8 طرق لتحرير عقلك واستعادة السيطرة على حياتك

تفرض علينا البيئة المحيطة بنا والمجتمع نمط تفكير معين منذ الصغر، وعندما نكبر ونكتشف هذا الواقع، نعلم أنَّ من مصلحتنا إزالة هذا النمط الراسخ في عقولنا، وبهذه الحالة نتعافى جزئياً من الكمية الهائلة من غسل الدماغ الثقافي والمجتمعي والمؤسسي الذي أثَّر تأثيراً كبيراً في هويتنا وفي الطريقة التي ننظر بها إلى أنفسنا وقدراتنا.



على سبيل المثال، على الرَّغم مما قد تكون سمعته سابقاً، فأنت لا تحتاج إلى أن تكون شخصاً يتطلب تأييد الجميع، أو يهدر وقته الثمين وطاقته على الثرثرة، والتي غالباً ما تُثار لمجرد تشتيت انتباهك عن هدفك العميق وشغفك، يمكنك التخلص من هذا التفكير الفاسد واستعادة عقلانيتك وفاعليتك أيضاً.

لكن هذا الأمر صعب؛ لأنَّ المشتتات موجودة في كل مكان، وتجذبنا وتختلق نقاط تركيز غير ضرورية تهدف إلى إضعاف قوتنا، إنَّهم يدفعوننا إلى النزعة الاستهلاكية والأنانية العقلانية، بدلاً من بناء علاقات هادفة ونَيل الحرية العاطفية؛ لذلك حان الوقت اليوم لقلب الأمور، وحان الوقت لتحرير عقلك، واستعادة السيطرة على حياتك.

إليك فيما يأتي ثماني طرائق ذكية لبدء فعل ذلك:

1. الانتقائية بشأن وسائط الإعلام التي تتابعها:

يتتبع المسوقون في جميع أنحاء العالم تصرفاتك، ويشترون معلوماتك الشخصية، ويدرسون عاداتك على الإنترنت وخارجه من أجل توجيهك إلى شراء المنتجات من الشركات التي يعملون بها، وإذا كان من الممكن أن تقوم بعمليات شراء متهورة وغير صحية - مثل الوجبات السريعة المشبعة بالدهون - فهم على دراية بذلك، وحتى بالنسبة المئوية إلى احتمالية قيامك بهذا الشراء.

إنَّهم يظهرون لك الإعلانات حتى تضعف إرادتك، وهذا مجرد شكل واحد من أشكال التحكم بالعقل، والذي تمارسه علناً كل يوم، إنَّه تلاعب، وقد أُنشئ ليكون كذلك، وعليك استعادة السيطرة من هذه الشركات العملاقة من خلال اتخاذ قرارات قوية الإرادة وصحية تدعم مصالحك؛ لذا اشترِ الأشياء التي تفيدك وتفيد من تحبهم، وليس الأشياء التي تفيد الشركات الكبيرة التي لا تهتم لأمرك.

2. إيلاء الأولوية لرغباتك:

أنت الذي ستموت عندما يحين وقت موتك؛ لذا اسمح لنفسك بأن تعيش الحياة بالطريقة التي تريدها أنت، فالحياة أقصر من أن تضيع وقتاً كبيراً في التساؤل عن رأي الآخرين عنك؛ ففي الأساس، إذا كان لديهم أحداث أفضل تدور في حياتهم، فلن يملكوا الوقت للجلوس والتحدث عنك، وما يجب أن يكون هاماً بالنسبة إليك ليس آراءهم عنك؛ بل رأيك في نفسك؛ لذلك لا تسمح للآخرين بأن يعترضوا طريقك، ولا تسمح لمخاوفك بأن تقف في طريقك أيضاً؛ فهي غير موجودة لإخافتك؛ بل إنَّها موجودة لإعلامك بأن لديك شيئاً ما يستحق العناء، وإذا وجدت شغفك في نشاط معين، فدافع عنه، وتقدم إلى الأمام بصرف النظر عن أي شيء آخر.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح للتحول من العقلية الثابتة إلى العقلية النامية

3. التوقف عن الرغبة في الأشياء واتخاذ الإجراءات من أجل تحقيقها:

افعل ما عليك القيام به اليوم حتى تتمكن من فعل ما تريد القيام به غداً، ومن الممكن أنَّك قد سمعت من أحد ما أنَّ ما يجب أن ترغب فيه هو "حياة سهلة"، لكن هذا ليس صحيحاً، فما ترغب فيه حقاً هو حياة تفتخر بعيشها، وهذا يتطلب جهداً؛ لأنَّ الطريقة الوحيدة التي يمكننا أن نعيش بها حقاً هي النمو، والطريقة الوحيدة التي يمكننا أن ننمو بها هي إذا تغيرنا والطريقة الوحيدة التي يمكننا أن نتغير بها هي إذا تعلمنا، والطريقة الوحيدة التي يمكننا أن نتعلم بها هي خوض التجارب، والطريقة الوحيدة لخوض التجارب هي الاستعداد لتخطي صعوبات الحياة؛ افعلها، فالأمر يستحق ذلك.

