أسئلة لتحسين قراراتك

إذا كنت ترغب في تحسين قراراتك، فعليك النظر في عملية اتخاذ القرار التي تقوم بها؛ إذ يفتَرِض معظم الناس أنَّ عملية اتخاذ القرار الجيد تتعلق باختيار الإجراء المناسب الذي يؤدي إلى تحقيق النتيجة المرجوة؛ لكنَّ هذا مفهومٌ خاطئ؛ إذ يتعلق اتخاذ القرار بعمليتك المعرفية، وبنتيجة قرارك، وليس ما سيؤدي إليه.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن أسئلة ستحسِّن قراراتك.

يمكن أن يؤدي اتخاذ القرار الجيد إلى نتائج سيئة، وخلاف ذلك صحيح أيضاً، لكن ليس بالضرورة أن يؤدي اتخاذ القرارات السيئة إلى الحصول على نتائج سيئة دائماً؛ فثمة عوامل خارجية تؤثِّر في نتائج كلِّ قرار تتخذه.

يمكننا تحسين قراراتنا من خلال التركيز على العملية وليس على النتيجة، وأفضل طريقة لتحسين عملية اتخاذ القرار هي أن تطرح على نفسك بعض الأسئلة الهامة، فلا يكفي أن تطرح أسئلة واضحة مثل: "ما هي الخيارات البديلة؟ أو ما هي الأمور التي نجحت بالنسبة إلى الآخرين؟ أو ما هي العواقب؟".

في حين أنَّه من الجيد أن تطرح على نفسك هذه الأسئلة، إلا أنَّها لن تُغيِّر عملية اتخاذ القرار، ولن تقدِّم لك معلومات جديدة عمَّا تعرفه مسبقاً، ولقد وجدت قائمة مؤلفة من ستة أسئلة محفِّزة للتفكير في كتاب الممثلة الأمريكية آني ديوك (Annie Duke)، الذي يحمل عنوان "فكِّر بعقلية المُراهن" (Thinking In Bets)، إليك الأسئلة التي تطرحها آني:

  1. لماذا قد يكون معتقدي خاطئاً؟
  2. ما هي الأدلة الأخرى التي قد تؤثِّر في معتقدي؟
  3. هل هناك مجالات يمكنني النظر فيها لتقييم ما إذا كانت المعتقدات المماثلة لمعتقداتي صحيحة أو لا؟
  4. ما هي مصادر المعلومات التي فاتتني أو قلَّلت من شأنها في طريقي إلى الوصول إلى معتقدي؟
  5. ما هي الأسباب التي تجعل الآخرين يمتلكون معتقدات مختلفة، وعلى ماذا يستندون، ولماذا قد يكونون محقين؟
  6. ما هي وجهات النظر الأخرى عن سبب سير الأمور بالطريقة التي سارت بها؟

شاهد بالفيديو: 7 خطوات لاتخاذ القرارات والالتزام بها

فكِّر فيما لا يمكنك معرفته:

يعود سبب إعجابي بهذه الأسئلة إلى أنَّها تجبرك على التفكير فيما لا يمكنك معرفته، بالنسبة إلي لقد رأيت من خلال تجربتي أنَّ هذا ما يحسِّن قراراتك تحسيناً كبيراً؛ فجميعنا تحدثنا في وقت أو بآخر إلى شخص ذي خبرة واسعة وشارَكَنا بعض الأفكار التي لا نعرفها؛ إذ كتبت آني في كتابها ما يأتي:

"بمجرد أن نطرح هذه الأسئلة على أنفسنا، فهذا يعني أنَّنا نتخذ خطوة كبيرة نحو المعايرة، لكن لا يوجد كثير ممَّا يمكننا فعله للإجابة عن هذه الأسئلة وحدنا؛ إذ لا نعرف سوى المعلومات التي نعرفها مسبقاً، ولا نعيش سوى التجارب التي مررنا بها فقط، ولا نفكر إلا في الفرضيات التي يمكننا تصورها".

هذا هو السبب - بالنسبة إلي - في أنَّني غالباً ما ألجأ إلى أصدقائي والمنتورز والمجتمعات والكتب والدورات التدريبية والتدوينات الصوتية للحصول على أفكار من أماكن وأشخاص غيري؛ إذ أريد أن أتعلم أشياء لا أستطيع معرفتها.

