف من الرفض.
  8. الخوف من الوقت.

شاهد بالفيديو: كيف تتغلَّب على الخوف من الوحدة؟

سنتحدث في هذا الجزء من المقال عن 3 مخاوف، فلنبدأ:

1. الخوف من الفشل:

لقد سمعنا جميعاً خطابات تحفيزية عن الفشل، أجرى المخترع "توماس إديسون" (Thomas Edison) أكثر من ألف تجربة فاشلة قبل أن يخترع المصباح الكهربائي في النهاية، كما تلقى الممثل "دينزل واشنطن" (Denzel Washington) رفضاً كبيراً بعد تجربة التقدم إلى عشرات المسرحيات والأفلام قبل الحصول على دور.

هذه الأمثلة كثيرة وواضحة، ويمكن للأشخاص الناجحين تحديدها بعد فوات الأوان، لكن عندما تنظر إلى حياتك الخاصة، قد يخفي الخوف من الفشل نفسه على النحو الآتي:

  1. تحديد أهداف يسهل تحقيقها.
  2. تحديد أهداف عالية جداً حتى لا تتأذى إذا لم تحققها.
  3. وضع توقعات منخفضة لنفسك.
  4. تجنب هوايات أو رياضات أو أنشطة مهنية جديدة (التمسك بما تعرفه فقط).
  5. إخفاء مواهبك الإبداعية.
  6. طرح أفكار كثيرة وعدم تنفيذها أبداً.
  7. الشعور بالإحباط بسهولة بسبب العقبات والاستسلام في وقت مبكر جداً.
  8. المثالية (العمل الدائم من أجل ابتكار شيء مثالي بوصفه وسيلة للتسويف؛ لأنَّك لا تريد أن يكون مشروعك فاشلاً).

الخوف من الفشل يبقيك في منطقة الراحة الخاصة بك، ويمنعك من فعل أيِّ شيء تعتقد أنَّه محفوف بالمخاطر.

قال المؤلف ديل كارنيجي (Dale Carnegie): "يحدث النجاح بسبب الفشل؛ فالإحباط والفشل هما أضمن خطوات تحقيق النجاح".

كيفية التغلب على الخوف من الفشل؟

التغلب على الخوف من الفشل يبدو لطيفاً في الاقتباسات الملهمة، لكن كيف تتغلب على هذا الخوف يومياً؟

جرِّب طريقة الفشل في أمر ما كل يوم، وهذا الأمر مثالي لشخص يخفي خوفه من النجاح على أنَّه خوف من الفشل، فإذا كنت دائماً جيداً فيما تفعله، فمن المرجح أنَّك ترغب في البقاء في منطقة الراحة هذه لأنَّك ستشعر بالرضى.

الفرضية بسيطة: افعل شيئاً قد تفشل فيه كل يوم، وقد يبدو ذلك مؤلماً، لكن لا تقلق؛ إذ يمكن أن تكون هذه أمور صغيرة لا علاقة لها أبداً بأهدافك الأكبر، فمثلاً:

  1. إذا كنت مهووساً بالمثالية، أنشِئ لوحةً مجردة تماماً وغير كاملة، وعلِّقها على الحائط.
  2. إذا كنت سيئاً في الكتابة، دوِّن يومياتك كل يوم لمدة شهر.
  3. إذا كنت بصحة جسدية سيئة، حاول الانضمام إلى فريق رياضي للبالغين مع مبتدئين آخرين.
  4. إذا كنت ترغب في تجربة ركوب الأمواج أو التزلج، خذ دروساً في ذلك، واستمر في النهوض بعد كل سقوط.

يمكن أن تعزز هذه العملية ثقتك بنفسك؛ لأنَّها تساعدك على بناء المرونة في مواجهة الفشل، فإنَّ تجربة أمر غريب وإحراج نفسك والضحك على الأمر، هي خطوات هامة لتعزيز قدرتك على تقبل الفشل، فأنت تحاول القيام بأمر صعب كل يوم وتعتاد على استيعاب هذا الشعور.

يخشى معظم الناس أن يكونوا سيئين في أمر ما؛ لذلك لا يحاولون القيام به أبداً، قال دينزل واشنطن: "من الجيد أن تكون سيئاً في أمر ما؛ ومن ثَمَّ يمكنك التدرب على بناء مناعة من الفشل".

