أفلام ملهمة يجب على كل امرأة أن تشاهدها

من قال إنَّ القصص الملهمة يجب أن تكون دائماً قصص نجاح باهر وشهرة كبيرة؟ ومن قال إنَّنا إذا ما نظرنا قليلاً إلى واقعنا لن نجد العشرات من القصص التي نحتاجها لندرك بوضوح أنَّ الحياة ستستمر مهما كانت قاسية وصعبة.



لذلك علينا متابعة السير وجعل الرحلة جميلة قدر استطاعتنا؛ ولذا اخترنا لكم مجموعة من الأفلام التي تحكي قصصاً واقعية لنساءٍ من عصورٍ وبيئاتٍ ومجتمعات مختلفة بعضهن تمكنَّ من التغلب على الظلم وبعضهن الآخر فشلن، لكنَّ قصصهن بقيت ملهمةً لكثير من النساء في العالم، فكثيراً ما نستلهم القوة التي نحتاجها من المأساة ومن الألم ومن محاولات الحياة على الرغم من كل شيء.

أفضل 5 أفلام ملهمة يجب على كل امرأة أن تشاهدها:

1. رجم ثريا:

ليس غريباً على السينما الإيرانية تقديم الأفلام العظيمة، وربما يمكن عَدُّ هذا الفيلم واحداً من أكثر الأفلام الإيرانية تأثيراً، فهل تعتقدين أنَّ الظلم بحق النساء قد انتهى؟ وهل تعتقدين أنَّ ما يصيب النساء حول العالم من أذىً لا يصيبك أنت؟ وهل تظنين أنَّ كلمة "لا" ستكون كافية لتحمي نفسك؟ إن اعتقدتِ هذا، فشاهدي فيلم رجم ثريا.

الفيلم مأخوذ عن رواية الكاتب الفرنسي إيراني الأصل "فريدون صاحب جم"، والمؤسف أنَّ الكاتب لم يحكِ تفاصيل القصة من نسج خياله؛ بل هي قصة حقيقية سمعها بالصدفة من خالة "ثريا زهرة"، و"ثريا" كانت ضحية مجتمع منافق وجبان يجعل الضحية جلاداً والمظلوم ظالماً ليبرر دناءة أفعاله، ويخلع ثوب القبح ويلبسه للأضعف ليجد حجة لرجمه، وأيَّة حجة ستكون أعظم وأكثر وقعاً على مجتمع قرية إيرانية صغيرة مثل الزنا.

"ثريا" بلعبة خبيثة من الزوج تُتهم بالزنا، وفي عام 1986 تُرجَم "ثريا" على مرأى أهل القرية، الحجر الأول الذي فج رأسها وفج رأس العدالة في اللحظة ذاتها كانت من ابنها، وتوالت بعدها الضربات، وتوالت الحجارة بالسقوط على رأسها، حتى ماتت مظلومة وبريئة والقهر يأكل قلبها، وفي عام 1994؛ أي بعد عشر سنوات تقريباً أصدر "فريدون" كتابه بعنوان "رجم ثريا" ليحكي تفاصيل ما جرى، وفي عام 2008 تحولت القصة إلى فيلم.

ربما "ثريا" من النساء المحظوظات لأنَّ قصتها خرجت إلى النور لأنَّ أحدهم امتلك شجاعة رفض الظلم، وماذا بشأن الآلاف من "ثريا" حول العالم؟ سيتركنا هذا الفيلم طويلاً أمام هذا السؤال عاجزين ومكبَّلين بضعفنا.

"رجم ثريا" فيلم يشعركِ بالحسرة والعجز والظلم وبالوقت ذاته يمدك بالقوة، وأعتقد أنَّكِ بعد مدة ستكونين قادرةً على نسيان الأحداث والقصة والممثلين ولكنَّك لن تتمكني أبداً من نسيان مشهد الرجم لأنَّ الحجارة لم تفج رأس "ثريا" فقط؛ بل فجت رأس كل امرأة في هذا العالم، والفيلم من بطولة "شُهرة أغداشلو" وإخراج "سيروس نورسته".

2. نساء صغيرات:

"جو مارش"، تأكدي أنَّكِ لن تتمكني من نسيان هذا الاسم بعد متابعتك هذا الفيلم المبهر بكل تفاصيله من الشخصيات إلى الأزياء إلى الموسيقى والإخراج، والعذوبة والجمال من العيار الثقيل، والكثير من الحب من الصداقة والعطاء والانتظار والأحلام.

الفيلم يرصد حياة ونشأة أربع فتيات يعشن مع أمهن في انتظار عودة الأب الذي تطوع في الجيش في أثناء الحرب الأهلية الأمريكية، وهذا ما يجعل "جو" مضطرة إلى العمل لمساعدة أسرتها.

