7 علامات تدل على أنَّك محاطٌ بالأشخاص الخاطئين

ينبغي ألا تعتمد سعادتك وتقديرك لذاتك كلياً على الآخرين؛ لكنَّ الحقيقة هي أنَّ العلاقات الشخصية لها تأثير كبيرٌ فيما تشعر به، ومن ذلك ما تشعر به تجاه نفسك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب مارك كِرنوف (Marc Chernoff)، ويذكر فيه سمات الأشخاص غير المناسبين في حياتك.

لقد احتسيت هذا الصباح القهوة مع صديقي القديم في الجامعة، أكسل (Axel)، لكي نتبادل آخر أخبارنا، وفي منتصف حديثنا اعترف لي أنَّه متوتر للغاية، وكلما أصغيت إلى قصته، أدركت أنَّ معظم علاقاته كانت عبئاً عليه؛ فالأشخاص الذين أحاط نفسه بهم لم يكونوا داعمين على الإطلاق؛ لكنَّهم كانوا عبئاً اعتاد عليه كثيراً، ولم يكن يعرف حتى أنَّه كان يحمله حتى تحدَّث إلي، وتمكَّن من الإفصاح عما يشعر به، إنَّ الآلام التي تسببها العلاقات غير الناجحة هي آلامٌ خفيةٌ لا نلاحظ مدى الضرر الذي تسببه؛ لأنَّنا اعتدنا على الشعور بالانزعاج المستمر.

إذاً، بمَ كنت تشعر مؤخراً؟ وكيف تسير علاقاتك؟ قد يتداخل هذان السؤالان أكثر مما ندرك في كثير من الأحيان، وبمجرد أن وجدتُ أنَّ علاقات أكسل قد يكون لها تأثير في سعادته واحترامه لذاته، طرحت عليه السؤال الآتي الذي جعله يفكر ملياً:

ما الذي يجب أن تمنحه العلاقة السليمة لأطرافها؟

الحق يُقال، الحياة رائعة جداً وقصيرةٌ للغاية، ولا تحتمل تضييع الوقت مع الأشخاص الذين لا يعاملونك معاملةً حسنة؛ لذا أحط نفسك بالأشخاص الذين يجعلونك تبتسم، والذين يساعدونك عندما تكون مُحبَطاً، والذين لن يستغلوك أبداً؛ أي الأشخاص الصادقون الذين يهتمون بأمرك حقاً، وهؤلاء هم الأشخاص الذين يستحقون الاحتفاظ بهم في حياتك، أما الآخرون فهم عابرون فيها فقط.

إذا شعرت بأنَّ علاقاتك تحبطك، فإليك بعض الدلائل على أنَّك محاطٌ بالأشخاص الخاطئين:

1. يقولون أنَّك لا تملك ما يلزم لتحقيق النجاح:

لا تدع رأي شخص ما عنك يمحو روحك وقوتك الداخلية، ولا تضحي أبداً بهويتك أو بما تطمح أن تكونه؛ لأنَّ شخصاً آخر يرى الأشياء رؤية مختلفة، وفي بعض الأحيان، حتى أولئك الذين تعدُّهم من المقربين سوف يسحقون طموحك بلا مبالاة بينما تعلو الابتسامة وجوههم، وسوف يدحضون أفكارك، ولا يظهرون أيَّ دعم عاطفي، ويحاولون إقناعك بنسيان هويتك الحقيقية والإمكانات التي يمكنك أن تبلغها.

لا يتطلب الأمر سوى بضع تعليقات سلبية لقتل حلم الإنسان؛ لذا لا تتفوه بهذه التعليقات السلبية للآخرين، ولا تستمع لمن يقولها، لا تدع الناس يقاطعونك ويقولون لك إنَّك لا تستطيع إنجاز شيء ما؛ فإذا كان لديك حلم وكنت شغوفٌ لتحقيقه، فيجب عليك الدفاع عنه، وعندما يفشل الآخرون في تحقيق شيء ما بأنفسهم، سيخبرونك أنَّك لا تستطيع تحقيقه أيضاً؛ وهذه محضُ كذبة، فهؤلاء الناس مقيدون بحدودهم الخاصة، ويتحدثون من هذا المنطلق.

لا تدع العقول الضعيفة تقنعك بأنَّك لست قوياً وذكياً بما يكفي، أحِط نفسك بالأشخاص الذين يساعدونك كي تصبح إنساناً أقوى ويرون العظمة فيك، حتى عندما لا تراها في نفسك.

