أفضل 4 خطوات لتقول "لا"

طفلتي البالغة من العمر 3 سنوات أفضل منِّي في بعض الأشياء، على الرغم من صعوبة الاعتراف بذلك، لكن غالباً ما أركز على ما يجب أن أعلِّمه لابنتي، وبالمقابل يكون من السهل أن أتجاهل ما تعلمني إياه.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة "هيلاري بارنيت" (Hillary Barnett) والذي تقدم فيه 4 نصائح لتجاوز الشعور بالإحراج من الرفض.

لقد صدمَتني الطريقة اللامبالية التي قالت بها هاتين الكلمتين؛ إذ إنَّها قالتهما بكل بساطة من دون قيود، ومن غير أن تُظهر أيَّ انفعال عاطفي، فلم تقل مثلاً شيئاً من قبيل: "أنا آسفة لكنَّني لا أرغب في هذه الوجبة اليوم، آمل ألَّا يكون رفضي مُزعجاً لك"، أو شيئاً مثل: "لست واثقة.. امنحيني بعض الوقت لأفكر ومن ثم أجيبك"، ولم تقل: "لا أرغب في ذلك، لكن إذا أصريتِ فلا أعتقد أنَّني أمانع"، على الرغم من أنَّها سمعَتني أقول هذه العبارات مرات أكثر من أن تُحصى.

بالطبع أنا لا أوصي بالرفض عن طريق قول "لا" فحسب، فهذا يبدو تصرفاً وقحاً وقد يمنعك من تكوين صداقات، ومع ذلك، فأنا لا أعتقد أنَّ الرفض المهذب بقول "لا، شكراً" خارج عن نطاق اللباقة، فهو يضيف لمسة من الكياسة إلى أسلوب الرفض، ويجعل الطرف الآخر يشعر أنَّك تقدر عرضه على الأقل، لكن للأسف، حتى هذا الأسلوب اللطيف أصبح مُحرماً في ثقافتنا، فنحن نشعر بالخجل من رفض طلب ما.

علينا تبرير رفضنا من خلال تقديم أعذارنا، وبذلك نُلقي عن كاهلنا أعباء الالتزامات؛ إذ إنَّ لدينا رغبة في جعل جميع من حولنا يشعرون بالرضى، وهذا أمر يُنهكنا ويجعلنا نتخبط.

ومع ذلك، تُعَدُّ القدرة على الرفض أمراً هاماً جداً في جميع نواحي الحياة، في العمل والعلاقات والإبداع؛ إذ من دون القدرة على الرفض لن نكون قادرين على إيلاء الاهتمام للأشياء التي تهمُّنا حقاً، ولن نتمكن من عيش حياة سهلة.

شاهد بالفديو: 7 نصائح فعالة تعلّمنا كيف نقول لا

قد يكون الرفض صعباً على الكثيرين، لكن بهذه الخطوات ستتمكن من ذلك:

1. اعرف الأمور الأكثر أهمية بالنسبة إليك:

إنَّ ما نعنيه بالأمور الأكثر أهمية، هو الأشياء التي لا تكون مُستعداً لتساوم عليها، ولتتعرف إليها أكثر، ما عليك سوى أن تتذكر قائمة مهامك أو حسابك المصرفي، فهذه أمثلة عن بعض الأمور التي تعني لك الكثير.

بعد أن تتعرف إلى الأمور الهامة بالنسبة إليك، تستطيع تحديد ما إذا كانت هذه الأمور توجهك في الاتجاه الذي تريده، أمَّا إذا لم تكن تعرف ما هي الأشياء الأكثر أهمية بالنسبة إليك، ولم تكن لديك بوصلة، فإنَّ الرفض أو القبول سيكون مهمة شاقة بالنسبة إليك.

إقرأ أيضاً: هل تعيش حياة مُستعجلة، أم حياة ذات أهمية؟

2. ضع في حسبانك المهام التي على عاتقك في الوقت الحالي:

قد تكون في بداية مشروع جديد، أو أنَّك رُزِقتَ بمولود جديد، أو أنَّك تضع كل طاقتك في عمل ما، وربما أنت الآن في استراحة لا أكثر؛ لذلك تمهَّل وقيِّم وضعك الحالي، واجعل تقييمك مُرتكزاً على الأمور الهامة بالنسبة إليك.

أحياناً يكون معنى الرفض أنَّ الوقت ليس مناسباً الآن لهذا الأمر.

3. حدد من يستنزف طاقتك ومن يعززها:

من الضروري أن تعرف الأشخاص المُشجعين والداعمين، والذين يكون لوجودهم فائدة في حياتك، واعرف العملاء الذين تُحب العمل معهم، والمشاريع التي تثير حماستك وشغفك، فهذه الأشياء التي يجب أن تُركِّز عليها، أمَّا الباقي فيمكنك رفضه بسهولة.

إقرأ أيضاً: 9 أنواع من مصاصي الطاقة يجب أن تحمي نفسك منهم

4. تخيل الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه:

تخيل حياتك بعد خمس سنوات من الآن، وتخيل الأشخاص الذين تقضي معهم وقتك والعمل الذي ستقوم به وكيف تقضي وقت فراغك.

يساعدك هذا التمرين على معرفة ما هي الأشياء التي تساعدك على تحقيق المستقبل المنشود، والأشياء التي تعوقك عن تحقيقه، ومن ثمَّ يمكنك الاستغناء عن كل ما يشكل عقبة في طريقك.

درِّب نفسك على قول "لا، شكراً" حتى تعتاد على ذلك وتتغلب على الشعور بالإحراج، ثم جربها في الواقع، وحاول أن تقولها لشخص ما، ستتفاجأ بأنَّهم لن يمتعضوا كما كنت تعتقد؛ بل ستشعر على الأغلب بالبهجة وبلذة السعي وراء الهدف، وما يهم أكثر من كل ذلك، هو أنَّك ستصبح قادراً على قبول الأشياء التي تعنيك كثيراً.

المصدر




مقالات مرتبطة