أشياء ضرورية لحدوث التغيير

فكِّر في آخر مرة اضطررت فيها إلى إجراء تغيير، فبالنظر إلى العالم الذي نعيش فيه اليوم، ربما حدث التغيير الأخير الذي أثَّر فيك بالأمس أو اليوم، مثل تغيير تنظيمي في شركتك أو تطور جديد هام في مهنتك أو تغيير فيما يريده عملاؤك أو قانون جديد ناشئ عن جائحة كورونا.



إذا كنت مثل معظم الأشخاص، فمن المحتمل أن يكون رد فعلك الأولي على هذا التغيير الأخير سلبياً أكثر منه إيجابياً، مثل أن تعبِّر عن ذلك بغضب وإحباط إلى جانب شعور بالرهبة والضيق.

لماذا تُعدُّ فكرة التغيير - وخاصة التغيير المفروض علينا - غير مرحب به في كثير من الأحيان؟ فنظراً للتغييرات الهائلة والاضطرابات التي شهدتها السنوات القليلة الماضية على عديد من المستويات؛ كان لا بدَّ من أن نعتاد التغيير الشخصي والمهني الذي نشهده باستمرار.

لا يحبُّ البشر التغيير بطبيعتهم:

يعود سبب خوفنا من التغيير إلى تجربتنا معه بصفتنا نوعاً بشرياً، فبالنسبة إلى معظم تاريخ البشرية كان التغيير خطيراً وكان الإجراء الأكثر أماناً هو العودة إلى ما نعرفه دائماً، فإذا حدثت مجاعة نرغب في العودة إلى تناول الطعام بصورة طبيعية، وإذا تعرضت بلادنا لغزو أو احتلال نرغب في العودة إلى السلام والازدهار، ففي معظم الأوقات كانت العودة إلى مجموعة سابقة من الظروف المستقرة هي الحل الأمثل.

وجد الناس طوال آلاف السنين أنَّ معظم التغييرات تمثل تهديداً، لكن اليوم ولكي نكون ناجحين غالباً ما يتعين علينا إجراء تغييرات في كيفية عملنا ومن نعمل معه وكيفية تعاملنا مع العملاء، إذاً ما الذي يجب أن يفعله الإنسان؟

إليك فيما يأتي خمسة أشياء عليك فهمها يمكن أن تساعدك على أن تصبح أكثر قدرة على التغيير:

1. اكتشاف المزيد:

عندما نواجه تغييراً غير متوقع، فإنَّنا غالباً ما نتوقف عن العمل ما إن نسمع كلمة "مختلف"، لكن توجد بعض المعلومات الأساسية تتعلق بأيِّ تغيير ستساعدك على تحديد أفضل السبل للاستجابة له، منها:

  • استفسر عن ماهية التغيير، وما يعنيه بالنسبة إليك عملياً.
  • اسأل عن سبب حدوث ذلك حتى تحصل على فكرة عن الفوائد المحتملة له.
  • اسأل الشخص الذي يثير التغيير عن الشكل الذي سيبدو عليه مستقبل ما بعد التغيير، وكيف سيؤثِّر ذلك في عملك وعملائك وموظفيك، إذا كان لديك ذلك يمكن أن يؤدي الحصول على هذه المعلومات الأساسية إلى جعل التغيير يبدو أقل إرباكاً وأكثر قابلية للفهم.

2. تجنُّب افتراض صعوبة تطبيق التغيير:

عندما نسمع في أغلب الأحيان عن التغيير لأول مرة، نفترض أنَّه سيكون صعباً؛ لأنَّنا لا نعرف كيف نقوم به أو أنَّ الآخرين سيجعلونه صعباً، لكن بدلاً من ذلك وجِّه عقلك نحو كيفية تسهيل الأمر، فهل هناك شخص يعرف بالفعل كيف يفعل ما يُطلب منك فعله، ويمكنه مساعدتك؟ أو هل يوجد تدريب متاح؟ أو هل يمكنك التحدث إلى مديرك في العمل أو إلى الآخرين الذين يروِّجون للتغيير حول ما يتطلبه الأمر؟

