8 أعراض لاكتِئاب ما بعد الولادة عليكِ أن تعرفيها

إنَّ الولادة أمرٌ صعب للغاية، وبعدها يحدث الكثير؛ فلا نومَ ولا راحة بال. بل بدلاً من ذلك، فإنَّ هذا الكائنَ الهشّ الذي لا حول له ولا قُوَّة، بأمَسِّ الحاجة إلى اهتمامك، الكثير من الاهتمام في الحقيقة، وفوقَ كُلِّ هذا، ستعيشين مرحلةً يتخلَّلها الحرمان الشَّديد من النَّوم، واضطرابٍ في الهرمونات، وجميع أنواع الأمور المتوقَّعة منكِ اجتماعيَّاً والمتعلِّقة بالرَّوابط العائلية والشُّعور بأنَّكِ في قمَّة سعادتك، وأن تكوني "أُمَّاً بحقّْ". إلا أنَّه وفي بعض الأحيان، يكون الأمر بمثابة "صحوة مفاجئة" بالنِّسبة لكِ، ونحن لا نتحدث هنا عن الاستيقاظ في منتصف الليل من أجل إطعام الطِّفل الوليد، بل عن إدراكك المفاجئ بأنَّ ذلك الأمر -أن تكوني أمَّاً- أصعب بكثير مِمَّا كُنتي تتخيَّلين.



مع وضعنا لما سبق بعين الاعتبار، فلا عجب أنَّ ما نسبته 9 إلى 16 بالمئة من الأمَّهات، ومن دون أي ذنب يقترفنَهُ، سيتعرضن لاكتئاب ما بعد الولادة. وبكل تأكيد، إنَّ مزيجاً من العوامل الوراثيَّة والهرمونات وعدم وجود الدَّعم والإجهاد وقابليَّة التَّعرض لمثل هذا المرض، كلها عوامل تخلق التَّركيبة المناسبة لظهوره.

لقد تمَّ في السَّابق إسكات النِّساء اللَّواتي يعانين من ذلك النَّوع من الاكتئاب، لكنَّهُنَّ يتكلمن الآن. لذا سنقوم في هذا المقال، بإيصال ذلك الصَّوت عبرَ التَّحقق من مدى صحَّة أربعة معتقدات شائعة تتعلَّق باكتئاب ما بعد الولادة - بالإضافة إلى سبعةِ أعراضٍ من الضَّروري الانتباه إليها.

أولاً: يمكن أن يبدأ اكتئاب ما بعد الولادة قبل الولادة

عند 50٪ من الأمهات المُصابات باكتئاب ما بعد الولادة، بدأت أعراض الاكتئاب عندهنَّ أثناء الحمل، وليسَ فقط بعد ولادة الطفل.

ثانياً: يمكن أن يبدأ اكتئاب ما بعد الولادة لاحقاً أيضاً، أي بعد الأسابيع الأربعة الأولى من الولادة

خلاصة القول: إذا كُنتِي تعانين منه، فلا يجب عليك أن تضعي نفسك ضمن دائرة ضيقة من التشخيصات للحصول على المساعدة. إذ لا يوجد شيء واضح وسهل فيما يتعلق بالولادة، بما في ذلك الأعراض الدَّقيقة والتَّوقيت. وقد جادل العديد من مؤيدي هذا الاعتقاد بأنَّ تغيير البداية إلى أي وقت خلال الأشهر السِّتة الأولى أو حتى السنة الأولى بعد الولادة، سيعكس تجارب الأمَّهات المصابات باكتئاب ما بعد الولادة بشكل أكثر دقَّة. وبغض النَّظر عن العوارض ومسمَّياتها، يتعيَّن على طبيبك أو من يُقدِّم لكِ خدمات الصحة النَّفسيَّة، أن يعاملكِ بنفس الطريقة: بالرَّأفة والعمل.

ثالثاً: هناك مجموعة كاملة من أمراض ما بعد الولادة بخلاف اكتئاب ما بعد الولادة

إنَّ قلق ما بعد الولادة والوسواس القهري لما بعد الولادة ومرض ذهان ما بعد الولادة؛ هي كُلُّها اضطرابات صعبة يمكن أن تواجهها الأمّهات الجدد (وحتى الآباء أيضاً).

رابعاً: إنَّ اكتئاب ما بعد الولادة هو أكثر من مجرد تَّقلُّبات مزاجية

 يزول ذلك النَّوع من التَّقلُّبات المزاجية لوحده، ويشتمل على شعورٍ عابرٍ ببعضٍ من الأعراض التي سنتحدَّث عنها لاحقاً. ولكن على النَّقيض من ذلك، سوف تشعرين مع اكتئاب ما بعد الولادة، ببعضِ أو كُلِّ تلك الأعراض في أكثر الأحيان.


اقرئي أيضاً:
8 أسباب تؤدي إلى إصابة المرأة بتقلب المزاج


إذاً، ما هي أعراض اكتئاب ما بعد الولادة؟

العارض الأوَّل: شُعورُكِ بالذَّنب وتأنيب الضَّمير

  • تشعرين أنَّه عليكِ أن تكوني أفضل من ذلك، أو أنَّه يجب عليكِ التَّعامل مع الأمورِ بشكلٍ مختلف.
  • إنَّ كلماتٍ من قبيل :"يجب عليَّ أن"، سوف تخطر على بالكِ كثيراً.
  • تشعرين أنَّكِ لا تصلحين لهذا الدَّور وأنَّه لا قيمة لكِ، أو أنَّ من مثلك لا تستحق أن تكون أُمَّاً.
  • لن ترغبي بأن يعلمَ أيُّ شخص بما تَمُرِّينَ به، وبالتَّالي تقومين بإخفاء فظاعة ما تَشعُرين.
  • قد تَقلَقِينَ من أنَّكِ إذا ما وثقتِ بأحدهم وأخبرته عمَّا تشعرين به، فسيقومُ إمَّا بانتقادك أو بإبعاد طفلكِ عنكِ.

