7 نصائح لإتقان التحدث أمام الناس

لقد كانت أول مشاركة لي على الإطلاق للتحدث أمام الناس في روضة أطفالي، فقد شعرت بتوتر شديد وكانت ركبتاي ترتجفان، ويمكنني القول إنَّ تركيزي على نفسي كي أترك انطباعاً جيداً ولا أبدو حمقاء، كان أكثر من تركيزي على الأشخاص الثلاثة الموجودين في الغرفة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة مارجي واريل (Margie Warrell)، وتقدم لنا فيه 7 نصائح لإتقان التحدث أمام الناس.

لقد كانت بداية متواضعة، ومنذ ذلك الحين تحدثت إلى الآلاف من الناس وقد أصبحت أفضل بكثير في هذا الأمر، ثمَّ ذات يوم في أثناء تحدثي أمام الناس بقيت دون أي شرائح للعرض أو ملاحظات بسبب مشكلة تقنية، وقد قلقت من الإخفاق ودعيت أن يساعدني الله.

ثمَّ قلتُ في سري: "أنت تعرفين ما يجب عليك القيام به يا مارجي، ولا تحتاجين إلى تلك الملاحظات، فقط قدمي كل ما لديكِ وسيسير كل شيء على ما يرام"، وهذا ما حدث فعلاً، فقد كان أفضل عرض تقديمي قدمته على الإطلاق؛ وذلك نَّني قدمته بكل مشاعر صادقة.

لقد طلب مني عدد كبير من الأشخاص نصائح عن كيفية التحدث بثقة أكبر أمام الآخرين، وغالباً ما شاركوني قصصاً عن قلقهم المطلق؛ فقد أخبرني أحدهم أنَّه يتقيأ قبل أن يتحدث إلى زملائه في المؤتمرات السنوية، وشاركت امرأة كيف أنَّها كانت بحاجة إلى زيارة طبيبها النفسي لإدارة قلقها بعد أن طلب منها مديرها قيادة عرض مبيعات كبير لعميل هام، وشاركت أخرى كيف أنَّها كانت ستموت لو اضطرت إلى النهوض وفعل ما فعلته أنا.

في حين أنَّني متأكدة من أنَّها كانت تعلم أنَّها لن تموت فعلاً إلَّا أنَّ طريقة كلامها تعكس مستوى الخوف الذي يشعر به الناس فيما يتعلق بالتحدث أمام عدد من الناس، مثل الخوف من الرفض والنقد والسخرية والذل الاجتماعي أو المهني، قد لا تكون هذه المخاوف منطقية؛ لكنَّها حقيقية جداً وغالباً ما تؤدي إلى إحساس قوي بالضعف.

النصيحة الأولى التي أقدمها لأولئك الذين يسعون إلى الحصول على نصائح بشأن التحدث أمام الناس، هي نفسها التي أعطيها لأي شخص يريد التحدث بقوة وحضور وتأثير أكبر، وهي: لا تجعل الأمر يدور حولك فقط.

بالطبع قد لا يبدو هذا بسيطاً إذا بدأت ركبتيك في الارتجاف عند مجرد التفكير في الاضطرار إلى التحدث حتَّى إلى شخص واحد فقط أو إذا كانت وظيفتك تعتمد على تقديم عرض ترويجي للمبيعات؛ ولكنَّه أمر صحيح.

عندما يدور ما تريد قوله عنك، فهذا يمنعك من التحدث بطرائق تحسن من تأثير كلماتك في الآخرين، ومن المفارقات أنَّه كلما قل تركيزك على ترويج نفسك عندما تتحدث روَّجتَ نفسك أكثر.

فيما يأتي 7 نصائح سوف تساعدك على التحلي بالشجاعة للتحدث أمام الآخرين بطرائق تكسب الاحترام وتزيد من اتخاذ الإجراءات وتحسن النتائج للجميع، التي هي في النهاية السبب الرئيس للكلام:

أولاً: حدد غايتك

إنَّ الكلام النابع من مشاعر صادقة سيؤثر في الآخرين كثيراً؛ لذا وضِّح غايتك للأشخاص الذين تتحدث إليهم ولأي شخص قد يتأثر بطريقة غير مباشرة بما تريد قوله، ضع في حسبانك أنَّ حديثك لا يتعلق بإثبات ذكائك أو بكسب كثير من المعجبين، أو بأن تكون "على صواب" أو بجعل الآخرين يبدون "مخطئين"؛ بل يتعلق بتحسين الأمور.

إذا كان كلامك ناتجاً عن الغطرسة أو الغرور، فمن شبه المؤكد أنَّ هذه الأمور ستثير رد فعل سلبي في الآخرين، وفي حين قد يكون اكتساب المعجبين هو هدفك الأساسي، فإنَّ غرورك سيقوض مصداقيتك.

ثانياً: اختصر رسائلك الجوهرية

حافظ على البساطة فيما تقوله؛ فلا يمكن للناس استيعاب إلَّا بعض المعلومات فقط، ما هي الرسالة الجوهرية التي تريد أن يتذكرها الأشخاص، وما هي الإجراءات الرئيسة التي تريدهم أن يتخذوها؟ قم باختصار رسالتك؛ فلن تخدم الناس إذا غادروا عرضك التقديمي وهم يشعرون بالإرهاق منه.

إذا كنت تستخدم الشرائح لتوضيح نقاطك أو لتوضيح البيانات، فتجنب ملأها بكل المعلومات الموجودة في رأسك؛ لأنَّك ستفقد انتباه الناس بسرعة؛ فخير الكلام ما قلَّ ودلَّ.

