7 نصائح للتغلب على خوفك من المجهول والاستفادة من الحياة أكثر

يُعدُّ الخوف من المجهول أمراً يصعب وصفه؛ ذلك لأنَّ كل المشاعر والأفكار المتعلقة بهذا الخوف موجودة في رؤوسنا، وتسبب عوائق ذهنية تؤثر في طريقة عيشنا؛ وإذا تجاهلناها، فقد يصبح لها تأثير ضار علينا، وتمنعنا من عيش حياة مجزية ومُرضِية.



عندما نقرر التعايش مع خوفنا من المجهول، فلن تخدمنا الخيارات والقرارات التي نتخذها، ولن يدفعنا أي قرار نتخذه بناءً على هذا الخوف إلى الأمام في حياتنا. يقول نيلسون مانديلا (Nelson Mandela): "تعلمت أنَّ الشجاعة لا تعني غياب الخوف، وإنَّما الانتصار عليه؛ والرجل الشجاع ليس من لا يشعر بالخوف، وإنَّما من ينتصر عليه".

لا يمكنك عيش الحياة وتحقيق أقصى إمكاناتك إلَّا عندما تواجه خوفك من المجهول بشكل مباشر، ولا يعدُّ هذا الأمر سهلاً، وإنَّما أكثر تعقيداً من مجرد اختيار تجاهله؛ وكي تكون قادراً على التغلب على خوفك من المجهول، عليك أن تلتزم بإجراء بعض التغييرات في نفسك، وتكمن هنا صعوبة الأمر.

توجد العديد من المشاعر المرتبطة بخوفك من المجهول، ويتطلب منك التغلب على هذا الخوف أن تستجمع قوتك لتجد الشجاعة اللازمة للغوص فيه؛ كما عليك أن تتبنى الأفعال التي تتحدى وتشكك في المعتقدات العميقة والمقيدة التي تمنعك من عيش حياتك التي تريدها.

ماذا يعني الخوف من المجهول؟

يوجد شكل متطرف من الخوف من المجهول، وهو نوع من الرهاب يُسمَّى رهاب الغرباء أو كراهية الغرباء (Xenophobia).

يحدث رهاب الغرباء عندما يكون لدى بعض الأشخاص أفكار ومعتقدات غير منطقية متعلقة بالأشخاص والمواقف التي يتصورون أنَّها غريبة عنهم؛ وفي الأساس هو الخوف من أي شيء خارج نطاق منطقة راحتهم.

يميل الأشخاص الذين يعانون من رهاب الغرباء إلى الشعور بالخوف أو الكراهية تجاه الغرباء أو الأشخاص من ثقافات مختلفة أو الأجانب، وقد يدفعهم الخوف أو الكراهية التي يضمرونها للأشخاص المختلفين ثقافياً عنهم إلى أن يكون سلوكهم متطرفاً وعنيفاً.

لسنا مصابين برهاب الغرباء بالتأكيد، ومن غير الممكن أن نرتكب جرائم عنف تجاه الآخرين بسبب خوفنا؛ لكنَّنا نترك خوفنا من المجهول يسيطر على حياتنا؛ وإذا أصغينا إليه، فإنَّنا نقرر أن نعيشها في منطقة راحتنا، بدلاً من اغتنام الفرصة للغوص فيه؛ لذا تذكر دوماً أنَّك تبدأ حقاً عيش حياتك على أكمل وجه عندما تخطو إلى المجهول.

كيف تتغلب على خوفك من المجهول؟

يُعدُّ التغلب على خوفك من المجهول رحلة شخصية لا تنتهي أبداً؛ ومع ذلك، إذا كنت تعيش حياة يتحكم بها خوفك وتريد التحرر من ذلك، نقدم إليك 7 نصائح تساعدك في رحلة التحول الشخصية هذه، بحيث يمكنك عيش حياة مُرضِية لا يسيطر عليك الخوف فيها بعد الآن.

1. افهم مخاوفك:

"يعني الخوف من المجهول خوف الناس من الأفكار الجديدة، بحيث يقتنعون تماماً بأفكارهم السابقة غير الواقعية، ويستندون إلى فكرة أنَّه: إذا كان هناك أمر جديد يجب أن نرفضه مباشرة لأنَّنا نخاف منه، وكل ما يفعلونه هو مجرد الاعتياد على الأمور المألوفة؛ ولكن بالنسبة إلي، أجمل ما في الكون هو الأمور الأكثر غموضاً" - واين داير(Wayne Dyer).

