9 طرق لمقاومة التفكير السلبي

عندما تكون من الأشخاص الذين يرون نصف الكأس الفارغ فإنَّ سماعك لعبارة "فكِّر بشكلٍ إيجابي" سيجعلك تشعر مثل عداءٍ هاوٍ طُلب منه غداً المشاركة في سباق ماراثون، ولكن قبل أن تتمكن من تنفيذ الاستراتيجيات الإيجابية وقطف ثمارها المتمثلة في تحسُّن الصحة، والحصول على علاقاتٍ أفضل وسعادةٍ أكبر يجب عليك البدء بالتخلص من المشاعر السلبية.

لقد جمعنا لك أفضل النصائح لمقاومة السلبية، والتي قدمها لنا علماء نفس وكُتَّاب مختصين لمساعدتك على تحديد العادات السلبية عندك والبدء في التخلص منها.



1- ضع أهدافاً منطقية:

تقول مديرة التسويق ومدربة القيادة "لافينيا ليوميزانو": "يتجه الكثير من الأشخاص الذين لا يرون إلَّا الجانب السلبي من الحياة إلى إحباط أنفسهم أيضاً عندما يضعون أهدافاً ضخمةً وصعبة التنفيذ". لذلك بدلاً من أن تقول: "سأكتب كتاباً هذا العام"، ابدأ بهدفٍ أبسط كاتباع دروسٍ خاصةٍ بتعليم مبادئ الكتابة، أو إتمام كتابة ثلاث صفحات، حيث سيحفزك الرضى الذي ستحصل عليه عند إنجاز هذه الأهداف الصغيرة لتحقيق الهدف الأكبر.

اقرأ أيضاً: 8 أخطاء شائعة في تحديد الأهداف

2- حوِّل "المشاكل" إلى "تحدّيات":

تقول "كريستي لينغ" صاحبة كتاب "اجعل يومك مفعماً بالطاقة": إنَّ للكلمات تأثيراً فعالاً للغاية، حاول وضع قائمةٍ بالكلمات أو العبارات السلبية التي تستخدمها دائماً واستبدلها بكلماتٍ وعبارات أكثر إيجابية".

على سبيل المثال، إذا كنت كثير التذمُّر من المشاكل، أطلق عليها اسم "تحديات" بدلاً من "مشاكل"، حيث تنصحك الاستشارية المجازة في الأمراض النفسية والمعالِجة "كارول باتيرسون" بأن تتخلص من عبارة "يجب..." في أثناء حديثك مع نفسك، وأن تستبدلها بعبارة "يمكنني أن أختار...". فكلمة "يجب" تحمل معنى الإلزام، والفزع، والاستياء، أمَّا الاختيار فيضعك في موضع القائد، فيمكنك أن تقول على سبيل المثال: "يمكنني أن أختار غسيل الملابس الآن حتى أستطيع الخلود إلى الراحة في المساء". فبينما يبدو هذا تبديلاً بسيطاً للمعنى، إلَّا أنَّ الكلمات التي تستخدمها في حديثك مع نفسك كلَّ يوم يمكن أن يكون لها تأثيرٌ حقيقي في سلوكك.

3- أعد تعيين إجاباتك الافتراضية:

تقول "لينيت لويز"أخصائية الارتجاع العصبي أنَّ الأشخاص السلبيين يميلون بطبيعتهم إلى استخدام الـ "لا" في ردهم الأولي على الأفكار والتجارب الجديدة. "فهُم يقومون بذلك ليكسبوا وقتاُ إضافيَّا يفكرون خلاله في القرار الواجب عليهم اتخاذه، ولكنَّهم في النهاية يجدون أنفسهم مضطرين للدفاع عن خيار الـ "لا" والتمسك به. تقترح عليك "لويز" بدلاً من ذلك الرد باستخدام العبارة الآتية: "لست متأكداً، هلَّا أعطيتني دقيقةً للتفكير". حاول بعد ذلك أن تجد مبرِّراً يجعلك تقول نعم قبل أن تقول لا.

4- استعرض جوائزك:

يقول الدكتور "فرانك أدونيزيو" نائب رئيس خدمات الاستشارة السريرية في شركة "ووركلود أوبشنز"، التي تعمل في تقديم الخدمات للموظفين على صعيدي العمل والحياة: "من المهم أن يكون ثمَّة في بيئتك أشياءٌ ملموسة تذكرك بالإيجابية". ما هي الأشياء التي من الممكن أن تساعدك على ذلك؟ أيُّ شيءٍ يمكن أن يذكرك بالإنجازات الماضية (الجوائز، كتاباتك التي جرى نشرها، بطاقات العمل)، أو بالعلاقات الناجحة (صور، أعمال فنية)، أو بالصفات الإيجابية التي تتمتع بها (كهدية أو رسالة من أحد الزبائن الممتنِّين والتي تتضمَّن تفاصيل عن بعض مواهبك). من الصعب أن تشعر بالإحباط عندما ترى براهين حقيقية على قدراتك وإنجازاتك.

