7 قواعد للحياة يعرفها الجميع، ويتبعها القليلون

عادة ما يلتزم الناس بقواعد مختلفة في حياتهم، وهنالك مبادئ أساسية يستخدمها ذوو الأداء العالي لتوجيه أفعالهم، ويعدُّونها منطقية بالنسبة إليهم؛ لكنَّها قد تكون غير مريحةٍ بالنسبة إليك؛ ومع ذلك، يستحق الأمر أن تتعرف عليها؛ إذ من الهام أن تعرف ما نجح مع الناس الناجحين.



إليك فيما يأتي 7 قواعد للحياة لا يتمكن معظم الناس من تعلمها أبداً، ويختارون القيام بالأشياء نفسها مراراً وتكراراً، ويتوقعون نتائج مختلفة:

1. الحياة منافسة، لكن ليس هناك تعريف واحد للفوز فيها:

إنَّه لأمرٌ مؤلمٌ أن نصدقه، لكنَّه في الواقع صحيح؛ فنحن جميعاً لاعبون نحاول شق طريقنا والفوز بلعبة الحياة المعقدة، ونتنافس على الأشياء نفسها في الحياة؛ كالمال، والمناصب، والتقدير، وأفضل المراتب في كلّ شيء.

أيَّاً كان العمل الذي تكسب لقمة عيشك من خلاله، هناك شخصٌ آخر يحاول جاهداً استبداله ببرنامج أو ترميز معين؛ فهل تريد تلك الوظيفة عالية الأجر أو عقد العمل الرائع؟

يقول "أوليفر إمبرتون" (Oliver Emberton)؛ وهو مؤسس شركة "سيلك تايد" (Silktide) وكاتب، وعازف بيانو، ومبرمج، وفنان: "يرتدي الناس أفضل ما لديهم من ملابس للحصول على شريك في الحياة، ويذهبون إلى مقابلات العمل للحصول على وظيفة؛ فإذا أنكرت وجود منافسة، فأنت الخاسر؛ إذ إنَّ كلّ شيءٍ مطلوبٌ هو محل تنافس، والأفضل متاحٌ فقط لأولئك الذين هم على استعداد للقتال حقاً من أجله".

في الحقيقة، يجب أن تنافس نفسك لكي تتحسن أو تصبح أفضل ممَّا أنت عليه؛ فالمنافسة مع نفسك هي الأفضل، ولا يمكن لأحد أن يخسر كي تفوز أنت؛ لذا حدد المستوى الذي تسعى إليه، ووجِّه طاقتك التنافسية لتلبي معاييرك الخاصة وتطلعاتك، وتولَّ القيادة في رحلتك نحو النجاح.

أحد نِعَم الحضارة الحديثة هي أنَّ هناك فرصاً وفيرةً للحصول على ما تريد إذا كنت مستعداً لتقبُّل الوسط الفوضوي وخيبات الأمل والفشل والمثابرة والنكسات.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح تساعدك على فهم دروس الحياة جيداً

2. مكافأتك هي عدد الناس الذين يمكنك التأثير فيهم:

ما تعتقده في الحياة لا يهم حقاً؛ فأنت تُكافَأ على ما تفعله، ويُحكَم عليك بناء على أفعالك والمخاطر التي تتخطاها، لا على ما تعتقده.

لن يهتم أحدٌ أبداً بكتابٍ كتبته دون أن تنشره؛ لكن إن نشرته، ستجد أنَّ الناس فجأة صاروا مهتمين بمعرفة قصتك.

يُكافَأ باحثو السرطان أقل من عارضات الأزياء، ويُكافَأ مندوب المبيعات بناء على عدد الأشخاص الذين يصبحون عملاء فقط؛ أمَّا إذا كنت عاملاً مستقلاً، فسيُحدَّد دخلك بناء على عدد العملاء الذين تخدمهم؛ وإذا كنت تدير نشاطاً تجارياً عبر الإنترنت، سيكون عملك أفضل كلَّما زادت نسبة مشاهداته، ويبدأ أصحاب رؤوس الأموال ملاحظة شركتك الناشئة إذا كنت تجذب مزيداً من الاهتمام والمشتركين؛ لذا يجب أن تدرك أنَّ الحياة لعبة أرقام ليس إلَّا.