العارض الثَّاني: عدم شُعورُكِ بالطُّمأنينة

أثناء فترة التَّأقلم بعد الولادة، من الطَّبيعي أن تشعري بالعجز والارتباك أحياناً، لكن بضع كلماتٍ طيبة من زوجك أو من صديقةٍ تثقين بها، من شأنها أن تُشعِرَك بالتَّحسن. أما مع اكتئاب ما بعد الولادة، فَتَشعُرِينَ بالإرهاق والحزن والقلق في أغلب الأحيان. وبدلاً من أن يُريحَكِ شعورُكِ  بالطُّمأنينة، فإنَّها ستبدو لكِ وكأنَّها كِذَبةً.


اقرئي أيضاً:
نصائح يجب عليك أن تسمعيها قبل أن تقضي أسبوعك الأول مع طفلك


العارض الثَّالث: أن تُفكِّري بالهرب

إنَّ هذا يتعدى فكرة أن تتخيّلي نفسك ذاهبةً ومن دون رجعة، إلى إحدى الجُزر الاستوائيَّة، لدرجةٍ تجعل تلك الفكرة تبدو كَفِكرةٍ مُضحِكَة. ولكن ما سيحدث بدلاً من ذلك، هو أنَّكِ ستتخيَّلين نفسك وأنت تقودين سيارتك بعيداً ولا تعودينَ أبداً. لأنَّك سَتشعُرِين أنَّ عائلتَكِ سَتكون أفضلَ من دونك. كما قد تراودك أفكارٌ عن الهروب عبرَ قتل نفسك أو تعريض نفسك للقتل، مثل القفز أمام شاحنة. ستبقى هذه التخيلات تراودك حتى لو حصلتي على بعض الرَّاحة والدعم.

العارض الرَّابع: أن تشعُري بالعجز

عند شعورك باكتئاب ما بعد الولادة، لن تشعري بالإرهاق في اللَّحظات الصَّعبة فقط، ولكن في معظم الوقت أو على الدَّوام. ستشعرينَ كما لو أنَّك لستِ مؤهَّلةً لكي تكوني أمَّاً، وأنَّ هذا الأمرَ كانَ خطأً فادحاً.

العارض الخامس: تُشكِّكينَ بحُبَّكِ لطفلك

هذا يذهب إلى أبعد من أخذ بعض الوقت حتى تُكَوِّني رابطة الأمومة، فذلك أمرٌ طبيعي. ولكنَّ الأمرَ سيصل بكِ لعدم شعوركِ بالحنان نحو طفلك، وقد لا ترغبين في النَّظر إليه أو الاعتناءِ به.


اقرئي أيضاً:
تسع نصائح للأمهات الجديدات

 

العارض السَّادس: تشعرين بأنَّك غير ملائمة

ستقلقين من أنَّك لست جيدةً بما يكفي، أو أنَّكِ غير قادرة على القيام بذلك، وأنَّ طفلك سوف يتعرَّض للأذى أو سيتوقَّف نموُّه، وسيكون كل ذلك خطأكِ وحدكِ. ستكونين مقتنعة بأنَّك مصابةٌ بخللٍ ما (ليس مجرد الشُّعور بخيبة الأمل أو النَّدم، ولكن الشُّعور بأنَّك حقَّاً غير مناسبة) وذلك لأنَّكِ لم تلدي "بالطَّريقة الصَّحيحة"، أو أنَّك غير قادرةٍ على القيام بالرِّضاعة الطبيعية، أو قد لا ترغبين بها من الأساس.

العارض السَّابع: أن تكوني غاضبة دوماً وسريعة الانفعال

ستقومين بالصُّراخ على طفلكِ، أو زوجك، أو أيَّ شخصٍ يقتربُ منكِ. وستشعرين بالكره تجاه طفلك، لأنَّك ستحَمِّلينَهُ مسؤوليَّةَ ما تَمُرِّين به.

من المهم أن تلاحظي أنَّه ليس كل امرأة ستختبر كل تلك الأعراض، بالإضافة إلى أنَّه يوجد الأعراض الكلاسيكية للاكتئاب مثل البكاء والتَّقلُّبات في الشَّهيَّة والنَّوم. لذا لا تقلقي من أن تنطبق عليكِ هذه الأعراض- فأنت تعرفين ما إذا كنت تعيسةً أم لا.


اقرئي أيضاً:
أخطاء تقع فيها الأم بعد ولادتها الأولى


إنَّ العبرة المستفادة هي ما يلي: أن تجلبي شخصاً جديداً إلى هذا العالم، هو أمرٌ مرهقٌ وعاطفيٌّ و ساحقٌ أحياناً. ولكن إذا كنتِ تعتقدينَ أنَّكِ تفقدين عقلكِ، أو تشعرين بالتَّعاسة بشكلٍ متكرر، أو بالاستياء أو بالقلق الدَّائم، فيجدر بكِ أن تحصلي على بعض المساعدة. إنَّ الولادة أمرٌ صعب، لكن ليس من المفترض أن تكونَ عذاباً لا يُطاق.

والأهم من ذلك: إنَّ اكتئاب ما بعد الولادة والقلق والوسواس القهري والذُّهان، كلُّهم قابلينَ للعلاج. أنت لن تكوني أُمَّاً سيئة إذا كُنتِ تعانينَ من اكتئاب ما بعد الولادة، كما أنَّ التَّواصل مع طبيبك أو أخصائي علاج مؤهل، من شأنه أن يجعلك أفضل.

 

المصدر




مقالات مرتبطة