7 نصائح للحديث مع الأطفال عن إجراءات السلامة في المدارس

لقد أثار موضوع الحفاظ على سلامة الأطفال في المدارس الكثير من الضجة مؤخراً بعد الحوادث الكثيرة التي شهدَتْها بعض المدارس حول العالم وظهور الكثير من حالات التنمر المدرسي، واليوم مع عودة الأطفال إلى المدارس قد يطرح الأطفال على آبائهم أسئلةً لها علاقة بالسلامة أو قد تظهر لدى الآباء أنفسهم مخاوف لها علاقة بهذه المسألة.



وعلى الرغم من أنَّ الرد على استفسارات الأطفال والحديث معهم حول السلامة في المدارس يُعَدَّان أمرين مهمَّين إلَّا أنَّ القيام بذلك دون إثارة مشاعر الخوف أو القلق التي لا داعي لها قد يكون أمراً صعباً.

لذلك جمعْنا لك سبعة أمور يجب عليك أن تتذكرها دائماً عندما تناقش مسائل السلامة المدرسية مع الأطفال، وهي نصائح يستطيع الآباء والمعلمون على حدٍّ سواء تطبيقها:

1- تركيز الاهتمام على الإيجابيات:

يجب على الأهل اتباع نهج "نصف الكأس الملآن" مع الأطفال وتركيز الاهتمام على الإيجابيات، إذ عوضاً عن التركيز على المخاطر المُحتملة يجب عليهم أن يلفتوا انتباه الأطفال إلى الأماكن التي يستطيعون فيها الحفاظ على سلامتهم وإلى الأمور المتنوعة التي تدعم الحفاظ على سلامة الأطفال في المدرسة. تتعلق هذه المسألة إجمالاً بالحديث مع الطلاب عن الأماكن الآمنة واستخدام لغة مناسبة لسنِّهم، فاحرص دائماً على عدم استخدام أمثلةٍ مخيفة أو كلماتٍ مثل "الأشخاص السيئين" ودَع كلامك ينحصر في الحديث عن الأشياء الآمنة وغير الآمنة، قل مثلاً: "إذا شعرتم بعدم الأمان كيف تستطيعون الوصول إلى مكانٍ آمن وأين قد تجدون هذا المكان؟ ومن الذي قد يساعدكم في العثور عليه؟"".

2- عدم إثارة ذُعْر الأطفال:

ترتبط هذه النقطة أيضاً بالمشاعر الإيجابية، إذ أظهرَت دراساتٌ أُجريَتْ خلال السنوات الماضية أنَّ إجراء تدريبات تُبالِغ في محاكاة الأخطار التي من المُمكن أن يتعرّض لها الطلاب تثير الهلع بينهم، ناهيك عن أنَّ هذا النوع من التدريبات لا يُعزّز مهارات الناس المتواجدين في مبنى المدرسة لأنَّه سيثير الذعر في نفوس الأطفال في حال وقوع حادثٍ ما بشكلٍ فعلي. مثلاً حينما تقوم بتدريب الأطفال الصغار يجب ألَّا تقول لهم عباراتٍ مثل: "أيَّها الأطفال حينما ينهار السقف فوق رؤوسنا ما الذي سنفعله؟" إذ ليس ثمَّة سببٌ يدعو قول بذلك.

من المهم تركيز الاهتمام على توفير الإحساس بالأمان إذ يجب عليك ألَّا تثير ذُعْر الأطفال حينما تعلمهم مثلاً كيفية إخلاء المبنى لأي سبب، يمكنك أن تسألهم مثلاً عن الأمور التي نحتاج إلى القيام بها إذا اضطررنا إلى الخروج من الصف بسرعة حتى لا يتعثَّر أحد أو حتى لا ننسى أحداً خلفنا وكيف يجب علينا حينما نغادر المكان أن نحمي أجسامنا، ونسير خلف المعلم، وأن نكون حذرين، ونُنْصِتَ، ونراقب.

إقرأ أيضاً: الحافلة المدرسية ( مسؤوليات وإلتزامات ) !!!

