8 نصائح للعمل من المنزل دون أن تفقد عقلك

أوصت "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" بـ "التباعد الاجتماعي" في ظلِّ تفشِّي فيروس كورونا المُستجد في جميع أنحاء العالم، كوسيلةٍ لمكافحة انتشار المرض؛ وقد اتخذت العديد من الشركات الخطوة المنطقية في مطالبة موظَّفيها بالعمل من المنزل كلَّما أمكن ذلك، مثل: "تويتر"، و"سكوير"؛ وقد يحذو الكثير حذو هذه الشركات.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّن "برايان باريت" (Brian Barrett)، والذي يخبرنا فيه عن نصائحه للعمل من المنزل.

بصفتي شخصاً يعمل عن بُعدٍ منذ ما يقرب من عقدٍ من الزمن، فإنَّني هنا لأخبرك أنَّ العمل من المنزل ليس سهلاً؛ لكن، سيقطع وضع بعض الحدود شوطاً كبيراً نحو الحفاظ على عقلك سليماً.

نعم، إنَّ العمل من المنزل له مميِّزاته، حيث أنَّك موجودٌ في المنزل دائماً ويمكنك استلام طلبات التوصيل، ويمكنك تشغيل الموسيقى التي تريدها بصوتٍ عالٍ كما تريد، ولست مضطراً إلى تحمُّل مضايقات زملائك الذين يعملون معك في المكتب مثلاً؛ ولكن عليك أيضاً أن تتعامل مع العزلة والتشتيت، إذ يمكن قضاء وقتٍ كافٍ في العمل بمفردك، وقد تبدأ فقدان إحساسك بالذات.

إذا طلب منك صاحب العمل البقاء في المنزل، فإليكَ بعض الاستراتيجيات لإبقاء العمل متسقاً.

لن يكون هذا المقال دليلاً يقدِّم الطريقة الصحيحة لغسل اليدين، أو كيفية القضاء على الجراثيم (على الرغم من وجوب القيام بكلِّ هذه الأشياء)؛ بل هو في الغالب تذكيرٌ لرسم خطوطٍ واضحةٍ بين العمل والحياة الشخصية؛ كما أنَّه يعتمد على تجربتي الخاصة، لذلك آمُل ألَّا يكون هناك حاجةٌ إلى القول أنَّ تجربتك أنت قد تختلف.

من الهامِّ أيضاً الإقرار بأنَّ العمل من المنزل رفاهيةٌ لا يملكها الكثير من الناس؛ لذا آمل أن يؤدِّي القيام بما يلي إلى نجاحك في ذلك، بغضِّ النظر عن سبب عملك عن بُعد، أو إلى متى سوف يستمر.

1. ارتدِ ملابسك:

أعلم أنَّه من المغري النهوض من السرير والانتقال إلى جهاز الكمبيوتر الخاصِّ بك بملابس النوم، أو ربَّما قد لا تنهض من السرير أبداً؛ وهذا فخ.

إذا كنت ترتدي ملابس النوم، فسيكون من الأصعب بكثيرٍ أن تجعل عقلك يصل إلى الوضع المطلوب؛ والأهمُّ من ذلك، إذا لم تشعر باليقظة بَعد. لذا، استحم، واغسل أسنانك، وارتدِ ملابسك؛ وأيَّاً كان روتينك الصباحي الذي تقوم به قبل الذهاب إلى المكتب، فلتقم به الآن.

هكذا تُطبِّق القاعدة الأساسية للعمل من المنزل: ضع بعض الحدود لنفسك.

إذا لم تكن مستعداً ليوم عملك، فلن يبدأ يومك بالفعل؛ وبدلاً من التفكير في أنَّك تعمل من المنزل، فكِّر في أنَّك في المنزل فقط، وتقوم بإنجاز عملك والتحقق منه.

إذا كنت ستظلُّ على هذا الحال لفترةٍ طويلة، فأنت بحاجةٍ إلى التعامل مع الأمر مثل أيِّ يومٍ آخر في المكتب؛ بالإضافة إلى أنَّه من الجيد أن تكون مستعداً إذا أرسل إليك أحدهم دعوةً مفاجئةً من تطبيق (Zoom).

