9 طرق لِكَي تتعافى من تداعيات فشلك

هذه المقالة مترجمة عن مقال للمُدّوّن مارك ريغان.

"على طائر الفينيق أن يحترق أولاً قبل أن يُبعثَ من رماده" "جانيت فيتش"



لديَّ اعترافٌ لأُدليَ به. هل أنت جاهز؟ من فضلك أولاً لا تَقْسُ عليَّ بأحكامك.

حسناً، ها أنا ذا: لقد فشلت من قبل كثيراً. كانت بعض الإخفاقات من السَّهل تجاهلها. بينما كانَ البعضُ الآخر مدمراً:

  • مثل هؤلاء الفتيات اللاتي أحببتُهُنَّ ورفضنَنِي. وتعرض النُّصوص التي قد كتبتها هذا الرفض... مراراً وتكراراً.
  • وأيضاً الفشل في تنمية أول نشاط تجاري قمت به إلى أكثر من بضع عملاء.
  • أو عندما انسحبتُ من المدرسة الثانوية، لأنَّني كنت أفشل في معظم صفوفي الدراسية مع شعوري بأنَّني لا يمكنني طلب المساعدة.

ناهيك عن مئات الإخفاقات الأخرى التي قد واجهتني.

فلنعترف بالأمر: إنَّ الفشلَ أمرٌ مزرٍ. وجميعنا تقريباً نحبُّ أن ننجح في كلِّ مرة، ومن المحاولة الأولى. مع أنَّ الأمر لا يجري بتلك الطَّريقة. وفكرة الفشل تمنعنا أحياناً من المحاولة من الأساس. فالفشل -والفشل المتكرر على وجه الخصوص- قد يكون من الصعب التَّعافي منه. إذ من السَّهل أن تستثمر مالك ووقتك في عملٍ أو مشروع معين، وتأملَ أن يسير ذلك المشروع بوتيرةٍ وأسلوبٍ معين. وعندما لا يحدث ذلك، قد يخيبُ أملك أو تتحطَّم ثقتك بنفسك حتى. وقد يصل الأمر بك إلى مرحلةٍ تسأل نفسكَ فيها: لماذا أحاول ذلك حتَّى؟ وقد يكون الأمرُ صعباً للغاية عندما تشعر أنَّك تعطي أفضلَ ما لديك، ومع ذلك، يكون "أفضل ما لديك" ليس جيداً بما يكفي.

فالفشل أمرٌ حتمي. وهو لن يعجبك، لكنه جزءٌ من هذه الحياة. وبدلاً من الخوف من الفشل، إليك بعضَ الطُّرُقِ التي تساعدك على التَّعافي منه واستعادة ثقتك بنفسك عندما يحدث لكَ ذلك.

1. أن تتعلَّم منه

علينا أن نفشل حتى نتعلم، فإن لم نفشل، فلن نتعلم أبداً. وسنكون مثاليين تماماً بكل الطرق. وهو الأمر الذي يبدو مُمِلاً جداً بالنسبة إليّ. إذا فشلتَ في أمرٍ ما، فابحث عن الدُّروس المستفادة منه:

  • ماذا تعلمت من فشلك؟
  • كيف سوف يساعدك فشلك على النجاح في المستقبل؟
  • كيف سَتقوم بالأمورِ بشكلٍ مختلف في المرة القادمة؟

يمكن أن يساعدنا فهمنا لتلكَ الدروس على رؤية أنَّ وقتنا وجهودنا لم تَضِع سُدىً، فقد خرجنا من ذلك الفشل بأن أصبحنا أكثر ذكاءً وقدرةً من ذي قبل.

إقرأ أيضاً: 6 دروس يجب أن تتعلمها من الفشل

2. أن تُدركَ أنَّ النَّجاح يُبنى على الفشل

هناك الكثيرُ من النَّاس ممن يملكون سُلطةً معينةً في الحياة ويمكنهم مساعدتنا في تحقيق ما نريد أو عرقلةِ جهودنا في تحقيقه. دعنا نسمِّهِم اصطلاحاً بـ "الحرَس". يمكن مثلاً أن يكون الشخص الذي يجري معك مقابلة من أجل وظيفة أحلامك واحداً منهم. أو قد يكون الناشرون الذين ترسل إليهم روايتك. وربما يكون الأمر أبسطَ من ذلك مثل أهلك وأصدقاؤك.

