8 طرق لتحقيق السعادة

اختبار الجانب المشرق للحياة والتصرُّف بصواب لا يستغرق وقتاً أطول من اختبار الجانب السيئ منها والتعثُّر به، فإذا كنت لا تُفضِّل شيئاً ما، فعليك تغييره في الحال، وإذا كنت لا تستطيع تغييره، فعليك تغيير طريقة تفكيرك، فإن كنت على دراية أنَّك تسلك المسار الخاطئ الآن، تنفس بعمق، فلا بأس بذلك، فعليك في بعض الأحيان أن تخطئ قبل أن تدرك الحقيقة.



نادراً ما تكون رحلة الحياة سلسة، فمن السهل للغاية التعثر وإيذاء نفسك في أثناء الرحلة، لكن تلك الكدمات والجروح هي جزء أساسي لنموك؛ إذ إنَّك تتعثر وتسقط وتتعلم درساً؛ ومن ثَمَّ تستجمع قواك مجدداً لتمضي قدماً؛ لذا دعونا نخطو خطوة إلى الأمام اليوم، فيعتمد بقاء عاداتك السيئة - التي تضر بصحتك وسعادتك – عليك وحدك؛ لذا توقف عن السماح لتلك العادات السيئة بالتحكم بك والحد من قدراتك وتثبيط عزيمتك وثنيك عن تطوير نفسك، ويمكنك تغيير الواقع كما تريد، فاقبل التحدي، وتخلَّص من العادات السيئة التي تؤدي إلى إزعاجك وإضعاف إمكاناتك.

إليك فيما يأتي 8 طرائق لتحقيق السعادة:

1. عدم مقاومة التغير:

الحياة عبارة عن سلسلة من الأحداث والتغيرات الطبيعية المستمرة؛ لذا لا تقاومها؛ إذ يؤدي القيام بذلك فقط إلى ظهور ضغوطات غير ضرورية، بل دع هذه المواقف والتغيرات تحدث، وراقبها تتدفق أمامك، أو كما قال الشاعر "هنري وادزورث" (Henry Wadsworth) ذات مرة: "في النهاية، أفضل شيء يمكن للمرء فعله عندما تمطر هو مراقبة الأمر وحسب".

للمضي قدماً في الحياة، عليك أولاً قبول الواقع كما هو؛ إذ يوفر تصارحك مع الواقع نقطة انطلاق هامة يمكنك من خلالها التحرك في أي اتجاه تختاره؛ فإنكار هذه الحقيقة أو محاربة الماضي لن يؤدي إلا إلى إهدار وقتك وطاقتك؛ لذا تمني واقع مختلف أو إقناع نفسك أنَّه مختلف لن ينفعك.

التقبُّل هو المُضي قُدماً والسماح للأشياء أن تكون على ما هي عليه، وهذا لا يعني أنَّك لا تهتم بتحسين واقعك؛ بل إنَّه مجرد إدراك أنَّ الشيء الوحيد الذي تتحكم به حقاً في الوقت الحاضر هو أنت فقط، وهذا التفهم البسيط هو أساس التقبُّل، ومن خلال التقبُّل فقط يمكن أن يكون لديك سلام ونمو في حياتك.

الغفران هو جزء كبير من هذه العملية أيضاً؛ فالغفران هو تقبُّل اللحظة الحالية، من دون التمسك بأي وقت أو مكان أو ظرف آخر؛ إذ تحدث الأمور السلبية كلها تقريباً بسبب عدم التسامح وإنكار الحاضر، فالقلق والتوتر والشعور بالذنب والإرهاق والاستياء – أنواع التمسك بالأشياء أو الأشخاص جميعها – ناتجة عن التفكير المبالغ فيه في الماضي والمستقبل وعدم العيش في الوقت الحاضر.

2. المبالغة في تعقيد الأمور:

توجد أنظمة وطرائق محددة لتنظر إلى العالم الذي عليك فهمه قبل أن تصل إلى حياة بسيطة ومليئة بالسعادة، كما قال العالم "آينشتاين" (Einstein) ذات مرة: "ابحث عن البساطة وسط الفوضى، واعثر على الانسجام في التنافر؛ إذ إنَّ الفرصة تكمن في قلب الصعوبات".

نحن نجعل الحياة أكثر تعقيداً مما هي عليه أحياناً؛ إذ إنَّنا نربط سعادتنا بإنجازاتنا، ثم نبحث عنها بالطرائق والأماكن الخاطئة كلها، بالطبع ليس عليك تبنِّي نمط الحياة هذا، فقد حان وقت قلب الموازين والعودة إلى البساطة.

