7 عادات مشتركة بين الناجحين

يكمن الفارق بين صاحب الإنجازات والفاشل، وبين الشخص الناجح والشخص العادي في العادات التي يتبعها كل منهما في الحياة والعمل، وتصبح العادات جزءاً من شخصية الفرد مع الممارسة المنتظمة.



يصعب أحياناً على الفرد أن يُحقِّق أهدافه المتواضعة؛ بل ويمكن أن يعمل بجد، ويبذل قصارى جهده في العمل على هدفه، ويعجز عن إنجازه في نهاية المطاف، ولا يوجد شعور أقسى من الفشل بعد المحاولة والجد، لكن تقتضي الضرورة في هذه الحالة أن تدرك ما ينقصك، وتبذل ما بوسعك لتتغلب على المشكلات التي تعرضت لها، لتضمن تحقيق النجاح في المحاولات المُقبلة.

قد يحتجُّ بعضهم بأنَّهم عملوا بجد، وتكمن المشكلة في هذه الحالة في الاستثمار الخاطئ للمجهود، ويقتضي الحل أن تغتنم الفرص في الوقت المناسب، وتستثمر طاقتك بحكمة ولا تهدرها في المكان والزمان الخاطئين.

7 عادات مشتركة بين الناجحين:

إليك فيما يأتي 7 عادات يداوم عليها الناجحون:

1. الامتناع عن التسويف:

يُقال إنَّ مباشرة العمل في وقت مُبكر دون تأجيل يعني إنجاز نصف العمل، لكن يميل بعضهم إلى تأجيل عملية التنفيذ تحت ذريعة انتظار الفرصة المناسبة، ويتعهدون بأنَّهم سيباشرون العمل حالما يتحسَّن وضع السوق، أو ينتهي العمل على المشروع الحالي، أو يتوفر مزيداً من الوقت، أو ينهي الأطفال امتحاناتهم، وغيرها من الحجج الواهية التي يختلقها الفرد ليبرر تأجيله المستمر، وتقل الحماسة والدافع مع مواصلة التسويف، كما يمكن أن تصبح الفكرة قديمة مع مرور الوقت ويخسر الفرد فرصة استثمارها.

2. صناعة الفرص:

يميل معظم الأفراد إلى البحث والتخطيط واكتشاف الفرص المتاحة، في حين يتجه الناجح مباشرةً إلى السوق، ويستثمر ويبني علاقات وينشر أفكاره ويبتكر الفرص بنفسه؛ لأنَّ النجاح لا يتحقق بانتظار مجيء الفرصة المناسبة في الزمان والمكان والظروف الواعدة؛ بل يجب أن تصنع فرصتك بنفسك. 

كتب رجل الأعمال الأمريكي وأحد مؤسسي شركة "مايكروسوفت" (Microsoft) "بيل غيتس" (Bill Gates) رسالة إلى مجموعة من هواة الحاسب في شباط (فبراير) عام 1976، أكَّد فيها إمكانية بناء أسواق تجارية لبرمجيات الحاسب؛ لكنَّه لم يلقَ منهم الحماسة والتجاوب المطلوب، وقال أيضاً إنَّ النظام البرمجي لن يكون متاحاً للنسخ دون الحصول على تصريح رسمي، وأصبح "بيل غيتس" بعدها رائداً في مجال المنتجات البرمجية المرخصة؛ أي إنَّه ابتكر سوقاً خاصاً بخدماته ومنتجاته البرمجية.

3. اتباع نظام معين بلا كَلَل ولا ملل:

كان الناشط البيئي البريطاني "لويس بو" (Lewis Pugh) أول إنسان يسبح في القطب الشمالي ضمن بحيرة جليدية في عام 2010، إذ التزم الاستحمام بماء بارد 8 أشهر متواصلة في المياه الإقليمية البريطانية في الشتاء ليكون جسده مستعداً للسباحة لمدة 50 دقيقة في المياه المتجمدة. 

كان الحمام الساخن هو الشيء الوحيد الذي تاق لفعله بعد تحقيق هدفه، وهذه هي درجة الالتزام والانضباط التي يعتمدها الناجحون في حياتهم لكي يحققوا أهدافهم، إنَّهم يستثمرون كل يوم من حياتهم في العمل على الإنجاز والاقتراب من أهدافهم المنشودة.

