7 نصائح للتحكُّم بالذات

كيف نتحكَّم بذواتنا؟

ستختلف الإجابة وفقاً للشخص الذي تسأله؛ يشير بعضنا إلى أنَّ القدرة على التحكم بالذات تستلزم سعياً حثيثاً يستمر طوال الحياة، ولسوء الحظ، هذه القدرة ليست موهبة فطرية، وليست سهلة المنال، إنَّها متجذِّرة في التطبيق الواعي لمعرفتك لاتخاذ خيارات أفضل في حياتك، ولا يمكنك المراوغة أو اللجوء إلى الحيل لتسريع اكتساب هذه القدرة.



باختصار، يتطلب الأمر التجريب والوقوع في الأخطاء والتعلم منها والمثابرة، وهذا هو السر الحقيقيُّ، إن كان سراً بالأصل، وبلا شك إلى المسار الروحي، بينما سيقترح بعضنا الآخر أسلوباً عملياً أكثر، وكلاهما مصيبٌ في الواقع؛ فالطريقان هامَّان ويؤدي كلٌّ منهما في النهاية إلى الوجهة نفسها.

يتعلَّق التحكم بالذات ببناء شعورٍ بالثبات الداخلي لا يمكن للتأثيرات السلبيَّة أن تمسه، وهذه ليست صفةً فردية؛ بل هي مجموع كل أفكارك ومعتقداتك وأفعالك.

إليك بعض النصائح لمساعدتك على التحكم بالذات:

1. ابدأ في تحمل المسؤولية عن أفعالك:

لا يمكنك إنكار تأثير أفعالك في نفسك والآخرين، وعندما ترفض الاعتراف بدورك في الأحداث التي لا تسير كما هو متوقع، فأنت في حالة ركود، سواء كان ذلك في علاقاتك أم حياتك العملية أم حتى هواياتك، ولن تجد الحلَّ لمشكلاتك أبداً إذا كنت غير قادر على النظر إلى نفسك بعين الناقد.

لن تستطيع إلقاء اللوم على الآخرين إلى الأبد والاستمرار في التطور بوصفك إنسان، فمسؤوليتك الشخصية غير قابلة للتفاوض، وتبدأ المساءلة بالاستبطان الداخلي، والصدق مع ذاتك لمعرفة ما أدى بك إلى هذا الحال.

إذا كنت لا تصل إلى حيث تريد أن تكون، اسأل نفسك، "متى بدأت هذه المشكلة؟"، فأنت وحدك قادر على تصحيح مسارك، ولا أحد سينقذك سواك، ولن ينفعك تأدية دور الضحية.

2. استخدم "إخفاقاتك" بوصفها فرصة للتحسين:

ستواجه الانتكاسات طوال الحياة؛ لكنَّك تستطيع دائماً تحويلها لمصلحتك، والسمة المميزة التي تفصل بين الناجحين وأولئك الذين يسقطون في منتصف الطريق هي كيفية استجابتهم؛ فالحياة تجربة تعليمية.

لن تكون ناجحاً طبعاً في كل مرة تباشر أمراً جديداً؛ لكنَّ ما يعوزك دائماً هو الاستمرار والمثابرة، ويستغرق إتقان مهارة جديدة ما يقرب من 10000 ساعة، ستخطئ فيها كثيراً، لكن بعد ذلك، حتى إذا كنت بحاجة إلى تغيير مسارك تماماً، لا تنظر إلى هذه الجهود على أنَّها معدومة النفع أو "إخفاقات"؛ بل استخدم إدراكك المتأخر لاتخاذ قرارات أفضل في المستقبل.

استفد من فشلك، وغيِّر طريقة تفكيرك وحوِّل أخطاءك إلى فرصة للتقدُّم، بدلاً من أن تسأل نفسك: "لماذا أنا؟"، اسأل نفسك: "لماذا الآن؟ ماذا ستعلمني هذه التجربة؟

شاهد بالفيديو: 10 عادات تُدمّر الذات والثقة بالنفس

3. تجنَّب الإشباع الفوري وركز على النتائج المستقبلية:

من الآثار الجانبية المؤسفة للتكنولوجيا الحديثة - ووسائل التواصل الاجتماعي - الرغبة في تجربة كل شيء في هذه اللحظة، فمن الطبيعي أن نرغب في تناول وجباتنا عندما نشعر بالجوع وأن تفتح الدوائر الحكومية في الوقت المحدد؛ لكنَّ عالم اليوم يتسارع بمعدَّل يجعلنا نرغب في كل شيء في اللحظة الراهنة، ومع ذلك، توجد طريقة دائماً لخوض تجربة مدروسة في الحياة، تكمن في تأخير الرضى؛ ومن ثَمَّ التحرر من رغباتك الملحة.

سيسمح لك هذا التأخير باستثمار طاقتك في صياغة رؤية مستقبلية أدق وأوضح، وهذه ستؤدي في النهاية إلى مكافآت أكبر، وبالتأكيد، العيش في اللحظة الحالية له جاذبيته، لكن إذا أصبح هذا موقفك الافتراضي، فإنَّك تخاطر في الانحياز إلى الإشباع الفوري، وهنا قد تفقد القدرة على أن تكون مرناً، مما قد يؤدي إلى التوتر في علاقاتك واتخاذ قرارات مشحونة عاطفياً قد تندم عليها لاحقاً.