إليك حقيقة الأمر: هم في أعماقهم، لا يريدونك أن تفشل. لكنَّهم في الواقع لا يمكنهم السَّماح للجميع بالعبور، لذا فهم يريدون الأفضل. وفي كل مرة يرفُضونك، يمكنك النَّظر إلى الأمر من زاويةٍ واحدة والاستسلام، أو يمكنك أن تنظر إلى الأمر على أنَّه لم يكن بذلك السوء، ولكن إذا استمريت في المحاولة واستفدت من تلك الدروس وبنيتَ على مراتِ فشلك، فستكون واحداً من الأفضل.

إقرأ أيضاً: الفشل.. أوَّل خطوة على طريق النجاح

3. أن تنظرَ إلى من فشلَ قبلك

اعلم أنَّ كل شخص مشهور تعرفه تقريباً، قد سبق له وأن فشل في مرحلة ما من حياته المهنية.

الفشل مُحْبِط. لذا ومن أجل أن تُبقِي على ذلك الدّافع مُتّقِداً فيك، فانظر إلى هؤلاء الأشخاص الذين أتوا وفشلوا قبلك. فقد تم رفض سلسلة الكُتُب "The Chicken Soup for the Soul" مئةً وأربعينَ مرة قبل أن يتم نشرها. حتى الدكتور سوس وسلسلة هاري بوتر قد تم رفضهما. كما تعرّضت مصانع مؤسس شركة هوندا للسيارات للتدمير مرتين بسبب الحرب والزلزال.

فلو كان هؤلاء الأشخاص قد واجهوا الفشل عدة مرات واستسلموا، فلم يكونوا ليحصدوا ذلك النجاح الهائل أبداً. اجعل من مثل هذه القصص بمثابة دافعٍ لك.

4. أن تنظر للنجاح على المدى الطويل

قد تظن أحياناً أنه يجب عليك أن تنجح على الفور، وربما تعتقد أنَّ عملك الجديد سيحقق نجاحاً بين عشية وضحاها، أو ستتمكن من إتقان تلك المهارة الجديدة على الفور تقريباً. ليتضح لك فيما بعد أنَّ النجاح هو أمرٌ صعب المنال. وقد تستسلم عندئذٍ أو ربما تستمر في العمل مثل الأشخاص الذي ذكرناهم أعلاه في الفقرة السابقة (3). لذا راجع تطلعاتك؛ فالتَّطلعات التي لا يتم تحقيقها يمكن أن تتسبب لنا بمحنة حقيقيَّة (فهي تؤثر على المواد الكيميائية في دماغنا).

لذا وبدلاً من ذلك، توقّع أن تُحَقّقَ النّجاح فيما بعد. أنا لا أعرف من قال ذلك أولاً، ولكن هناك مقولةٌ مفادها: "النجاح يشبه زراعة الخيزران". يبدو أنَّ الخيزران يستغرق وقتاً طويلاً لينمو؛ فخلال السنوات الخمس الأولى، لن ترى الشيءَ الكثير يحدث لتلك النبتة. لكن ما لا تراه، هو ما يحدث تحت الأرض. حيث تمدّ نبتة الخيزران جذورها في التربة وتنمو بطريقةٍ معقدة وتضع أساساتِ نموها. وبعد ذلك، يتسارع نموها بشدة بمعدل يصل إلى مترٍ واحدٍ كُلَّ يوم!!

وذات الأمر ينطبق على تحقيقك للنجاح: انظر إلى إخفاقاتك كإرساءٍ للأُسُس، وانظر للنَّجاح على المدى الطويل، وانمو كالخيزران.