4. تنظيم حياتهم وأفكارهم:

يؤدي تنظيم الحياة اليومية والتخلص من الفوضى إلى تحديد الأهداف بوضوح، وتوفير الوقت والمجال والظروف اللازمة للتركيز على جوانب الحياة الهادفة وذات الأولوية العالية، كما يؤدي تبسيط الحياة والأفكار والظروف إلى تحقيق السلام الداخلي واعتماد نهج هادف في الحياة. 

عُرِف الزعيم الهندي "مهاتما غاندي" (Mahatma Gandhi) ببساطته وأسلوب عيشه المقتصد، وقد نجح بقيادة بلده نحو الحرية وحده، وقد عاش حياة بسيطة، ويضحي بالماديات والدوافع الأنانية والأهداف الشخصية ليحقق المهمة التي كرس حياته من أجلها.

شاهد بالفيديو: 7 خطوات من أجل تنظيم ناجح

5. اعتماد نظرة مستقبلية إيجابية:

لا بُدَّ أن يتعرض الإنسان الناجح للرفض، والظروف الصعبة والتجارب القاسية والفاشلة؛ لكنَّه يأبى أن يستسلم أو يحيد عن هدفه المنشود، ويتعلم الناجح من الفشل، ويستفيد منه في زيادة خبرته وقوة إرادته، ويحافظ على نظرة مستقبلية إيجابية في شتى الظروف. 

إقرأ أيضاً: 20 سؤالاً يعزز التفكير الإيجابي لديك

6. بناء علاقات وفرق عمل ناجحة: 

يدرك الناجح مدى أهمية العلاقات والعمل الجماعي في تحقيق الأهداف، فتراه يسعى إلى استقطاب أشخاص داعمين لأفكاره، والعمل ضمن فرق، وقد يكون الداعمون مجموعة من الأصدقاء المقربين أو الزملاء أو الشركاء أو المنتورز أو المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي. 

يتمتع الناجح بقدرة استثنائية على بناء علاقات اجتماعية هادفة، وبمهارات تواصل بارزة، وخبرة بأساليب التقرب من الأشخاص من مختلف المستويات والشرائح الاجتماعية والتأثير بهم.

إنَّ رجل الأعمال الأمريكي "مارك زوكربيرغ" (Mark Zuckerberg)، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة "ميتا" (Meta) التي عُرفت سابقاً باسم "فيسبوك" (Facebook)، يحرص على تقديم الشكر لزملائه في الفريق في جميع الخطابات التي يلقيها أمام العامة، ويُقال إنَّه يبقى على تواصل منتظم مع أعضاء فريقه، ويحرص على التعاون والعمل مع زملائه مباشرة.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لإدارة فرق العمل بشكل فعال

7. اتباع الشغف:

يمتلك الناجح القدرة على بلوغ أعلى درجات المجد؛ لأنَّه يستثمر كامل طاقته في شغفه، ويأبى أن يصرف وقته وموارده وجهده في غير محلها، حتى لا تضيع سُدىً. 

الشغف هو القاسم المشترك بين أصحاب الأموال والمخترعين والفنانين والموسيقيين والكتَّاب وأصحاب القرار في وضع السياسات، وهو الذي يدفعهم إلى الالتزام والانضباط في العمل، واختراع منتجات جديدة، وتقديم خدمات تعود بالنفع على العالم أجمع.

رجل الأعمال الأمريكي "ستيف جوبز" (Steve Jobs) خير مثال على موضوع الشغف، وهو من مؤسسي شركة "آبل" (Apple Inc)، وقد شغل منصب المدير التنفيذي سابقاً، وكان "جوبز" عبقرياً يعمل بمقتضى الجودة والإبداع، وقد عمل خلال مسيرته على تحسين كل من صناعات الحواسيب والأجهزة الذكية، والموسيقى والأفلام وقدَّم للعالم منتجات حظيت بشعبية غير مسبوقة مثل "آي تيونز" (iTunes)، و"آي بود" (iPod)، و"آيفون" (IPhone)، و"آي باد" (Ipad)، وهي ما تزال تسيطر على السوق حتى يومنا هذا بسبب جمالها وجودة خصائصها.

إقرأ أيضاً: ماذا يعني أن تكون شخصاً متعدِّدَ الشغف؟

في الختام:

يؤدي بناء العادات الهادفة دوراً محورياً في تنمية الفرد وبناء مستقبله؛ لهذا السبب يجب أن تتبعها في عملك وحياتك اليومية لكي تحقق أحلامك وأهدافك على أرض الواقع.




مقالات مرتبطة