شاهد بالفديو: 7 أنواع من الأصدقاء لا يستحقون البقاء في حياتك

2. لا يدعمونك كما أنت:

لجميعنا بعض السمات الغريبة، والأمور التي تميزك عن غيرك قد تبدو عبئاً ثقيلاً؛ لكنَّها ليست كذلك؛ ففي معظم الأوقات، إنَّها ما يجعلك مدهشاً للغاية.

عليك أن تدرك أنًّ كل إنسانٍ يستحق الحب والاحترام دون شروط وأحكام، ولكلِّ فرد الحق في أن يعيش حياته بالطريقة التي يريدها والحق في أن يكون سعيداً دون الشعور بالذنب، لا أحد لديه الحق في إيذاء أيِّ أحد، ولا أحد يستحق الإساءة بأيِّ شكل، ولا يوجد أحد ليس جيداً بما يكفي على طبيعته، وهذا يشملك أنت.

اختر دائماً أن تكون صادقاً مع نفسك، وإن تعرضت للسخرية من قبل الآخرين، بدلاً من أن تكون مزيفاً وتتحمل الألم والارتباك الناجم عن عيش حياةٍ مليئةٍ بالأكاذيب، لا بأس في أن تفعل ما تريد وأن تكون سعيداً مع نفسك وبالطريقة التي تعيش بها حياتك، ولا بأس في أن ترفض رغبات الآخرين، وتتبع رغباتك الخاصة، فلا توجد حريةٌ أسمى من الحرية في أن تكون على طبيعتك، فامنح نفسك هذه الهدية، وأحِط نفسك بأولئك الذين يحترمون قرارك.

3. يحترمونك فقط عندما تعيش على طريقتهم:

إنَّ أفراد العائلة والأصدقاء الحقيقيين يقدمون التنازلات، وعند وقوع الخلاف، يتوصلون إلى حل وسط يخدم الطرفان كلاهما، بدلاً من إجبار الشخص الآخر على تغيير رأيه أو الاستسلام تماماً، فإذا كان أحد المقربين يأخذ كل شيء ولا يعطي شيئاً أبداً، عليك أن تتخذ موقفاً.

يتطلب الأمر قدراً كبيراً من الشجاعة للوقوف في وجه أعدائك، لكن بالقدر نفسه للوقوف في وجه أقرب الناس إليك، ويأتي التنمر أحياناً من أطرافٍ غير محتملة؛ لذا عليك الانتباه إلى الطريقة التي يعاملك بها الأشخاص المقربون والإساءات الخفية التي يرمونها، وعند الضرورة عليك مواجهتهم، وافعل كل ما في وسعك كي تمنح نفسك الفرصة لعيش حياة صادقة.

تحلَّ بالذكاء وأصغ إلى روحك، وجرِّب ما تريد تجربته، واذهب إلى حيث تريد، واستكشف أعماق حدسك، ولا تقبل بخيارات ليست مناسبة لمجرد أنَّ شخصاً آخر لا يشعر بما تشعر به، ولا تدع الآخرين يقيدون أحلامك ومستقبلك، وإذا شعرت بأنَّ شيئاً ما يبدو صائباً، فمن المرجح أنَّه كذلك؛ لذا امنح نفسك الفرصة العادلة التي تستحقها، ويمكنك أن تحقق أيَّ شيء؛ لذا لا تصغِ إلى أيِّ شخص يقول إنَّك لا تستطيع ذلك؛ بل افعل ما تريده طالما أنَّه لا يؤذي الآخرين، ولا تتحمل حماقة أحد؛ لأنَّك تستحق أفضل من ذلك.

إقرأ أيضاً: 13 طريقة لإظهار الاحترام للآخرين في الحياة اليومية

4. إنَّهم يختلقون السلبية:

ليس من السهل أن تحافظ على عقليةٍ إيجابيةٍ عندما تحيط بك السلبية من كل حدبٍ وصوب، لكن تذكر أنَّ لديك سيطرة كاملة على عقليتك؛ لذا فكِّر في الأمر بهذه الطريقة: لا يمكن لكلِّ الماء في الوجود أن يُغرق سفينةً ما لم يدخل الماء داخل السفينة، وبالمثل، فإنَّ كل السلبية في العالم لا يمكن أن تحبطك إلا إذا سمحت لها بالتسلل إليك.

هذه حياتك أنت، قد لا تكون قادراً على التحكم بكل الأشياء التي يفعلها الناس بك، لكن يمكنك ألا تتأثر فيها، ولا تسمح لأفعالهم وآرائهم بأذيتك نفسياً وعاطفياً، وفوق كل شيء، يمكنك أن تقرر من ستُبقيه في حياتك، ومن ستتخلى عنه.

