9 علامات تشير إلى أنَّ الوقت قد حان لاتخاذ خطوة إلى الأمام

ليس من الضروري أن يعيش الإنسان وراء القضبان ليكون سجيناً، فقد يعيش الإنسان حبيس خياراته وأفكاره ومبادئه، فهكذا يهدر معظم الأشخاص الأذكياء غالبية حياتهم، إنَّه لأمرٌ محزن؛ لكنَّه حقيقي.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة آنجِل كِرنوف (Angel Chernoff)، وتُحدِّثنا فيه عن 9 علامات تشير إلى ضرورية التغيير.

أتحدَّث أنا وزوجي مع هؤلاء الأشخاص كل يوم، وفي كل يوم نكشف عن أنماط التفكير السلبية نفسها، وعندما نلفت انتباه عملائنا إلى أنماط التفكير هذه، لا عجب في أنَّ معظمهم لا يرون أخطاءهم على الأقل في بداية الأمر؛ لأنَّه من الصعب الاعتراف بأنَّ طريقة تعاملك مع الأمور كانت تعوقك طوال حياتك.

هذا ما أريد مشاركته معك اليوم؛ تسعٌ من أكثر العلامات المحزنة شيوعاً، والتي تشير إلى أنَّك تضيع حياتك؛ لأنَّك تعاني عقلية مُقيِّدة، وبعض النصائح لمساعدتك على اتخاذ خطوة إلى الأمام.

حتى لو كنت راضياً عامة عن حياتك الحالية، انظر إلى القائمة أدناه، كما قلت، فإنَّ معظم الأشخاص الذين عملنا معهم على مر السنين، والذين جاؤوا إلينا لأنَّهم شعروا بأنَّهم عالقون، رفضوا في البداية الاعتراف بأنَّ لديهم هذه المعتقدات والسلوكات على الرَّغم من أنَّ الأدلة ضدهم لا جدال فيها؛ لذا يستحق الأمر أخذ بضع دقائق كي تكتشف ما إذا كانت أي من هذه النقاط تمنعك من بلوغ أقصى إمكاناتك.

إليك إذاً هذه النقاط التسع:

1. الاعتقاد بأنَّك لست جيداً بما يكفي:

تخلَّ عن معتقداتك المُقيِّدة التي تملي عليك ما يمكنك أو لا يمكنك فعله، وما هو ممكنٌ أو مستحيل، ومن الآن فصاعداً، قرر أنَّك لن تسمح لهذه المعتقدات بإبقائك عالقاً في المكان الخطأ.

المعتقد ليس مجرد فكرةً تخطر في الذهن؛ إنَّما فكرة تسيطر على العقل، فيجب أن تدرك ذلك؛ لأنَّه لن يأتي أبداً وقتٌ مثالي للسعي خلف أحلامك وأهدافك، ولن تشعر أبداً بأنَّك مستعدٌّ تماماً؛ لأنَّك لن تكتمل يوماً، فأنت تنمو كل يوم، وعليك فقط أن تجد إيمانك بنفسك الآن، فالإيمان يعني أن تعيش في حالة من عدم اليقين، وتكتشف طريقك في الحياة، وتدع حدسك يرشدك بوصفه ضوءاً في الظلام.

ماذا لو اخترت اليوم أن تؤمن بأنَّ لديك ما يكفي، وأنَّك تكفي كما أنت، وأنَّك قطعت حتى الآن شوطاً بعيداً؟ وماذا لو اخترت اليوم أن تؤمن بأنَّك قوي وحكيم ولطيف ومحبوب بما يكفي للمضي قدماً؟ وماذا لو قررت، مع غروب الشمس اليوم، أن تؤمن بأنَّك قمت بعمل جيد؟ وماذا لو اخترت صباح الغد أن تؤمن بذلك من جديد؟

2. المحاولة الدائمة لإرضاء توقعات الآخرين:

لا يعيش معظم الناس حياةً تناسبهم؛ بل يبنون حياتهم وفقاً لآراء الآخرين، وما يعتقده والديهم أنَّه الأفضل لهم، وما يعتقده أصدقاؤهم وأعداؤهم ومعلموهم وحكومتهم ووسائل الإعلام أنَّه الأفضل لهم، ويتجاهلون حدسهم وصوتهم الباطن، فهم مشغولون جداً في إرضاء الآخرين، والوفاء بتوقعات الآخرين، لدرجة أنَّهم يفقدون التحكم بحياتهم، إنَّهم ينسون ما يجعلهم سعداء، وماذا يريدون، وما الذي يحتاجون إليه، وفي النهاية ينسون أنفسهم تماماً.

