8 نصائح لتجنَّب التوتر الذي يسبق توجّه الطفل إلى السرير

على عكس ما قد يخبرونك يحتاج الأطفال إلى ساعاتٍ طويلةٍ من النوم ليلاً تتراوح وسطياً بين 11-13 ساعة كل ليلة، وإذا كان يجب عليهم الاستيقاظ باكراً للذهاب إلى الروضة أو المدرسة يجب عليك أن تعثر على طريقةٍ تضمن حصولهم على قسطٍ كافٍ من النوم.

إذا كنت تعتقد أنَّ المشاحنات التي تسبق التوجه إلى سرير أمرٌ سيء يجب عليك أن تستعد للمفاجأة، فالأطفال هم أكثر من يتقنون التفاوض (خمس دقائق أخرى؟) ويستطيعون تأليف سلسلة من أفضل الكتب مبيعاً حول كيفية تأخير موعد التوجه إلى السرير.



يمتلك الأطفال المهارات اللازمة لتأجيل موعد الذهاب إلى السرير ساعةً كاملةً على الأقل كل ليلة من خلال طلب كأسٍ آخر من الماء أو التوسل من أجل سماع قصةٍ أخرى.

وبعد انتهاء يومٍ طويل سواءً قضيتيه منشغلةً في المكتب أو مع أطفالك في المنزل يمكن أن نعذرك إذا ذرفتِ الدموع مع انقضاء ساعات المساء بطيئةً وثقيلة، فليس من الجميل أبداً أن تقضي الوقت على مدار الساعة في الاهتمام بطفلٍ لا يعرف الراحة في الوقت الذي يجب عليكِ أن تكوني فيه مستلقيةً باسترخاءٍ على الأريكة.

من أجل تجنب هذه المعركة في نهاية اليوم إليكِ بعض النصائح للذهاب مع الطفل إلى السرير دون متاعب:

1- اقضِ مزيداً من الوقت مع طفلك:

قد تكون تكتيكات تأخير موعد التوجه إلى السرير ببساطة طريقةً يسعى الطفل من خلالها إلى قضاء بعض الوقت معك، تذكَّري كيف قضيْتِ يومك، أَقَضَى الطفل معكِ الكثير من الوقت وكنتي قادرةً على الاهتمام به اهتماماً كاملاً؟

إذا كان الجواب لا أضيفي القيام بذلك إلى جدول أعمالك الروتينية اليومية، إذ يكفي لذلك 15 دقيقة بعد العودة من العمل تعانقين فيها طفلك وتثرثرين معه أو ساعةً خلال النهار تلاعبينه فيها دون أن يقاطع ذلك شيء.

ضعي هاتفك في غرفةٍ أخرى وأطفئي التلفاز واستمتعي بقضاء الوقت مع طفلك، إذ حينما تقضين وقتاً مميزاً مع الطفل لن يستغرق خلوده إلى النوم ذاك الوقت الطويل، وستجدين نتيجةً لذلك أن مهمة التوجه إلى السرير أصبحت أسهل.

2- فرِّغي الطاقة الموجودة لدى الطفل:

الأطفال مُفعمون بالطاقة، أنا متأكِّدٌ من أنَّك تعلمين هذا، فحينما تنقطع أنفاسك وتحتاجين إلى الجلوس تكون أجسادهم لا زالت ملأى بالحيوية والطاقة.

تأكدي من أن يكون لدى طفلك مكانٌ يفرغ فيه طاقاته يومياً فالأنشطة البدنية تُعَدُّ مهمةً جداً له، ومن خلال القيام بذلك بشكلٍ منتظمٍ وثابت قد تجدين أن اصطحابه إلى السرير في الليل أصبح أسهل قليلاً.

ثمَّة العديد من المجموعات والأنشطة المنظمة التي يمكن أن يشارك فيها الطفل تتضمن تمارين وأنشطة حركية، حيث يجب عليكِ أن تبحثي عن مجموعةٍ يحبها الطفل سواءً من خلال حضور دروس رياضية للأطفال أو الذهاب إلى النادي الرياضي. ليس من الضروري أن تنفقي على ذلك الكثير من المال إذ إنَّ نزهةً إلى حديقة الحي أو جولةً في المتنزه ستكون كافيةً لإفراغ بعضٍ من طاقات الطفل.


اقرئي أيضاً:
8 طرق لشغل وقت فراغ الطفل بعد العودة من المدرسة


3- اخرجي مع الطفل من المنزل:

ربما لاحظتي أنَّ قضاء الوقت خارج المنزل يضمن لك الحصول على نومٍ مريحٍ في الليل، والأمر نفسه ينطبق على الأطفال، لذلك حاولي أن تجعلي اللعب خارج المنزل جزءً من الأنشطة اليومية المعتادة، فاخرجي مع الطفل للتنزه في البرية، أو دعيه يقابل أصدقائه في المنتزه، أو اسمحي له أن يقضي بعض الوقت في بناء قِلاع الرمل في الحديقة فقد يجعلك هذا تلاحظين تحسّن نوم الطفل.

4- اهتمي بنوعية طعام الطفل:

ما تتناولينه من طعامٍ أثناء اليوم يمكن أن يؤثر في نومكِ ليلاً فأعيري اهتماماً خاصاً لنوعية غذاء الطفل لتري إذا ما كان لها تأثيرٌ في موعد توجّهه إلى السرير.