من المستحيل معرفة كلِّ شيء ورؤيته، فنحن لم نمر بتجارب الآخرين، ومعظمنا يستمر في اتخاذ القرارات نفسها؛ لأنَّنا لا نحصل على وجهات نظر خارجية أبداً، حتى إنَّنا لا نبذل جهداً لتحسين قراراتنا.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح لاتخاذ قرارات أفضل

الانفتاح على المعتقدات:

اطرح على نفسك من أجل تحسين قراراتك أسئلةً تتحدى معتقداتك الحالية؛ إنَّني أوصي بشدة أن تحفظ هذه الأسئلة الـ 6 لديك؛ فأنا قد فعلت ذلك وعندما أواجه قراراً ما، فغالباً ما أراجع هذه الأسئلة وملاحظاتي الأخرى عن عملية اتخاذ القرار.

فعندما تصبح منفتحاً على المعتقدات ووجهات النظر الأخرى، يجب أن تضع في حسبانك أنَّ الأشخاص الآخرين لا يملكون الإجابات عن الأسئلة جميعها؛ لذا حاول أن تتبنى عقلية المتشكك، وكن منفتحاً على المعتقدات الأخرى، لكن لا تصدق كلَّ شيء على الفور.

استمر في البحث عن الأدلة ووجهات النظر الأخرى، وعندما تقوم بجمع معلومات كافية، اتخذ قراراتك؛ إذ يفترض الناس في بعض الأحيان أنَّه عليك الإصغاء إلى كلِّ ما يقوله "الخبراء"، لكنَّ هذا لا يجعلنا إلا أشخاصاً ساذجين، وإذا كان هناك شيء واحد يضر بقراراتنا، فهو ذلك؛ لذا يجب علينا اتخاذ قراراتنا الخاصة بعد المرور بعملية ما، ويجب أن نتجنب اتخاذ قرارات متهورة بناءً على آراء الآخرين.

العقبات الشائعة لاتخاذ القرارات:

إليك ما يجب أن تنتبه له عند اتخاذك لأيِّ قرار بصرف النظر عمَّا إذا كان قراراً كبيراً أو صغيراً:

1. الشلل التحليلي:

 هذا أمر شائع جداً، فقد تصل إلى مرحلة ما لا يمكنك أن تتخذ فيها أيَّ قرار؛ ومن ثَمَّ تعيد العملية مراراً وتكراراً، لكن هذه مخاطرة كبيرة، فلا يمكنك الحصول على 100% من المعلومات التي تحتاجها أبداً، ومن المفيد أيضاً ألا تتعلق قراراتك بالنتائج، فلا تدع خوفك من اتخاذ القرار "الصحيح" يصيبك بالشلل، فليس هناك نتيجة صحيحة أو خاطئة؛ إنَّما مجرد نتائج، تتعامل معها لاحقاً.

2. اتخاذ القرارات دون تحليل والاعتماد على الحدس:

وهو عكس ما سبق؛ إنَّه الاعتقاد بأنَّ الحدس مفيد في عملية اتخاذ القرار، وهذا ما يؤدي إلى قرارات متهورة.

3. فيض المعلومات:

يحدث هذا الأمر عندما تسأل معظم الناس عن آرائهم أو أفكارهم، فالتزم بالمصادر الموثوقة، وقلِّل منها قدر الإمكان؛ فالمزيد من المعلومات ليس أمراً أفضل؛ بل امتلاك المعلومات الموثوقة هو الأفضل.

أنا لست من محبي نُهج اتخاذ القرارات النظرية المعقدة، فقد تنجح هذه الأنواع من الأطر في المؤسسات الكبيرة، لكن بالنسبة إلينا؛ فهي ليست مفيدة، فعلى سبيل المثال مَن يخصص الوقت لقراءة كتاب مؤلف من 800 صفحة عن نظرية القرار الإحصائي؟ إذا قام أحد بذلك، فمن المحتمل ألا يستطيع تذكُّر كلَّ تلك النظرية؛ لذا بدلاً من ذلك، تعامل مع ما لديك.

إقرأ أيضاً: اتخاذ القرار

في الختام:

عندما تواجه مشكلة معينة، ما عليك سوى إلقاء نظرة على خياراتك، وجمع بعض المعلومات، والتفكير فيما لا يمكنك معرفته؛ أي الأسئلة الـ 6 أعلاه، وتقييم كلِّ شيء، وبعدها يمكنك اتخاذ القرار، ثم الانتقال إلى القرار التالي.

المصدر




مقالات مرتبطة