لا يعدُّ الخوف أمراً فريداً بالنسبة إلينا، وإنَّما هو جزء من حمضنا النووي البشري؛ ولذلك من المألوف أن نشعر بالخوف عندما نخطو نحو المجهول، حيث إنَّ عقولنا مبرمجة على تفضيل النتائج السلبية على النتائج غير المؤكدة، فهي لا تحب الخطو نحو المجهول أو العيش في عالم من التغيير.

ومع ذلك، كما يقول واين داير (Wayne Dyer) في اقتباسه أعلاه: لا يستند خوفنا على الواقع، ويعدُّ خوفنا من المجهول مجرد مجموعة من المعتقدات المقيدة التي تستند على الأمور التي نتوقع حدوثها، وهي لا تمت للواقع بصلة؛ لذا تقبَّل وجود الأفكار المخيفة لديك، ولكن لا تسمح لها بتعطيل سير حياتك.

إقرأ أيضاً: الخوف المَرضي.. أنواعه، أسبابه، وطرق علاجه

2. ابحث عن سبب خوفك:

يعدُّ الخوف من المجهول واحداً من صفاتنا البشرية، كما يعدُّ عنصراً أساسياً ساهم في بقائنا كبشر؛ إذ يوجد نوع من الخوف من شأنه أن يحميك وينبهك إلى المواقف المخيفة، ومن الجيد أن توليه انتباهك؛ إلَّا أنَّ هناك نوعاً آخر من الخوف يعطلك عن العمل ويمنعك من عيش الحياة بشكل كامل، وهو النوع الذي تحتاج معرفة سبب وجوده لديك.

يتكوَّن الخوف من المجهول من مجموعة من الأفكار والمعتقدات الناتجة عن التجارب السلبية؛ فإذا فشلت في عملك أو شعرت أنَّك فشلت في الحياة وانخفضت ثقتك بنفسك، فسيزداد خوفك من المجهول، وتزداد رغبتك في حماية نفسك.

عندما تُتاح لك فرصة الخروج من منطقة راحتك، اقضِ بعض الوقت في تحليل سبب خوفك من المجهول؛ وبمجرد أن تحدد ذلك، أجرِ عصفاً ذهنياً لتقليل المخاطر وإدراك الطرائق التي يمكنك من خلالها التغلب على العقبات التي قد تواجهها، ثمَّ انتقل إلى الاستراتيجية الثالثة.

شاهد بالفيديو: 12 أمراً يساعدك في التغلب على الخوف.

3. شكِّك في مخاوفك:

نعلم جميعاً أنَّ مخاوفنا لا تمت للواقع بصلة، وإنَّما يعتمد خوفنا من المجهول على تصورات مستقبلية قد لا تحدث مطلقاً؛ ولهذا عليك أن تتساءل عن سبب خوفك؛ فعلى سبيل المثال: اسأل نفسك الأسئلة الثلاثة التالية:

  • ما الدليل الذي يدعم خوفي من المجهول؟
  • هل هناك أمثلة لحالات نجحت فيها في التعامل مع الشكوك؟
  • ما الدليل على أنَّني سأفشل، وأنَّ خوفي من المجهول سيكون صحيحاً؟

أنا متأكد أنَّك توصلت إلى العديد من الاستفسارات، لكن تذكر دائماً أنَّ خوفك من المجهول لا يرتبط بالواقع؛ لذا شكك بأمره، وامضِ قدماً.

4. تقبَّل الفشل كأمر واردٌ حدوثه:

"سينجح الشخص الذي يغتنم الفرص، ويوازن بين الواقع والمجهول، ولا يخشى الفشل" - جوردون باركس (Gordon Parks).

يرتبط خوفنا من المجهول بخوفنا من الفشل، ويعدُّ هذا الأمر صحيحاً عندما نكون على وشك الخوض في رحلة جديدة تبعدنا عن منطقة راحتنا؛ فإذا كنت تدرك حقاً سبب خوفك من المجهول وتعرف المخاطر الواقعية المتعلقة بفقدان هذا الشعور، فعليك تقبُّل الفشل كخيار ممكن؛ أمَّا إذا كنت لا تتقبل فكرة الفشل، فسيقنعك خوفك من المجهول بالبقاء في منطقة راحتك، وعدم المضي قدماً في حياتك.

تذكَّر أنَّ خوفك من المجهول يدفعك إلى عدم القيام بأي شيء، وستشعر بالندم على الفرص الضائعة بدلاً من المواجهة واقتناصها، وربَّما يقودك إلى الفشل الذي تخشاه؛ لكن إذا استبعدنا فكرة أنَّ الفشل هو نهاية كل شيء، واستخدمنا هذه الإخفاقات كتجارب لاستخلاص بعض الدروس منها، فسنحظى دائماً بنتيجة إيجابية في مرحلة ما من حياتنا.

