أحاديث عن فضل شهر رمضان المبارك

قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ {البقرة: 185}.

لقد منَّ الله على المسلمين وأَنعَمَ عليهم بشهر رمضان المبارك، واختصَّه بفضائلٍ عظيمةٍ ليرفَعَ به درجات عباده المؤمنين. فهو الشهر الذي أُنزِلَ فيه القرآن الكريم، وهو شهر غُفران الذنوب، وهو أحد أهم أركان الإسلام الخمسة. وقد ذُكِرَ فرض الصيام في الكثير من الأحاديث النبويّة الشريفة والتي حدّثنا من خلالها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الثواب الذي سيحصل عليه المُسلم من الصيام.

إليكم 16 حديث للنبي صلّى الله عليه وسلّم في فضل شهر رمضان المبارك:



احاديث عن فضل شهر رمضان:

الحديث الأوّل:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله ﷺ: ((من صام شهر رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبه))، [رواه البخاري ومسلم].

فلابدَّ من الإخلاص لله تعالى والتصديق بأوامره والإيمان بأنَّ الصيام فريضة واجبة على كل مسلم وأنَّ يكون الصوم نابعاً من الرغبة في التقرُّب من الله سبحانه وتعالى، فإذا تحقق ذلك غَفَرَ له الله كلّ ما تقدَّم من ذنوبه.

إقرأ أيضاً: أهم المعلومات حول فريضة الصيام وشروطها والحكمة منها

الحديث الثاني:

العمرة في رمضان تُعادل حجّة بالثواب والعطاء فعن ابن عبّاس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لامرأةٍ من الأنصار: "((مَا مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي مَعَنَا؟ قَالَت: لَمْ يَكُنْ لَنَا إِلَّا نَاضِحَانِ [بعيران]، فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا [زوجها] وَابْنُهَا عَلَى نَاضِحٍ، وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحًا نَنْضِحُ عَلَيْهِ [نسقي عليه] الأرض، قَالَ: فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي، فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً))، [رواه البخاري ومسلم].

الحديث الثالث:

روى الإمام مُسلم عن حديث أبي أيوّب الأنصاري رضي الله عنه أنَّ رسول الله ﷺ قال: ((من صام شهر رمضان ثمّ أتبعه ستّاً من شوّال كان كصيام الدهر)).

أي أنّه من صام ستّة أيّام من شهر شوّال بعد صيام رمضان كأنَّه صام الدهر كلّه، فبذلك يؤكِّد رسول الله على أفضليَّة ومكانة شهر رمضان وشوَّال بين الأشهر الهجريَّة.

إقرأ أيضاً: فضل صيام الست من شوال وأيام البيض

الحديث الرابع:

روى الإمام النسائي عن حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال: ((أتيت رسول الله ﷺ فقلت: مرني بأمرٍ آخذه عنك، فقال عليه الصلاة والسلام: عليك بالصوم فإنَّه لا مثل له)).

فالصيام ليس فريضة فقط، بل هو سُنّة نبويّة شريفة يجب الالتزام بها.

الحديث الخامس:

أحبُّ العبادات إلى الله الصيام حيث روى كل من الأئمة البخاري ومسلم عن حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله ﷺ قال: ((قال الله عز وجل: كل عمل بن آدم له إلّا الصيام؛ فإنّه لي وأنا أجزي به، والصيام جنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقُل: إنّي امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك))، (رواه البخاري ومسلم).

إقرأ أيضاً: فوائد الصيام الصحيّة والنفسية والتربوية

الحديث السادس:

روى الإمام أحمد رحمه الله عن أبي هريرة أنّ النبي ﷺ قال: ((الصيام جنّة وحصنٌ حصين من النار)).

إن الصيام مُتعلِّق بثواب الله تعالى، فأخلص النيّة في صيامك حتّى تكون من الفائزين بالجنّة وتنجو من النار.

الحديث السابع:

عن أبي هريرة -رضى الله عنه- عن النبي ﷺ قال: ((صُومُوا تَصِحُّوا)).

حيث توصَّل العلم حديثاً إلى أنّ للصيام فوائد متعدِّدة تعود بالنفع على صحّة الصائم، فهو يُقوّي جهاز المناعة ويُخلّص الجسم من السموم ويعالج العديد من الأمراض.

الحديث الثامن:

روى الإمام أحمد عن حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أنَّ رسول الله ﷺ قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربّ، مَنَعْتُهُ الطعام والشهوات بالنهار فشفّعني فيه، ويقول القرآن: مَنَعْتُهُ النومَ بالليل فشفّعني فيه، فيشفعان)).

فالصيام هو شفيعك يوم القيامة عند الله تعالى وهو وسيلة لكسب رضا الله سبحانه وتعالى والفوز في الجنّة.

الحديث التاسع:

عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إنَّ في الجنّة باباً يُقالُ لهُ الريّان، يَدخُلُ منه الصائمون يوم القيامة، لا يَدخُلُ معهم أحد غيرهم، يُقال: أين الصائمون؟ فيدخلون منه، فإذا دخل آخرهم، أغلق فلم يدخل منه أحد))، (رواه البخاري ومسلم).

وهذا دليل آخر يؤكد على أنَّ أداء فريضة الصيام تُدخل المسلم الجنّة، وليس ذلك فحسب بل للصائمين بابٌ مخصوص يدخلون منه إلى الجنّة.

الحديث العاشر:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله ﷺ قال: ((إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الرحمة وغُلّقت أبواب جهنّم وسُلسِلت الشياطين))، [رواه البخاري ومسلم].

