7 عادات فعالة لتعزيز الإبداع ومساعدتك على تحقيق أهدافك

تخدم المهاراتُ الإبداعيةُ الفردَ خلال خوضه تجاربَه الحياتية؛ فهي تساعده على ابتكار حلول فعالة للمشكلات الطارئة غير المألوفة.



ليس بالضرورة أن تكون هذه المهارة فطرية؛ بل يمكن اكتسابها وتنميتها تدريجياً مع مرور الوقت، فعندما يتعلم الإنسان أن يعتمدَ نفسَه، ويفكِّرَ بطرائقَ خلاقةٍ عند مواجهة المشكلات الطارئة ستصبح طريقة تفكيره أكثر شمولية، وستتسنَّى له معالجة الأزمات التي تفرضها الحياة بحكمةٍ وحسنِ تدبيرٍ.

فيما يأتي 7 عادات لتنمية المهارات الإبداعية:

1. النظر في المشكلات غير المرتبطة بالمشكلة التي تعالجها:

عندما تعترض الفردَ مشكلةٌ عسيرةٌ في عمله؛ فإنَّه على الأرجح سيلجأ إلى التفكير بالمشكلات المشابهة التي تعرَّض لها فيما مضى بحثاً عن حلول لمشكلته الحالية.

تُعَدُّ طريقةُ التفكيرِ النمطية هذه فعالةً إلى حدٍّ ما؛ لكنَّها تؤدي إلى استخلاص حلول مُطابقةٍ مرة تلو أخرى، أمَّا عندما تفكر في المهام الأخرى التي تحتاج إلى حل، فإنَّ عقلك الباطن سيقوم بإنشاء ارتباطات لا يمكن إدراكها عندما تبحث في السيناريوهات المشابهة، ويمكن أن تؤدي دراسة المشكلات غير المرتبطة بالمشكلة الأساسية إلى استحداث طريقة متكاملة وجديدة لحل المشكلات.

2. الإكثار من المطالعة:

يقتضي التفكير الإبداعي الاستفادة من القدرة على التصور والنظرة الشمولية في ابتكار حلول جديدة عوضاً عن استخدام حلول جاهزة مكررة، وقد يجادل بعض الأشخاص بأنَّ الأمر أشبه بقراءة رواية تثير مَلَكَات التخيل لدى المرء وتدفعه إلى إعادة ربط أحداث القصة بأسلوبه الخاص في عقله بخلاف مشاهدة التلفاز التي لا تعطي مجالاً للخيال، كما تشير الأبحاث إلى وجود ارتباط وثيق بين الإبداع والمطالعة، لا سيَّما مطالعة الأدب الخيالي؛ فقراءة رواية شائقة هو بلا شك أمتع من الاطلاع على التقارير الميدانية أو إحصاءات العمل في المكتب مثلاً.

تسهم المطالعة في تحفيز عمل الدماغ وتنشيط الأجزاء الإبداعية دون دفعك إلى القيام بأعمال واعية، فضلاً عن أنَّها تعد طريقة رائعة للهروب من الواقع، وهو أمر يحتاج إليه جميع الأفراد بين الحين والآخر؛ لهذه الأسباب جميعها ينبغي لك أن تبحث عن كتاب ممتع وتخصص بعض الوقت لمطالعته بين الحين والآخر.

شاهد بالفيديو: 8 طرق لتنمية الإبداع في نفسك

3. الحفاظ على اللياقة البدنية:

لا تتحقق الصحة العقلية بمعزل عن العافية والصحة الجسدية، وتشير الملاحظات إلى ميل بعض الأفراد إلى ابتكار أفكار إبداعية بارزة عندما يغادرون مكان العمل؛ لأنَّ الحيز المكاني المغلق للمكتب يمكن أن يقيد عملية التفكير الإبداعي.

تفيد الدراسات أنَّ المشي يمكن أن يحسن القدرات الإبداعية بنسبة 60%، وأنَّ مجرد القيام بجولة قصيرة يمكن أن يفي بالغرض وينشط ملكات الإبداع لدى الفرد حتى لو عاود الجلوس مجدداً؛ ومن ثمَّ يجب أن تمارس رياضة المشي وتهتم بصحة جسدك عندما تحتاج إلى العثور على حل مبتكر لقضية عسيرة، أو للتفكير بالمسائل من منظور مختلف.