"جو" الفتاة الحالمة الكاتبة المختلفة جداً عن القوالب النمطية لفتيات عصرها ستلهمك بلا شك بقوَّتها وشجاعتها، وفي الوقت نفسه ستشعرين بالحزن لأنَّ الحياة دائماً ما تسبق "جو" بخطوة، فهي تهتم لحياة أفراد أسرتها أكثر من حياتها الخاصة ولمشاعر الجميع قبل مشاعرها.

تكتب "جو" قصصاً ممتعة وتبيعها لأنَّها تعتقد أنَّ الحياة حزينة بما يكفي، ولن تسحرك فقط "جين فميغ" و"إيمي" و"بيث" جميعهن فتيات رائعات على اختلافهن واختلاف رغباتهن وأحلامهن، وربما ستكون "بيث" الرقيقة جداً الأتعس بينهن لأنَّ المرض يتمكن منها ويترك لعائلتها حسرة كبيرة.

الفيلم من الأفلام القليلة جداً القادرة على جعلك تبتسمين حتى في أشد اللحظات حزناً، وهو واحد من الأفلام التي تقول لك في النهاية سيكون كل شيء على ما يرام فقط لا تيأس، والفيلم مأخوذ عن الرواية الساحرة للكاتبة "لويزا ماي ألكوت"، وحصل على جوائز عدة منها جائزة اختيار النقاد، وأوسكار أفضل أزياء، وأفضل سيناريو مقتبس، وهو من بطولة "سيرشا رونان" بدور "جو مارش"، "إيما واتسون" بدور "ميغ"، و"فلورنس بيو" بدور "إيمي".

شاهد بالفديو: 15 اقتباس عن الإلهام والتحفيز

3. سيلفيا:

سيبقى مشهد وضع "سيلفيا" لرأسها داخل الفرن في عقلك لفترة طويلة، "سيلفيا" التي لم ترمق العالم خلفها حتى بنظرة أخيرة، وضعت طفليها في غرفة، ووضعت لهما الطعام، وأحكمت إغلاق الباب، لتدخل إلى المطبخ وتضع رأسها بالفرن لتنهي حياتها.

الفيلم يحكي سيرة ذاتية للشاعرة الأمريكية "سيلفيا بلاث"، "سيلفيا" الفتاة التي كانت تنتظر أن تجعل عالمها مليئاً بالقصائد تحولت إلى امرأة تهرب من عجزها عن الكتابة إلى صنع الفطائر، إنَّها الشاعرة التي قتلتها رتابة المنزل وروتين العناية بالأطفال، وصراخهم الدائم، وجدت نفسها مسؤولة عن ترتيب حياة زوجها الشاعر "تيد هيوز" ليتمكن من الكتابة، ليلمع هو بينما تنطفئ هي، ليحقق ذاته بينما تذوب ذاتها بين جدران المنزل، وأخيراً ليوجه لها الضربة القاضية بخيانته لها مع إحدى صديقاتها وفي منزلها.

"سيلفيا" على الرغم من المحاولات الكثيرة التي قامت بها لم تنجح بسد ثقوب قلبها، ولم تتمكن من رفضه مرة أخرى عندما جاء إليها بعد طلاقهما، ليرجع ويتركها في الليلة الثانية، وستسألين نفسك دائماً هل فعلاً "تيد" هو مَن فعلها؟ هو من كان سبباً في ذهابها إلى الموت بكل هذه الخفة؟ أم أنَّ "سيلفيا" حاولت فقط أن تزيح عن كاهلها ثقل الحياة الذي لم تكن مرة قادرةً على احتماله؟ فهي الفتاة التي حاولت الانتحار في مراهقتها على الرغم من النعيم الذي كانت تعيشه.

في النهاية وبعد مشاهدتك هذا الفيلم، عليكِ أن تدركي جيداً أنَّ حياتك لا يجب أن ترتبط بحياة أحد، وأنَّ قصتك الخاصة يجب أن تبقى قصتك أنت، فالأحلام وحدها قادرة على جعلك تحلقين لا تقدمينها طعماً لأحلام غيرك.

الفيلم من إنتاج عام 2003، وقد أبدعت المخرجة "كرستين جيفس" في إظهار والتقاط التفاصيل التي تجعل الفيلم قادراً على لمس أي شخص يشاهده من نساء أو رجال، وقد أضاف أداء الممثلة الجميلة "جوينيث بالترو" إلى العمل الكثير من الصدق بسبب أدائها المتقن وبراعتها في إظهار مشاعر "سيلفيا".