البساطة ليست اختبار مدى قدرتك على عيش حياتك بالحد الأدنى من مقومات الحياة، فهذا يسمى الفقر؛ لكنَّها مقدار الكفاءة التي يمكنك من خلالها وضع الأولويات في المقام الأول واستثمار وقتك لمتابعة الأشياء التي تُحدِث فرقاً وتعني كثيراً بالنسبة إليك، في الواقع يحمل القليل في طياته الكثير، وبدلاً من الإضافة، حسِّن حياتك من خلال التخلص من الأشياء؛ أي تخلَّص من الفوضى غير الضرورية والمؤثرات السلبية والعلاقات السامة؛ فيوجد فرق كبير بين ما تريده وما تحتاج إليه، وبين ما هو إسراف وما هو ضروري.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح بسيطة لحياة أكثر سعادة

3. الابتعاد عن السير من دون وجهة:

الحياة أشبه بتسلق السلم؛ إذ يمكنك صعود السلم بالسرعة التي تريدها، لكن سيكون الأمر بمنزلة مضيعة للوقت إذا وصلت إلى القمة وأدركت أنَّك تتكئ على الجدار الخطأ، وتحتاج إلى تنفيذ هذه الخطوة في حياتك تنفيذاً صحيحاً للتأكد من أنَّك لا تهدر طاقتك على أهداف لا تريد حقاً تحقيقها، وتأكد من أنَّ أهدافك هي أهدافك حقاً وأنَّها تتماشى مع قيمك، وإذا كنت تسعى جاهداً إلى تحقيق أهداف شخص آخر، فلن تكون أبداً متحمساً أو سعيداً بمتابعتها.

إذاً، العامل الجوهري هو اكتشاف الأشياء التي تريدها حقاً والتأكد من أنَّك تفهم سبب رغبتك في هذه الأشياء، ثم ضع خطة لمهمتك، لا يتعلق الأمر فقط بتحديد الأهداف، فهو مشروع ذو رؤية أوسع يساعدك على معرفة من أنت وما تمثله وأين تنوي الذهاب في حياتك، إنَّه مخطط حياتك وإطار عمل لتحديد أفعالك وأولوياتك وفرصك.

ضع أهدافاً تلهمك حتى لو بدت بعيدة المنال قليلاً في الوقت الحالي، وإذا حددت أهدافاً يسهل تحقيقها، فمن المحتمل أن تحقق أقل بكثير مما أنت قادر على تحقيقه، وكما قال المحاضر التحفيزي "لس براون" (Les Brown) "اسعَ للوصول إلى القمر، فإن فشلت، فستبقى بين النجوم".

4. عدم التخلِّي عن وقت الراحة خاصتك:

أنت تحتاج في بعض الأحيان إلى الراحة والتفكير وأن تكون ممتناً في بعض الأحيان، فامضِ قدماً وانسحب من هموم العالم التي لن تدعك وشأنك.

جميعنا نحتاج إلى بعض الراحة لبضع لحظات هادئة لنفصل بوعي بين الأوقات التي نكون فيها منتجين وبين الأوقات التي ننشغل بها وحسب وبين الماضي والحاضر، ويمكن للالتزامات والواجبات والعائلة وأرباب العمل والأصدقاء أن يوجدوا في هذا الإطار الزمني من دونك؛ إذ إنَّك تحتاج إلى وقت الراحة هذا بعيداً عن مواجهة المشكلات والعثور على الحلول.

تذكر أنَّ الراحة هي جزء من نموك وزيادة قوتك، ويحتاج جسمك وعقلك إلى بعض الراحة بين الحين والآخر للتعافي؛ فالأمر بسيط، استرخِ وتنفس واحصل على مزيد من النوم؛ فبالعمل والراحة تحقق النتائج.

ابتكر عادات صحية لتمارسها في وقت فراغك مثل عدم استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بـ 30 دقيقة، واشرب الشاي الخالي من الكافيين بدلاً من القهوة والصودا، إضافة إلى ذلك، خفِّف من ضغوطاتك عن طريق الكتابة أو القراءة أو التأمُّل، واحصل على سبع ساعات من النوم على الأقل لتجدد نشاط عقلك وعضلاتك.

