7 مفاتيح لإدارة حياتك إدارة أفضل

يُعدُّ تعلُّم كيفية إدارة حياتك أحد أهم الدروس التي يمكِن للمرء أن يتعلمها في الحياة؛ لأنَّك عندما تعرف كيف تدير حياتك إدارةً أفضل، ستصبح أكثر فاعليةً، وستتمكَّن من تطوير عادات إنتاجية تساعدك على تحقيق ما تريد، كما ستتمتع بصحة وطاقة أفضل، وستكون قادراً على إحراز مزيد من الإنجازات وعلى اتخاذ قرارات أفضل من أجل عيش الحياة التي تريدها.



إذا كنتَ تجد صعوبةً في سداد نفقاتك، أو تواجه أوقاتاً عصيبة في حياتك، فيجب عليك إلقاء نظرة فاحصة على حياتك، وتعلُّم كيفية إدارتها إدارةً صحيحة، وبغضِّ النظر عن مهنتك، أو عملك، أو وضعك المادي، أو علاقتك، أو عائلتك، أو صحتك، أو لياقتك، أو أصدقائك، وغيرها، يجب أن تتعلم كيف تتعامل مع حياتك وتديرها من أجل إحراز التقدم وبلوغ النتائج المنشودة.

إليك 7 طرائق تساعدك على إدارة حياتك، فطبِّقها لإدارة وبناء الحياة التي تريدها:

1. أتمتة عاداتك الهامَّة:

أتمتة عاداتك الهامَّة

ستُحدِّد عاداتك شكل حياتك بلا شك، ولكن تكمن المشكلة في أنَّ معظم الناس يسمحون للعادات السيئة بإفساد حياتهم، ومنعهم من عيش حياة رائعة بدلاً من تسخير العادات الجيدة في بنائها وجعلها أفضل، ومن المؤسف أنَّ كل ما نقوم به كل يوم تقريباً أمور اعتيادية نفعلها بلا وعي، فبعد أن تستيقظ في الصباح، وتنظف أسنانك، وتتناول وجبة الإفطار، ثمَّ تمارس أنشطةً اعتياديَّةً لا شيء مميز فيها حتى الخلود ليلاً إلى الفراش.

وكما يقول "أرسطو" (ARISTOTLE): "نحن نتاج ما نفعله مراراً وتكراراً؛ لذا فالتميز ليس فعلاً؛ بل عادةً".

يلخص هذا الاقتباس حياتنا بالفعل، ولكن إذا كنتَ تريد أن تفعل شيئاً متميزاً، فيجب أن تتعلم كيفية اكتساب عاداتٍ مثمرة؛ على سبيل المثال: إذا كنتَ ترغب في إنشاء مدوَّنة ناجحة وكسب دخل سلبي منها، فإنَّ إحدى أهم المهام التي يجب عليك القيام بها هي الحرص على نشر محتوى جديد وجيد بانتظام.

تكمن المشكلة في أنَّك لن ترى النتيجة بسرعة؛ فقد يستغرق الأمر شهوراً أو حتى سنوات قبل أن تتمكن من رؤية بعض النتائج المؤثرة، وهذا في الواقع هو سبب فشل معظم الأشخاص في إنشاء مدوَّنة ناجحة؛ لأنَّهم لا يمتلكون العزم والدافع لنشر وكتابة شيء جديد بانتظام.

وهذا ما يجعل أتمتة العادات هامَّة؛ فتخيل لو صارت كتابة المقالات ونشر محتوى جديد جزءاً من عاداتك، وأصبحتَ تفعل ذلك يومياً سواء شعرتَ بحافز للقيام بذلك أم لا، فخمِّن ماذا سيحدث بعد شهرين أو سنوات من القيام بذلك، ما سيحدث هو انتباه الناس لمدونتك، وزيادة عدد الزيارات لأنَّ مدونتك توفر معلومات رائعة يبحث الناس عنها، وأخيراً، ستجني ثمار عملك الشاق.

فكِّر في عادات جيدة أخرى، مثل: شرب كوب كامل من الماء عند الاستيقاظ كل صباح، وممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل كل يوم، أو قراءة كتابين كل شهر، فكم ستغيِّر هذه العادات حياتك تماماً؟ وهنا تكمن أهمية العادات وعلاقتها بإدارة حياتك.

