أدعية وأذكار قبل النوم وبعد الاستيقاظ

يُعدُّ ذكر الله والدعاء قبل النوم من هدي النبي (صلَّى الله عليه وسلم)، فَعَنْ زَوْج النَّبِي "حَفْصَة" أنَّها قالت: أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلَّى الله عليه وسلَّم- كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْقُدَ، وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ ثُمَّ قال: "اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابِكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادك"؛ وكذلك، فإنَّ النوم على طهارة والدعاء قبل النوم يُعَدَّان من أسباب استجابة الدعاء، فعن أبي أمامة -رَضِي اللهُ عَنْهُ- قال: سمعْتُ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: "مَنْ أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ طَاهِراً وَذَكَرَ اللَّهِ حَتَّى يُدْرِكَهُ النُّعَاس، لَمْ يَتَقَلَّبْ سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا خَيْراً مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ".



لذا سنقدِّم لكم في مقالنا أدعية النوم وأذكاره التي وردت عن النبي (صلَّى الله عليه وسلم)، فتابعوا معنا:

أذكار قبل النوم:

  • عن عائشة -رضي الله عنها- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وآله وسلم- كان إذا أوى إلى فراشه كلَّ ليلة، جمع كفَّيه ثمَّ نفث فيهما فقرأ: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد ﴾، و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَق ﴾، و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس ﴾، ثمَّ مسَح بهما على ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده؛ ويفعل ذلك ثلاث مرات. أخرجه البخاري.
  • عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلَّى الله عليه وآله وسلم- إذا أخَذ مضجعَه من الليل -وفي رواية للبخاري: "إذا أراد أن ينام"- وضع يدَه تحتَ خده ثمَّ قال: "اللهمَّ باسمكَ أموتُ وأحيا"، وإذا استيقظ قال: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور". أخرجه البخاري.
  • عن علي -رضي الله عنه- أنَّ فاطمة -رضي الله عنها- اشتكت ما تلقى من أثَر الرَّحى، فأتى النبيَّ -صلى الله عليه وآله وسلم- سبيٌ فانطلقَت فلم تجده، فوجدَت عائشة فأخبرَتها، فلمَّا جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرَتْه عائشة -رضي الله عنها- بمجيء فاطمة، فجاء النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إلينا وقد أخذنا مضاجعَنا، فذهبت لأقوم فقال: "على مكانكما"، فقعد بيننا حتى وجدتُ برد قدميه على صدري وقال: "ألا أعلمكما خيراً ممَّا سألتماني؟ إذا أخذتما مضاجعكما، تكبِّران أربعاً وثلاثين، وتسبِّحان ثلاثاً وثلاثين، وتحمدان ثلاثاً وثلاثين؛ فهو خير لكما من خادم"؛ وقال علي: "فما تركتهنَّ منذ سمعتهنَّ من رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلَّا ليلة صفِّين، فإنِّي ذكرتهن من آخر الليل فقلتُهن". أخرجه أبو داود.
  • عن أبي مسعود الأنصاري -رضي الله عنه- قال: قال النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم): "آيتان من آخر سورة البقرة؛ مَن قرأ بهما من ليلة كَفَتاه". أخرجه البخاري. وهاتان الآيتان هما، قال تعالى: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴿285﴾ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿286﴾﴾ [سورة البقرة: الآيتان 285، 286].
  • عن فروة بن نوفل، عن أبيه -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال لنوفل: "اقرأ: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ ثمَّ نم على خاتمتها؛ فإنَّها براءةٌ من الشِّرك". أخرجه أبو داود والترمذي.
  • عن أنس -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان إذا أوى إلى فراشه، قال: "الحمد لله الذي أطعَمَنا وسقانا، وكفانا وآوانا، فكم ممَّن لا كافيَ له ولا مؤوي". أخرجه مسلم.
  • عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنَّه حدَّثه أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يقول إذا أخذ مضجعه: "الحمد لله الذي كفاني وآواني، وأطعمني وسقاني، والذي مَنَّ عليَّ فأفضل، والذي أعطاني فأجزل. الحمد لله على كلِّ حال، اللهمَّ ربَّ كلِّ شيء ومليكه، وإله كلِّ شيء، أعوذ بك من النار". أخرجه أحمد.
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- قال: يا رسول الله، مرني بكلمات أقولهنَّ إذا أصبحتُ وإذا أمسيت، قال: "قُلْ: اللَّهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ"، قَالَ: "قُلْهُ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ، وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ". أخرجه البخاري.
  • عن عليٍّ -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنَّه كان يقول عند مضجعه: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ تَكْشِفُ الْمَغْرَمَ وَالْمَأْثَمَ ، اللَّهُمَّ لَا يُهْزَمُ جُنْدُكَ ، وَلَا يُخْلَفُ وَعْدُكَ ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَد". أخرجه أبو داود.
إقرأ أيضاً: فضل وأهمية الدعاء في العقيدة الإسلامية

