أحلام اليقظة: تعريفها وأنواعها

تُعتبر أحلام اليقظة إحدى الظواهر النفسيّة التي من الممكن أن يُمارسها الإنسان ضمن الحدود المعقولة وغير المبالغ فيها، أي أنها عبارة عن عملية نفسيّة تسمح للفرد بأن يعيش أفكاره البعيدة والتي من الصعب أن تتحقق، فيما يلي سنُسلط الضوء على أنواع أحلام اليقظة وتعريف علم النفس لها.



أولاً: تعريف علم النفس لأحلام اليقظة

سيغموند فرويد:

تناول سيغموند فرويد صاحب المدرسة التحليليّة في علم النفس موضوع أحلام اليقظة في دراساتهِ العديدة، وعرّفها على أنها مجموع من الأهداف والرغبات المكبوتة داخل عقل الإنسان، وهي الحالة التي يُدخل فيها الفرد نفسه لإشباع كل الرغبات وتحقيق الأهداف التي قُمعت في الحاضر أو في مرحلة الماضي وبشكلٍ خاص مرحلة الطفولة نتيجة رقابة الأهل وضغوط المجتمع، كما وقال فرويد في تحليلهِ لأحلام اليقظة بأنّها الحالة التي تقع بين النوم والاستيقاظ.

 

اقرأ أيضاً: مراحل النمو النفسي الجنسي عند فرويد

 

إريك كلينجر:

تناول العديد من علماء النفس في العصر الحديث موضوع أحلام اليقظة في دراساتهم، ومنهم العالم الشهير إريك كلينجر الذي أجرى سنة 1980 العديد من الدراسات التي اهتمت بموضوع أحلام اليقظة، وعرّفها على أنّها غالباً ما تدور حول الأحداث اليوميّة التي يمرّ بها الإنسان، وضرب عدة أمثلة على هذا كالعمال الذين يعملون كسائقي للشاحنات، والذين عادةً ما يستخدمون أحلام اليقظة للتخلّص من حالات الملل والضجر التي يُعانون منها بسبب طبيعة أعمالهم الشاقة والروتينية.

ثانياً: أنواع أحلام اليقظة

أحلام اليقظة الإيجابيّة:

وهي الأحلام التي تحفّز الإنسان بشكلٍ إيجابي لتطوير ذاتهِ وتحقيق الاستقرار النفسي له، كما وتحثّه على التخطيط بشكلٍ جيد لمستقبله المليئ بالنجاحات والتصورات الإيجابيّة، وتعمل هذهِ الأحلام على تنشيط الشق الأيمن من الدماغ وتقوية الروابط العصبيّة فيه، كما وتساعد على تقوية وتعزيز عمل الذاكرة والدماغ، لهذا فإنّ استثمار الإنسان لهذهِ الأحلام بشكلٍ جيد يُساهم في مساعدتهِ على الإبداع وتنمية كل المهارات العقليّة والجسديّة لديهِ، كما وتساعده على حل مختلف المشاكل التي قد يتعرض لها في حياتهِ، لأنّ أحلام اليقظة الإيجابيّة تعمل على تنشيط مراكز المخ المختصة بحل المشاكل والألغاز، وهذا ما أثبتته العديد من التجارب المختصة بعلم النفس.

أحلام اليقظة السلبيّة:

وهي الأحلام التي يعيش فيها الإنسان بشكلٍ مبالغ فيه في حياتهِ اليوميّة، بحيث ينفصل بشكلٍ تام عن الواقع ويغرق في الخيال الواسع لدرجةٍ يؤثر فيهِ على واقعهِ وقدرتهِ على تحقيق أي شيئ مُثمر في الحياة، بالإضافة إلى أنّ هذهِ الأحلام تجرُ الإنسان للغرق في عالم من الأفكار والصور الخياليّة السلبيّة التي تؤدي مع الأيّام إلى نتائج غير مرضيّة وغير جيدة على الإطلاق.

بهذا نكون قد تعرفنا على أنواع أحلام اليقظة التي يعيشها الإنسان في حياته، وتفسير علماء النفس لهذهِ الأحلام.




مقالات مرتبطة