إقرأ أيضاً: كيف تحب حياتك؟

3. يستثمر الفائزون مجموعة من المهارات المتعددة:

الحياة عبارة عن تقدم مستمر في تكديس المهارات، والتي يمكنك استخدام ما تتعلمه منها لبقية حياتك؛ فما أوصلك إلى هنا، قد لا يوصلك إلى حيث تريد أن تكون غداً؛ لذا بدلاً من إتقان مهارة واحدة، ابنِ مجموعة مهارات، وتعلَّم مهارات جديدة مرتبطة بما تمتلك، ثمَّ ادمجها لتجعل نفسك أكثر كفاءة وقيمة.

يوضح "تيم هيريرا" (Tim Herrera) قائلاً: "الفكرة هي أنَّه بدلاً من تركيز جهودك على أن تصبح ماهراً بشكل استثنائي في مهارة أو مَهمَّة واحدة محددة، يجب أن تسعى جاهداً إلى إتقان بعض المهارات ذات الصلة التي يمكن دمجها معاً في مجموعة مهارات أوسع، والتي تجعلك بدورها متفرداً في مهنتك أو في إحدى مهارات الحياة العامة"؛ فالمهارات الفردية شائعة جداً، لكنَّ امتلاك مجموعة من المهارات المتسقة نادر إلى حدٍّ ما.

إذا كنت ترغب في زيادة قيمتك، ارجع خطوةً إلى الوراء بعيداً عن نقاط قوتك الأساسية، وفكر في بناء مجموعةٍ أوسع منها؛ إذ يمكن للجزء الصغير من الوقت الذي تخصصه لتعلم مهارة جديدة أن يؤتي أُكُله لبقية حياتك، وقد يحمل عدم تعلم مهارات جديدة تأثيراً دائماً على حياتك المهنية.

4. الحياة لعبة طويلة، حيث تحدد استراتيجيتك مدة بقائك ضمن اللعبة:

تحدد اختياراتك اليومية أين سينتهي بك الأمر فيما بعد، وما إذا كنت سعيداً وبصحة جيدة وراضٍ أم بائس؛ وإذا طبَّقت القواعد الصحيحة في كل مرحلة من مراحل حياتك، فقد تبقى لفترة أطول قليلاً.

هذا هو سبب أهمية استراتيجيتك؛ ذلك لأنَّه بحلول الوقت الذي يكتشف فيه معظمنا الحياة، نكون قد استهلكنا الكثير من أفضل المراحل؛ لكنَّ الأوان لا يفوت أبداً على تطبيق القواعد وكأنَّ بقية حياتك تعتمد عليها؛ ذلك لأنَّها بالفعل كذلك.

إقرأ أيضاً: كيف تبدأ حياتك من جديد بعد أن يبدو لك أنَّ الأوان قد فات؟

5. السعادة هي أن تكون مسؤولاً عن تجربتك الخاصة:

تقول ماندي هيل، وهي مدونة أصبحت المؤلفة الأكثر مبيعاً في نيويورك تايمز (New York Times)، والمتحدثة والمؤسسة لـ "حركة وسائل التواصل الاجتماعية" (social media movement): "السعادة هي عمل داخلي؛ لذا لا تمنح أي شخص آخر هذا القدر من السلطة على حياتك".

إذا كنت تتوقع أن يسعدك الآخرون، فستصاب دائماً بخيبة أمل؛ لكن أن تكون مسؤولاً يعني عدم لوم الآخرين على تعاستك؛ ولعلَّ الحقيقة الأكثر أهمية عن السعادة هي أنَّها تعتمد على موقفك أكثر من اعتمادها على الأهداف أو الظروف الخارجية؛ لذا بدلاً من طلب السعادة من شخصٍ أو وظيفةٍ أو أي طرفٍ خارجيٍّ آخر، انظر إلى العلاقات والعمل كمنافذ للسعادة، وركز على الطريقة التي يمكنك من خلالها إعطاء المزيد منها.

يمكن أن يساعدك كلّ شيءٍ خارجيٍّ على التحسن في الحياة، لكنَّه ليس وسيلةً لسعادتك؛ فالسعادة قرار، وعليك اتخاذه الآن.