فلتتخيَّل أنَّك تسعى إلى توفير 30 ألف دولار للسفر إلى أوروبا لمدة شهر، وقمتَ بجعل عادة الادخار وتوفير المال للرحلة عادةً آلية، هل تعتقد أنَّك ستُحقِّق الهدف؟ بالتأكيد نعم، وسيصبح الأمر مجرد مسألة وقت؛ وبالتالي، يُعدُّ اكتساب العادات أمراً هامَّاً للغاية؛ لأنَّ النتائج التي تحصل عليها في حياتك الآن هي في الأساس بسبب عاداتك.

إقرأ أيضاً: الدليل الكامل لتكوين عادات راسخة

2. إدارة طاقتك:

إدارة طاقتك

إذا كنتَ ترغب في إدارة حياتك، فيجب أن تتعلم كيف تدير طاقتك؛ فقد تعتقد أنَّك تمتلك طاقةً كبيرة، وأنَّ بإمكانك السهر والعمل لساعات طويلة دون الشعور بالتعب، ولكن مع تقدُّمك في العُمر، ستشعر أنَّ طاقتك تنفد، وأنَّك بحاجة إلى إدارتها قبل أن تصيبك الأمراض.

يقول "بروس لي" (BRUCE LEE): "إذا كنتَ تحب الحياة، فلا تُضِع الوقت؛ لأنَّ الوقت هو ما تتكون منه الحياة"، فحياتك في هذا العالم هي وقتك، وتشكِّل الطريقة التي تقضي بها وقتك الكيفية التي تقضي بها حياتك. ومن أجل إدارة وقتك، يجب عليك إدارة طاقتك؛ لأنَّك بدون طاقة، لن تتمكَّن من قضاء وقتك على نحو جيد، فتخَّيل يوماً تشعر فيه بالتعب والإرهاق والنعاس، هل ستستطيع الاستمتاع بوقتك أو حياتك على أكمل وجه؟ بالتأكيد لا، ومن المؤسف أنَّه عندما يتعلق الأمر بالإنتاجية وإحراز مزيد من الإنجازات، فإنَّ أول ما يفكر فيه معظم الناس هو النوم لفترة أقل وقضاء المزيد من الوقت في القيام بالعمل، ولكن لن ينجح هذا على الأمد الطويل لأنَّك تقايض الطاقة بالوقت.

في النهاية، سوف تنفد طاقتك، وستشعر بالإرهاق أو المرض لأنَّك تستنفد الكثير من طاقتك؛ وبالتالي، ستنخفض إنتاجيتك، وستصبح أقل فاعليَّة، ولن تتمكَّن حتى من التفكير تفكيراً صحيحاً؛ ممَّا يمنعك من إنتاج عمل متميِّز، وكذلك الاستمتاع بالحياة.

3. تطبيق قاعدة 80/20:

تطبيق قاعدة 80/20

ربما سمعتَ عن مبدأ باريتو أو قاعدة 80/20، في الواقع، الحديث عن هذا المبدأ أسهل من تطبيقه على أرض الواقع؛ إذ يدرك الكثير من الناس أنَّه يجب عليهم التركيز على العمل الهام أو العمل الذي سيمنحهم أفضل النتائج، ولكن للأسف لا يفعل معظمهم أي شيء حيال ذلك؛ فهم يتعلمون فقط، ولكن لا يُطبِّقون أبداً ما يتعلمونه.

إذا كنتَ تريد إدارة حياتك إدارةً أفضل، فيجب أن تتعلم هذه القاعدة؛ لأنَّها أحد أقوى المبادئ التي قد تُغيِّر حياتك إلى الأبد.

لقد توصَّل "باريتو" إلى هذا المبدأ الرياضي لأول مرة عندما درس توزيع الثروة، حيث اكتشفَ أنَّ 20% من الناس يمتلكون 80% من ثروات العالم، وينطبق هذا المبدأ بالتأكيد على كل مجال من مجالات الحياة تقريباً، على سبيل المثال:

  • 20% من عملائك مسؤولون عن 80% من إيراداتك.
  • يُمثِّل 20% مما تفعله يومياً 80% من النتائج التي تحصل عليها.
  • ستساهم 20% من جهودك التسويقية بنسبة 80% في تطوُّر عملك.

