أثر الاحترام على العلاقات مع الآخرين

ماذا يحب الإنسان؟ وما هو أكثر شيء يمكن للمرء أن يفرح به؟

قد تختلف الإجابات من شخص إلى آخر، لكنْ في الحقيقة أعتقدُ أنَّ أفضل شيء يمكن أن يقدِّمه المرء للأخر هو الاحترام والود في التعامل. لنتعرَّف على أثر الاحترام على المجتمع.



يقول الكاتب زياد ريِّس في كتاب تجربتي لحياة أفضل: إنَّ هناك أفعالٌ وكلماتٌ بسيطةٌ يستطيع الإنسان القيام بها قد تكون سبباً بنَقلَةٍ نوعيَّة في تعامله مع الآخرين وإلى مستوى آخر من الاحترام والوُد والتقدير مع المحيطين به، وأودُّ هنا أن أَذكُرَ بعض الأمثلة البسيطة لا للحصر؛ فعبارة "من فضلك" تعني أنَّني أحترمك، وكلمةُ "شكراً" والإكثار منها تعني أنَّني أُقدِّرُك.

مِمَّا يُشِيع المحبة والأُلْفَة:

تتجلى أبرز مظاهر الاحترام في إلقاء التَّحيَّة على مَن تراهم في الطريق، والسَّلام والمُصافَحة وأنت واقف للصغير والكبير، والخروج مع الضيف إلى أن يركب السَّيَّارة أو المصعد وانتظار انطلاقه، ومشاركة المعايدة الخاصَّة، والمُصافَحة باهتمام، والإصغاء إلى الكبار، وكذلك الإقبال على الأطفال، وتقديم الآخرين لركوب السيارة وخصوصاً الكبار والزوجة.

لقد وجدتُ أنَّ أقلَّ ما يشعر به الشخص الآخر مِن هذه الأفعال والكلمات هو أنَّ الطرف المبادر بالسلام مهتمٌّ به، وأنَّه يحترمه ويقدِره ويعطيه شيئاً من شعور الوُد والمحبَّة؛ مهما كانت مِهنته أو مكانته حتى مع نادل المقهى أو المطعم، وهناكَ مقولة لفرانك بايرن ندرك من خلالها أثر الاحترام على المجتمع: "الاحترام هو الحُبُّ مرتدياً ملابس بسيطة".

شاهد بالفيديو: 13 قول وحكمة عن أهمية الاحترام

كيف تصبح هذه الأفعال عادة؟

وهناك شيء هامٌّ على الإنسان العمل عليه؛ ألا وهو تكريس العمل بهذه الأفعال والألفاظ إلى أن تصبح عادةً. نعم على كلِّ أُمٍّ وأبٍ ومُربٍّ وعلى كلِّ شخصٍ منَّا أن يهتمَّ بالعمل على تكريس هذه التَّصرُّفات والألفاظ؛ من خلال الممارسة والانتباه والقدوة بالتطبيق إلى أن تصبح عادةً راسخة.

ولا يكفي التَّلقين والإلقاء وسَرْد الأدلة من الأيديولوجيَّات التي نحملها؛ وإنَّما ينبغي التَّركيز في التَّطبيق العملي، والتَّعاهُد بين أفراد الأسرة الواحدة على التذكير والتَّنبيه دون غضاضة أو امتعاض؛ بل بكلِّ ودٍّ ومحبَّة بينهم، وهذا يتطلَّب تصرُّفات بسيطة مع نوع من الالتزام كل يوم ولفترة قصيرة إلى أن تُصبِحَ عادةً لا شعوريَّة عندنا، وسوف تكون لديك إضافة حقيقية ونتائج لافتة مع مرور الوقت، وسوف تتميَّز عن الآخرين ممَّن حولك.

نعم كن مُبادِراً وابدأ، ولا تبخل بكلمة بسيطة، وليكُنْ لطفُك وودُّك في كلِّ مناسبة ومع كلِّ الأعمار، ومع كلِّ المحيطين بك.

إقرأ أيضاً: كيف نكتسب عادة جديدة ونستمر عليها؟

في الختام:

أخيراً من الهام أن يكون احترام الآخرين والود في التعامل معهم جزءاً أساسياً من رسالة كبيرة تحملها في داخلك، وعليك أن تكون متأكداً أنَّ طريقة تعاملك مع الآخرين ستعود عليك، فإن كانت علاقاتك مع الآخرين قائمة على مبدأ الاحترام والود، فإنَّها ستعود عليك بالنفع أولا، وكذلك على الآخرين.




مقالات مرتبطة