7 عقبات تقف في طريق الحياة التي تريدها

لطالما رغبت في كتابة ومشاركة تجاربي في الحياة المتعلقة بالحصول على الحياة التي أريدها، ومع ذلك، لم أتمكن من البدء لسنوات؛ فقد نظرتُ إلى حياة بعض الكتَّاب الناجحين، وقد أعجبتُ جداً بما فعلوه، ونظرتُ إلى ما فعله كتَّابٌ ومدونون آخرون بكتاباتهم عبر الإنترنت، وتمنَّيتُ أن أفعل ذات الشيء، ثم بعد سنوات من عدم القيام بأي شيء، أدركتُ وجود بعض الاختلافات بين الكتَّاب الذين أعجبت بهم وبين نفسي.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون "فيشنو" (Vishnu)، يُحدِّثنا فيه عن 7 حواجز تمنعنا من الحياة التي نريدها.

كما أنَّني لاحظتُ أنَّ ما منعني من تحقيق ما حققوه لم يكن له علاقة بالقدرة الطبيعية إلا بعض الشيء؛ بل كان له علاقة أكبر بالعقلية، ولقد كنتُ أمنع نفسي من الكتابة لأنَّني لم أكن أرغب في ذلك بشكل كافٍ، وحتى لو كنت أرغب في ذلك بما فيه الكفاية، فأنا لم أبدأ بها أبداً.

فما الذي يمنعك من عيش أحلامك؟ وما الذي يمنعك من البدء؟ توجد 7 عقبات تقف في طريقك، وهي:

1. اتخاذ الإجراءات بشأن الحياة التي تريدها:

قد تستمتع بأحلام اليقظة أو بتخيُّل ما هو ممكن، لكن لا يمكنك اتخاذ إجراء بشأن فكرتك أو رؤيتك؛ فالأفكار ليس لها أية قيمة، حتى أكثر الأفكار ذكاءً لديك عما هو ممكنٌ لك، لا تعني شيئاً على الإطلاق إذا لم تتخذ إجراءً بشأنها؛ فالأحلام تتعزز من خلال العمل، لكن إليك كيف تسير الأمور عادة.

عندما تملك فكرة رائعة، تفكر في تفاصيل هذه الفكرة، ثم تفكر في كل التحديات التي تطرحها هذه الفكرة، ثم تقوم بالاحتفاظ بها مع الأفكار الرائعة في عقلك، والتي تأمل يوماً ما أن تبدأ بها، إلا أنَّ ذلك اليوم لا يأتي أبداً.

أنت ترسم صورة لحياتك مليئة بالأفكار الرائعة التي يمكن أن تغير العالم وتُحسِّن حياة الناس، لكن إن لم تطبِّق هذه الأفكار ستخسر ويخسر العالم؛ لذا اعلم أنَّك لا تحتاج إلى فعل كل شيء؛ بل يكفي أن تفعل شيئاً واحداً اليوم، وهو أن تبدأ؛ فاليوم، اتخذ أصغر خطوة يمكنك تخيلها، ثم اخطُ خطوة أكبر منها غداً، واستمر في التقدم.

2. مساءلة نفسك:

بعد أن تبدأ، لكي تنجح، عليك مساءلة نفسك؛ ماذا تعني المساءلة، ومَن الذي يجب أن تكون مسؤولاً أمامه؟ المساءلة هي فعل الأمر الذي قلت إنَّك ستفعله، والشخص الوحيد الذي يجب أن تحاسبه هو نفسك.

قد يشعر بعض الناس بالإنهاك بسبب الأهداف التي يريدون تحقيقها، وإذا كنت من هؤلاء الأشخاص الذين تنهكهم الأهداف، فتعمَّد القيام بشيء تحبه كل يوم؛ على سبيل المثال، بدلاً من أن يكون هدفك هو "إكمال كتاب إلكتروني في شهر"، دع الهدف يكون "الكتابة كل يوم"، وإذا كان لديك هدف أن تصبح أكثر وعياً، فجرِّب بضع دقائق من التأمل يومياً، وإذا كنت ترغب في الجري لمسافة 5 كيلومترات، فالتزم بالجري 1 كيلومتر كل يومين.