ثالثاً: نفِّذ ولا تكتفِ بالكلام فقط

قبل بضعة أشهر تعرفت إلى زوج صديقتي، وقد قال لي على الفور: "لقد التقينا سابقاً لبرهة من الزمن فقط، فقد كنت المتحدثة في افتتاح مؤتمر المبيعات الذي قامت به شركتي، وإنَّني أذكر القصة التي أخبرتينا إياها بشأن حادث الدراجة النارية الذي تعرَّض له أخيك"، وتابع ليشارك كيف علَّمَتْه تلك القصة كيفية رؤية الأمور من منظور مختلف عندما لا تسير كما هو مخطط لها.

الفكرة هي: يتذكر الناس القصص وليس الإحصاءات، فلو تحدثت عن فكرة إعادة صياغة الأمور من منظور مختلف فقط، فقد كان سينسى منذ فترة طويلة الفكرة الجوهرية من حديثي؛ لذا شارك قصصاً عنك أو عن الآخرين، وأضف الفكاهة أينما كان ذلك مناسباً، لكن اجعلها ذات صلة بما تقوله حتى تعزز رسالتك الجوهرية.

شاهد: 6 نصائح للتحدث بثقة أكبر أمام الجمهور

رابعاً: كن متواضعاً وصادقاً

قبل أن يقرر الناس ما هو رأيهم فيما تريد قوله، فإنَّهم يقررون رأيهم فيك، فلا أحد سيرتاح تجاه الأشخاص الذين يتَّسمون بالغرور أو المعجبين بذكائهم؛ وذلك لأنَّ الناس يريدون معرفة الإنسان الذي أمامهم وليس البطل، ووفقاً لذلك إنَّ تواصلنا مع الناس من خلال ضعفنا أقوى بكثير من تواصلنا معهم من خلال انتصاراتنا، ومن خلال قصصنا عن الزلات وخيبات الأمل أكثر من قصصنا عن الحصول على المجد أو تحقيقه من المرة الأولى.

لذا شارك رحلتك، لكن وازن بين الأحداث الإيجابية والسلبية، وبين النجاحات والانتكاسات، وبين الإنجازات والعمل الجاد، وبالطبع هذا لا ينفي أهمية امتلاك قيم خاصة بك والإيمان بقيمتك؛ بل هذا يعني التحدث بتواضع وبدافع الفضول والمصداقية.

خامساً: أصغِ إلى حدسك

إنَّ تعلُّم أن تكون على دراية بآراء ومواقف الموجودين من حولك هو مهارة تستغرق وقتاً، ويمكنك تكوينها بمجرد أن تصبح مدركاً تماماً لمن موجود من حولك، وتضع نفسك في مكانهم وتتَّبع "حاستك السادسة" لترى العالم وتشعر كما يشعرون تماماً.

فما الذي تشعر أنَّه يثقل كاهل عقول الناس؟ وما هي المحادثات التي لا تُجرى؟ وما هي المشاعر التي يعانونها؟ وما هي الاحتياجات غير الملباة والإحباطات والمخاوف التي تقف بينهم وبين الإجراءات التي من شأنها أن تخدمهم؟

قد يكون مجرد إحساس بسيط، لكن ثق به، ثمَّ كن على استعداد لتعديل ما تقوله لمخاطبة مخاوف الناس التي لا يفصحون عنها، فهذا يمكن أن يحول الخطاب الجيد إلى خطاب رائع.

إقرأ أيضاً: التحدُّث أمام الجمهور بشكل مقنع ومفعم بالثقة

سادساً: أظهر خبرتك

يتحدث كيانك بصوت أعلى ممَّا تستطيع كلماتك؛ لذا انتبه إلى كيفية ظهورك أمام الآخرين وحضورك في الغرفة التي توجد فيها أو المسرح؛ فجسدك له تأثير كبير في عقليتك، فهل تعرف قيمة ما تقوله؟ وبالطبع هذا لا يتعلق بأن تكون متكبراً أو متصنعاً؛ بل يتعلق بتبني قوتك لتجسيد المصداقية.

قم بتغيير وضعيتك بحيث تقف باستقامة وثقة، وخذ بعض الأنفاس العميقة وامتلك مساحتك الخاصة، فلَكَ الحق في أن تكون أينما كنت، ابتسم وأنت تتواصل بعينيك مع الآخرين، ثمَّ تحدث بنبرة صوت هادئة وواثقة تكشف فيها عن احترامك للآخرين ورغبتك الصادقة في خدمتهم، فإذا كان لديك شيء تريد قوله حقاً فمن المحتمل أن يكون ثمة أشخاص يحتاجون إلى سماعه.

إقرأ أيضاً: 4 نصائح تساعدك على التخلّص من الخجل أثناء التحدث أمام الناس

سابعاً: امنح نفسك الإذن للتحسن

يعد التحدث أمام الناس بطرائق تفاعلية ومؤثرة عبارة عن مهارة، ومثل جميع المهارات يمكن تطويرها وإتقانها بالممارسة؛ لذا لا تنتظر حتى تتأكد تماماً بنسبة 100% أنَّك ستتحدث بقوة حديث المؤلف توني روبينز (Tony Robbins) أو بجاذبية الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون (Bill Clinton) أو بأناقة مقدمة البرامج أوبرا وينفري (Oprah Winfrey)، فمن الممكن أن تنتظر طوال حياتك؛ لذا قرر تحقيق التحسن في كل اجتماع تجريه أو عرض تقديمي تقدمه، بدلاً من السعي نحو المثالية، فتذكر لا يتعلق الأمر بك.

بالتأكيد صوتك هام وآراؤك هامة فلا تُشكِّك في ذلك، ولا تشكِّك في نفسك؛ بل بدلاً من ذلك خذ نفساً عميقاً، وثق بنفسك، ثم تحدث، لتفيد وتعيش وتتقدم.

المصدر




مقالات مرتبطة