5. استغل خوفك لصالحك:

يدفع الخوف من المجهول الناس إلى مطاردة الأحلام والأوهام والحروب والسلام والحب والكراهية، ويعدُّ كل هذا مجرد وهم ليس إلَّا.

"يعدُّ المجهول أمراً لا يمكن تغييره؛ لذلك تقبَّله كما هو، وتقبَّل أنَّه أمر سهل؛ كما يعدُّ كل شيء مجهولاً؛ لذا أنت في الصدارة، وهذا هو الأمر، أليس كذلك؟" - جون لينون (John Lennon).

يترافق أي أمر نجربه في الحياة ويبعدنا عن منطقة الراحة بالكثير من الانزعاج والاضطراب ومشاعر الشك، وهو أمر لا بد من تقبُّله كي تكون قادراً على تقبل التغيير في حياتك؛ ومع ذلك، بمجرد قبولك لذلك مع مرور الوقت، سينخفض انزعاجك، ويصبح استغلال الخوف لصالحك أمراً سهلاً جداً؛ كما يعدُّ التحدث مع شخص ما عن مشاعرك أسلوباً جيداً لإدارة خوفك، وتساعدك التمرينات الرياضية والتأمل على ضبط أفكارك والحفاظ على تركيزك على الحاضر، وليس على ما تتوقع حدوثه في المستقبل.

إقرأ أيضاً: ما هو الخوف؟ وكيف تحوّله إلى حافز يدفعك للأمام؟

6. تقبَّل التغيير:

يعدُّ التغيير الأمر الوحيد الثابت في حياتنا؛ فنحن نعيش في عالم يتميز بالتغيير المستمر والمضطرب أحياناً، وسيستمر في حياتنا مهما قاومناه؛ لذلك، تقبَّل أنَّه لا يمكنك تجنب تأثيره في حياتك، ولا تخشاه؛ وكلَّما كنت منفتحاً عليه، أصبحت أكثر مرونة وشجاعة.

تبقيك مقاومة التغيير في حالة من عدم الراحة والأمان، ويعزز هذا فكرة الخوف من المجهول، والذي سيبقيك في وضع سيئ تكون فيه غير قادر على القيام بشيء، وهذا هو الحال الذي يتناسب مع الخوف ويُمكِّنه من التحكم بك؛ لذا سيمنحك تقبل التغيير الكثير من الفرص ومزيداً من التطور، ويصبح التغيير حقيقة من حقائق الحياة التي تعيشها وتديرها بنجاح.

7. مارس اليقظة الذهنية، حيث يعدُّ ذلك مفتاحاً لتهدئة عقلك:

يحدث خوفك من المجهول نتيجة أفكارك ومعتقداتك المقيدة التي تدور في ذهنك؛ وبالنسبة إلى بعضنا، لطالما كانت هذه الأفكار والمعتقدات موجودة في أذهاننا لسنوات عديدة، ولها تأثير كبير على الطريقة التي نعيش بها حياتنا.

في الواقع، تحافظ مخاوفنا على أذهاننا مشغولة بالحديث عن الذات والأفكار التي تدور فيها على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع؛ ولكن لن تختفي هذه الأفكار والمعتقدات بين عشية وضحاها، وإنَّما يتطلب الأمر التزاماً وعملاً منك لإعادة تدريب عقلك بحيث تمتلك السلام اللازم وإدارة ضجيج الأفكار في عقلك بنجاح، وتعد اليقظة الذهنية إحدى أفضل استراتيجيات إدارة العقل المرهق والمشغول.

يحب بعضنا التأمل كأداة للصفاء الذهني، في حين يفضل بعضنا الآخر المشي؛ ولكن مهما كانت الاستراتيجية التي نختارها، تأكد من أنَّ ممارستك تساعدك على تنمية وعيك والارتباط بالحاضر.

الخلاصة:

لكي تعيش أحلامك وتتكيف مع الحياة، عليك أن تكون شجاعاً ومستعداً لاكتشاف المجهول؛ فلا توجد طريقة أخرى لتعيش حياتك بأقصى إمكاناتها، ويؤدي التمسك بخوفك من المجهول إلى عيش حياة تخلو من الأمان والراحة والرضا.

تُعدُّ الاستراتيجيات السبعة السابقة أدوات رائعة يمكنك استخدامها لتساعدك على التغلب على خوفك من المجهول، وتصبح الشخص الشجاع الذي يجب أن تكونه؛ لذا عش حياتك على أكمل وجه، وتقبَّل التغيير، واستغل هذا الخوف لصالحك، وجرب الحياة بكل ما فيها، ولن تندم؛ فهذا وعد.

شاهد: علاج الخوف من المجهول

المصدر




مقالات مرتبطة