2. الخوف من الرفض:

الخوف من الرفض أحد أكثر المخاوف شيوعاً في العالم، ويخبرنا العلم أنَّ الرفض والألم الجسدي يشيران إلى المسارات نفسها في أدمغتنا.

ليس أمراً غريباً أن يكون الرفض من أقدم المخاوف عند جنسنا البشري، وفي الجزء الأساسي من دماغك الذي يسمى الجهاز الحوفي أو "دماغ السحلية"، فإنَّ أي شكل من أشكال الإنكار أو الاستبعاد يُنذِر بالخطر، مما يثير استجابة "الكر أو الفر"، إنَّ التوتر والشعور بالوحدة يزدادان بشدة، بينما ينخفض ​​الدافع وتقدير الذات.

سواء كنت تتعامل مع الإحراج الاجتماعي، أم التخلي عن شخص لا يريد أن يكون صديقك، أم تُحرم من فرصة مهنية هامة، تذكر أنَّ كل شخص قد تعرَّض للرفض في مرحلة ما من حياته، على سبيل المثال رفضت 12 دار نشر مختلفة رواية هاري بوتر (Harry Potter) للروائية "جي كي رولينغ" (JK Rowling) قبل أن تجد أخيراً ناشراً للكتاب؛ لذا يمكنك التغلب على هذا الخوف من الرفض عن طريق تعزيز ثقتك بنفسك وتعديل طريقة تفكيرك.

طريقة التغلب على الخوف من الرفض:

عدُّ الرفض طريقة لتوجيهك إلى مسار آخر، تخيل حياتك بوصفها ممراً طويلاً مليئاً بالأبواب، وأنت تطرق على أحدها (ربما شريك حياة أو وظيفة جديدة)، وكل من يجيب يرفضك تماماً، ويغلق الباب في وجهك.

بينما ينتهي الأمر بمعظمنا إلى الوقوف ساكنين والشعور بالحزن، فإنَّ أفضل طريقة للمُضي قُدماً ببساطة الطرق على باب آخر، ربما لم يكن من المفترض أن يكون هذا الشخص أو الفرصة من نصيبك؛ لأنَّ أمراً أفضل بكثير ينتظرك خلف باب آخر.

لماذا تريد شيئاً لا يريدك؟

يعني التغلب على الخوف من الرفض أن تلتزم بأعلى المعايير حتى تتمكن من التخلي عن الفرص غير المناسبة لك، وبالتأكيد هذا لا يعني أنَّ الرفض لن يضر.

3. الخوف من التغيير:

التغيير هو الفعل الثابت الوحيد في الحياة، فحتى الروتين المتكرر نفسه تطرأ عليه تغييرات بسيطة يومياً، ومن الناحية النفسية، فإنَّ الروتين الذي يمكن التنبؤ به يلبِّي احتياجاتنا الأساسية من الراحة والألفة، وإنَّ القدرة على التنبؤ تجعلنا نشعر بالأمان.

مع ذلك، يخشى معظمنا التغيير؛ لأنَّنا نشعر بأنَّنا خارج نطاق السيطرة، ونخرج من منطقة الراحة الخاصة بنا، وعلى نطاق صغير يمكن أن يظهر الخوف من التغيير على شكل إحباط بسبب التغييرات، أو الشعور غير المتوقع بالإرهاق من مهام الوظائف الجديدة خارج المسؤوليات اليومية.

قد يُظهِر الأشخاص أيضاً مقاومة لتغيير العادات السيئة، أو تطوير إجراءات جديدة، ويتفاقم الخوف بصورة كبيرة عند ظهور اضطرابات هائلة، مثل الانفصال أو الانتقال إلى مكان جديد، أو محاولة بدء مشروع تجاري جديد.

عندما تتصدى للتغيير، فإنَّه يمنعك من التقدم أيضاً، ويبقيك في حالة ركود، وقد تجد صعوبةً في محاولة مواجهة أنماطك وتحسين نفسك، وإنَّ الخوف من التغيير يمنعك في النهاية من النمو والتطور.

شاهد بالفيديو: 12 أمراً يساعدك في التغلب على الخوف

يقول رجل الأعمال هنري فورد (Henry Ford):

"إذا كنت تفعل دائماً ما كنت تفعله دائماً، فستحصل دائماً على ما لديك دائماً". علينا جميعاً أن نواجه الحقيقة الأساسية: يمكن أن يتغير واقعك بين عشية وضحاها، أو حتى في لحظة واحدة؛ من مكالمة هاتفية واحدة، أو محادثة واحدة، أو حدث إيجابي أو سلبي؛ فهذا كل ما يتطلبه الأمر.