3- إقامة أنشطة تناسب سن الأطفال:

ثمَّة نشاطٌ تقيمه المدارس يُدعى "وَسْم السلامة" يُعَدُّ ملائماً جداً للصغار، كل ما تحتاج إليه لممارسة هذا النشاط مجموعة من الأوراق اللاصقة.

يجمع المعلمون في هذا النشاط طلابهم في الصف، أو الكافيتيريا، أو النادي، أو الممر ويعطون كل طالبٍ مجموعةً من الأوراق اللاصقة ويطلبون منهم بعد ذلك التجول في أرجاء المكان واستخدام الأوراق لإلصاقها على أي شيءٍ يرون أنَّه يوفر لهم الأمان، أو يجعلهم يشعرون به، أو يمكن أن يعزز سلامتهم في مختلف الظروف.

خلال 60 ثانية تمتلئ الغرفة عادةً بالأوراق اللاصقة حيث يضع الأطفال الأوراق غالباً على أغراضٍ مثل أجهزة إطفاء الحرائق، وحقيبة الإسعافات الأولية، وحتى على المعلم. يجعلهم هذا النوع من التدريبات يرون أنَّ ثمَّة جهوداً كثيرةً تُبذَل وأنَّ ثمَّة العديد من المصادر لتعزيز سلامتهم في المدرسة والحفاظ عليها.

يستطيع الآباء أيضاً أن يمارسوا هذا النوع من التمارين مع أبنائهم وأن يطلبوا منهم العثور على خمسة أشياء تحافظ على سلامتهم في المدرسة وأن يحدثوهم عنها حينما يعودون إلى المنزل، حيث تُعَدُّ هذه طريقةً رائعةً لفتح باب الحوار بالنسبة إلى الآباء الذين يريدون أن يتأكَّدوا من أنَّ أطفالهم يعرفون هذه الأشياء ويعلمون كيف يستخدمونها إذا احتاجوا إليها - دون التعامل مع الأمر بطريقةٍ سلبية ودون تخيل أسوأ السيناريوهات التي يمكن أن تحصل.

4- إدرك أنَّ الحوادث التي تُهدّد سلامة الأطفال لها عدة أشكال:

تتضمن الحوادث التي تهدد سلامة الأطفال في المدرسة أموراً كثيرةً غير تلك التي يَكْثُر الحديث عنها إذ تُعَدُّ كلٌّ من الزلازل، والأعاصير، والحرائق، والفيضانات، والعواصف، والتنمُّر، والعنف الجنسي، والتعرض للإصابة في أثناء اللعب في الساحات من ضمن المسائل الأساسية التي تؤخَذ في الحسبان عند التفكير في سلامة الأطفال. وعوضاً عن تركيز الاهتمام على تلك الأحداث التي تتصدر عناوين الأخبار وتُهدّد سلامة الأطفال في المدرسة يُعَدُّ تركيز الاهتمام على مخاطر احتمال حدوثها أكبر أمراً أهم.

إذا كانت مدرسة أطفالي تبعد ميلاً واحداً عن معملٍ لتصنيع المواد الكيميائية على سبيل المثال فإنَّ هذا المعمل يُعَدُّ أكبر الأخطار التي من المُحتمَل أن تهدد سلامتهم. هذا لا يعني أنَّ الخوف يجب أن يصيبنا بالشلل لكنَّه يعني أنَّنا في حاجةٍ إلى نرى إذا ما كنا قد استعدينا للتصدي إلى الخطر الذي قد يسببه المعمل.

ومن المثير للقلق أنَّ كمَّاً كبيراً من الأموال يُنفَق على تعزيز أمان المباني لأنَّ وضع مزيدٍ من الأقفال وأجراس الإنذار لا يفيد في شيء إذا كان أكبر خطرٍ يواجه الأطفال في المدرسة هو عدم الإشراف عليهم بشكلٍ مناسبٍ عند خروجهم من المدرسة وتَعرُّضهم لخطر الاصطدام بالحافلات. نحن في حاجةٍ إلى التأكُّد من أنَّ ما نفعله يُعَدُّ جزءً من نهجٍ شاملٍ يأخذ جميع المخاطر في الحسبان.