4. تكوين طقوس صحية يومية:

ما يحدد مصيرك هو ما تفعله كل يوم؛ لأنَّ الطريقة التي تقضي بها أيامك هي الطريقة التي تقضي بها حياتك، باختصار، عندما يتعلق الأمر بالعمل الجاد لتحقيق هدف جوهري في الحياة من أيِّ نوع كان - سواء الحصول على شهادة، أم بناء عمل تجاري، أم تكوين علاقة أو عائلة، أم أن تصبح أكثر وعياً، أم أي إنجاز شخصي آخر يستغرق وقتاً والتزاماً - عليك أن تسأل نفسك سؤالاً واحداً، وهو: "هل أنا مستعد لقضاء بعض الوقت كل يوم بطريقة لا يفعلها معظم الناس؛ إذ أتمكن من قضاء الجزء الأفضل من حياتي بطريقة يعجز عنها معظم الناس؟".

فكِّر في الأمر؛ ففي النهاية، إنَّنا نحقق ما نعمل بجد من أجله مراراً وتكراراً، أليس غريباً أنَّنا لا نشعر بالتغيير الذي يحصل كل يوم، لكن عندما ننظر إلى الماضي نرى أنَّ كل شيء قد اختلف؟ هذه هي قوة الطقوس اليومية.

5. تغيير منظورك من السلبي إلى الإيجابي:

يمكننا الشكوى لأنَّ شجيرات الورد بها أشواك، أو الابتهاج لأنَّ شجيرات الأشواك بها ورود، لا تسمح للسلبية بأن تؤثِّر فيك، وعندما يكون الآخرون سلبيون، تجاهلهم، وضع في حسبانك أنَّ الطريقة التي يرى بها الآخرون الأشياء نادراً ما تكون هي الحقيقة، فلا توجد حقائق؛ بل فقط تفسيرات، وتفسيراتنا هي التي تقرر نجاحنا أو فشلنا.

إذا نظرت إلى الأشياء بالطريقة الصحيحة، يمكنك أن ترى أنَّ العالم كلَّه عبارة عن حديقة جميلة، ووظيفتك هي الاهتمام بها، ورؤية الورود وتقديرها؛ ففي النهاية، نظرتك لها تأثير في جودة معيشتك؛ لذا درِّب عقلك على رؤية الجمال في كل شيء؛ فالإيجابية هي اختيار وتعتمد سعادة حياتك على فاعلية منظورك.

6. التوقف عن البحث عن "الكمال" وتوقعه:

لديك عيوب ولدى كل من تعرفه، وهذا ما ينبغي أن تكون عليه الأمور، حقاً، لا تخف من الكمال؛ فلن تصل إليه أبداً، ولا تتوقع أن يحققه الآخرون أيضاً؛ فجميعنا كائنات غير كاملة مليئة بالعيوب؛ لذلك لا ينبغي أن نرغب في إبراز نقاط ضعف الآخرين لإخفاء نقاط ضعفنا، وفي النهاية، ستدرك أنَّ الكمال وخاصة في العلاقات، لا يوجد إلا في الجمال والتقدير الصادق لعيوبنا.

7. منح استراحة لنفسك:

نعم، لديك معارك في العالم يجب أن تخوضها ومخاوف يجب أن تتغلب عليها، وأفراد عائلة يجب أن ترعاهم وأهداف يجب أن تحققها، لكن من الضروري أن تأخذ استراحة من كل ذلك؛ إذ من المفيد أن تتوقف وترتاح لفترة من الوقت، وإذا لم تفعل، فسوف ترهق نفسك؛ لذا قم بذلك على أساس منتظم، وهذا يعني تعويض نقص النوم، وتخصيص وقت للضحك والمتعة، وتناول الطعام الصحي بما يكفي للحفاظ على مستويات الطاقة، وتخصيص وقت للتعافي من فوضى روتينك اليومي.

إقرأ أيضاً: كيف تستعيد زمام الأمور حينما تفقد السيطرة على حياتك؟

8. نسيان الماضي:

يتعين علينا في بعض الأحيان التخلي عما يقتلنا، وإن كان التخلي عنه يقتلنا؛ فالتخلي يعني إدراك أنَّ بعض الظروف والعلاقات هي جزء من تاريخك؛ لكنَّها ليست جزءاً من مصيرك؛ لذا ابكِ، وسامح، وتعلم، وتقدم إلى الأمام، ودع دموعك تسقي بذور سعادتك المستقبلية، وتذكر، أحياناً يكون الجزء الأصعب هو تعلم البدء من جديد، وليس فعل التخلي، وهذا أمر طبيعي، وهذا يوم جديد، وبداية جديدة، وسوف تتغير الأمور إلى الأفضل.

إقرأ أيضاً: كيف تتحكم بأفكارك وتصبح سيد عقلك؟

في الختام:

كما قِيل ذات مرة: "لقد أصبحت طريقة التفكير الجديدة هي الشرط الضروري للعيش والتصرف المسؤول، وإذا حافظنا على قيم ومعتقدات عفا عنها الزمن، ووعي مجزأ وروح تتمحور حول الذات، فسوف نستمر في التمسك بالأهداف والسلوكات التي عفا عنها الزمن".

لذا حاول اليوم، استجماع وعيك وركِّز على الأفكار والعادات الإيجابية والمثمرة، ولا تكترث للنقد وانتبه إلى حدسك الخاص، وحرر عقلك، وابتسم وكن ممتناً؛ فالحياة أقصر من أن تضيع على السلبية، وعلى أولئك الذين ينشرونها.




مقالات مرتبطة