نستنتج من ذلك أن مفتاح النجاح هو التركيز على 20% من العمل المُثمِر والتخلص من الـ 80% الباقية منه، أو تقليص الوقت المبذول فيها، فيجب عليك أن تركز الاهتمام على أكثر الأعمال التي تُقدِّم إليك نتائج مثمرةً وأن تؤديها، وليس العكس. وإذا كنتَ تعتقد أنَّك مشغول للغاية ولا تملك ما يكفي من الوقت، فأنت لا تدير وقتك بفاعلية، وتصب تركيزك كثيراً على تنفيذ المهام الأقل أهميةً، عوضاً عن توجيهه نحو المهام التي تُقدِّم إليك معظم النتائج.

يقول "تيم فيريس" (Tim Ferris)، في كتابه "4 ساعات عمل في الأسبوع" (The 4-Hour Workweek)، والذي لاقى رواجاً كبيراً:

"غالباً ما يكون الشعور بالإرهاق غير مثمر، مثلما هو الحال مع عدم القيام بأي شيء، وهو أمر غير سار على الإطلاق، أمَّا طريق الإنتاجية فيمُرُّ عبر انتقاء المهام القليلة التي تُقدِّم معظم النتائج؛ لذا ركِّز على المهام القليلة الهامَّة وتجاهَل البقيَّة".

يفهم "وارن بافيت" (Warren Buffett)، أحد أفضل المستثمرين في العالم، هذا المبدأ، ويختار تطبيقه على أهدافه؛ إذ استخدمَ أسلوب الإقصاء لتجاهُل أو تقليص جميع الأهداف الأخرى الأقل أهميةً، والتركيز فقط على القليل من الأهداف الهامَّة.

بمجرد أن تفهم هذا المبدأ، يجب عليك تطبيقه في كل مجال من مجالات حياتك، فاسأل نفسك باستمرار وتحقَّق ممَّا إذا كنتَ تؤدي العمل الهام الذي يمنحك أكبر قدر من النتائج، أم أنَّك تفعل أي شيء يجعلك مشغولاً دائماً؛ إذ تتطلب إدارة حياتك الفاعلية، وتبدأ الفاعلية بفعل الأشياء الهامَّة حقاً في حياتك، وليس القيام بكل شيء.

إقرأ أيضاً: أهم 4 أخطاء في تطبيق قاعدة 80/20

4. مراجعة حياتك:

مراجعة حياتك

يجب أن تراجع حياتك باستمرار لمعرفة إذا ما كنتَ على المسار الصحيح، ولكي تفعل ذلك، عليك أن تسأل نفسك هذه الأسئلة الثلاثة:

  • ما الخطأ الذي حدث؟
  • ما الذي سار على نحوٍ صحيح؟
  • ما الذي يمكِنك فعله لتحسين وضعك أو لتحقيق نتائج أفضل؟

تُعدُّ مراجعة حياتك أحد أهم مفاتيح عيش الحياة الناجحة التي تريدها، ربما لا أحد يريد أن يمر هذا العام مثلما مرَّ العام الماضي؛ بل يريد الناس أن يتحسنوا ويُحقِّقوا أداءً أفضل كل عام، ولا أحد يريد أن يظلَّ كما هو، وكما يقول "روبين شارما" (ROBIN SHARMA): "لا تُكرِّر العام نفسه 75 مرة، وتدَّعي أنَّ هذه حياة".

إذا كنتَ لا تتطوَّر، فأنت تحكم على نفسك بالموت وأنت على قيد الحياة؛ فالماء في حد ذاته ليس ساماً، ولكن إذا تركتَ المياه راكدةً لسنوات، فقد تصبح سامَّةً بعد أن كانت صالحةً للشُّرب، وينطبق الشيء نفسه عليك وعلى حياتك؛ لذا يجب عليك أن تعيد النظر في حياتك كل سنةٍ، وشهرٍ، وأسبوعٍ، وحتى يوم.

من المعروف أنَّ "ستيف جوبز" (Steve Jobs) كان كل صباحٍ حينما ينظر إلى المرآة ويطرح على نفسه هذا السؤال: "إذا كان اليوم هو آخر يوم في حياتك، فهل تريد أن تفعل ما تفعله؟"، وقال إنَّه كلما كانت الإجابة بالنفي لأيام عدَّة متتالية، كان يعلم أنَّ عليه تغيير شيء ما، وهذه هي الطريقة التي طوَّر بها نفسه ليعيش حياةً ذات مغزى؛ لذا يجب أن نتعلم جميعاً كيف نراجع حياتنا مثلما فعل "جوبز".