يعدُّ تطوير موقف قابل للتغيير أمراً ضرورياً لحمايتك من القلق والتوتر الناتج عن الظروف المتغيرة؛ لذا بدلاً من مقاومة التغيير، يمكنك تقبله بوصفه جزءاً من تطورك.

طريقة التغلب على الخوف من التغيير:

القدرة على التكيف هي القدرة على التعديل وفق الظروف الجديدة، إنَّها أيضاً من أكثر المهارات الوظيفية المرغوبة بين أرباب العمل.

إذا كنت تريد أن تصبح أكثر قابلية للتغيير، فجرِّب بعضاً من هذه الممارسات البسيطة:

1. تغيير الأمور:

من أسهل الأمور التي يمكنك القيام بها يومياً للتكيف مع التغيير هو ببساطة تبديل أمور صغيرة من روتينك، وإذا كنت تنظف أسنانك عادة بيدك اليمنى، فحاول استخدام يدك اليسرى، وإذا كنت تسلك دائماً الطريق نفسه إلى العمل، فجرِّب بعض الطرق الفرعية، إذا لاحظت أنَّك تكرر كلمات معينة لا تحبها، فاستبدلها بمفردات جديدة، يمكن أن يساعد ذلك على بناء المرونة العقلية، وتحسين وظائف الدماغ حتى تتمكن من حل المشكلات بصورة أفضل، وتكون أكثر استعداداً للتعامل مع الواقع المتغير باستمرار.

2. تجربة شيء جديد:

يرتبط التعرض لمحفزات جديدة بامتلاك ذاكرة أفضل، والمزيد من الإبداع، وتحسين صحة الدماغ، وطول العمر، وزيادة السعادة عموماً.

3. التصرف بعفوية:

ربما تكون العفوية العدو الأكبر لمن يخشى التغيير، وأنت بحاجة إلى خطة قوية تكشف بالضبط توقعاتك عن التغيير؛ لكنَّ الخروج من روتينك يمكن أن يحسن بصورة كبيرة مرونتك عن الخطط والتوقعات؛ لذا حاول الخروج تلقائياً في نزهة، أو الذهاب في رحلة طويلة، أو دعوة الأصدقاء لقضاء بعض الوقت معاً.

4. قراءة كتاب جديد:

اختر كتاباً من نوع أو موضوع من المحتمل أن تتجاهله، وانطلق بطريقة تفكير واضحة، وحاول أن تفهم سبب تأليف المؤلف للكتاب، أو كيف يمكنك التعلم منه.

5. تبنِّي عقلية النمو:

على عكس شخص لديه عقلية ثابتة يُعتقد أنَّ الذكاء ثابت، يعتقد الشخص الذي يمتلك عقلية النمو أنَّ الذكاء يتطور باستمرار، وتسمح لك هذه العقلية بتبني التغيير، والسعي إليه من خلال تعلم أمور جديدة، والنتيجة هي حلقة إيجابية من التغذية الراجعة، وتعلُّم أمور جديدة تغير عمل الأعصاب في دماغك؛ لذلك تشعر بأنَّك أكثر استعداداً لتعلُّم المزيد والتكيف مع الظروف المتغيرة.

إقرأ أيضاً: كيف تواجه مخاوفك اللامنطقية وتبقى قوياً رغم جميع الظروف؟

في الختام:

الخوف أمر طبيعي، لكن يجب ألا تدعه يعوق طريقك نحو النجاح، وقد تمنعك أعظم مخاوفك من تحقيق أكبر أحلامك، وقد لا يتمكن الأشخاص الذين يلتزمون بمعايير عالية من النجاح بسبب الخوف من أمور مثل الفشل أو الرفض أو الضعف، لكن مع بعض الممارسات اليومية والتغييرات الفكرية، يمكنك تحويل أكبر مخاوفك إلى واحدة من أكبر الفوائد لديك.

إقرأ أيضاً: تعرّف على أكثر 5 مخاوف شيوعاً بين الناس

لقد تحدَّثنا في هذا الجزء من المقال عن 3 أنواع من المخاوف؛ وهي الخوف من الفشل، والخوف من الرفض، والخوف من التغيير، وسنتابع الحديث في الجزء الثاني والأخير عن الأنواع الخمسة الأخرى، فتابعوا معنا.




مقالات مرتبطة