لديك حياة واحدة فقط، هي تلك التي تعيشها الآن؛ لذا يجب أن تعيشها على أكمل وجه، وقبل كل شيء، لا تدع آراء الآخرين تصرف انتباهك عن حقيقتك الصادقة.

شاهد بالفيديو: 12 سبباً وراء أهمية تطوير الذات

3. التذمر المستمر من كل شيء:

إنَّ تذمرك المستمر من الأشخاص والمواقف والأحداث وما إلى ذلك، لا تجلب لك شيئاً سوى مزيد من البؤس والاكتئاب.

لا يمكن لأحدٍ أو موقف أن يجعلك حزيناً أو بائساً ما لم تسمح بذلك، وليس الموقف بحد ذاته هو الذي يثير هذه المشاعر في داخلك؛ بل رؤيتك له، وقد يكون من الصعب تقبُّل ذلك؛ لكنَّها الحقيقة، إنَّ تفكيرك يؤثِّر في حياتك، فلا تقلِّل أبداً من قوة التفكير والعمل الإيجابي.

4. إلقاء اللوم على الآخرين دائماً:

تخلَّ عن حاجتك إلى إلقاء اللوم على الآخرين لما لديك أو لا تملكه، ولما تشعر به أو لا تشعر به، لا تتخلَّ عن قوتك، وابدأ في تحمل مسؤولية حياتك، فقد تتحكم بمشكلاتك، أو هي ما تتحكم بك.

5. السعي إلى عدم الفشل بدلاً من النجاح:

إن كنت راضياً بحياةٍ متواضعة، فلن تحاول التغيير أبداً؛ لأنَّ هذه الحياة أكثر أماناً، ولأنَّه من الأسهل الحديث عن تعلم تلك المهارة الجديدة بدلاً من تعلمها حقاً، وقد تعتقد أنَّ كل شيء صعب أو معقد للغاية؛ لذا تتجاوز تلك المهمة أو تؤجلها إلى يومٍ آخر، وربما تكره وظيفتك؛ لكنَّك لن تتقدم إلى وظيفة جديدة؛ لأنَّه من الأسهل أن تتجنب الرفض.

بينما تفشل في المحاولة، تحتاج حقاً إلى أن تحاول وتفشل، وتتحدى نفسك، وتتعلم أشياء جديدة وتتقدم إلى الأمام بأسرع ما يمكن، ويجب أن تتغلب رغبتك في النجاح على خوفك من الفشل؛ لأنَّك إذا كنت خائفاً جداً من الفشل، فلا يمكنك القيام بما يجب القيام به لتحقيق النجاح.

6. تجنب الوقوع في الخطأ:

لا يتحمل معظم الناس فكرة كونهم مخطئين، ويرغبون في أن يكونوا على حق دائماً، مخاطرين بإنهاء علاقات رائعة أو التسبب في قدر كبير من التوتر والألم في حياتهم الشخصية والمهنية؛ لكنَّ الأمر لا يستحق هذا العناء، فكلما شعرت برغبة شديدة في الجدال المتعلق بمن هو على صواب ومن على خطأ، اسأل نفسك هذه الأسئلة:

  1. "هل من الأفضل أن أكون على حق، أو لطيفاً؟".
  2. "ما هو الفرق الذي سيحدثه ذلك؟".
  3. "هل أنا مغرور بهذا القدر حقاً؟".

اعلم أنَّك دائم التغيير، وكذلك كل إنسانٍ آخر، وليس عليك أن تكون دائماً على صواب؛ بل عليك فقط ألا تقلق بشأن كونك مخطئاً؛ فالفشل هو جزءٌ من عملية النمو بالنسبة إلينا جميعاً، ويجب أن تُخطِئ وأن تبدو أحمقاً في بعض الأحيان حتى تمضي قدماً.

7. الاستسلام للخوف:

إنَّ الخوف مجرد شعور، وليس حقيقة، إنَّه مجرد وهم غير موجود، لقد اختلقته بنفسك، فعندما تصحح تصوراتك، وتفكر تفكيراً صحيحاً، فإنَّ حياتك سوف تعكس أفكارك.

