8 طرق للتوقف عن الخوف من اتخاذ القرارات الخاطئة

تستمر الحياة يوماً بعد آخر، ويضطر الإنسان إلى التعامل مع التحديات والصعوبات التي يمكن أن تطرأ في أي لحظة، فقد يميل الإنسان بطبعه إلى مواصلة تجربته الحياتية بحلوها ومرها، فقد اعتدت على العمل بجد من أجل التغلب على الظروف الصعبة وتحقيق أهدافي، حتى عندما لم أكن مستعدة لمواجهة هذه المشكلات الطارئة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة "إليزابيتا غيديو" (Elisabeta Ghidiu)، وتشاركنا فيه 8 طرائق للتوقف عن الخوف من اتخاذ القرارات الخاطئة.

شكَّل الخوف العائق الأكبر في حياتي، وكنت أعيش في خوف مستمر من التغيير واتخاذ القرارات الخاطئة والتشبث بالرأي، فتعوق غريزة الخوف إمكانية التقدم في الحياة، كما أنَّها تشوه نظرة الإنسان تجاه نفسه، والآخرين من حوله، وبالتالي يُعرَّف الخوف على أنَّه عاطفة غريزية، وأصيلة في النفس الإنسانية، وتتمثل في استجابة الفرد للأخطار المحتملة، حيث تترافق استجابة الخوف مع مجموعة من الأعراض، وردود الفعل الجسدية بسبب ارتفاع مستويات الأدرينالين، وهرمون التوتر النفسي الكورتيزول في مجرى الدم.

تصنيف الخوف:

يمكن تصنيف الخوف في نوعين الأول صحي، والآخر مؤذي، ويتمثل الخوف المؤذي في سلوكيات الخوف من الحشرات، أو الفشل على سبيل المثال؛ لأنه يعوق إنتاجية الفرد، ويشل حركته، ويمنعه من اتخاذ التدابير اللازمة، ويعرقل تقدمه.

يتمثل الخوف الصحي في حرص الفرد على صحته، وخوفه من المخاطر الحقيقية مثل التدخين على سبيل المثال، حيث يحفز الخوف السوي الإنسان على اتخاذ قرارات أكثر حكمة، وتنظيم حياته.

تكمن المشكلة في أنَّ معظم مخاوف الإنسان غير سوية، فكما قالت الصحفية الأمريكية "دوروثي ثومبسون" (Dorothy Thompson): "الخوف هو العنصر الأشد فتكاً في عقل الإنسان، كما تنجم العدائية عن مشاعر الخوف".

ذكرتُ في المقدمة أنَّ الخوف يمثِّل الاستجابة الغريزية للأخطار المحتملة؛ لهذا السبب يجب أن يحلل الفرد المخاطر من أجل إقصاء شعور الخوف.

طرائق التغلب على الخوف:

فيما يأتي 8 طرائق للتوقف عن الخوف من اتخاذ القرارات الخاطئة:

1. دراسة العواقب المحتملة:

يصاب الإنسان بالذعر عندما يتعرض لخطر محتمل، وهو ما يدفعه إلى اتخاذ قرارات خاطئة أو التنصل من المسؤوليات، ويقتضي التصرف السوي في مثل هذه الحالة أن تتروَّى وتفكر بعقلانية بكافة العواقب والتداعيات المحتملة.

كثيراً ما يبالغ الأفراد في تقدير مدى خطورة وسوء المواقف؛ لذلك عليك أن تكون منطقياً وتحاول أن تقيِّم الموقف بعقلانية.

شاهد بالفديو: 5 خطوات لإتقان فن اتخاذ القرارات

2. اتخاذ موقف إيجابي:

يجب أن تؤمن بنفسك، وتثق بقدرتك على التعامل مع كافة المشكلات، والتحديات التي تعترضك، وتحقق أهدافك في نهاية المطاف.