هناك العديد من الخيارات والقرارات والإجراءات التي نجريها يومياً في حياتنا، والطريقة الوحيدة التي نعرف بها ما إذا كنا سنعيش الحياة التي نرغب فيها، أو إذا كنا سنحقق أهدافنا، هي مراجعة ما فعلناه في الماضي.

ليس عليك الانتظار حتى انتهاء هذا العام فقط لإجراء هذه المراجعة، ولا يتعين عليك القيام بذلك كل يوم أيضاً، ولكن يمكِنك فعل ذلك أسبوعياً أو شهرياً على الأقل، فراجِع ما فعلتَه بحلول نهاية كل أسبوع أو شهر، واسأل نفسك:

  • ما الخطأ الذي حدث هذا الأسبوع أو الشهر؟
  • ما الذي سار على نحو صحيح هذا الأسبوع أو الشهر؟
  • ما الذي تعلَّمتَه في هذا الأسبوع أو الشهر؟
  • ما الذي يمكِنني فعله بصورة مختلفة للتطوُّر في الأسبوع أو الشهر القادم؟

من الأفضل أن تُدوِّن إجاباتك؛ فيجب أن تحمل دفتر يوميات لتدوين أفكارك ومواعيدك وأهدافك، فاستخدِم هذا الدفتر لكتابة رأيك في حياتك، وقد لا تلمس التأثير في حياتك في البداية، ولكن في النهاية، ستشعر بالفرق لأنَّك تحاول التحسُّن والقيام بشيء مختلف، وسوف تتطوَّر بطريقةٍ ما وتصبح أكثر فاعليةً، وسوف تتخذ قرارات أفضل، وتتخذ إجراءاتٍ تُقرِّبك من تحقيق أهدافك، والأهم من ذلك، أنَّك ستستطيع تولِّي مسؤولية حياتك وعيش الحياة التي ترغب في أن تعيشها.

إقرأ أيضاً: عبارات مُلهمة للنجاح لخبير التنمية البشرية روبن شارما

5. تقسيم العمل:

تقسيم العمل

إذا أردتَ أن تجعل كل يوم هامَّاً، فينبغي عليك تقسيم العمل إلى أجزاء كي لا تشعر بالإرهاق وتتمكَّن من تقديم أفضل أداء ممكن، فإذا كنتَ مُدوِّناً أو كاتباً على سبيل المثال، وحاولتَ أن تكتب لمدة 24 ساعة، فلن تتمكن على الأرجح من التركيز بعد بضع ساعات من الكتابة؛ لأنَّنا بشر، ومن طبيعتنا أنَّنا نُقسِّم عملنا إلى فترات ولا نعمل 24 ساعة طوال أيام الأسبوع كالآلات.

نحن نستخدم قوة إرادتنا وطاقتنا عندما نفعل كل شيء في الحياة، بما في ذلك النوم، والتحدث، والتفكير، والعمل، والجلوس، وكل شيء آخر، وما دمنا لسنا آلات، نحتاج إلى الراحة والتوقف من وقت لآخر، وأفضل طريقة للتعامل مع هذا هو استخدام طريقة بومودورو (تقنية الطماطم)، والتي تتيح لك تقسيم العمل على فترات زمنية قصيرة، مع أخذ قسط من الراحة، ثمَّ العودة للعمل مرة أخرى؛ ممَّا يمنحك المتنفَّس والراحة لتتمكن من الحفاظ على قوة إرادتك وإنتاجيتك.

تتطلَّب معظم الرياضات مثل: التنس، وكرة القدم، وكرة السلة، وغيرها التوقف وأخذ قسط من الراحة؛ ليستريح اللاعبون ويعيدوا شحن طاقتهم قليلاً كي يتمكنوا من تقديم أفضل أداء، ولتعلُّم أنَّ الحياة ليست سباق عدوٍ لا ينتهي، إنَّها سباق ماراثون تقطع فيه مسافةً طويلة تتطلَّب أخذ بعض الراحة من أجل المُضي قُدُماً.

إقرأ أيضاً: أفضل تطبيقات مؤقتات بومودورو لتزيد من إنتاجيتك

6. عدم السعي وراء التوازن بين العمل والحياة الشخصية:

عدم السعي وراء التوازن بين العمل والحياة الشخصية

قد تكون هذه الخطوة غريبةً بالنسبةِ إليك، ولكنَّها هامَّة، فلتنسَ تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية؛ لأنَّها في واقع الأمر معادلة لا يمكِن تحقيقها.