2. جهِّز مساحة عمل مخصَّصة:

لا تعمل في السرير، ولا في الأريكة؛ أو دعنا نقول: "لا تعمل في أيِّ مكانٍ يتيح لك الاتكاء".

إذا كانت هذه الخياراتُ الوحيدة المتاحة لك، فلا بأس؛ وما عليك سوى محاولة العثور على طاولة قهوةٍ قريبةٍ لاستخدامها كمكتب، أو أيَّ شيءٍ يُبقِي الكمبيوتر المحمول على بُعد مسافةٍ مناسبةٍ منك معظم اليوم، حيث يساعدك هذا في التركيز؛ إضافةً إلى أنَّ الحواسيب تزداد سخونةً خلال فترة استخدامها، ومن الأفضل ألَّا تكون قريبةً منك للغاية.

أيَّاً كان المكان الذي تعمل فيه، فهذا الأمر متروكٌ لك تماماً؛ فإذا كنت تمتلك مساحة مكتبٍ مخصَّصةٍ وشاشة عرض، فهذا جيد؛ وإذا لم يكن كذلك، فهذا جيدٌ أيضاً. أنا أعمل عادةً واضعاً جهاز الكمبيوتر المحمول على منضدة المطبخ.

الغاية من هذا: تحديدُ جزءٍ في منزلك تستطيع العمل من خلاله، حيث يزيد هذا من احتمالية أنَّك ستنجز الأمور بالفعل عندما تكون في هذا المكان؛ ولكن من الهامِّ أيضاً أن تبحث عن وسائل تساعدك في قطع التواصل مع الآخرين عندما تكون مشغولاً.

تذكَّر أنَّه عندما تعمل من المنزل، فأنت دائماً في المنزل؛ ولكنَّك دائماً في العمل أيضاً.

عليك أن تتجنَّب تحويل منزلك أو شقتك بالكامل إلى مكان غير مُحدَّد المعالم، حيث تكون موجوداً دائماً على مدار الساعة، ولكن لا يُشعَر بوجودك؛ فهذه ليست طريقةً للعيش.

مهما كانت تجهيزاتك لمساحة العمل، اجعل المكان مرتباً، أو على الأقلِّ أبقِ المكان مرتّباً بالقدر الذي ترغب فيه برؤية مكتبك المماثل في العمل مرتباً.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات لإعداد مكتبك المنزلي

3. اخرج للتنزّه:

اقضِ بضع ساعاتٍ على الأقلِّ في مقهى كلَّ بضعة أيام، فهذا تغييرٌ في المشهد، وسببٌ جيدٌ للحصول على بعض الهواء النقي، ويوفِّر لك القليل من التفاعل البشري الذي لا تحقِّقه محادثات "سلاك" (Slack)، واجتماعات "زوم" (Zoom).

إذا لم يعد ذلك ممكناً لأسباب تتعلَّق بفيروس كورونا، فانظر على الأقلِّ ما إذا كان يمكنك المشي حول المنزل عدَّة مراتٍ في اليوم؛ إذ لا توجد كافيتريا عند العمل من المنزل، ولا يوجد مكانٌ لتناول الوجبات الخفيفة، ولا اجتماعاتٌ في أسفل المبنى، كما هو الحال في أثناء العمل من المكتب أو الشركة؛ ممَّا يجعل من السهل أن تظلَّ بلا حراكٍ طوال اليوم.

لا تفعل ذلك، فالبقاء بلا حراكٍ أمرٌ فظيعٌ لصحتك، ويخدِّر العقل عندما تحدِّق في الجدار أو النافذة نفسهما طوال اليوم.

4. امتلك تجهيزات مناسبة:

يعمل زميلي (أدريان) من المنزل أيضاً، وقد كتب دليلاً رائعاً لعقد المؤتمرات عبر الفيديو والمكاتب المُصغَّرة، والكثير غيرهم.