6. إذا كنت تنتظر أن يساعدك الآخرين على الاستمتاع بالحياة، فأنت في المسار الخاطئ:

نريد جميعاً الاستمتاع بالحياة، وليس مجرد جزء بسيط منها؛ لذا لا تجلس وتتوقع أن تأتيك الوفرة والإنجاز على طبقٍ من ذهب، وانغمس في القليل من متع الحياة عندما تجدها، فقد تكون هذه الأمور البسيطة رائعةً لجعل إدارة حياتك أسهل.

إنَّ الاستمتاع بالحياة ليس مجرد إجازة لمرة واحدة أو مكافأة، فهناك ما هو أكثر في الحياة من تلك اللحظات القصيرة من الهدوء والسعادة؛ فهذه اللحظات القصيرة التي قد لا تلاحظها هي النشاطات الحقيقية التي يمكن أن تضمن كل سعادتك؛ إذ يمكن أن تصل إلى السعادة الحقيقية من خلال تبنِّي هذه المتع الصغيرة في حياتك اليومية.

تحدد الطريقة التي نقضي بها أيامنا كيف نقضي حياتنا كلها، فكما يقول المثل: "إنَّ عادة الاستمتاع ولو قليلاً بأشياء صغيرة من شأنه أن يغير حياتك".

إليك بياناً مثيراً للتفكير ذكره "بريان كرانز" (Brian Krans) ليشجعنا فيه على تحديد وقتٍ لأنفسنا وعلاقاتنا وما نهتمُّ به حقاً:

"هل أنت سعيد؟ هل كنت سعيداً من قبل؟ ما الشيء الهام الذي فعلته اليوم؟ هل كنت حاضراً وعشت اللحظة؟ كيف تألقت؟

كُن كالحرباء التي تتأقلم في أي مكان، وكن النجم الذي يسطع في كل مكان، ولا تفعل شيئاً، وافعل كل شيء، وانسَ كل شيء، وتذكر الجميع، واهتم فعلاً دون أن تتظاهر بذلك فقط، وأصغِ إلى الجميع، وأحب الجميع.

صحيح أنَّه من المستحيل أن تكون كل شيء، لكن لا يمكنك التوقف عن محاولة القيام بكل شيء".

إقرأ أيضاً: اخدم الآخرين لتحصل على ما تريد

7. الحياة ليست سباقاً قصيراً أو ماراثون، بل إنَّها متاهة:

توقف عن النظر إلى الحياة وكأنَّها سباقٌ قصير، والتفكير في أنَّه يمكنك بذل جهدٍ والوصول بسرعةٍ إلى خطِّ النهاية المقصود؛ وقدِّر العملية، وشق طريقك إلى القمة.

الحياة الواقعية ليس لها علامات ولا خطوط مستقيمة، وهناك فقط متاهة من الخيارات اللانهائية؛ فبعض سبل الحياة مثل بعض المهن التي تستغرق زمناً أكثر بخمس مرات، وقد تنتهي بعض سبل الحياة الأخرى بطريق مسدود.

المتاهة مليئة بالخيارات والتحديات والأسئلة، وتخضع إلى تأثيرات خارجية كثيرة جيدة وسيئة؛ ومثل أي متاهة، يجب أن نتوقع الضياع والتراجع؛ ففي الواقع، يفعل الجميع ذلك، والحصول على الدعم وإيجاد الطريق الصحيح هو ما يميز الفائزين عن أيِّ شخصٍ آخر.

هناك طريقتان فقط للتقدم في حياتك، فإمَّا أن تمضيَ قُدُمَاً عندما تستطيع أو أن تتراجع؛ لذا أعِد النظر في خياراتك، وجرب شيئاً آخر.

أكبر خطأ يقع فيه الكثير من الناس هو التوقف عن المحاولة لفترة طويلة؛ فقد يتعثرون، أو لا يقدرون على التفكير، أو يستسلمون، أو يتوقفون عن عيش الحياة بتفاصيلها؛ لكن هناك دائماً مخرج عندما تشعر بأنَّك عاجزٌ عن المتابعة، ولا بُدَّ أنَّك لم تكتشفه بعد.

 

المصدر




مقالات مرتبطة