إقرأ أيضاً: 8 طرق تسهّل عليك الطريق لتحقيق أهدافك

5. أن تنتبه لما تقوله لنفسك عندما تفشل

ما الذي يجول في خاطرك عندما تفشل؟

إنَّ ما تقوله لنفسك يمكن أن يكون له بالغ الأثر عليك. فإذا فشلت وقلت لنفسك: "أنا فاشل"، فهناك مشكلة. إذ تدلُّ هذه الجملة إلى أنَّك فاشل حالياً، ودائماً ما كنت فاشلاً، وستبقى فاشلاً. فإن فكَّرت في شيء من هذا القبيل، فقم بتصحيح هذا لنفسك. فبدلاً من أن تقول لنفسك "أنا فاشل"، بإمكانك أن تقول: "لقد فشلت هذه المرَّة"، أو "لم تنجح محاولتي تلك، لكن بإمكاني أن أنجحَ إذا حاولتُ مجدداً". قد تَصعُبَ الأمور عليك إذا تكررت حالات فشلك، لكن انظر إلى كل حالة فشلٍ تعرضت لها كحالةٍ فرديَّةٍ غيرِ دائمة.

إنَّ مجرد تغيير ما تقوله لنفسك عندما تفشل يمكن أن يكون له بالغ الأثرِ على روح المثابرة لديك؛ وبالتالي على نجاحك.

6. أن تضعَ قائمة بنجاحاتك السَّابقة

إذا كنت تواجه صعوبة في استعادة ثقتك بنفسك وفي أن تتعافى من تداعيات فشلك؛ أحضر عندئذٍ قلماً وبعض الورق.

قد يكون من السَّهل عليك أن تُرَكِّزَ وبشكل مفرط على ملاحظة السَّلبيات وعدم ملاحظة الايجابيات عندما تفشل؛ وخاصةً إذا ما كنت قد فشلت ومن ثم فشلتَ مجدداً. إذا ما حدث لك ذلك، فلا بأس؛ إذ إنَّ أدمغتنا تنحازُ للأمور السَّلبية، ولذلك نتصرف بتلك الطريقة.

عندما تشعر بأنَّه قد بدأ يطغى عليك فشلك وأنَّك تواجه صعوبةً في الاستمرار بما تقومُ به؛ دَوِّن عندئذٍ كُلَّ النَّجاحات التي سبق لك وأن حققتها. لا يهم كم هي صغيرةٌ أم كبيرة نجاحاتك تلك، إذ إنَّ البحثَ عن المكاسب الصَّغيرة هو أمرٌ رائع، وقد يكون الأمر بسهولةِ أن تُدَوِّن:

  • كُلَّ مرةٍ سبقَ لك وأن ساعدت فيها شخصاً ما (إذ يتطلب الأمر منكَ شجاعة للقيام بذلك!).
  • كُلَّ درسٍ سبقَ لكَ وأن تعلمتَّهُ.
  • كُلَّ مرَّةٍ شجعتَ فيها نفسك وأحرزت تقدماً بأمرٍ ما.
  • كُلَّ مكافأة صغيرة سبق وأن حصلتَ عليها.
  • كُلَّ مرةٍ أُعجب فيها أصدقائك وأحبابك بعملك.
  • المرات التي أدخلتَ فيها السُّرور على قلبِ أحدهم.
  • العميل الذي يدفع لك في هذا الوقت.

ركِّز على نجاحاتك الصغيرة. يمكنك حتى الاحتفاظ بمفكرة يومية لمساعدتك على الاستمرار بذلك.

7. أن تُدركَ أنَّ الفشل لا يعكُسُ من أنت

إنَّ أدمغتنا هي أشياءٌ غريبة، إذ تجدها تستجيب أحياناً إلى مخاطر قد لا يكون لها أيُّ وجود. وبعض هذه المخاطر هي الأشياء التي تجعلنا نبدو حمقى أو أقل قيمةً بنظرِ الآخرين. أنت لا تُريد أن تفشل. لكنَّ الفشل لا يعكسُ من أنت؛ بل ردُّ فعلك على الفشل هو ما يعكس حقيقتك. لذا إنَّ هذا الأمر يعود لك سواءً أَكُنتَ ترغب في ذلك أم لا. فإذا ما قيَّمكَ أحدهم بناءً على إخفاقاتك، فهذه مشكلتهُ وليست مشكلتك.

شاهد بالفيديو: أهم أسباب الفشل في العمل

8. أن تُعيدَ تقييمَ خُطَطِك

إذا ما قُمتَ بتجربة نفس الأمرِ مراراً وتكراراً ولم يفدكَ بشيء، فقد حان الوقت إذاً لأن تُعيدَ النَّظرَ فيه.