ثمَّة 4 جوانب رئيسة في الحياة: الصحة، والأسرة، والعمل، والأصدقاء، وهذه هي المجالات الأربعة الرئيسة للحياة التي نميل إلى قضاء وقتنا فيها، وعندما تبذل أقصى جهدك للاهتمام بهذه الجوانب الأربعة معاً، لن تستفيد من أيٍّ منها؛ بعبارة أخرى، إذا قسَّمتَ وقتك بالتساوي بين جميع المجالات الأربعة، فلن تستفيد أبداً من أي منها؛ وبالتالي، بدلاً من تقسيم وقتك وطاقتك على جميع المجالات الأربعة، اختر التركيز على مجال أو اثنين منهم.

لحسن الحظ، الحياة مواسم؛ فعندما تكون صغيراً وفي العشرينات من العمر، فمن المرجح أنَّك ستقضي معظم وقتك في المدرسة ومع أصدقائك، وعندما تكون في الثلاثينات إلى الأربعينات من عمرك، تقضي وقتك وتبذل جهدك في العمل وبناء حياتك المهنية، وعندما يكون عمرك أكثر من 50 عاماً، ستقضي معظم وقتك على الأرجح مع عائلتك؛ وبالتالي، الحياة موسمية وأنت تقضي وقتك وطاقتك حسب عمرك.

أمَّا إذا حاولتَ تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وحاولتَ قضاء كل وقتك في جميع المجالات الأربعة، فلن تتميَّز أبداً في أي مجال؛ لذا يجب أن تتجاهل معادلة التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وأن تختار التركيز، والالتزام، والعمل بجد قدر الإمكان لتحقيق أهدافك طوال مواسم حياتك، وبعد ذلك، اتَّبِع نظاماً يُسيِّر حياتك بشكلٍ تلقائي.

على سبيل المثال: عندما تخطو أولى خطواتك في حياتك المهنية، كُن ملتزماً واعمل بجدٍّ لتنمية حياتك المهنية أو عملك، وعندما تصبح ناجحاً، سيتوجَّب عليك بناء نظام أو عادات تلقائية، ويمكِنك في هذا الشأن إمَّا الاستعانة بمصادر خارجية من خلال توظيف أشخاص للقيام بالعمل، أو إنشاء نظام أو برنامج يعمل تلقائيَّاً.

تقضي الغالبية العظمى من الناس معظم وقتها في العمل، وبما أنَّك ستعمل على أي حال، اعمل بجد، واستخدِم إبداعك للحصول على دخل سلبي يمكِّنك من توفير وقت عملك لمجالات أخرى من حياتك، وكما يقول "وارن بافيت" (WARREN BUFFETT): "إذا لم تجد طريقةً لكسب المال في أثناء نومك، فستظلُّ تعمل حتى تموت".

لا توجد طريقة يمكِنك من خلالها توظيف شخص آخر أو الاستعانة بمصادر خارجية لقضاء بعض الوقت مع عائلتك؛ لذا يقتصر اتِّباع الأنظمة على العمل فقط.

لا أحد يحب أن يُقال له إنَّه لا يمكِنه الحصول على كل شيء، ولكن هناك قيود على وقت وطاقة كل فرد، ولكل خيار تكلفة؛ ففكِّر في المجالات التي تريد التميُّز فيها، فأنت مسؤولٌ الآن عن اتخاذ قرار يحدد الطريقة التي تريد أن تعيش بها حياتك.

إقرأ أيضاً: تخلص من التوازن بين العمل والحياة وتبن فكرة الانسجام بينهما

7. إدارة اتِّخاذ القرار:

إدارة اتِّخاذ القرار

لا توجد طريقة يمكِنك من خلالها إدارة حياتك دون تعلُّم كيفية إدارة القرارات التي اتَّخذتَها، ومهما كان وضعك الآن، فهو يعود إلى قراراتك السابقة التي اتَّخذتَها، والتي أوصلَتك إلى مكانك الحالي، فإذا كنتَ تعيش في فقر، وتشعر بالقلق من عدم وجود ما يكفي من المال لدفع الفواتير، أو إذا كنتَ غارقاً في الديون؛ فهذا بسبب ضعف اتِّخاذك للقرارات، وهذا الذي قادك إلى هنا، بينما إذا كنتَ تعيش حياةً رائعة، وقد حقَّقتَ فيها جميع أهدافك وأحلامك، وتستمتع بحياتك كل يوم، فهذا يرجع إلى قراراتك السابقة أيضاً.