شاهد بالفديو: قرارات هامة لتغيير حياتك نحو الأفضل

3. تحديد الفوائد التي سيعود التغيير عليك بها:

نحن نعتقد أنَّ التغيير سيأخذ منا أكثر ممَّا يعطينا، مثلاً، تعلُّم كيفية القيام بذلك سيستغرق وقتاً لا يمكننا توفيره أو أنَّه سيضر بسمعتنا؛ إذ سنسيء القيام بشيء لم نعتد فعله؛ ولكنَّ التغيير سيبدو أقل صعوبة إذا ركزت على الفوائد التي يمكن أن يعود عليك بها، فربما تستغرق الطريقة الجديدة للقيام بالأشياء وقتاً أقل بمجرد أن تتعلمها أو أنَّها ستحلُّ مشكلة اشتكى منها العملاء، وإذا اكتشفت أنَّ الفوائد طويلة الأمد تفوق تكاليف الأمد القريب، سيبدو التغيير أكثر جاذبية وربما حتى ضرورياً.

إقرأ أيضاً: فوبيا الخوف من التغيير: الأسباب وطرق العلاج

4. النظر إلى التغيير بوصفه أمراً طبيعياً:

من أسوأ الأمور في التغيير أنَّ الطرائق الجديدة لفعل الأشياء تبدو غريبة، فأيُّ شخص كان عليه أن يتعلم قيادة السيارة لأول مرة على سبيل المثال، أو قضى وقتاً في العيش في بلد آخر، أدرك شعور الغرابة وقال: "هذا ليس ما اعتدت عليه"؛ لذا عَدُّ التغيير أمراً طبيعياً طريقة هامة للتخلص من ترددنا، وأحياناً تكون أسرع طريقة للقيام بذلك هي العثور على شخص تحبُّه وتحترمه يفهم الأشياء بالطريقة الجديدة ويفعلها؛ لذا اطلب منه أن يطلعك على الجوانب التي يشعره بها التغيير بالرضى، وأصغ إليه بعناية لتحديد ما يناسبك.

إقرأ أيضاً: التكيف مع التغيير: ما أهميته؟ وكيف نطبقه؟

5. الممارسة تجعل التغيير سهلاً:

ربما تكون أهم طريقة للاعتياد على فعل الأشياء أو التفكير فيها بطريقةٍ جديدة هي ببساطة القيام بها، ثمَّ تكرارها إذا كنت تفكر في أيِّ شيء تعلمته في بداية حياتك - من الرقص إلى التحدث بلغة أخرى إلى استخدام منصة تواصل اجتماعي جديدة - فربما تتذكر اليوم الذي مارست فيه هذا الفعل ما يكفي حتى اعتدت عليه لدرجة كبيرة، وبمجرد حصولك على بعض المعلومات الأساسية عن التغيير والبدء في البحث عن طرائق يمكن أن تكون سهلة أو على الأقل قابلة للتنفيذ ومجزية وطبيعية؛ خذ نفساً عميقاً وانطلق لتجربته.

شاهد بالفيديو: 5 أشياء ضرورية لحدوث التغيير

في الختام:

يشير كلُّ شيء إلى أنَّ وتيرة التغيير في حياتنا وفي العالم ستستمر في الازدياد؛ فمن غير المحتمل أنَّنا سنعود إلى وقت يظل فيه كلَّ شيء على ما هو عليه، إنَّ امتلاك القدرة على قبول التغيير الضروري والاستجابة له استجابة جيدة سيصبح أكثر أهمية مع مرور كلِّ يوم؛ لذلك أدعوك لإجراء بعض التغييرات على نفسك، تتضمَّن أن تتعلم وتفكر وتشعر شعوراً مختلفاً حيال التغيير لتصبح قادراً على التغيير، فهو أفضل طريق لك لحياة شخصية ومهنية ناجحة ومُرضية في عصر التغيير المستمر.

المصدر




مقالات مرتبطة