هل لاحظت كيف ينجز الأشخاص الناجحون جداً الأشياء؟ إنَّهم يكتشفون ما سيفعلونه وكيف سيفعلونه، ثم يلتزمون بفعله، ويعتمدون على العبارات التشجيعية البسيطة مثل: "أنا لن أخذل نفسي؛ سأفعل ما قلت إنَّني سأفعله"؛ إذ يعتمد ذوو الأداء المتميز الآخرون على المعلمين والمنتورز والكوتشز لمساءلة أنفسهم؛ لذا ضع لنفسك أهدافاً صغيرة يمكنك تحقيقها يومياً.

إذا كنت تواجه عائقاً في أثناء القيام بشيء ما، أو لم تكن منتظماً في إنجاز مهمتك، ففكر ملياً واسأل نفسك: "ما هي العوائق التي أواجهها؟ وما الذي يمكن أن يساعدني على التخلص من هذه العوائق؟".

3. مشاركة أفكارك مع الآخرين:

عندما يكون لديك حلم أو رؤية، فقد يتطلب منك الأمر مشاركتها مع الآخرين، ولكنَّ مشاركة مشاريعك الإبداعية أو الريادية مع الآخرين هو أمر مخيف؛ وذلك لأنَّنا نهتم كثيراً بما يظنه الآخرون.

وأنا أكتب لمساعدة الآخرين على عيش حياتهم بصدق وعفوية مع علمي أنَّ كتاباتي لن تلقى استحسان جميع الناس؛ إذ يوجد دائماً أشخاص يفكرون فيك تفكيراً سيئاً أو يرغبون في انتقادك، لكن عليك أن تبدأ بالبحث في الداخل بدلاً من النظر حولك؛ لذا افعل الأشياء واتخذ الإجراء الهام بالنسبة إليك، بصرف النظر عما يظنه الآخرون.

شاهد بالفيديو: 6 طرق لتجاوز عقبات الحياة والتغلب عليها

4. عدم وجود "سبب" قوي:

هل أنت من هؤلاء الأشخاص الذين يبدؤون بالمشاريع الجديدة ولكنَّهم لا يكملونها أبداً؟ ومن الأشخاص الذين يملكون الأفكار الرائعة، ويبدؤون بها، ولا يكملونها أيضاً؟ إنَّ نجاحك يعتمد على شيئين، هما: سبب قيامك بالأمر الذي تقوم به، والقيام بذلك الأمر باستمرار.

لكي تواظب على ما تقوم به، عليك أن تعرف السبب؛ أي السبب في قيامك بما تقوم به، وهل حلمك أو مشروعك يتماشى مع غايتك؟ بمعنى آخر، هل تدعم قيمك حلمك؟ وهل حلمك شيء هام بالنسبة إليك، ويتلاءم مع غايتك من الحياة؟

كن واضحاً فيما يتعلق بسبب أهمية الحلم الذي تبنيه، وتأكد أنَّه ليس شيئاً تقرأ عنه في الصحف أو في المدونات؛ وذلك لأنَّ الأمر الذي يناسب شخصاً آخر ليس بالضرورة أن يكون مناسباً لك؛ لذا كن واضحاً جداً بشأن السبب حتى لا تتخلى عن الأمر بعد يومين.

إذا بقي المشروع الذي تقوم به متوافقاً مع ما هو هام بالنسبة إليك، فستشعر برغبة أكبر في السعي إلى إنجازه؛ لذا افعل شيئاً صغيراً، لكن بانتظام، وافعله في نفس الوقت كل يوم وارفع مستوى أهميته، وعندما تعرف كيف ترتبط أفعالك بأحلام حياتك، واظب عليها، ونظِّم أولوياتك، وأخبر الناس من حولك بما تفعله، وكن مسؤولاً أمامهم، وإذا تقاعست لمدة أسبوع أو شهر، فابدأ من جديد واستمر في ذلك.

5. الخوف من الفشل:

من المحتمل ألا تبدأ بأي مشروع أو تعمل على تحقيق أحلامك؛ وذلك لأنَّك تخشى الفشل؛ فأنت لا تريد البدء بأي شيء سواء كان مهنة أم حلماً أم هدفاً طموحاً، دون أن تعرف كيف ستكون النتيجة.

فأنت ترى كل العقبات والتحديات، وتقرأ عن الأشخاص الذين فشلوا وتنظر إلى إحصاءات الأشياء التي لم تنجح، ولا تريد تضييع وقتك وأموالك وطاقتك على الموارد من أجل مشروع فاشل، إلا إذا كنت ترى أنَّك لن تواجه أي إخفاقات.