5- ارفع يديك:

لقد عبَّر البشر والحيوانات على مرِّ العصور عن قوتهم من خلال اتخاذ وضعيات تجعلهم يبدون أكثر ضخامةً وأكبر حجماً. من الأمثلة على ذلك الطاووس الذي يفرد ذيله ليصبح على شكل مروحة، أو المفاوض الذي يقف منتصباً عندما يجلس خصمه أمامه. إلَّا أنَّ الضعف أيضاً يمكن أن يظهر من خلال لغة الجسد، ومن الأمثلة على ذلك، تكوُّر الطفل الخائف واتخاذه لوضعية الجنين، أو ارتخاء كتفي الشخص عندما يشعر بالخجل وخفضه لبصره. عندما تقف وترفع ذراعيك فإنَّ ذلك يجعلك تبدو أكبر وأكثر قوة، ولكن هل يمكن لذلك فعلاً أن يُمِدَّك بالقوة؟

طلب باحثون من جامعة هارفارد في دراسةٍ أجروها في العام 2012 من المشاركين اتخاذ واحدةٍ من وضعيتين اثنتين من "وضعيات القوة" (إحداهما كانت الاستلقاء على الكرسي ووضع اليدين خلف الرأس مع فرد المرفقين ووضع القدمين على الطاولة أمامك)، أو اتخاذ الوضعية التي تُعبِّر عن انخفاض القوة (وهي الوقوف مع ضم الذراعين إلى الصدر ووضع الركبة فوق الركبة) وذلك لمدة دقيقة واحدة.

أظهرت القراءات التي أُخذت لمعدل نبضات القلب ولاختبارات الدم قبل وبعد اتخاذ هاتين الوضعيتين أنَّ الأشخاص الذين اتخذوا الوضعية التي تُعبِّر عن ارتفاع القوة لديهم ارتفاعاً في معدلات التستوستيرون (الهرمون المرتبط بمشاعر الثقة والهيمنة) عندهم وانخفاضاً في مستويات الكورتيزول (الهرمون المرتبط بالشعور بالضغط). وأظهروا في أثناء المقابلات شعوراً أكبر بالقوة وكانوا أكثر استعداداً للمخاطرة. بينما كانت نتائج الأشخاص الذين اتخذوا الوضعية التي تُعبِّر عن انخفاض القوة عكس ذلك تماماً. لذلك في المرة القادمة التي تحتاج فيها إلى دفعةٍ من الثقة، اتخذ إحدى وضعيات القوة، حيث تنصح مدربة اليوغا "دانا سانتاس" الرياضيين باتخاذ "وضعية الجبل" ورفع اليدين عالياً عندما يفقدون الثقة. هذه الوضعية في غاية السهولة: قف مباعداً بين قدميك بمسافة تساوي عرض وركك. خذ شهيقاً وارفع يديك فوق رأسك مباعداً بينهما بمسافة تساوي عرض كتفيك. أغمض عينيك وخذ عشرة أنفاسٍ طويلةٍ وعميقة. مع آخر زفرةٍ تقوم بها أنزل كفَّيك معاً إلى الأسفل نحو منتصف صدرك وابتسم. خذ نفسين أو ثلاثة أنفاسٍ أخرى عميقة، وازفر عن طريق أنفك.

6- فكر بطريقةٍ نقدية، لكن لا تكن شخصاً ناقداً:

تقول كوتش الحياة "إلين تايلور كلاوس": "تعاني إحدى العميلات التي لدي من رؤية الجانب السلبي دائماً في كلِّ شيءٍ حولها. لقد اكتشفنا أنَّ دماغها مُصمَّمٌ ليفكر بطريقةٍ نقدية، فهي تفكر في كلِّ شيءٍ بطريقةٍ نقدية، وهذا يُعدُّ أمراً جيداً. ولكن يجب عليها أن تتذكر فقط أنَّ بعض الأمور لا يمكن التعامل معها بهذه الطريقة، وأنَّ بعض الأشياء قد لا تحدث بنفس الطريقة التي تفكر فيها قد لا تكون خاطئة. تقول "تايلور كلاوس" أنَّك إذا كنت من أولئك الأشخاص الذين يفكرون بطريقةٍ نقديةٍ تحليلية، يجب عليك أن تدرك أنَّ أول ما سيخطر في بالك عند تعاملك مع قضية ما هي الأفكار النقدية، لذا حاول إعادة صياغة هذه الأفكار من خلال طرح هذا السؤال على نفسك: "ما هي الأمور الأخرى التي تصح في هذه الحالة/المعضلة/الشخص؟".