دعاء النوم:

  • عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-: "إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ"، قَالَ: فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ. قُلْتُ: وَرَسُولِكَ. قَالَ: لَا، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. رواه البخاري ومسلم. وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "مَن قالهنَّ ثمَّ مات تحت ليلته، مات على الفطرة". أخرجه البخاري.
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أنَّ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "إذا أوى أحدكم إلى فراشه، فلينفض فراشه بداخِلَةِ إزاره، فإنَّه لا يدري ما خَلَفَهُ عليه؛ ثمَّ يقول: باسمك ربِّي وضعتُ جنبي وبك أرفعه. إن أمسكتَ نفسي، فارحمها -وفي رواية للبخاري: فاغفر لها- وإن أرسلتَها، فاحفظها بما تحفظ به عبادَك الصالحين". أخرجه البخاري ومسلم.
  • عن أبي الأزهر الأنماري -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان إذا أخذ مضجعه من الليل، قال: "بسم الله وضعتُ جنبي، اللهمَّ اغفر لي ذنبي، وأخسئ شيطاني، وفكَّ رهاني، واجعلني في الندى الأعلى". أخرجه أبو داود وصححه الألباني.
  • عن سهيل قال: كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام، أن يضطجع على شقِّه الأيمن ثمَّ يقول: "اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيءٍ، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلِّ شيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شيءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ"، وكان يُروَى ذلك عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). أخرجه مسلم.
  • عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-أنَّ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كان إذا أراد أن ينام، وضع يده تحت رأسه ثمَّ قال: "اللهمَّ قِني عذابك يوم تجمع -أو تبعث- عبادك" أخرجه الترمذي.
  • عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنَّه أمر رجلاً إذا أخذ مضجعه، أن يقول: "اللهم خلقتَ نفسي وأنت توفاها، لك مماتها ومحياها؛ إن أحييتَها، فاحفظها؛ وإن أمتَّها، فاغفر لها. اللهمَّ إني أسألك العافية"، فقال له الرجل: أسمعتَ هذا من عمر؟ فقال: من خيرٍ مِن عمر؛ من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). أخرجه مسلم.
  • عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "مَن قال إذا أوَى إلى فراشه: الحمد لله الذي كفاني وآواني، الحمد لله الذي أطعمني وسقاني، الحمد لله الذي مَنَّ عليَّ فأفضل، اللهمَّ إنِّي أسألك بعزَّتك أنْ تُنجيني من النَّار؛ فقدْ حَمِدَ الله بجميع محامدِ الخلقِ كلِّهم". أخرجه الحاكم.

دعاء النوم في حال رؤية كوابيس:

عن محمد بن المنكدر قال: جاء رجل إلى النبيِّ -صلى الله عليه وآله وسلم- فشكا إليه أهاويل يراها في المنام فقال له: "إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ، وَمِنْ شَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونِ، فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّكُ، وَبِالْحَرِيِّ إِنَّهُ لَا يَقْرَبُكَ". أخرجه البخاري بإسنادٍ ضعيف.

إقرأ أيضاً: ماهية حدوث الأحلام والأسباب التي تقف وراء الكوابيس

دعاء الاستيقاظ من النوم:

  • عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يدَه تحت خدِّه ثمَّ قال: "اللهمَّ باسمك أموت وأحيا"، وإذا استيقظَ قال: "الحمدُ لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا، وإليه النشور". أخرجه البخاري.
  • عن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- قال: قالوا: يا رسول الله، حدِّثنا بكلمة نقولها إذا أصبحنا وأمسينا واضطجعنا، فأمرهم أن يقولوا: "االلَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ أَنَّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، فَإِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَشِرْكِهِ، وَأَنْ نَقْتَرِفَ سُوءًا عَلَى أَنْفُسِنَا أَوْ نَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ". أخرجه أبو داود بإسنادٍ ضعيفذ.

 

المصادر: 1، 2




مقالات مرتبطة