أثر التحفيز في تحقيق الأهداف

عندما تعود إلى المنزل من العمل، ما هو أول شيء ترغب في فعله؟ هل ترغب في ممارسة الرياضة؟ أم العمل على مشروع جديد؟ أم إتقان العزف على آلة موسيقية جديدة؟ أظنُّ أنَّك لا ترغب في فعل ولا حتى شيء واحد من هذه الأشياء، بل من المحتمل أنَّك ترغب في القيام بعكس ذلك تماماً؛ أي الجلوس على أريكتك المريحة بملابس مريحة، ومشاهدة التلفاز، أو تصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "إريكسون آي ميريس" (Ericson Ay Mires)، ويُحدِّثنا فيه عن أثر التحفيز في اتخاذ الإجراءات بشأن أهدافنا.

فهذا ما يرغب فيه أي شخص عادي بعد يوم شاق من العمل، لكن من الواضح أنَّ كل هذه الأشياء لن تؤدي إلى تحسين حياتك بأي شكل من الأشكال، لكن من الممكن التخلُّص من عادة الكسل هذه حتى لا تظل تقدِّم أداءً دون المستوى بقيَّة حياتك، وكل ما يتطلَّبه الأمر هو قليل من "تعديل السلوك" لتحقيق ذلك.

يحتاج حافزك إلى بعض "الجرأة" لمساعدتك على المضي قدماً:

بمجرد أن ينتهي الشخص من مهمَّة ما، سيرغب في الاسترخاء، لكنَّ المشكلة في أنَّ رغبة الجسم في الاسترخاء، لا تعني أنَّ المهمَّة قد أُنجِزت، وهذا شعور نعرفه جميعاً.

فهذه مشكلة لا تنتهي، وتتطلَّب استراتيجية مناسبة لمواجهتها، وإلَّا ستقوم بنفس الشيء القديم الذي كنت تفعله كل يوم؛ أي الاستسلام للكسل، وإذا سمحت لجسدك بإملاء كل أفعالك عليك، فسيحثُّك على تناول الوجبات السريعة طوال اليوم، ويشجِّعك على الجلوس والانهماك بمتابعة البرامج التلفازية، فهذه طريقة سريعة لعيش حياة حزينة ومليئة بالاكتئاب؛ لذلك دعنا نتخلَّص من هذه المشكلة.

يفتقر الحافز في الوقت الحاضر إلى "الميزات":

لقد تبرمجت عقول البشر على الروتين والراحة؛ وذلك لأنَّها طريقة للحفاظ على الطاقة حتى نتمكَّن من صرفها على أشياء مفيدة، مثل الهروب من الحيوانات البرية كما فعل أسلافنا سابقاً، لكنَّنا لم نعد نعيش مثل أسلافنا؛ فنحن لا نحتاج إلى سِمات مثل هذه في البيئات الحديثة.

لكن على الرَّغم من عدم حاجتنا إلى هذه السِمات، فإنَّها لن تختفي، وسنظل نبحث عن أكثر الطرائق سهولة لإنجاز الأمور، والإشباع الفوري، والراحة القصوى إلى الأبد، حتى ولو كان ذلك يعني أنَّه يتعيَّن علينا التضحية بكل نجاحاتنا وسعادتنا وإنجازاتنا في المستقبل بسبب هذا الأمر.

كيف تعزِّز من فاعلية أساليب التحفيز المفضَّلة لديك؟

إنَّ السبيل الوحيد للابتعاد عن الكسل هو إثارة أساليب التحفيز لدينا، فيجب أن نقوم بشيء يجعلنا نتوقف، ونفكِّر فيما نريد أن نقوم به في أي لحظة، فبهذه الطريقة لا نتخلَّص من الكسل فحسب، بل يُجري دماغنا تحليلاً للنتائج الإيجابية والسلبية لسلوكنا، منها ما إذا كان من الجيد فعلاً مشاهدة التلفاز لبضع ساعات بعد العمل.

لقد اتخذت بعضاً من أساليب التحفيز الأكثر شيوعاً وأضفتُ إليها بعض الميزات حتى تنجح نجاحاً فعَّالاً في حثِّك على السعي إلى تحقيق أهدافك، وأقترح عليك تجربتها إذا كانت عادتك الأولى حالما تعود إلى المنزل من العمل هي الاسترخاء.

شاهد بالفيديو: 8 عوامل لقياس تحقيق الأهداف

إليك 3 من هذه الأساليب:

1. استبدال الأهداف الذكية (SMART goals):

في حين أنَّ "الأهداف الذكية" (SMART)، والتي هي اختصار جمعت حروفه أوائل الكلمات الإنجليزية الآتية: "محدَّد" (Specific)، و"قابل للقياس" (Measurable)، و"قابل للتحقيق" (Attainable)، و"ذو صلة بما تريد تحقيقه" (Relevant)، و"مؤطَّر ضمن إطار زمني" (Time-Bound)، جيدة للوضوح والتوجيه، فإنَّها تفتقر إلى الحافز، لكن إذا أضفت حرف "إس" (S) إلى النهاية، فستضاف "المخاطر" (Stakes) إلى هذا المزيج، وفجأةً ستدفعك الأهداف الذكية الجديدة الخاصة بك بالإضافة إلى المخاطر إلى اتخاذ الإجراءات في أسرع وقت ممكن.