الحياة خيارات، وكل خيار تتخذه يحدد شكل شخصيتك؛ فعندما تتخذ قراراً خاطئاً، سينتهي بك الأمر إلى المكان الخطأ.

هناك مفتاحان أساسيان عليك تذكُّرهما عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرار:

7. 1. كلما كنتَ أصغر سناً، كانت قراراتك أكثر تأثيراً:

يجب أن تدرك أنَّ تأثير القرارات التي تتخذها ولا تتخذها يزداد كلما كنتَ أصغر سناً؛ فإذا اتَّخذتَ قراراً بتوفير 10% من دخلك كل شهر وأنت في العشرينات من العمر، فسيكون التأثير أكبر عندما تصل إلى سن الستين، بينما إذا فعلتَ الشيء نفسه ووفرتَ 10% من دخلك بدءاً من سن الخمسين، فسيكون التأثير أقل أهميةً عندما تصل إلى 60 عاماً.

يشبه هذا إطلاق صاروخ من الأرض إلى القمر، فإذا انطلقَ الصاروخ بانحراف درجة واحدة فقط عن مساره، فلن يتمكن أبداً من الوصول إلى القمر، أمَّا إذا انحرف الصاروخ بدرجة واحدة عند وصوله إلى سطح القمر تقريباً، فسيكون الفرق صغيراً، وقد يهبط على القمر ولكن أبعد قليلاً عن وجهته.

فالخلاصة: اتَّخِذ قرارات إيجابية ومثمرة عندما تكون شاباً، وتجرَّأ على المجازفة والذهاب لتحقيق أحلامك ليكون التأثير عظيماً.

7. 2. قد تُقيِّد القرارات الخاطئة حياتك، والعكس صحيح:

عندما ترى صديقك يشتري سيارةً جديدة، وتفعل الشيء نفسه لأنَّك تريد أن تثبت له أنَّ بإمكانك فعل ذلك أيضاً، قد تجد أنَّ القسط الشهري يفوق ما يمكِنك تحمُّله، وأنَّ عليك العمل ليلاً نهاراً لتسديد القسط؛ ممَّا يُقيِّد حياتك بسبب القيود المالية الناتجة عن قرارك بشراء السيارة، وقد تأتيك فرصة ما لا تتمكَّن من اغتنامها بسبب التزامك بتسديد قرض السيارة؛ وبالتالي، قد يؤثر هذا القرار الخاطئ تأثيراً كبيراً في حياتك.

فلنضرب مثالاً آخر: عندما تنفق ببذخ دون تفكير، فأنت تنفق أموال مستقبلك؛ ممَّا قد يؤثر في حياتك ويُلقِي بك في دوامة الديون التي ستلزمك بالعمل كل شهر لتسديد ديونك، مع تكرار الشيء نفسه شهراً تلو الآخر.

وقد يَحدث العكس أيضاً بالتأكيد، فإذا استثمرتَ مدخراتك في عقار بدلاً من إنفاق المال على شيء لا تحتاجه، فسيؤتي هذا الاستثمار ثماره في النهاية، وستكسب الكثير من المال، وقد تأتيك الكثير من الفرص وتشعر أنَّ الحياة مليئة بالخيارات غير المحدودة بدلاً من الشعور بالقيود بسبب ديونك التي تنهكك، وهكذا يكون مدى تأثير اتخاذ القرار.

فالخلاصة: قبل أن تتخذ قراراً هامَّاً وتختار تنفيذه، فكِّر كيف سيؤثر هذا القرار في حياتك المستقبلية، وإذا كان تأثيره سلبياً، ففكِّر مليَّاً قبل التنفيذ، أمَّا إذا كان التأثير إيجابياً وبنَّاءً، فاسعَ إلى تحقيقه.

في الختام:

يُعدُّ تعلُّم كيفية إدارة حياتك أمراً هامَّاً لا يمكِن تلخيصه في مقال قصير أو حتى كتاب كامل؛ إذ لا يمكِنك أن تتوقَّع أبداً ما ستحصل عليه، ولكنَّ هذه الطرائق السبع هي إشاراتٌ تساعدك وترشدك في أثناء ممارسة حياتك؛ لذا استمتِع بما تُقدِّمه الحياة، فهناك أكثر ممَّا تعرفه.

 

المصدر




مقالات مرتبطة