8 نصائح للعمل بجد دون التعرض للاحتراق الوظيفي

هل شعرت يوماً أنَّ متطلَّبات عملك كبيرة جداً؟ إذا كان الأمر كذلك، فهذه ليست مفاجأة؛ إذ تتطلَّب الحياة المعاصرة الكثير منَّا بوصفنا بشراً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُخبرنا فيه عن تجربته في العمل الجاد دون أن يصل إلى مرحلة الاحتراق الوظيفي.

كان هذا هو الحال منذ عقود، وغالباً ما تؤدي هذه المطالب الكبيرة إلى الاحتراق الوظيفي، وقد درس الباحثون ظاهرة الاحتراق الوظيفي في السبعينيات ولم تكن النتائج جيدة؛ إذ تُظهر الأبحاث أنَّ المستويات العالية من الاحتراق الوظيفي ترتبط بالمشكلات الآتية:

  • القلق.
  • الكآبة.
  • اضطرابات النوم.
  • ضعف الذاكرة.
  • آلام الرقبة.

علاوةً على ذلك، يزيد الاحتراق الوظيفي من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ لذلك من البديهي أن نقول إنَّ العمل الجاد له ثمن، فأنا شخصياً أُدرِك جيداً هذه المخاطر، ولقد عانيت من الإجهاد بسبب متطلَّبات العمل الكثيرة والكبيرة في الماضي.

فلا يهم ما إذا كان مديرك لديه مطالب كبيرة، أو ما إذا كنت أنت تُحمِّل نفسك مطالب كبيرة، فكلا الأمرين سيؤديان إلى النتيجة نفسها، وهي أنَّه ليس في إمكانك التعامل مع المطالب اليومية، وهذا ما سوف يُرهقك.

كيف يمكنك منع ذلك؟ من المؤسف أنَّ هذه الإجابة ليست مباشرة، فالبحث العلمي يتطرَّق إلى السبب والنتيجة فقط، فنحن نعلم أنَّ متطلَّبات العمل المرتفعة تزيد من خطر الاحتراق الوظيفي، لكن كيف يمكنك مواكبة المتطلبات الكبيرة للعمل في العصر الحديث دون أن تعاني من الاحتراق الوظيفي؟

لقد وجدت أنَّه لا توجد إجابة واحدة عن هذا السؤال، فلا أحد يستطيع أن يقدِّم لك حلاً مباشراً لكي لا تشعر أبداً بالاحتراق الوظيفي.

لكن من الأفضل لك بكثير أن تعرف نفسك، وتعرف وظيفتك، وتفهم شيئاً واحداً، وهو أنَّ العمل الجاد رائع، ولكنَّه ليس سهلاً، فلا أستطيع أن أقدِّم لك خطة، لكن ما يمكنني فعله هو أن أُشاركك كيف أمنع نفسي شخصياً من الاحتراق الوظيفي.

إذ كنت أعمل طوال السنة والنصف الماضية 6 أو 7 أيام في الأسبوع، وفي تلك الفترة، ذهبت في إجازة واحدة فقط مدتها 10 أيام، كما أنَّني لم أشعر أنَّني أحتاج إلى عطلة، وهو شعور كان ينتابني كل ستة أشهر في الماضي، فلقد عملت بجد، تقريباً كل يوم، لكنَّني تمكَّنت من الحفاظ على ذهني صافياً دون توتر معظم الوقت.

شاهد بالفيديو:  7 علامات للاحتراق المهني

إليك فيما يأتي 8 نصائح ساعدتني على فعل ذلك:

1. أحبب عملك:

بعيداً عن العبارات النمطية، العمل أسهل بكثير عندما تستمتع به، وكلنَّا نعي هذا، لكن هل تعلم أنَّه في إمكانك أيضاً أن تتعلَّم الاستمتاع بوظيفتك الحالية؟

ثمَّة خياران:

  • إمَّا أن تشتكي وتقول إنَّك تكره وظيفتك السيئة.
  • أو أن تحاول تحسينها قدر الإمكان.

إذ ننسى في بعض الأحيان أنَّ لدينا القدرة دائماً على اتخاذ القرار، فإذا كنت تكره وظيفتك، فهذا هو قرارك، وقد قال ذلك الفيلسوف الرواقي "ماركوس أوريليوس" (Marcus Aurelius) بأفضل طريقة: "لديك سلطة على عقلك وليس على الأحداث الخارجية، حاول أن تدرك ذلك، وسوف تجد القوة".

لكن يمكنك أيضاً اختيار تحسين ما تقوم به، وإذا لم يكن ذلك ممكناً، فاجعله محطة مؤقتة، فلدينا جميعاً وظائف لم نكن نحبها؛ لذا تعامل مع الأمر وابحث عن شيء آخر، لكن في هذه الأثناء، من الأفضل أن تستمتع بما تفعله، وإذا بحثت بجدية كافية، فيمكنك دائماً رؤية الجانب المشرق من كل شيء.

2. لا تبالغ في تقدير قدراتك:

يظنُّ بعض منَّا أنَّه يستطيع التعامل مع كل عقبة في طريقه.

