9 معلومات تساعدك على فهم شخصية العقل المُدبِّر

ذكي، ومتميِّز، ومنطقي، ومبتكر؛ هذه هي الصفات التي تُميِّز الشخصية من نمط "المهندس المعماري" أو كما يُسمَّى "العقل المُدبِّر"، كما يتبادر إلى الذهن صفة الجسم عند الحديث عن هذه الشخصية.



ومن هنا يمكن القول إنَّ هذا النمط من الشخصيات سريع الغضب؛ لذلك، عندما تنظر إلى هذا النمط من الشخصيات فكيف يمكنك التمييز بين نظرة الاستياء وبين غيرها من العلامات غير الخطيرة التي تظهر على وجوههم، وفيما إذا لم تكن النظرة تنمُّ عن استياء أو غضب، فماذا يمكن أن تكون؟

بعض من أسرار هذه الشخصية:‌

من المؤكَّد، أنَّك سمعت الحكمة التي تقول: "احذر من الأشخاص الهادئين"، لكن ما الذي يعنيه هذا؟ وما الذي يجعل الصمت الذي يُظهِره شخص ما يرسل رسالة حاسمة أكثر من الأشخاص الآخرين؟

تقدِّم سِمات هذه الشخصية بعض الأجوبة:

  • انشغال عقلهم بالاستنتاجات يجعلهم يميلون إلى التأمُّل.
  • الحدس، وهو أحد وسائلهم في جمع المعلومات، وطبيعتهم الانطوائية يجعلانهم يعطون أهمية خاصة للانطباع الأوَّلي عن الأشخاص.
  • يركِّز الأشخاص من هذا النمط غالباً على المعنى والهدف، كما أنَّ نظرتهم للأمور شاملة.
  • القيم التي يؤمنون بها بشدة تجعلهم يقظين لأي نوع من التنافر المعرفي.
  • لا يحبِّذ الأشخاص من هذا النمط الانفعالات التي تفتقر إلى معنى عميق أو درجة معيَّنة من التعقيد؛ بمعنى أنَّهم لا يحبِّذون التفاعلات السطحية.

ليست كل الشخصيات من نمط "العقل المُدبِّر" مثيرة للرهبة، لكنَّهم قد يظهرون كذلك لأنَّهم يركِّزون على الداخل أكثر من التركيز على الظروف الخارجية، وبالنسبة إلى الأشخاص غير المدركين قد يبدون مشتتين أو غاضبين أو منزعجين، ومع ذلك، يُخفي هذا النمط من الشخصيات أموراً أكثر ممَّا تراه بالعين، وأموراً غير نظرة الاستياء أو الغضب.

كيف تبدو نظرة الاستياء لدى "العقل المدبِّر"؟

نظرة الغضب أو كما يُقال نظرة الاستياء التي تظهر على وجه "العقل المدبِّر" لا تعني أنَّه يريد إلحاق الضرر بأحد؛ بل قلَّما تنظر الشخصيات من هذا النمط إلى شخص معيَّن، وحتى عندما ينظرون لشخص معيَّن فإنَّهم غالباً يفكِّرون في شيء آخر غير الشخص الموجود أمامهم.

ويمكن للنظرة بحدِّ ذاتها أن تبدو أقرب إلى الشرود أو التأمُّل كما لو كان الشخص يفكِّر بشيء يخصُّه، ويمكن أن تكون أقرب إلى التحديق الثابت في نقطة معيَّنة، ومن الممكن أن يكون التحديق في شخص ما، وغالباً ما تترافق هذه النظرة مع إشارات أخرى؛ مثل: التنفُّس، والمشي، والتوقف، وبعض السلوكات، وطبعاً الكلمات التي يعتاد الشخص على استخدامها.

9 معانٍ مُحتملة لنظرة الاستياء التي تبدو على وجه "العقل المدبِّر":

السياق أمر بالغ الأهمية للحصول على تفسير دقيق لنظرة الغضب لدى الشخصية من نمط "العقل المدبِّر"، فهذه النظرة لا تكون دوماً موجَّهة لشخص، ولكنَّها أحيانا تكون كذلك، وهذه هي المعاني المُحتملة لهذه النظرة:

1. انشغالهم بالتفكير، وعدم رغبتهم في أن يقاطعهم أحد:

تدخل الشخصية من هذا النمط غالباً في حالة تفكير عميق؛ لذلك عندما تراهم يحدِّقون بهذه الطريقة، فمن المُحتمل أن تكون مجرد علامة على أنَّهم تحوَّلوا من الانتباه إلى ما يجري حولهم إلى حالة من التركيز على ما يجري بداخلهم، وبالاعتماد على مزاج هذا النمط من الشخصيات، فقد لا يكون هذا هو الوقت المناسب للمشاركة معهم في محادثة.