شاهد بالفيديو: أعراض التنمر المدرسي وعلاجه

5- تركيز الاهتمام على تعزيز مهارات الحياة:

حينما نتحدث عن السلامة نحن نتحدث عن مهارات الحياة إذ إنَّ الأمور التي نعلمها للأطفال في المدرسة للحفاظ على سلامتهم يمكن أن تُطبَّق في الحياة، والمنزل، ومحل البقالة، والسينما، والمجمَّع التجاري. فأينما كنا وحيثما ذهبْنا يجب علينا أن نخصص بعض الوقت للتزوُّد بالتوجيهات، والمعلومات والسلوكات التي يتعلمها الأطفال في المدرسة يمكن أن تكون مفيدةً لهم في باقي مراحل حياتهم.

تُعَدُّ التقنيات المُستخدَمة للنجاة من الحرائق مهاراتٍ تقليديةً يتعلمها الطلاب ضمن دروس الحفاظ على السلامة التي يأخذونها في المدرسة. إذا فكرنا في الأمر تبدو فكرة الاحتراق حتى الموت مخيفةً جدَّاً، لكنَّنا نستطيع الحديث مع الأطفال عن تقنيات التعامل مع الحرائق دون أن نسبب الفوضى، والخوف، والقلق الذين تسببهم الحوارات الأخرى التي تجري حول سلامة الأطفال في المدرسة.

من أجل ذلك من المهم أن يُجري المعلمون هذه الحوارات بطريقةٍ تساعد الطلاب والأهالي في فهم أنَّ التدريبات المختلفة التي تُجرى للحفاظ على سلامة الطلاب لا تُجرى لأنَّ الوضع في المدرسة مرعبٌ وخطير بل لأنَّ هذه التدريبات تُعَدُّ مهاراتٍ حياتية. الأمر يتعلق إذاً بمعرفة كيفية التصرف بشكلٍ مناسب، واتباع التوجيهات، وأن يعرف الأطفال ما يحدث حولهم. 

6- معرفة ما الذي يتعلّمه الأطفال في المدارس:

بدأ العديد الآباء والأمهات يطرحون أسئلةً حول الإجراءات التي تقوم بها المدرسة لضمان سلامة الأطفال لا سيما عند بداية العام الدراسي. في الماضي لم يكن يُدعى الآباء والأمهات إلى المشاركة في هذا النوع من النقاشات، وحينما كان يبدأ العام الدراسي كان يتلقى الأهل الكثير من الأوراق التي تتضمَّن طلباتٍ لمشاركة الأهل في لجانٍ، أو مشاريع، أو أنواعٍ أخرى من الأنشطة التطوعية، لكن كان من النادر أن يكون بينها شيءٌ له علاقة بمشاركة الأهل في أنشطة مرتبطة بضمان سلامة الطلاب.

لكن حينما بدأ يظهر الأهل ويطرحون الأسئلة تغير هذا قليلاً وبدأت المدارس تكشف مزيداً من المعلومات، وعلى الرغم من أنَّ المدارس لن تعطي الأهل رموز الإنذار بكل تأكيد ولن تسلِّمهم مخطوطات البناء أو أي شيءٍ من هذا القبيل لكنَّهم يستطيعون بكل تأكيدٍ  إطلاعهم على أنظمة السلامة المُتَّبعة وهذا ما يجب عليهم أن يفعلوه.