قد تُطرَح عليك أسئلةٌ من قَبيل:

  • "هل ترغب في تولي هذا المشروع؟".
  • "أظنُّ أنَّه يجب عليك طلب هذه الترقية".
  • "هل تريد التحدث في هذه المناسبة؟".

وتوافق على كل ما يُعرض عليك، لكن في بعض الأحيان، قد تحتاج إلى بعض الرفض، فأنت لست رجلاً خارقاً.

3. اطلب المساعدة:

ربما أنت شخصٌ مغرور لا يطلب المساعدة من أحد أبداً، وقد يكون شعارك الذي تعتمده دائماً هو: "يمكنني أن أفعل ذلك وحدي"، فأنت شخصٌ رائع وعظيم، لكن لا أحد يستطيع أن يفعل كل شيء وحده، فأنت تحتاج إلى المساعدة، وإلى نظام دعم، فلا تظن أنَّك تستطيع فعل ذلك بنفسك.

لذا؛ تواصل مع الزملاء، أو الأصدقاء، أو المديرين، أو العائلة، أو أي شخص تعرفه، وسوف يساعدك الناس، وإذا لم يفعلوا ذلك، فهم ليسوا أصدقاء.

4. لا تشعر بالذنب:

هل تشعر بثقل العالم على كتفيك؟ هل تشعر أنَّك مسؤول عن عائلتك أو أصدقائك أو موظفيك أو أشخاص آخرين؟ حان الوقت لتخفيف ذلك العبء، بدايةً، يمكن للناس الاعتناء بأنفسهم، فهم لا يحتاجون منك إلى أن تكون بطلهم، وثانياً، أي نوع من القادة، أو الأصدقاء، أو الأزواج، ستكون أنت حين تعاني من الاحتراق الوظيفي؟

5. اسأل نفسك: ما هي الفائدة؟

نتصرَّف أحياناً بأسلوب أحمق لا معنى له؛ لذا اسأل نفسك هذا السؤال، وإذا لم تجد إجابة جيدة، لا تفعل ذلك، فأنا أفضِّل التطبيق العملي دائماً، وإليك ماذا يعني ذلك: "أن تُدرك نتائج العمل أو الإجراء الذي تقوم به أو فوائده أو مزاياه أو عيوبه"؛ فالنتيجة هي الشيء الوحيد الهام.

6. لا تحاول الحصول على كل شيء:

لقد تصالحت مع حقيقة أنَّني لا يمكنني الحصول على كل ما أريد، ولا أستطيع قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة، إضافة إلى العمل الجاد، والذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، والسفر في نفس الوقت، فمن الناحية الواقعية، يجب أن أختار شيئاً أو شيئين لأركِّز عليهما.

فالحياة تقتصر على اتخاذ القرارات، وإذا كنت ترغب في القيام بالأشياء بطريقة جيدة، وأن تكرِّس لها كل اهتماماتك، عليك تقديم بعض التضحيات، فلديك وقت محدود، ولا يمكنك الحصول على مزيد منه؛ لذلك عليك أن تنفقه بحكمة، فقرِّر كيف ستنفقه، وتمسَّك بقرارك، فإحساسك بأنَّ ثمَّة ما يفوتك هو مجرد وهم.

7. تمرَّن يومياً:

يقلِّل التمرين اليومي من التوتر والقلق، ويحسِّن من تركيزك؛ لذا حاول أن تفعل ذلك يومياً، فمنذ أن بدأت بالجري يومياً، أصبحت أفضل كثيراً في التعامل مع التوتر، فالتمرين اليومي أمر لا بد منه، والأمر بسيط جداً: ما عليك سوى القيام بذلك كل يوم، فلا أعذار لذلك.

إقرأ أيضاً: أفضل 15 تطبيق لممارسة التمارين الرياضية

8. خصِّص أوقاتاً للراحة والاسترخاء:

لا بأس من عدم القيام بأي شيء في بعض الأحيان، فالحياة تحتاج إلى قسطٍ من الراحة واللامبالاة، وألَّا تأخذ كل شيءٍ على محمل الجد؛ فلا تشغل نفسك بكسب مزيد من المال، أو الحصول على مزيد من الترقيات، أو شراء سيارات أحدث، فليس من الجيد أن تنزعج من كل شيء، فهذه ليست علامة جيدة؛ لذا عليك الاسترخاء في هذه الحالة.

نحن ندرك أنَّ جميع الناس يواجهون نفس التحديات، فالحياة ليست سهلة؛ لذلك لا تجعل الأمر أكثر صعوبة بتحميل نفسك ما لا تطيقه.

إقرأ أيضاً: تعريف الاسترخاء وفوائده وأهم أساليبه

في الختام:

هذه هي وصفتي للعمل الجاد والاستمتاع بما أفعل، وتذكَّر دائماً أنَّ كل شيء في الحياة مؤقت، فإذا كنت لا أحب حياتي، أحاول تغييرها، فمهما كانت خسارتك، يمكنك دائماً البدء من جديد، والرحلة إلى تحقيق ما تسعى إليه هي مكافأتك في هذه الحياة.

المصدر




مقالات مرتبطة