معظم المشاهد ستبقى عالقةً في رأسك، وخاصةً تلك المشاهد التي تجمعها مع "تيد" في نقاشات، ولن تنسي أبداً ملامحها، وضعفها عندما قالت: "أنا أبقى في المنزل بينما تبني أنت مجدك اللعين"، وتقول "سيلفيا": "توجد فقط شبكة صغيرة، لا يوجد مخرج، ونحن نقول لكل نساء الأرض المخرج موجود فقط انظري جيداً".

إقرأ أيضاً: 5 خطوات لإعطاء الأولوية لنفسك

4. الشيطان يرتدي برادا:

هل هذا ما تريده النساء؛ ملابس جميلة، وماركات عالمية؟ ربما ستجدين الإجابة واضحة جداً في هذا الفيلم، إن كنتِ ممتلئة من الداخل، وإن كنتِ حقيقية بالقدر الذي يجعلك تدركين أنَّ كل البريق الذي يحيط بنا مزيف وأنَّه مجرد خدعة، فستكونين قادرة على الرفض، وعلى القضاء على بذرة التفاهة التي يحاول هذا العالم أن يسقيها لتنمو داخلك على حسابك أنت وحساب نظرتك الحقيقية للعالم.

"ميراند بريستلي" رئيسة تحرير إحدى أشهر المجلات المتخصصة بالموضة والأزياء، تقوم "ميريل ستريب" بأدائها الطاغي والمبهر بهذا الدور، فالقصة تبدأ عندما توافق "ميراندا" على الشابة "أندريا" التي تقوم بدورها الممثلة "آن هاثاواي" لتكون سكرتيرتها الخاصة، و"أندريا" الفتاة التي كان لديها حلم تسعى إلى تحقيقه تجد نفسها فجأة في عالم لا يشبهها، لكنَّ بريقه أبهرها في البداية وكاد أن يجعل منها نسخة أخرى عن الوحش الذي يرتدي برادا.

لكنَّها انتصرت في النهاية وهذا النصر كان أجمل ما في الفيلم؛ وذلك لأنَّه انتصار للمرأة على محاولات تسليعها العصرية، وعلى محاولات جعلها مجرد لعبة ترتدي ملابس جميلة، وانتصار للأحلام الحقيقية للمرأة الحقيقية.

لا يمكن تجاهل الإخراج العبقري الذي حوَّل فكرة بكل هذه البساطة إلى فيلم عميق جداً ويحمل رسالة واضحة وهامة، ولن ننسى الأداء العظيم لـ "ميريل ستريب" واللافت لـ "آن هاثاواي". والفيلم من إنتاج عام 2006، ومن إخراج "ديفيد فرانكل".

إقرأ أيضاً: أفضل 10 أفلام رومانسية عليك مشاهدتها

5. المساعدة:

ربما تكون العنصرية الرسالة الأولى والأوضح للفيلم، لكن بعد أقل من عشر دقائق من المتابعة ستجدين نفسك بين عشرات النساء، وبين عشرات من القصص المؤلمة من البحث عن الحرية وعن الأمومة وعن الرجل والزواج في عالم حدد للمرأة دوراً لا يجب الحياد عنه، وتدور أحداث الفيلم في ستينيات القرن الماضي وتحديداً في ولاية "ميسيسيبي" في "أمريكا" عندما كانت العنصرية ضد السود على أوجها.

تبدأ قصة الفيلم بعودة الشابة "سكيتر" التي تقرر كتابة قصص الخادمات الزنجيات وما يتعرضن له من ظلم داخل البيوت التي يعملن بها، والفيلم يتحدث عن الشجاعة وعن اللحظة التي يجب أن نقرر فيها إيقاف الظلم ورفضه، وعن التقدير الذي يجب علينا أن نقدمه دائماً لأنَّه يعطي الكثيرين الإحساس بوجودهم وأهميتهم ويعطيهم القوة اللازمة لقول "لا" عندما يحتاجون.

الفيلم صدر عام 2006 من بطولة "إيما ستون" و"فيولا ديفيس" و"أوكتيفيا سبنسر" التي فازت بجائزة أوسكار لأفضل دور مساعد عن أدائها في هذا الفيلم.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح فعالة تعلّمنا كيف نقول "لا"

في الختام:

قد تكون الأفلام إحدى الطرائق التي تعرفكِ إلى العالم من حولك وتكون ملهمةً لك في كثيرٍ من الأوقات الصعبة؛ لذلك عليك أن تختاري بعناية الأفلام التي تشاهدينها، فالمتعة ليست إلاً سبباً واحداً من بين العديد من الأسباب التي نشاهد الأفلام من أجلها.




مقالات مرتبطة