قد يجعل استهلاك الكافيين طفلك يبقى مستيقظاً فحاولي أن تُقلّلي كمية الشوكولا التي يتناولها في فترة بعد الظهر لتري إذا ما كان هذا مفيداً، وإذا كان طفلكِ رضيعاً جربي أن تقللي كمية الكافيين الموجودة في نظامك الغذائي لتري إذا ما كان لهذا أي تأثير.

وقد يُشوّش السكر (والحبوب المُعالَجة التي لها التأثير نفسه في مستويات سكر الدم) نوم الطفل لذلك حاولي تجنُّب الحلويات والأطعمة السكرية الأخرى في وقت العَشاء.

وقد تؤثر في النوم أحياناً أمورٌ غير متوقعة كالفراولة، أو الطماطم، أو البرتقال لذا قد يكون من المفيد تدوين الأطعمة التي يتناولها الطفل كل يوم ومراقبة نومه لتري إذا ما كان ثمَّة أي رابطٍ بين أحدها وبين نوم الطفل.


اقرئي أيضاً:
6 أطعمة فعّالة لتعزيز ذكاء الطفل


5- اختاري التوقيت المناسب:

يُعَدّ اختيار التوقيت المناسب أهم شيءٍ حينما يتعلق الأمر بالتوجه إلى السرير، فإذا جرّبتِ ذلك في وقتٍ مبكرٍ جداً لن يكون ما يكفي من التعب قد نال بَعْدُ من الطفل وإذا جربتهِ في وقتٍ متأخر جداً سيشعر طفلك بالإرهاق الشديد على الأرجح والأطفال الذين يشعرون بالإرهاق الشديد لا يخلدون إلى النوم بسهولة، فهؤلاء قد يكسبون جائزةً في مقاومة النوم. لهذا السبب من المهم أن تصطحبي طفلكِ إلى النوم قبل أن يكون متعباً جداً.

عوضاً عن انتظار ظهور علامات التعب توجهي مع الطفل إلى السرير قبل ذلك وجربي أن تعتادي معه على القيام بممارساتٍ متأنية ومريحة في موعد التوجه إلى السرير.

6- عوّدي الطفل على روتين معيّن والتزمي به:

يعيش الأطفال بشكلٍ دائم قفزاتٍ كبيرة على صعيد التطور، وعلى الصعيدين الاجتماعي والعاطفي، ويرافق ذلك نمو أجسادهم الصغيرة وتطورها بوتيرةٍ ثابتة وهذا يمكن أن يجعل الحياة مرهقةً تماماً.

يمنح الروتين الأطفال شعوراً بالطمأنينة لأنَّهم يعلمون ما الذي سيحدث بعد قليل فيصبح هذا جزءً من حياتهم يستطيعون الاعتماد عليه.

إنَّ اتّباع روتينٍ معين أثناء التوجه إلى السرير يمكن أن يساعد الطفل في الشعور بالأمان والاسترخاء، ليس من الضروري أن يكون هذا الروتين صارماً وأن يتضمن أموراً يجب إنجازها كل يوم لكن يجب عليه أن يكون كل يومٍ مشابهاً تماماً لروتين اليوم الآتي.

قد تكون الأعمال الروتينية التي ترافق التوجه إلى السرير أموراً بسيطة كتنظيف الأسنان، وارتداء البيجاما، واختيار القصة، والاستلقاء في السرير من أجل سماعها.

ويجب عليك أن تسعي إلى البدء بهذه الأعمال والانتهاء منها في الوقت نفسه كل يوم لأنَّ هذا سيساعد أطفالك في معرفة العمل الآتي الذي ينتظرهم.

7- قدمي خياراتٍ لطفلك:

إنَّ معظم المعارك التي تخوضينها مع طفلك تكون على الأرجح حول السيطرة، فطفلكِ لديه تقديرٌ كبيرٌ لذاته لكنَّه ليس مستقلاً بعد بما فيه الكفاية ليسيطر على جميع جوانب حياته.

هذا الأمر قد يكون محبطاً جداً له لكنَّك تستطيعين جعل الأمور أسهل من خلال السماح له بممارسة القليل من السيطرة، فقد يشعر بالإحباط لأنَّك تأمرينه بأن يتوجه إلى السرير لكنَّك تستطيعين منحه القليل من السيطرة على شؤون حياته من خلال السماح له باتخاذ بعض القرارات مستقبلاً.

أي بجاما تريد أن ترتدي اليوم؟ أين سننظف أسنانك؟ أية واحدةٍ من القصص الثلاث تريد أن تسمع؟

إنَّ الاستمرار في منح الطفل تفويضاً في اختيار أمورٍ كهذه بطريقةٍ بسيطة لكن ذات معنى كبير (بالنسبة إليه) يمكن أن يكون له أثرٌ كبيرٌ فعلاً.


اقرئي أيضاً:
الصراع الدائم مع الأولاد.. كيف تربحين معارك النوم؟


8- تحدّثي مع الطفل عن وقت الذهاب إلى السرير:

أعِدِّي طفلكِ للذهاب إلى السرير من الخلال الحديث معه عن الأمور التي ستحصل، حيث إنَّ القيام بذلك في وقتٍ مبكر يعني أنَّ الطفل سيكون مستعدَّاً ذهنياً للتوجه إلى السرير حينما يحين وقت ذلك. وبيِّني له ترتيب الأمور التي ستحدث وواظبي على تذكيره أنَّ موعد التوجه إلى السرير سيأتي قريباً.

كيف تتعاملين مع الجدل الذي يثيره طفلك قبل التوجه إلى السرير؟ شاركينا تجاربكِ حول هذا الموضوع.

المصدر




مقالات مرتبطة