3. توسيع مجال منطقة الراحة:

ثمة 3 مناطق رئيسة يتصرف وفقها الإنسان وهي منطقة الراحة، ومنطقة التعلم، ومنطقة الذعر، على فرض أنَّ هذه المناطق ممثلة على شكل دوائر مرسومة ضمن بعضها بعضاً، بحيث يؤدي التعرض لتجربة مفاجئة إلى الخروج من منطقة الراحة إلى منطقة التعلم التي تفضي بدورها إلى منطقة الذعر، فقد أثبت العلماء أنَّ تجاوز منطقة الراحة يساعد الفرد على التعلم والتقدم، ومن ثم يخرج الفرد إلى منطقة الذعر عندما يواجه موقفاً جديداً، أو يتعرض لتجربة مختلفة غير مألوفة بالنسبة إليه، لذا يجب أن يتعلم الفرد كيف يتصرف ويتعامل مع المواقف الجديدة التي يتعرض لها في حياته دون أن يخشى اتخاذ قرارات خاطئة، من ثم تجري التغييرات، والتجارب الجديدة بسلاسة أكبر وبدرجة أقل من الخوف عبر الممارسة والتعلم، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى توسيع مجال منطقة الراحة.

4. القيام بخطوة إضافية عند الشعور بالعجز:

تهدف هذه الخطوة الإضافية إلى تجاوز الحدود، والقيود التي فرضتها على نفسك، والاعتياد على المواقف غير المألوفة والمزعجة، وتجاوز شعور الخوف تجاهها، ومن ثم لا يمكن أن يحدد الفرد نتائج تجربته ما لم يجرب ويعمل على أرض الواقع.

إقرأ أيضاً: عملية اتخاذ القرارات: كيف تتخذ قرارات أفضل؟

5. عدم تجنب أو تأجيل المهام والنشاطات:

يميل بعض الأشخاص لتأجيل القيام بنشاطات معيَّنة؛ بسبب خوفهم من نتائجها، وتكمن المشكلة في ضرورة القيام بهذه الأعمال، وزيادة صعوبة التعامل معها مع مرور الوقت، كما يصبح الضغط والتوتر النفسي أشد؛ لهذا السبب يُنصَح بالقيام بالأعمال في وقتها دون تأخير أو تأجيل، والحرص على الشعور بالراحة بصرف النظر عن النتائج.

6. عدم الخوف من المنافسة:

يميل الإنسان بطبيعته للتنافس مع الآخرين؛ لهذا السبب لا يجب عليك أن تستسلم بسبب مشاعر الخوف، ويخفي بعض الأشخاص شعورهم بالخوف، ويبرزون ثقة عالية بالنفس أمام الآخرين، ما يعني أنَّ الثقة والجرأة التي يبديها منافسك لا تنفي شعوره بالخوف من الداخل؛ لذا يجب عليك أن تشارك وتنافس حتى تفوز.

7. تنمية المعتقدات الدينية:

يجب عليك أن تدرك أنَّ الله سبحانه وتعالى يدعو عباده إلى التحلي بالقوة، والصبر على الشدائد، وتجاوز الصعوبات التي يتعرضون لها؛ لهذا السبب يُنصَح بالصلاة، واللجوء لرحمة الله الواسعة من أجل التغلب على المخاوف.

8. الحصول على قسط كافٍ من النوم:

يهمل الفرد أهمية النوم عندما يتعرض لتجربة جديدة ويتعيَّن عليه اتخاذ قرارات حاسمة بشأنها؛ فتؤدي قلة النوم إلى إصابة الفرد بالإرهاق، وهو ما يؤدي بدوره إلى تفاقم المشكلة؛ لذا يجب عليك أن تحصل على قسط كافٍ من النوم حتى تكون مرتاحاً، ويكون ذهنك صافياً عند اتخاذ القرارات البارزة في حياتك.

إقرأ أيضاً: ما هو إرهاق القرار؟ وكيف تتخلص منه؟

في الختام:

يشترك جميع الأفراد في الخوف من المستقبل والمجهول، لكنَّك يجب أن تتذكر العبارة الآتية على الدوام: "الخوف من الفشل هو العائق الأكبر لتحقيق النجاح"، لاعب كرة القدم السابق "زفن غوران" (Sven Goran).




مقالات مرتبطة