ثمَّة عدد من الأسئلة التي يجب على الأهل أن يطرحوها على المعلمين:

  • ما التدريبات التي تقومون بها؟
  • كم مرةً في العام تقومون بهذه التدريبات؟
  • ما نوع الدروس التي تقدمونها بشكلٍ استباقي؟
  • كم طريقةً تستطيعون من خلالها ضمان سلامة الصف بسرعة إذا احتجتم إلى ذلك؟
  • كم طريقةً تستطيعون من خلالها الخروج من الصف إذا احتجتم إلى ذلك؟
  • ما طرائق التواصل التي يمكنكم استخدامها؟
  • أتشعرون أنَّ ثمَّة أموراً إضافية تحتاجون إليها يستطيع الأهل تقديمها لكم؟
  • كيف يمكنني أن أساعدكم؟

لكن السؤال الأهم ربما يكون "ما نوع اللغة التي تستخدمونها مع الطفل للحديث عن هذه المسائل وضمان سلامته في مختلف الظروف؟". يُعَدُّ هذا السؤال مهماً لأنَّ الأهل لديهم بالفعل المعلومات الأساسية وقادرون على استيعاب المعلومات وتقديم الدعم من المنزل لمناهج الحفاظ على السلامة لكنَّهم لا يعرفون على الأرجح ماذا يوجد فيها.

يحتاج المنهج الدراسي المُقدَّم للطلاب من أجل توعيتهم بأمور السلامة إلى الدعم من قِبَل الأهل في المنزل أيضاً مثلما هو الحال مع مناهج العلوم أو القراءة. ويجب على الأهل أن يعرفوا أنواع الكلمات التي تُستخدَم في المدرسة؛ أيقول المعلمون للأطفال: "اجروا، واختبئوا، وتحمَّلوا" أم يقولون لهم: "اخرجوا، وابقوا بعيدين، واختبئوا"؟ أيستخدمون كلماتٍ عنيفة أم يستخدمون مفرداتٍ مختلفة؟ بهذه الطريقة يستطيع الآباء إدراج اللغة المُستخدَمة في المدرسة في الحوارات اليومية ومساعدة الأطفال في الاطلاع على الأمور المرتبطة بالحفاظ على السلامة في المدرسة.

إضافةً إلى طرح أسئلة عن المفردات والإجراءات يجب على الأهل أن يسألوا أيضاً عن الأدوار التي يجب عليهم أن يؤدوها في حال وقوع كارثةٍ ما. هل من المُفترَض أن يبقى الآباء والأمهات في المنازل، ويتابعوا الأخبار، وينتظروا توجيهاتٍ حول ما يُفتَرض أن يفعلوه؟ وإذا كان الأمر كذلك ما أكثر طريقةٍ موثوقةٍ للحصول على المعلومات؟ أهي محطة الأخبار المحلية؟ أم موقع المدرسة الإلكتروني؟ أم مواقع التواصل الاجتماعي؟ وما الأدوات الموجودة لديهم للحصول على معلومات؟ وأي واحدةٍ منها يجب عليهم أن يستخدموا؟

إقرأ أيضاً: 6 أمراض معدية قد يتعرض لها الطفل في المدرسة

7- التصرّف بواقعية وطمأنة الآخرين:

حينما يتحدّث الأهل مع أبنائهم يجب أن يكون ثمَّة تبادل حقيقي لوجهات النظر بشأن الإحصاءات التي تُظْهِر أنَّ احتمال وقوع هذه الأحداث ضعيف، وعلى الرغم من أنَّ بحثاً أُجري حديثاً أظهر تزايد العنف وحالات التهديد التي تشهدها المدارس مؤخراً إلَّا أنَّ تعرض المدارس لحوادث خطيرة فعلاً يبقى أمراً غير مرجَّحٍ من الناحية الإحصائية.

من المهم أن تطلب من الأطفال أن يُعَبِّروا عن مخاوفهم، وأن تُنْصِت إليهم، وتردَّ بطريقةٍ واقعيةٍ مُطمئنة. وحتى لو لاحظ الأهل أنَّ هذه التهديدات حقيقية يبقى حدوث العديد منها أمراً غير وارد، وحتى لو حدثت ثمَّة العديد من الطرائق للاستعداد لها وقد تكون مشاركة الأطفال في عملية الاستعداد مصدر تشجيعٍ لهم أيضاً.

 

المصدر.




مقالات مرتبطة