إليك بعض الأفكار لمساعدتك على المضي قدماً في هذا الأمر؛ إذ يمكنك استخدام هذه الأفكار بوصفها نقاط انطلاق لتغييرها بما يناسبك بسهولة تامَّة:

  1. إذا نجحت في تحقيق هدفك، يمكنك تناول الطعام في مطعم شهي، أمَّا إذا فشلت، يجب أن تأكل طعاماً لا تحبه بوصفه عقاباً لك.
  2. إذا نجحت في تحقيق هدفك، يمكنك أن تذهب في رحلة في عطلة نهاية الأسبوع إلى مكان لطيف، أمَّا إذا فشلت يجب أن تتطوَّع بوصفك عاملاً لجمع القمامة من على جانب الطريق.
  3. إذا نجحت في تحقيق هدفك، يمكنك مشاهدة فيلم كنت متحمِّساً بشأنه، أمَّا إذا فشلت، يجب أن تشاهد فيلماً وثائقياً مُملاً عن موضوع غير هام بالنسبة إليك.
إقرأ أيضاً: الأهداف الذكية (SMART): كل ما تحتاج إلى معرفته عنها

2. تذكُّر السبب الجوهري الإيجابي والسبب السلبي الذي يحفزك:

يحب الناس التحدُّث عن السبب الجوهري الذي يحفِّزهم على اتخاذ الإجراءات، على سبيل المثال:

  • "من أجل عائلتي".
  • "من أجل ترك بصمة".
  • "من أجل القيام بشيء مذهل".

هذا أمر جيد، لكن يوجد لدى بعض الناس جانب "مظلم" أيضاً، والتظاهر بأنَّ هذا الجانب غير موجود هو إنكار لحقيقة أنَّنا أشخاص لديهم مشاعر سلبية أيضاً، وهذا خطأ كبير؛ إذ يوجد قدر كبير من القوة في المشاعر السلبية، لأنَّها يمكن أن تحفزك على العمل، وقد يكون هذا الإجراء غير مرغوب فيه في بعض الأحيان، لكن من الممكن أيضاً توجيهه نحو الأهداف التي تريد تحقيقها.

فيمكن أن تدفعك الغيرة إلى تحسين لياقتك البدنية، أو قد يدفعك الغضب إلى زيادة الدخل من مشروعك الجانبي، وحتى يمكن للشراهة أن تدفعك إلى ممارسة مزيد من التمارين الرياضية، فأنا أحياناً عندما أعلم أنَّني على وشك أن أتناول طعاماً غير صحي، أقوم بممارسة الرياضة مسبقاً حتى أخفِّف تأثيره.

يتعلَّق الأمر كله بإيجاد متنفس مثمر للمشاعر السلبية؛ لذا بدلاً من إنكار جزء طبيعي وإنساني منا، ابحث عن طريقة لاستخدامه لنشر الخير في حياتك.

كما قال مدرِّب "اليوغا" (yoga) "سوامي سيفاناندا" (Swami Sivananda): "ضع قلبك وعقلك وفكرك وروحك، حتى في أصغر أعمالك، فهذا هو سر النجاح".

3. التعاون مع الناجحين وعدم تجاهل أولئك الذين لا تريد أن تكون مثلهم:

فكِّر في شخص في حياتك لا تريد أن تكون مثله، يمكن أن يكون أحد والديك غير الكفء، أو رئيسك غير العقلاني أو الكسول، أو قائدك غير الأخلاقي نوعاً ما.

فعندما تشعر بأنَّك مقصِّر بحق أطفالك، أو أنَّ إحدى عاداتك بعد العمل هي الكسل، أو أنَّ أسلوبك الإداري مخجل، فكِّر في هذا الشخص الذي لا تريد أن تكون مثله، فكِّر كم أنَّ أفعاله مزعجة وكيف أنَّك تسير على خطاه وسوف تصبح مثله تماماً، فبمجرد القيام بذلك، ستجد أنَّ أفعالك تتغيَّر حتى لا تصبح مثله.

هذا أسلوب تحفيزي قوي جداً، لأنَّه يثير المشاعر بداخلك، ويدفعك إلى العمل، ومن المؤكَّد أنَّ مزيجاً كهذا سيحرِّكك حتى تحقِّق أهدافك بطريقة أكثر فاعلية.

إقرأ أيضاً: 6 صفات يمتلكها الأشخاص الناجحين

في الختام:

تذكَّر أنَّه عندما يتعلَّق الأمر بالحافز، فإنَّ الهدف هو ليس الشعور بالرضى أو الإلهام، بل العمل لتحقيق أهدافك، فهذا هو الهدف الوحيد، ولا يهم ما إذا كان مصدر هذا الحافز يشعرك بالإيجابية أو القلق، فالنتائج هي أهم ما في الحياة، وبفضل هذه الأساليب، أتوقع أن يكون في حياتك مزيداً من الحافز والنجاح.

المصدر




مقالات مرتبطة