كما قال الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين دي روزفلت (Franklin D. Roosevelt): "الشيء الوحيد الذي يجب أن نخافه هو الخوف نفسه"؛ لذا لا تدع خوفك يقرر مستقبلك، فلتكن أحلامك أكبر من مخاوفك وأفعالك أبلغ من أقوالك.

كل شيء له ثمن، ولن تكسب شيئاً دون مخاطرة، لن تكتسب الحكمة من خلال قراءة الكتب والتفكير في الأشياء؛ وإنَّما ستتعلم فقط، وإنَّ عيش التجارب مباشرة في العالم الحقيقي، يوماً بعد يوم، هو ما يولد الحكمة، وفي نهاية المطاف، الحكمة هي ما تحصل عليه حينما تعيش التجارب بنفسك، وهذا النوع من الخبرة الحياتية هو أغلى ما تمتلكه.

ستهزمك الحياة في بعض الأحيان في سبيلك إلى اكتساب الحكمة، لكن عليك أن تنهض مجدداً؛ فلا شيء أجمل وأقوى من روحٍ نجت ونمت خلال صعوبات الحياة، ولا تندم على شيء حتى اللحظات التي كانت مليئةً بالألم، وابتسم لأنَّك تعلمت من كل شيء، ولأنَّك اكتسبت القوة الكافية لتتخطى كل ذلك، وفي النهاية، ليست الأمور التي واجهتها هي ما يحدد حياتك وإرثك؛ بل كيفية مواجهتك لها وتغلبك عليها.

8. التمسك بالماضي:

عليك أن تتخلى عن الماضي، ربما ذلك ليس بالأمر السهل، خاصةً عندما يبدو الماضي أفضل بكثير من الحاضر، ويبدو المستقبل غامضاً جداً، لكن عليك أن تأخذ في الحسبان أنَّ اللحظة الحالية هي كل ما تمتلكه، وكل ما ستحصل عليه، وأنَّ الماضي الذي تتوق إليه وتحلم به الآن، قد تجاهلته غالباً في ذلك الوقت، فلا تكرر الخطأ نفسه مرةً أخرى، ولا تضيع حاضرك أسفاً على ماضٍ لا مستقبل له.

9. رفض التغيير:

كما قال الشاعر أوسكار وايلد (Oscar Wilde) ذات مرة: "أن تحيا هو أندر الأشياء في الوجود، فمعظم الناس موجودون فحسب".

إنَّ عيش حياةٍ إيجابية يعتمد على تقبلك لحقيقة أنَّ كل شيء يتغير باستمرار بعيداً عما كان عليه سابقاً، ولا يتعين عليك فقط أن تفصل نفسك عاطفياً عن الماضي، لكن عليك أيضاً دفع نفسك إلى المجهول طواعيةً، وعليك أن تجرب أشياء جديدة، خاصةً تلك التي ربما لم تفكر في تجربتها من قبل، أو كنت متردداً جداً في تجربتها، وهكذا تعزز فرصاً للنمو الإيجابي.

إقرأ أيضاً: إدارة التغيير: مفهومها ومراحلها وأنواعها

يعيش معظم الناس ظروفاً تعيسةً ومع ذلك يرفضون أخذ زمام المبادرة وتغيير ظروفهم؛ إذ اعتادوا على الاعتقاد بأنَّ الخيار الوحيد أمامهم هو الخيار الحالي؛ لأنَّه الحياة التي لطالما عرفوها، وإنَّ خوفهم من التغيير يعميهم عن رؤية الحقيقة؛ فلا يوجد ما يؤذي الروح البشرية أكثر من العقل الذي يقاوم التقدم والتغيير.

إنَّ جزءاً كبيراً من نموك الشخصي وسعادتك في الحياة ينبع من خوض تجارب جديدة، لذلك لا شيء في الحياة أكثر أهميةً من تقبُّل التغيير.

إقرأ أيضاً: فوبيا الخوف من التغيير: الأسباب وطرق العلاج

في الختام:

إن كانت أيٌّ من هذه النقاط تمُسُّك بشكل من الأشكال، فتذكر أنَّك لست وحدك، لدينا جميعاً عقليات خاطئة تجعلنا نعاني وتبقينا عالقين في مكاننا؛ لذلك تحلَّ بالوعي واكتشف أنماط التفكير السلبية هذه وأوقفها قبل أن توقفك.




مقالات مرتبطة