9 علامات للعقلية العشوائية!

شدّني كتاب نظرية الفوضى Chaos Theory للمؤلف James Gleick، والذي ذكر فيه مبدأ يعرف بتأثير الفراشة Butterfly Effect الذي يؤمن أنه إذا حركت فراشة جناحيها في البرازيل فإنها قد تسبب إعصاراً في تكساس! أي أنّ تلك الرفرفة البسيطة لجناح فراشة واحدة قد تكون سبباً في إعصار، ولو أخدنا بالاعتبار أن هناك أكثر من مليون فراشة، فإن رفرفتها قد تكون من أسباب حدوث إعصار. وفي حياتنا اليومية أيضاً تأثير الفراشة له أثر كبير. تخيل مثلاً أنك كل يوم تقرأ 15 دقيقة فقط، ربما تعتقد أنك لا تفعل شيئاً، ولكن مع الوقت ستجد أن تلك الربع ساعة لها تأثير كبير على حياتك، وعلى النقيض العادات السيئة.



وعودة إلى موضوع الفوضى والعشوائية، هناك ممارسات نقوم بها ونظن أن تأثيرها بسيط على حياتنا، ولكن هي في الحقيقة سبب رئيسي في جعل حياتنا عشوائية. خلف هذه العشوائية تفكير عشوائي وتخطيط عشوائي وقرارات عشوائية. ومن علامات العشوائية:

أولًا: تفكير عشوائي

خلف كل سلوك عشوائي فكر عشوائي يقود للسلوك العشوائي، ولعلّ أهم 3 أمور تُسبّب التفكير العشوائي:

1- المُسَلَّمات:

فالمُسلّمات الكثيرة ذات الأساس الضعيف وغير الخاضعة للتفكير والتجريب من شأنها أن تجعلنا في حالة عشوائية لقواعد وقناعات ومبادئ أساسها مُسلّمات ضعيفة يصعب الخروج منها، حتى لو كانت كل الشواهد عكس هذه المُسلّمات البشرية.

2- التوقّعات:

عندما تكون التوقعات عالية وبعيدة جداً عن الإمكانيات أو الحاجات تجعل حياتنا حياة الحالمين، بل حلماً عشوائياً وهمياً لا يمكن تحقيقه، وعدم تحقيقه يسبب مزيداً من التخبّطات العشوائية في حياتنا. وهذه التوقعات سواسية إن كانت توقعات عشوائية حول ذواتنا أو حول الآخرين أو حول أهدافنا.

3- التصوّرات:

القراءة العشوائية للماضي والحاضر والمستقبل سبب رئيسي في العيش في حالة عشوائية مستمرة، لأنها لم تُبْنَ على تحليل علمي سليم، وبالتالي نخرج بدروس مستفادة عشوائية في كل التجارب التي نمرّ بها وستستمر الأخطاء العشوائية في حياتنا.

ثانياً: تخطيط عشوائي

خلف كثير من النتائج غير المرضية تخطيط عشوائي يقوم على الحظ أو الخبرة السابقة أو اللا تخطيط، وأهم 3 علامات للتخطيط العشوائي:

1- الأهداف:

عندما تكون الأهداف مُشتّتة وغير مُركّزة ولا يمكن قياسها يصبح من الصعب تحقيقها، ونصبح في دائرة مغلقة من الأهداف العشوائية المُتغيّرة غير القابلة للتحقيق حتى نصاب بالإحباط.

2- الأولويات:

من علامات العشوائية ضياع الأولويات وعدم القدرة على ترتيب الأهم ثم المهم، والفشل في إدارة الوقت في تحقيق تلك الأولويات، والتداخل بين هذه الأولويات، حتى نصبح في حالة عشوائية مع الأولويات، وتصبح معادلة الأثر والجهد مشوهة، فالجهد كبير والأثر ضعيف جداً.

3- الاختيارات:

عندما تكون خياراتنا عشوائية غير مدروسة تصبح النتائج عشوائية! وما نحن عليه اليوم ما هو إلا نتيجة لخياراتنا السابقة. ولعلّنا نتذكر الاختبارات الجامعية عندما تكون اختيارات من متعدد وتكون جميع الإجابات صحيحة لكن المطلوب اختيار الأصح! وهنا مكمن الصعوبة في حياتنا، فالخيارات السهلة لا تصنع العشوائية لأننا في الغالب نختار الاختيار الصحيح، ولكن العشوائية تظهر عندما لا نختار الخيار الأصح.

إقرأ أيضاً: العشوائية والتنظيم

ثالثاً: قرارات عشوائية

نتيجة طبيعية للتفكير العشوائي والتخطيط العشوائي أن تكون قراراتنا عشوائية، وبالتالي حياة عشوائية صعب تنظيمها، والعلامات الثلاث للقرارات العشوائية:

1- سريعة:

القرارات السريعة غير المدروسة في الغالب تؤدي إلى نتائج عشوائية، والبعض يخنق نفسه لآخر لحظة بسبب تخطيطه العشوائي، فيجد نفسه مضطراً لاتخاذ قرارٍ سريع يؤدي إلى نتيجةٍ عشوائية.

2- قصيرة:

القرارات القصيرة المدى خادعة وتزيد من نسبة العشوائية على المدى البعيد! لأن كثيراً من النتائج الإيجابية السريعة غير المدروسة لها آثار سيئة على المدى البعيد، وصاحب القرارات العشوائية دوماً يفرح بالانتصارات السريعة ويندم لاحقاً.

3- ضيقة:

القرارات ضيقة الأفق التي لا تأخذ جميع العوامل بعين الاعتبار هي قرارات عشوائية تبني جزءاً وتهدم أجزاء أخرى! لذا النظرة الضيقة توسع فرص العشوائية في حياتنا.

الخلاصة:

العقلية العشوائية = تفكير عشوائي + قرارات عشوائية + تخطيط عشوائي

 

المصدر: صحيفة مكة.




مقالات مرتبطة