5. يتغاضون عن إساءتك لذاتك:

ضع في حسبانك بالدرجة الأولى أنَّ عليك أن تعامل نفسك بالطريقة التي تريد أن يعاملك بها الآخرون، وإنَّ مقدار الإساءة التي تتحملها في علاقاتك غالباً ما يساوي مقدار الإساءة التي تلحقها بنفسك، فإذا كنت معتاداً على الاعتقاد بأنَّك قبيح، وأنَّك ستفشل لا محالة، وأنَّك غير قادر على إنجاز شيءٍ دون مساعدة الآخرين، فإنَّك ستقبل وتشعر براحة أكبر في العلاقات مع الناس الذين يعززون هذه المعتقدات السلبية.

لهذا السبب بالضبط تحتاج إلى أشخاص في حياتك يعرفونك ويحبونك حقاً؛ أي عائلةٌ وأصدقاء حقيقيون يرون الألم في عينيك بينما يصدق الآخرون الابتسامة الفارغة على وجهك؛ بمعنىً آخر، لا تبحث عن أشخاص يمكنهم حل جميع مشكلاتك؛ بل ابحث عن هؤلاء القلة المميزة الذين يواجهونها بجانبك.

إقرأ أيضاً: هل تعاني من تقدير منخفض لذاتك؟ إليك الأسباب والعلاج

6. يجعلونك تشعر بأنَّك لست جميلاً:

للأسف، لقد تعلمنا أن نصدق أنَّ السمرة والخصر النحيل دلالةٌ على الجمال، ولقد أصبحنا نعتقد أنَّ الشعر الأشقر والعيون الزرقاء ستفوز بجميع القلوب؛ لكنَّ الحقيقة هي أنَّ الجمال يكمن في التفرد، مهما كان لون العيون والوزن، إنَّ لون بشرتك الطبيعي جميل، وكذلك لون شعرك وابتسامتك وصوتك وضحكتك وشخصيتك؛ فكل جزءٍ منك له جوهرٌ خاص.

إنَّك جميلٌ حقاً كما أنت، وإذا قال شخص مقربٌ منك خلاف ذلك، فربما ليس قريباً منك كما تعتقد.

7. لا يكونون بجانبك عندما تكون في أمس الحاجة إليهم:

أحط نفسك بأولئك الذين يؤمنون بك، ويشجعونك، ومستعدون لدعمك في الأوقات العصيبة، وليس الأوقات السهلة فقط؛ بل خلال أصعب الأوقات في حياتك، سوف تعرف حقيقة الأشخاص الذين يقولون إنَّهم يهتمون بك؛ لذلك لا تخصص وقتاً كبيراً للأشخاص الذين نادراً ما يخصصون لك الوقت، أو الذين يخصصون لك الوقت عندما يكون ذلك مناسباً لهم؛ اعرف قيمتك جيداً.

تذكر أنَّ العلاقات نادراً ما تكون متساوية بالنسبة إلى جميع الأطراف، فلا يمكنك دائماً أن تقدم كل ما لديك، فالحياة متقلبةٌ جداً، ولا يمكن التكهن بها؛ لذلك في الأيام التي يمكنك فيها إعطاء القليل فقط، يجب أن يعطي الشخص الآخر الكثير وخلاف ذلك صحيح، فلا يمكن أبداً إيجاد توازن ثابت؛ فالعلاقات السليمة تتطلب شخصين على استعداد للتنازل قليلاً حسب حاجة الشخص الآخر، وإعطاء المزيد عندما لا يستطيع الشخص الآخر تقديم إلا القليل.

شاهد بالفديو: 7 أنواع من الأصدقاء ابتعد عنهم تماماً

في الختام:

ليس مكانك في الحياة هو ما يهم فقط؛ وإنَّما من يقف بجانبك أيضاً، فبعض الناس يستنزفونك وبعضهم الآخر يُغذون روحك؛ لذا لا تَهِن كرامتك واحترامك لذاتك من خلال محاولة إقناع الآخرين بمحبتك وتقبلك واحترامك بعد أن أثبتوا مراراً وتكراراً أنَّهم ليسوا قادرين على ذلك.

عندما تتخلى عن الأشخاص الخطأ، ستحدث الأشياء الصحيحة في حياتك، فماذا سيحدث إذا أحطت نفسك بالأشخاص الذين يجعلونك شخصاً أفضل؟ وماذا سيحدث إذا بدأت في قضاء الوقت مع الصحبة المناسبة؟ فكِّر ملياً في الأمر.




مقالات مرتبطة