5. التوقف عن تعاطي الأدوية غير الموصوفة لإخفاء حقيقتك:

الأدوية الممنوعة عبارة عن مضيعة للوقت، إنَّها تدمِّر جسمك وعقلك واحترامك لذاتك، وكل شيء صائب يتماشى مع نظرتك لذاتك.

يتعاطى الناس الأدوية المشروعة وغير المشروعة؛ لأنَّ الحياة التي يختارون عيشها مملة وكئيبة بشكل لا يطاق؛ إذ إنَّهم يكرهون محيطهم وعملهم وعاداتهم ولا يشعرون بالراحة في نشاطاتهم الترفيهية؛ فهم بعيدون أشد البعد عن أصدقائهم وعائلاتهم الحقيقيين وشغفهم أيضاً، ومع ذلك فهم ما يزالون يجدون الوقت للدردشة مع شخص غريب في المقهى حيال أمور تافهة.

على ما يبدو، نحن بحاجة إلى هذه الأدوية لأنَّنا فقدنا التواصل مع أنفسنا ومع بعضنا بعضاً؛ انسَ أمر هذه الأدوية، وركِّز على الواقع، واشعر بأحاسيسك الحقيقية واستخدمها بوصفها دافعاً لرحلتك.

6. تجنُّب الطعام غير الصحي:

يمكن لصحتك أن تصنع سعادتك أو تحطمها، وينطبق الأمر كذلك على فرصك في النجاح، فعليك تغذية جسدك بما يحتاج إليه، لكن ليس عليك أن تصبح نباتياً أو تتَّبع نظاماً غذائياً صارماً لتصبح بصحة جيدة، وما عليك سوى تناول الأطعمة المغذِّية عالية الجودة، والتخلص من السكريات والمواد الرخيصة المُصنَّعة، وتناول الأطعمة الطبيعية وامتنع عن الأطعمة المعالجة.

تناوَل طعامك باعتدال وتجنَّب تناوله أمام التلفاز، وحضِّر طبقاً لنفسك واحرص على طهي كمية مناسبة، وحاول تذوُّق ما تتناوله واستخدم أطباقاً أصغر واشرب مزيداً من المياه لتجنب التخمة.

7. رعاية جسدك:

تحرَّك وستُكافأ بالطاقة والثقة وصفاء الذهن، بصرف النظر عن حجم جسمك وشكله، فهو أعظم ما تملكه، طريقة اعتنائك به أو إهماله يمكن أن تُحدِث فرقاً هائلاً في نوعية حياتك.

أظهرت الدراسات أنَّ ممارسة الرياضة لمدة 15 دقيقة لثلاثة أيام في الأسبوع يمكن أن تضيف ثلاث سنوات إلى حياتك، كما تساعدك أيضاً على الشعور بالرضى لأنَّ الجسم السليم والصحي يزيد جاذبيتك.

إقرأ أيضاً: 30 عادة للرعاية الذاتية من أجل سلامة العقل والجسد والروح

8. تجنُّب التراخي في إتمام عملك:

لا يوجد سر للنجاح أو الصحة أو السعادة إلا القيام بعملك، لا تطلب إذناً أو تعتذر عن رغبتك في السعي وراء هدف ذي أهمية كبيرة لك، امضِ قدماً وحسب، وكن واثقاً من قدراتك وتجاهل فكرة أنَّ الفشل خيار، تعلَّم من أخطائك خلال الرحلة.

العالم بحاجة إلى أفكارك وفنك وعملك، فإن كنت تتراجع لأنَّك خائف، فأنت لا تخذل نفسك وحسب؛ بل أنت تخذلنا جميعاً، انسَ النقاد والمتشائمين وشارك ذكاءك ووجهات نظرك الفريدة، بمجرد القيام بذلك، ستشعر بالحماسة ضمنياً وتقهر الفشل.

إقرأ أيضاً: 9 طرق بسيطة لمكافأة نفسك والقضاء على التراخي

في الختام:

كن على استعداد للقيام بعملك لأنَّك تؤمن به، ولأنَّك تستطيع ذلك، إضافة إلى كونه الشيء الصحيح الذي يجب عليك القيام به، واستمر على الرَّغم من الشكوك والتردد، قم بذلك اليوم والغد وكل يوم؛ فالأفعال أبلغ من الكلمات، وتوقَّف عن الحديث عن الأفكار العظيمة التي لديك، وابدأ بفعل أمر عظيم؛ فالتفسيرات والمبررات غير مُجدية عندما تتحدث الأفعال والنتائج عن نفسها.




مقالات مرتبطة