وفي رواية أخرى: ((إذا كان أوّل ليلة من شهر رمضان صُفّدت الشياطين ومردة الجن، وغُلّقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفُتّحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتُقاء من النار، وذلك كلّ ليلة))، [رواه الترمذي وابن ماجه وصحّحه الألباني].

قال أبو الوليد الباجي: "يحتمل أن يكون هذا اللفظ على ظاهره، فيكون ذلك علامة على بركة الشهر وما يرجى للعامل فيه من الخير".

وقال ابن العربي: "وإنما تفتح أبواب الجنة ليعظم الرجاء، ويكثر العمل، وتتعلّق به الهمم، ويتشوّق إليها الصابر، وتغلق أبواب النار لتجزى الشياطين، وتقل المعاصي، ويصد بالحسنات في وجوه السيئات فتذهب سبيل النار.

الحديث الحادي عشر:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفِّرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر))، [رواه مسلم].

وهو حديث آخر للنبي صلَّى الله عليه وسلم يُثبت أنَّ صيام شهر رمضان يُكفّر الذنوب.

شاهد: 7 من أهم أعمال الخير في رمضان

الحديث الثاني عشر:

عن طلحة بن عُبَيْدِ اللَّه رضي الله عنه، أنَّ رَجُلين من بَلِيٍّ [وهو حيّ من قُضَاعَةَ] قدما على رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، وكانَ إِسلامهما جميعاً، فكان أحدهما أشدَّ اجتهاداً من الآخر، فغَزَا المجتهد منهما فاستشهد، ثمَّ مَكَثَ الآخر بَعْدَه سنَةً ثمَّ تُوفِّي، قال طلحة: فرأيت في المنام بَيْنَا أنا عند باب الجنَّة، إذا أنا بهما فخرجَ خَارِجٌ من الجنَّة، فأَذِنَ للّذي تُوُفِّي الآخِرَ منهما، ثمَّ خرَجَ فَأَذِنَ للَّذي اسْتُشْهِدَ، ثمَّ رَجَعَ إليَّ، فقال: ارْجِعْ فإنَّك لم يَأْنِ لك بَعْدُ، فأصبحَ طلحة يُحَدِّثُ به النَّاس فَعَجِبُوا لذلك، فبَلَغَ ذلك رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وحدَّثُوه الحديث، فقال: ((من أيِّ ذلك تَعْجَبُون))، فقالوا: يا رسول اللَّه، هذا كان أَشَدَّ الرَّجُلَيْن اجتهاداً ثمَّ اسْتُشْهِد، ودخل هذا الْآخِرُ الجنَّة قبله، فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: ((أليسَ قد مَكَثَ هذا بَعْدَهُ سَنَةً ))، قالوا: بَلَى، قال: ((وأَدْرَكَ رمضان، فصام وصلَّى كذا وكذا من سَجْدَةٍ في السَّنَةِ))، قالوا: بلى، قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: ((فما بينهما أَبْعَدُ ممَّا بين السَّماء والأرض))، [رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني].

وبذلك فإنَّ فضل شهر رمضان عظيم كما نرى حيث يبيّن لنا الحديث الشريف أنّ من يشهد رمضان ويجتهد فيه تعلو درجته في الجنّة على الشهيد الذي استُشهد قبل رمضان.

الحديث الثالث عشر:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((أتاكم رمضان شهر مُبارك فَرَضَ الله عزّ وجلّ عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب الجنة وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتغلُّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خيرٌ من ألف شهر، من حُرِمَ خيرها فقد حرم)).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلَّى الله عليه وسلم قال: ((من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه))، مُتّفق عليه.

فمن أعظم فضائل شهر رمضان المبارك أنَّ فيه ليلة القدر والتي قال عنها الله تعالى أنّها خيرٌ من ألف شهر.

الحديث الرابع عشر:

من فضائل شهر رمضان أنَّ الصائم فيه تُستجاب دعواته فعن عبد الله بن عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: ((للصائم عند فطره دعوة ما ترد)).

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ثلاثة لا تُردّ دعوتهم الصائم حتَّى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم)).

الحديث الخامس عشر:

جاء في حديث أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم رَقِي المنبر، فلمَّا رَقِي الدرجة الأولى قال: آمين، ثمَّ رَقِي الثانية فقال: آمين، ثمَّ رَقِي الثالثة فقال: آمين، فقالوا: يا رسول الله، سمعناك تقول: آمين ثلاث مرات؟ قال: ((لَمَّا رقيت الدرجة الأولى جاءني جبريل فقال: شَقِي عبدٌ أدرك رمضان فانسَلَخ منه ولم يُغفَر له، فقلت: آمين، ثمَّ قال: شَقِي عبدٌ أدرك والدَيْه أو أحدَهما فلم يُدخِلاه الجنة، فقلت: آمين، ثمَّ قال: شَقِي عبدٌ ذُكرتَ عنده ولم يصلِّ عليك، فقلت: آمين))، {أخرجه ابن خُزَيمة، والبخاري، وصحَّحه الألباني}. فما أشقى من فوَّت خيرات وكنوز شهر رمضان التي لا توجد في غيره من الشهور وما أشدّ خسارته.

الحديث السادس عشر:

أفضل الصيام هو صيام شهر رمضان فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل))، (رواه النسائي وصحّحه الألباني).

الحديث السادس عشر:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فَلَرسول الله صلّى الله عليه وسلّم أجود بالخير من الريح المُرسلة))، (رواه البخاري ومسلم).

المصادر:

  1. فضائل شهر رمضان
  2. فضل شهر رمضان
  3. رمضان في حديث نبوي
  4. خمسون حديثًا صحيحًا في رمضان



مقالات مرتبطة