وكقاعدة عامة، لا يحب الأشخاص من هذا النمط مقاطعتهم عندما يحاولون استنتاج أو معالجة شيء ما، ومن المُرجَّح أن ينزعجوا من المقاطعة إذا كانت لأسباب تافهة، ويشبه الأمر أن تكون منغمساً في الكتابة مثلاً، ويقاطعك أحدهم، فمن المؤكَّد أن تشعر بالانزعاج وهذا ما يحدث معهم أيضاً.

شاهد بالفديو: 7 استراتيجيات للتغلب على الانشغال بالتفكير الزائد

2. الشعور بالملل:

أحياناً لا تعني هذه النظرة سوى التعبير عن الملل، ويفضِّل معظم الأشخاص الذين يملكون هذا النمط من الشخصية البقاء في المنزل أو قراءة شيء، ومن ثمَّ التفكير فيه أكثر من الخروج من المنزل وقضاء الوقت مع الأصدقاء.

لذلك، إذا وجدوا أنفسهم في موقف يتوقعون فيه الاكتفاء بأنفسهم، وكان الجوُّ المحيط بهم مليئاً بالتواصل والأحاديث، فمن المُحتمل أن يشعروا بالملل، وينغمسوا في التفكير لنسيان الأشخاص المحيطين بهم، لكن إذا وجدوا شخصاً يستمتعون بحديثه، فمن المُمكن أن يتغيَّر مزاجهم فجأةً.

3. التعبير عن الاهتمام:

عندما يكون الشخص من نمط "العقل المدبِّر" مُهتمَّاً بما تقوله، فإنَّ التحديق الثابت هو نوع من المُجاملة وإظهار الاهتمام والفضول، وقد يتطلَّب الأمر بعض الوقت إلى أن تعتاد على هذه النظرة، لكنَّ الأشخاص من هذا النمط لا يدركون أنَّهم يحدِّقون بشدة عندما يكونون مهتمين.

أمَّا إذا كان هدفك هو إثارة اهتمام الشخص من نمط "العقل المدبِّر" فلا شك أنَّك قد نجحت في ذلك، وإذا تمكَّنت من إبهاره بحديثك، فلن ينساك أبداً، وسيبقى ينظر إليك باهتمام عند رؤيتك.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح للتوقف عن الاهتمام أكثر من اللازم

4. طلب بعض الاستقلالية لأنَّه يعالج قضية ما:

إذا كان الشخص من نمط "العقل المدبِّر" يحدِّق في الفراغ، فقد يعني أنَّه يفكِّر في شي اختبره أو تعلَّمه حديثاً؛ أي إنَّه مشغول بالتفكير لفهم المعلومات الجديدة؛ وهذا مشابه للتفسير الأول، لكن هذه الحالة تُبرز أنَّ الشخص من نمط "العقل المدبِّر" يفكِّر ويشعر في آنٍ معاً؛ الأمر الذي يفضِّل أن يفعله هذا النمط من الأشخاص وحدهم وفي عزلة، وعندما يعالجون قضية ما، فإنَّهم لا يحبذِّون أن يُضغَط عليهم للبوح بما يدور في أذهانهم، لكنَّهم يعبِّرون عن تقديرهم عندما يُظهِر أحد ما الاهتمام.

5. التعبير عن الحيادية:

إذا تناقش شخصان أو أكثر أمام شخصية من نمط "العقل المدبِّر" وكانت هذه المناقشة لا تثير لديه اهتمام، فإنَّه يحدِّق بهذه الطريقة بوصفها تعبيراً عن حياديته تجاه ما يجري أمامه؛ فإنَّهم لا يريدون الانسياق نحو النقاش في هذا الموضوع، إمَّا لأنَّهم لا يهتمُّون، أو لأنَّهم لا يعرفون ما يكفي عنه، ونادراً ما يُطلِق الأشخاص من هذا النمط أحكاماً قبل أن يعرفوا كل شيء يتعلَّق بالقضية؛ لذلك تراهم يستمعون ويلاحظون ويحاولون التعلُّم قدر المستطاع.