قد تؤدِّي الأشياء الصغيرة، مثل: وجود إضاءةٍ جيدة، وتبديل وضعية جلوسك؛ إلى إحداث فارقٍ كبيرٍ في كيفية إدراك الأشخاص لك، وتفادي انحناء الجسم.

إقرأ أيضاً: 17 أداة ضرورية للعمل من المنزل

5. تواصل مع زملائك عبر تطبيق سلاك (Slack):

القلق الأكبر للعمل عن بعدٍ هو أنَّ زملاءك سينسون أنَّك موجودٌ على الإطلاق. ستفوِّت حتماً الاجتماعات المرتجلة والمحادثات الجانبية التي تنسج الأفكار الصغيرة في المشاريع الكبيرة، وهو أمرٌ لا بأس به في الغالب، حيث أنَّك ستتمكَّن من التعامل معه، لا سيما في بيئةٍ يعمل فيها معظم الأشخاص من المنزل.

أعتقد أن الحَّل الأفضل، سواءً بالنسبة إلى حياتك العملية أم صحتك العقلية: استخدام برنامج سلاك (Slack) لأغراضٍ تتعدَّى الأمور الوظيفية.

تواصل مع الأشخاص حتَّى إذا لم تكن تمتلك سبباً متعلِّقاً بالعمل، وأرسل إليهم تغريداتٍ مُضحكة، ولا تخف من الخط المائل وعلامات التعجب. لن يكون الأمر مثل احتساء القهوة في فترة الظهيرة، ولكنَّه يساعد على تذكير الناس بأنَّك لست غائباً.

إقرأ أيضاً: 10 طرق للكتابة بخطوط مميزة في واتساب

6. لا تشاهد التلفاز:

لا تشاهد التلفاز؛ فأنت لست جيداً في العمل مع وجود المشتِّتات كما تظن، وسوف تتحوَّل هذه الاستراحة الصغيرة التي تأخذها لتشاهد المسلسلات دائماً إلى انغماسٍ يُشتِّتك عن العمل؛ وينطبق هذا على ألعاب الفيديو والكتب، وأيِّ شيءٍ آخر، ما عدا الموسيقى.

إذا كنت لا تفعل ذلك في المكتب من الأساس، فلا تفعل ذلك في المنزل عندما تعمل؛ وضع حدوداً لنفسك.

7. حضِّر وجباتك الخفيفة:

سوف تتناول وجبةً خفيفةً باستمرار، وهذا شيءٌ ستقوم به في جميع الأحوال، وإنَّ المشي إلى المطبخ لإعدادها هو التسويف المثالي.

أفضل ما يمكنني فعله هو تشجيعك على إبقاء بعض الطعامِ الصحي في متناول اليد؛ وبالمثل، أنصح بطهي وجبة عشاءٍ بكميةٍ زائدة، للحصول على وجبةٍ أخرى من الطعام المتبقي.

ربَّما تكون أكثر إبداعاً مني، لكنَّ السندويشات المصنوعة منزلياً للغداء تصبح مملةً جداً، وقد لا يكون هناك العديد من الخيارات الخارجية بالقرب من منزلك كما هو الحال بالقرب من مكتبك.

إقرأ أيضاً: 11 فطور من حمية البحر الأبيض المتوسط تبقيك صامداً حتَّى وقت الغداء

8. خذ فاصلاً من العمل والمنزل معاً:

أعتقد أنَّ التنقل أكثرُ ما أفتقده في العمل من المكتب. نعم، حركة المرور رهيبة، ومترو الأنفاق مزدحم، والطقس غير متوقع؛ ولكن يبدو من الجيد أن يكون هناك فاصلٌ واضحٌ بين الوقت الذي تكون فيه في العمل، والوقت الذي لا تكون فيه هناك، وبين بعض الوقت لفكِّ الضغط بينهما؛ وهذا شيء تفتقده عند العمل من المنزل.

لا أمتلك حلَّاً جيداً لذلك، لكنَّ مغادرة المنزل في وقتٍ معيَّنٍ كلَّ يوم قد تكون بدايةً جيدة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة