أجمل ما قيل عن الصداقة

الصداقة هي الجوهرة النادرة في الحياة، هي الشيء الجميل في هذا الزمن القبيح، هي نافذة الروح وبلسم الجروح هي مرسى أماننا وقارب نجاتنا، هي شمس حياتنا التي تكشف عتمة أيامنا، ومُؤْنِسَة وحدتنا في ليالي ضياعنا، الصداقة هي ملاذنا الأخير وموطنا الوحيد، فمتى تبدأ الصداقة؟



يقول الكاتب زكريا ياسين: "الصداقة تبدأ عندما تشعر أنك صادق مع الآخر وبدون أقنعة"

الصدق هو حجر الأساس الذي تقوم عليه الصداقات فمن غير صدق لن تجد الصداقة ولا الأصدقاء، كن صادقاً فجرح الصديق لا تداويه الأيام. صعبة هي الحياة قاسية هي الأيام نناجي ونشكي ظروفنا فلا عينٌ ترى ولا أذنٌ تسمع كأننا نتحدث للسراب فنتألم ونتعذب، كم الحياة شاقة من غير الخلّان فهل مالك المال ثرياً أم مالك الأصدقاء؟

يقول بروتس: "إذا كنت تملك أصدقاء، إذاً أنت غني"

الأصدقاء هم ثروة الإنسان الحقيقية التي تعاونه أن يكمّل مشوار حياته دون عناء فلا تظن مالك المال ثرياً، الثراء هو ثراء الأصدقاء. نبحث عن الصداقة في زمن الخيانة نجهد باحثين فنعود مخفقين ونستمر ونعود باحثين حتى يرشدنا الطريق للصاحب الأمين، فهل يرشدنا الطريق للصاحب الأمين؟

يقول الإمام الشافعي: "سلام على الدنيا إذا لم يكن بها .... صديق صدوق صادق الوعد منصفاً"

ما فائدة وجود المرء في الدنيا من غير صديق أمين حافظٌ لعهد صاحبه، يحبّه في الغيب، صريح واضح لا يجامل بغير الحق، ناصحاً معاتباً عند الخطأ. رفاق الدرب للوفاء حافظين، للوداد صائنين، مساعدين متحدين ظلمة الطريق، فهل نسلك الطريق غير خائفين؟

إقرأ أيضاً: مفهوم الصداقة عند الفلاسفة وأهم النصائح لتحافظ على صداقاتك

يقول المثل العربي: "اختر الرّفيق قبل الطّريق"

رفاق الطريق يُسهّلون علينا رحلة الحياة، قد يكونون خير مرافقين أو شر مرافقين، هذا كلّهُ يتوقّف على الرفيق الذي سنختاره ليسير معك في طريق الحياة بمخاطره وتحدّياته. أمّا رفيق السوء... الوقت معه يضيع، والحبُّ معه يُهدر، ونشقى له مخلصين وهو بمكره سعيد، وحاسرتاه على قلبي الجريح فأنا على يقين، بخداعه لن يتوب، فلنبتعد مسرعين عن صاحبنا اللعين.

يقول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:

وإِذا الصديقُ رأيتَهُ متملقاً… فهو العدوُّ وحقُّه يُتَجنذ ضبُ
لا خيرَ في امرئٍ متملقٍ… حلوِ اللسانِ وقلبهُ يَتَلهَّبُ
يلقاكَ يحلفُ أنه بكَ واثقٌ… وإِذا توارى عنك فهو العَقْرَبُ
يعطيكَ من طرفِ اللسانِ حلاوةً… ويروغُ منك كما يروغُ الثعلبُ

إذا أقبل عليك صديقك مجاملاً فاعلم أنه العدو الحقيقي الذي يضمر لك الحقد، أنت لست بحاجة لصديق يدّعي حبك ويلاطفك ويجاملك في الظاهر ونار الغيرة تشتعل بداخله، يقسم على وفائك وما إن تدر ظهرك حتى يطعن بك أمام الناس يوهمك بحبه في كلامه المعسول وهو في الحقيقة ماكر مراوغ.

هل صدقت الأعراب باستحالة الخلان، فإذا وجدت الخليل بصدقه لا تُهين، كن له صديق مخلصٌ شريف، فالخلّ الأب الحنون والأخ الرؤوف. فهل نتمسك بالخليل أم نجعله يضيع؟

إقرأ أيضاً: 8 أنواع من الأصدقاء ستُصادفهم في رحلة حياتك

يقول المثل الإنكليزي: "الأب كنز والأخ سلوى والصديق كلا الاثنين"

الإنسان عندما يقع على الأرض وتكشّر الدنيا في وجهه يجد وسط زحام الدنيا صديقه بجانبه فيكون أبٍ له ينقذه مما هو فيه، وأخٍ يُسلِّي عنه الهم والحزن.

 

عزيزي القارئ... أنا لست بشاعر أعرف البيان، إنّما مرشد ينير الدروب، فلا تكن شرير، خبيثٌ حقير، وكنّ مخلصٌ صدوق، للأمانة تصون، واحفظ عهد الصديق ولا تضل الطريق.




مقالات مرتبطة