  • هل هناك طريقة أفضل للقيام بذلك الأمر؟
  • هل يوجد من بإمكانه مساعدتك على القيام به؟
  • هل توقعاتك بشأنه غير واقعية؟

هناك مقولةٌ لأينيشتاين مفادها "إنَّ القيام بذات الأمر مراراً وتكراراً وتوقُّع نتائج مختلفة؛ هو ضربٌ من الجنون".

قد لا يصل الأمر لهذا الحد، لكنَّهُ نوع من الغباء صراحةً. إلا أنَّ الفشل قد يَدُلُّكَ على أشياءَ أُخرى...

إليك حقيقةُ الأمر: صحيحٌ أنَّني سبق وأن أخبرتكَ عن أناسٍ ومشاهيرَ حاولوا مراراً وتكراراً إلى أن نجحوا؛ إلَّا أنَّ الخطوة الصحيحة قد تكمن أحياناً في التَّخلي عمَّا تقوم به.

يتحدث كتاب رجل الأعمال الشهير سيث غودين، والذي يحمل عنوان "المُنْخَفَض - The Dip"، عن متى تتخلى عمَّا تقوم به، ومتى تستمرُ بما تقوم به. لقد اعتدت على أن أُعلِّم رقص السالسا، وقد تخليت عن ذلك، فقد ظللت أحاول أن أجتذبَ طلاباً جدداً لكي أُحَوّلَ ما أقوم به إلى مهنةٍ بدوام كامل، لكنَّ الأمرَ لم يَكُن ناجحاً بالشَّكلِ المرجوِّ منه.

هل كانت هناكَ أمامي طرقٌ أخرى -ربما أكثر فاعلية- لكي أتعلّمها وأُجربها؟ نعم وبكلّ تأكيد. لكن هل أردتُ القيامَ بذلك؟ لا لم أُرِدْ. إذ عندما حان وقت اتِّخاذ القرار بالاستمرار في ذلك من عدمه، وجلست مع نفسي جلسةَ صدقٍ ومصارحة، لم يَرتَح قلبي لفكرة الاستمرار. لذا تخليت عن ذلك الأمر برمته. وعلى الفور، أصبحت أكثرَ سعادةً نتيجةً لذلك.

التزم بحلمك في أن تزرع شجرة الخيزران خاصَّتك، وتخلَّى عن الأمر إذا ما وجدت أنَّ تربتك غير صالحة، وأنَّه يتعيَّن عليك زراعتها في مكان آخر.

9. أن تُعطِيَ لِنفسكَ الوقت الكافي لكي ترثيَ فيه نفسك!!!

إنَّ الفشلَ هو نوعٌ من الخسارة. ولا بأس أن تحزن عندما تخسر. لذا إذا ما فشلت، خاصة في أمرٍ كنت قد عملتَ عليه بِجِد، فامنح نفسك وقتاً للحداد.

كم يوماً تحتاج للقيام بذلك؟ يوم واحد، أو ربما ثلاثة أو أكثر إذا ما كنا نتحدثُ عن فشلٍ أكبر؟ لا يهم، فقط امنح نفسك الوقت الكافي لتجاوز الأمر. إنَّ السِّر يكمن في وضع حدٍّ زمني. وبمجرد وضعه، اعمل على أن تقف على قدميكَ مجدداً. إنَّ ما يُقَدّمُهُ ذلكَ الأمرُ لك هو فرصةٌ لإعادة صياغة شعورك تجاه الفشل؛ إذ يضع ذلك الأمرُ مشاعرك بين يديكَ لتختارَ منها ما تشاء.

في الختام

صحيح أنَّ الأمرَ قد لا يبدو لك كذلك، لكنَّ الفشل ليس بِعَدوِّك؛ بل إنَّه معلمك ومرشدك الخاص. وصحيحٌ أنَّه ليسَ بالمرشد والمُعَلّم الذي ترغب في رؤيته، إلا أنَّه عندما يأتي، فهوَ لا يكونُ قد أتى لكي يُعيقك عمَّا تطمحُ لهُ، بل لمساعدتك في الوصول إليه.

فنجاحك يُولَدُ من رَحِمِ الفَشَل، لذا تَقَبّل فَشَلك وامضِ بما تطمحُ إليه قدماً.

المصدر




مقالات مرتبطة