اقرأ أيضاً: 6 طرق تساعدك على التفكير خارج الصندوق

7- استيقظ بالشكل المناسب:

عندما تنهض من النوم من السهل أن تبدأ بالتفكير في الأعمال التي يجب عليك إنجازها في خلال اليوم، أو بالتذمر من الأطفال الذين لم يسمحوا لك بالنوم طوال الليل. بدلاً من أن تسمح لهذه الأفكار السلبية بالتسلل إلى رأسك، يقترح عليك "شون أندرسون"صاحب كتاب"قصص الإلهام، والقوة، والإصرار" أن تسأل نفسك ثلاثة "أسئلة صباحية":

  • ما الشيء الذي أنا متحمسٌ للقيام به اليوم؟
  • ومن هم الأشخاص الذين يمكنني أن أحفزهم أو أساعدهم اليوم؟ (ركز على نفسك)
  • وما هي الأشياء التي تجعلني أشعر بالامتنان؟

يمكن للتفكير في الأمور التي كانت تبثُّ الحماسة في نفسك من قبل وفي الأمور التي تبثُّ الحماسة في نفسك في الوقت الحالي أن يغير نظرتك وسلوكك طوال اليوم.

اقرأ أيضاً: 6 طرق من الخبراء لتحسين المزاج عند الاستيقاظ

8- ابتعد عن الأخبار السيئة:

نحن لا نطلب منك أن تعيش في كهف، ولا أن تدعي بأنَّه لا يوجد مجاعاتٌ ولا مآسي في هذا العالم. تقترح كوتش الحياة "كولين إلريدج" أن تستريح قليلاً من متابعة الأخبار حتى يصبح عندك بعض المناعة تجاه الأفكار السلبية التي تقدمها لك أخبار المساء. أمَّا إذا كان الفيسبوك هو ما يحبطك (لماذا يبدو الجميع سعداء؟ لماذا ينشر الجميع مقالاتٍ لا أتفق معها)، أوقف حسابك بشكلٍ مؤقت وتجنَّب قراءة أخبار الحوادث والاختطاف.

9- تخلَّص من تشوهاتك:

ثمَّة أمورٌ سلبية في هذا العالم ولكنَّ الدكتورة "إليزابيث لومباردو" صاحبة كتاب "أنت السعيد: وصفتك النهائية للسعادة"تقول أنَّ بعض الأشخاص السوداويين يقلقون من التركيز على الأشياء الإيجابية خوفاً من أن يقعوا في شرك "الوهم" ويصبحوا غير قادرين على رؤية الأشياء السلبية.

وتضيف أنَّنا جميعاً نعاني من تشوهاتٍ في الإدراك يمكنها أن تغير من طريقة إدراكانا للواقع وتجعلنا نرى الأشياء السلبية بشكلٍ مشوَّهٍ ومُضخَّم. من بين بعض التشوهات الأخرى الشائعة وهم القدرة على قراءة الأفكار، وذلك عندما تدَّعي أنَّك تعرف ما يفكر فيه الآخرون (على سبيل المثال، إذا دعاك شخصٌ إلى الغداء، فإنَّ هذا الوهم قد يدفعك إلى الافتراض بأنَّ ذلك الشخص يبغضك وبالتالي فإنَّك سترفض قبول دعوته)، والتنجيم وهو توهُّم حدوث أشياء سلبية في المستقبل ومن ثم التصرف وكأنَّ حدوث هذه الأشياء أمرٌ وشيك (على سبيل المثال، تقوم بافتراض أنَّه في الاجتماع القادم للشركة سيُعلن طردك من العمل، ومن ثمَّ تبدأ بعد ذلك بشتم رئيسك في العمل وإهمال عملك)، والتفكير المتناقض، الذي تُطبَّق فيه قاعدة "إمَّا كل شيء أو لا شيء" على جميع الأمور (إذا لم يعتقد الجميع بأنَّني فاشل فهذا يعني إلَّا أحد يستحق الثقة). حدد تشوهاتك، وابحث عمَّا إذا في إمكانك النظر إلى الظروف بمنظارٍ أكثر فائدةً ووضوحاً.




مقالات مرتبطة