أسباب عدم تنمية مهاراتك وتضييع فرصة الاستفادة منها

تتأرجح الحياة بين الملل والقلق، لكن في معظم الأوقات نبقى في منطقة الراحة الخاصَّة بنا، فكم مرة تبدأ في فعل شيء ما وعندما يصبح صعباً تعود إلى منطقة الراحة الخاصة بك؟ فقد تظنُّ أنَّه من غير المنطقي أن تقوم بالعمل الشاق دون الارتقاء في السلم الوظيفي، فما هي الفائدة من تعلُّم مهارات التواصل والمبيعات أو بناء العلاقات والمهارات الاجتماعية إذا لم تحصل على نتيجة حقيقية من كل جهودك؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "إيون دواجا" (Ion Doaga)، ويحدِّثنا فيه عن 6 أسباب لعدم تنمية مهاراتك وتضييع فرصة الاستفادة منها.

الجهود التي تبذلها كبيرة جداً، وقد لا تصل إلى الوجهة النهائية، لكنَّ الهدف هو تطوير المهارات التي تسمح لك بالأداء الجيد، واكتساب المهارات ليس دائماً مهمَّة مثيرة أو محفِّزة للأسباب الآتية:

1. الأمر يستغرق وقتاً:

يستغرق فعل الشيء الصحيح وقتاً أطول من فعل الشيء الخطأ، فأنت تعرف مقدار روعة الشعور عندما تفعل شيئاً ما لأول مرة، وعادةً ما تكون سيئاً جداً لأنَّك لست خبيراً فيه، وتُفضِّل تخطِّي هذا الشعور بالقلق المزعج؛ إذ يتطلَّب بناء المهارات المثابرة والممارسة بطريقة ذكية، وهذا يستغرق وقتاً.

2. الأمر ممل:

عندما تبدأ شيئاً واعداً، فهذا يجعلك تشعر بالحماسة، وعندما تصبح الأمور أسهل، تتغيَّر الأمور وتتحوَّل حماستك إلى ملل يُعطِّل حياتك، وهذا هو السبب الرئيس وراء ترك الناس مشاريعهم غير مكتملة.

3. يتطلَّب الانضباط:

ستوضِّح لك قراءة مجلات الأعمال أو الإصغاء إلى نصائح أرباب العمل الناجحين التوجُّه الذي يجب عليك أن تتَّخذه، لكنَّ معظم الأشخاص سيبقون في عملية التعلُّم لفترة طويلة جداً بدلاً من البدء بالعمل الجاد؛ إذ يعتمد نجاحك اعتماداً مباشراً على إجراء العدد المطلوب من المكالمات أو التحدث أمام أكبر عدد ممكن من الأشخاص للنجاح.

فيتطلَّب الأمر الشجاعة للقيام بذلك، والشجاعة تتطلَّب الانضباط، فاتخذ إجراء حتى تنفِّذ خطتك بصرف النظر عن الانزعاج والعقبات التي قد تعترض طريقك.

4. يتطلَّب التغيير:

لنفترض أنَّك تحب قضاء وقتك على الأريكة، وتناول رقائق البطاطس اللذيذة، وقراءة مجلة عن الصحة واللياقة البدنية، وعلى افتراض أنَّك تريد الحصول على جسد رياضي، فلن يحدث هذا قريباً؛ وذلك لأنَّ عقلك وأفعالك تتحرَّك في اتجاهات مختلفة، فلديك فرص أفضل إذا عدَّلت نمط حياتك مع ممارسة الرياضة، وتناول الطعام الصحي، وإعطاء جسدك وقتاً كافياً للراحة من خلال النوم مبكِّراً، فيدعم نمط الحياة هذا رغبتك في أن تصبح أكثر لياقة.

شاهد: 12 مهارة جديدة لتحسين الذات بسرعة

5. يتطلَّب الصبر:

أحد أهدافي هو تطوير مهاراتي في الكتابة؛ أي أن أقرأ وأكتب قدر الإمكان، لكنَّ الكتابة الجيدة لا تأتي بين عشية وضحاها، وأنا أفهم ذلك بوضوح، لكنَّني أفقد صبري؛ لذا أقوم في بعض الأحيان بالاستسلام والقيام بشيء أكثر إثارة للاهتمام، فإذا نفد صبرك سريعاً، فستجد صعوبة في تطوير المهارات.

6. يتطلَّب كسب الثقة:

ثمَّة اعتقاد شائع بأنَّ وجود كثير من الأصدقاء يُتيح لك أن تطلب منهم الترويج لخدماتك، وسيسعد أصدقاؤك بإخبار أصدقائهم عنك إذا كان يمكنهم الاستفادة منها، فإذا قال أحد أفراد أسرتك إنَّه يحب ما تفعله، فهذا لا يعني أنَّ العالم سيمنحك نفس الاهتمام، فهو يحبك مهما حدث، لكن عليك أن تكسب ثقة البقية، ففي حين يؤمن أي شخص بمهنتك، فإنَّ قِلَّة قليلة من الناس ستهتمُّ بما تفعله.

فكل من العناصر المذكورة أعلاه هي اختبار جاد في عملية تنمية المهارات، فإذا كنت تبحث عن أهداف قصيرة الأمد، فقد تكون خياراً لك، لكن إذا كنت ترغب في جمع ثمار جهودك طوال حياتك، فأنت تحتاج إلى أن تصبح خبيراً في مهنتك.

إقرأ أيضاً: أساليب تطوير وتنمية الذات : 14 طريقة لتطوير مهاراتك الشخصية

في الختام:

تطوير المهارات مثل بناء القدرات الرياضية، صعب ويأخذ وقتاً ويتطلَّب الانضباط، فعندما يسعى الرياضي إلى أن يصبح بطلاً، يجب عليه تحسين سرعته وبناء العضلات وتحديد شكل أسلوبه، ويتطلَّب الأمر المرور بنفس المراحل المذكورة أعلاه بالضبط.

الجزء الجميل في تطوير المهارات لتحقيق هدف معيَّن هو أنَّ الرياضي يحسِّن ثقته بنفسه، ويصبح أكثر صحة، ويشعر بتحسُّن، ويبدو أفضل من أقرانه؛ إذ تأتي هذه المكافآت بصرف النظر عن حقيقة أنَّ الرياضي يصبح بطلاً أم لا، ويحصل على تقدير الناس وعلى دليلٍ يثبت أنَّه لم يقضِ وقته سُدى، فالهدف النهائي ليس الرحلة، بل الوجهة.

المصدر




مقالات مرتبطة