إنَّ العمل على تحقيق أحلامك في حدِّ ذاته هو نجاح، والقدرة على القيام بالأشياء التي ترغب فيها في داخلك أو متابعة أحلامك لها مغزى في حدِّ ذاتها، ولا يمكن أن يكون إنشاء حلمك أو بناؤه أو السعي إلى تحقيقه أمراً فاشلاً أبداً؛ فالفشل يعني تحسين أحلامك وأهدافك، ويعني الخبرة، والتعلُّم، وأنَّك حاولت، وكذلك يعني أن تعيش حياة بلا ندم.

فإذا كنت قادراً على تغيير وجهة نظرك بشأن معنى الفشل، فسوف تتطلع إلى الفشل، وكلما فشلت، زادت معرفتك بما هي الأمور التي لا تنجح وما يتطلبه الأمر لتحقيق النجاح.

6. الرغبة في معرفة كل الأجوبة:

عندما تقوم بمشروع جديد وطموح، أو تطلق مشروعاً تجارياً، أو تُصدِر كتاباً إلكترونياً، فأنت تريد معرفة جميع الإجابات في وقت مبكر؛ أي سترغب في معرفة المدة التي ستستغرقها في العمل على أيٍّ من هذه المشاريع، أو ما هي المستلزمات التي ستحتاج إليها، وما هي المشكلات القانونية التي يمكن أن تفسد خططك؛ فأنت تريد أن يخبرك شخص ما حتى قبل أن تبدأ بالقيام بأي شيء، ما إذا كانت فكرتك ستنجح أم ستفشل.

إليك الأمر، مع أنَّه من الطبيعي أن ترغب في التمتع بقدرات خارقة من أجل معرفة نتائج الأشياء قبل القيام بها، فلن تعرف ماذا يخبئ لك المستقبل أبداً قبل الوصول إليه، ولكي تصل إلى المستقبل بأسلوب مميز، ركز على الحاضر؛ فأنت تملك هدية في الوقت الحاضر تتغلب على أي عقبة أو تحدٍّ قد يواجه أحلامك؛ وهي حدسك.

لذا بدلاً من التركيز على المشكلات والظروف المستقبلية التي ليس لديك سيطرة عليها، أصغِ إلى صوتك الداخلي الذي يتمتع بالحكمة والنصيحة في كل لحظة؛ إذ إنَّ صوتك الداخلي هو المنتور والمرشد والعرَّاف الخاص بك، فاسمح له بالإجابة عن الأسئلة التي تواجهها، واسمح له أن يرشدك إلى نجاحك.

إقرأ أيضاً: الأشخاص الفضوليين: صفاتهم وطريقة التعامل معهم

7. الرضى بوضعك الحالي:

إذا كنت مرتاحاً حيثما أنت اليوم، فلن تبدأ بتحقيق أحلامك ولن يكون لديك الدافع أو الرغبة لإجراء تغييرات في حياتك، وبالنسبة إليَّ، لو أصررتُ على كتابة التدوينات اليومية أو على الكتابة لنفسي بدلاً من نشر أعمالي، لما بدأت بالكتابة للآخرين، ولو كنتُ مرتاحاً جداً في الوظائف التي عملت بها على مر السنين، لما استقلت منها لقضاء أشهر في العمل على كتابتي.

إقرأ أيضاً: كيف تستخدم قوة القبول لتعزيز الرضى عن الحياة؟

في الختام:

إنَّ التغيير غير مؤكد وغير معروف وغير مريح، وجميعنا يفضِّل البقاء في منطقة الراحة بدلاً من التطلع إلى مستقبل مجهول؛ فإذا كنت مستعداً لإجراء التغييرات في حياتك، فيجب أن تكون على استعداد لسبر أغوار المجهول، وعليك أن تكون على استعداد للتضحية والمجازفة، وكذلك يجب أن تكون على استعداد للعمل الجاد وتجربة الأشياء الجديدة؛ فإذا سيطر الخوف عليك، فسوف تبقى في مكانك، أما لو جازفت قليلاً، فسوف تدفعك هذه المجازفات نحو الحياة التي تخيَّلتها.

المصدر




مقالات مرتبطة