4. استبدل فكرة "الأمل" بالعمل الإيجابي:

لا يبدو الأمل ضاراً في الحقيقة، لكن إذا استثمرت كثيراً من نفسك في فكرة أنَّ كلَّ شيء "سينجح"، سيأخذك ذلك بعيداً عما يمكن أن تفعله الآن، فهو يستبدل العمل الجاد بـالتمني.

ما يحوِّل الأمل إلى مثل هذه المشاعر السلبية هو أنَّه متجذِّر في "مستقبل محتمل"، وليس لديك يقين بأنَّ ما تتمناه سوف يتحقق، وعندما لا يتحقَّق، ستشعر أنَّ هذه هي نهاية العالم، ويؤدي الأمل إلى اليأس، وكلَّما كنت أكثر نشاطاً في تحسين وضعك، زادت احتمالية تحقيق أهدافك؛ لذا تقبَّل ظروفك، لكن لا تستسلم لها؛ إذ يمكنك دائماً أن تُحدِث فرقاً، مهما بدا صغيراً، ولقد قضى الأمل على أحلام أكثر ممَّا تتصور.

5. كن المراقب الموضوعي واستخدم بصيرتك:

يقوم العقل الباطن منذ سن مبكرة بمعالجة جميع تجاربك وفهرستها بوصفها نقاطاً مرجعية ستحدِّد سلوكك المستقبلي.

لا توجد طريقة للتغلب على هذا لسوء الحظِّ، فأنت أصغر من أن تدرك ما يحدث، ومع ذلك، في وقت لاحق من الحياة، يمكنك تغيير هذه الآلية، لكن للقيام بذلك، عليك أن تصبح غير متحيز تماماً من خلال ممارسة عادة التشكيك في نفسك باستمرار، وتقبُّل الحقائق الصعبة، هذا يسمح لك أن تصبح مراقباً موضوعياً.

هذه العادة في جوهرها أهم مما تبدو عليه؛ فهي طريقة موسعة لممارسة اليقظة الذهنية، ومن هذا المنظور، تستطيع أن تتخطَّى ذاتك، وتميز بين ما هو حاجة حقيقية وما هو مجرد رغبة، ومن خلال ممارسة قدرتك على التمييز بانتظام، فإنَّك تنشئ نظاماً قيماً خاصاً بك يحلُّ محل عقلك الباطن، وأنت تنشئ هويتك الخاصة وتستطيع إدراك الحقيقة، مما يزيد بدوره من مهاراتك في حلِّ المشكلات.

6. اترك ما لم يعد يُجدي نفعاً:

قد يكون التخلي عن الأشياء مهارة يصعب إتقانها، لكن لكلِّ شيء نهاية، ربما يصعب قبول ذلك؛ إذ يوجد مستوى معين من الراحة في الأشياء المألوفة، فهي أمور نستطيع التنبؤ بها، لكن بمرور الوقت، نحن نسمح للأشخاص السامين بدخول حياتنا، ونتعلم عادات سلبية، ونعتنق معتقدات مُقيِّدة للذات، وهنا يجب أن نمرَّ بعملية التطهير، ونحن بحاجة إلى تخليص أنفسنا من الوزن الثقيل الذي لا يضيف شيئاً إلى حياتنا ويستنزف طاقتنا فقط.

هذا ليس بالأمر السهل دائماً، وقد تضطر إلى اتخاذ بعض القرارات الصعبة بشأن من يقف إلى جانبك حقاً ومن يعوقك، لكن الأسوأ من ذلك هو السماح لمعتقداتك المُقيِّدة للذات أن تبقيك في مكانك الحالي، اعلم أنَّك عندما تتخلى عما لا يخدمك، فأنت لا تغلق الباب أمام التجارب؛ بل تفسح المجال للسماح بتجارب جديدة.

إقرأ أيضاً: 3 نصائح مهمة تساعدك على تطوير حياتك نحو الأفضل

7. لا تصدِّق أبداً أنَّك قد توصَّلت لإدراك كلِّ شيء:

الأستاذ الحقيقي لا يتوقف أبداً عن التعلُّم، فالسماح للتشكيك في المعتقدات هو أحد أعظم سمات الشخصية الموجودة، ويمكنك تعلم مزيد عندما تتكلَّم أقل وتنصت أكثر لما يقوله الآخرون، فيمتلك كلُّ شخص مفاهيم ومعتقدات بناءً على مجموعة تجاربه الفريدة، وحتى إذا كانت مساحة الأرضية المشتركة كبيرة، توجد طرائق متعددة للتعبير عن المفاهيم، فكلُّ شخص يعبِّر من زاوية مختلفة.

إقرأ أيضاً: فن إدارة الذات: الدليل الأكيد للنجاح والسعادة

المنظور هو سلعة قيمة، ولا ضرر من إعادة تأكيد فكرة قديمة في سياق جديد؛ لذا عندما تدخل في محادثة، اترك غرورك عند الباب، واحرص على الإصغاء أولاً، فاللحظة التي تعتقد فيها أنَّه لم يتبقَّ شيئاً لتتعلمه هي اللحظة التي تبدأ فيها بفقدان التواصل مع العالم حولك، افتراضاتك هي أمُّ الغطرسة، والتي بدورها تبعد خطوة واحدة عن التحيُّز.




مقالات مرتبطة