6. الغضب من جرَّاء ارتكاب خطأ:

إذا شعر "العقل المدبِّر" بالغضب بسبب شيء فعلته أو قلته، فسيظهر الغضب على وجهه أولاً، وهذه المرة ليست النظرة نوعاً من الشرود؛ بل تعبير عن الصدمة أو الاستهجان، وقد تقترن النظرة بهز الرأس مباشرةً قبل أن يقولوا شيئاً أو يغادروا المكان.

قد تترافق النظرة هذه مع فعل ما يعبِّر عن الغضب، وقد يكون هذا الفعل موجَّهاً إليك أو لشيء على مقربة منك، لكن ستبقى تتذكَّر نظرتهم حتماً؛ فلا يريد أحد أن يتواجه مع "العقل المدبِّر" عندما يغضب، وكلما زاد اهتمامك بالشخص من هذا النمط وبما يظنُّه عنك، كانت النتيجة سيئة بالنسبة إليك عندما يكونون في هذا الوضع.

شاهد بالفديو: تقنيات تساعد على الهدوء والسيطرة على الغضب

7. التعبير عن خيبة الأمل:

احذر من نظرة "العقل المدبِّر" التي يعبِّر فيها عن خيبة أمله، فهو يحاول أن يقول لك "لقد توقعت منك شيئاً أفضل"، أو "لقد كنت أظنُّ أنَّني يمكنني الاعتماد عليك"، وفي هذه الحالة سيحدِّق بك، لكنَّه عادةً سيكتفي بالتحديق دون أن يقوم برد فعل جسدي يؤدي إلى تحطيم شيء ما مثلاً.

ومع اكتفائهم بالتحديق في هذه الحالة، إلَّا أنَّ نظرتهم تقول كل ما يجول في خاطرهم، وبالطبع، قد تترافق النظرة مع بعض الكلمات القاسية، لكنَّهم عادةً ما يكتفون بالتحديق.

8. إصدار الأحكام بحق الأشخاص الذي يتحدثون معهم:

تكون غالباً معتقدات الأشخاص من هذا النمط، معتقدات راسخة بشدة؛ لذلك إذا كانوا بصحبة شخص يتعارض سلوكه ومعتقداته مع سلوكهم ومعتقداتهم، فقد يعبِّرون عن رفضهم وحكمهم بسبب هذه النظرة.

هذا لا يعني أنَّهم يبغضونك أو أنَّهم يرونك شخصاً يجب الحكم عليه على الدوام، كل ما في الأمر أنَّك في وقتها قلت شيئاً أو فعلت شيئاً لم ينل إعجابهم، فأعطوك هذه النظرة نوعاً من الاستنكار.

إقرأ أيضاً: لماذا يعد إطلاق الأحكام بحق الآخرين أمراً لا جدوى منه؟

9. التعبير عن الرغبة في التعرف إلى الشخص الآخر:

يمكن أن يحدِّق "العقل المدبِّر" بطريقة تدل على الانبهار عند مصادفة شخص لأول مرة، والطريقة التي يحدِّقون بها بثبات على الشخص موضع اهتمامهم يمكن أن تثير الإرباك لدى الطرف الآخر؛ إذ تُخفي هذه النظرة وراءها رغبتهم الفضولية في التعرُّف إلى الشخص جيداً؛ وهذا يعني أنَّ نظرتهم الثابتة في هذه الحالة قد تعني أنَّهم يرغبون بالتعرُّف عن قرب.

ومن الممكن ألا يصِّرح الأشخاص من هذا النمط باهتمامهم بالشخص الآخر، لكنَّ التحديق وغيرها من إشارات الجسد تُظهِر اهتمامهم دون أن يشعروا بذلك؛ لذلك، في المرة القادمة التي يحدِّق فيها بك شخص من نمط "العقل المدبِّر" بهذه الطريقة الثابتة التي قد تثير الرهبة، فتعرَّف إلى المعنى الكامن وراء نظرته من خلال ما قدَّمناه.

المصدر




مقالات مرتبطة