لا يعدو الدماغ كونه مجرد عضلة أخرى من عضلات جسم الإنسان، ومن هنا تبرز أهمية الاهتمام بصحة الجسد عموماً، وقد أثبتت الدراساتُ وجودَ أطعمة معينة - مثل سمك التونة - تسهم في تحسين عمليات الدماغ؛ نظراً لاحتوائها على مركبات ومواد مغذية يحتاج إليها الدماغ؛ لهذا السبب يُنصَح باعتماد نظام غذائي صحي.

إقرأ أيضاً: 6 طرق لإيجاد الحافز وتحقيق اللياقة البدنية

4. القيام بأعمال البستنة:

تعد أعمال البستنة طريقة رائعة لإبراز القدرات الإبداعية ومهارات اعتماد الذات، كما يمكن عَدُّها مهارة تبين إمكانات الأفراد وقدراتهم، وتتطلب منهم بذل جهود محسوسة ومرئية على أرض الواقع، وتكمن فاعلية البستنة أيضاً في أنَّها تتم في خارج حيز المنزل، وتتطلب بذل مجهود بدني؛ أي إنَّها تُعَدُّ من مصادر النشاطات الرياضية المفيدة في تحسين المهارات الإدراكية.

تحوي أعمال البستنة على بعض المشقة، ويمكن أن تتطلب في كثير من الأحيان استنباط حلول إبداعية، ويمكنك مثلاً أن تجمع مياه الأمطار وتستخدمها في سقاية الحديقة لتخفيض فاتورة المياه؛ بهذه الطريقة يمكنك الاستفادة من مياه الأمطار، وحل مشكلة سقاية الحديقة وفاتورة المياه على حدٍّ سواء بأسلوب مبتكر؛ الأمر الذي يزيد من ثقتك بنفسك وبقدراتك.

5. التحدث مع الآخرين:

عندما يطرح الفرد مشكلته ويناقشها مع شخص آخر بصوت عالٍ، فإنَّه يقوم بتبسيطها وطرحها بأسهل طريقة، وقد لا يستطيع الطرف الآخر تقديم حل للمشكلة المطروحة؛ لكنَّ تبسيط المشكلة حتى يفهمها الآخرون يدفع المرء إلى إعادة النظر بالموضوع المطروح من زاوية مختلفة كلياً، ويسهم هذا الأسلوب في تنشيط عمليات التفكير، وتسليط الضوء على الجوانب التي ربَّما تغفلها أو تنساها.

إقرأ أيضاً: 25 نصيحة لإتقان فن الحديث والحوار مع الآخرين

6. الانتباه إلى المدخلات الحسية:

ترتبط العمليات الدماغية ارتباطاً وثيقاً بحواس الإنسان؛ فالعمل مثلاً تحت الضوء الساطع، أو عند انتشار رائحة طعام شهية يمكن أن يرهق الدماغ ويؤثر في مستوى الإبداع؛ ومن ثمَّ يجب الانتباه إلى تأثير المحيط في الحواس؛ فالأضواء الباهرة والخافتة مثلاً يمكن أن تعوق عملية التفكير؛ لأنَّ الجزء الأكبر من العمليات الدماغية سيتركز على المدخلات البصرية.

يستعين بعض الأشخاص بالموسيقى الهادئة للاسترخاء، في حين أنَّهم يجدون الموسيقى الصاخبة مشتتة للتركيز والانتباه، فتؤثر هذه المثيرات الحسية في مستوى التركيز والانتباه بصورة لاواعية في أثناء عملية تنفيذ المهام.

7. صرف التفكير عن المشكلات:

أحياناً يحتاج الإنسان إلى أن يصرف انتباهه عن المشكلات التي يواجهها؛ ليتجنَّب الإرهاق العقلي الناتج عن إجبار الدماغ على إيجاد حلول، وتبرز الحلول الإبداعية فجأة عندما يتوقف الإنسان عن التفكير فيها؛ لهذا السبب يُنصَح بأخذ استراحة من التفكير بالمشكلة بين الحين والآخر عند الإمكان في حال لم يكن الأمر عاجلاً ويتطلب حلاً فورياً.

تفيد الدراسات أنَّ النوم يؤدي إلى تعزيز التفكير الإبداعي أيضاً؛ لأنَّ الدماغ يستعيد نشاطه وفاعليته بعد الاستراحة ويصبح قادراً على معاملة مشكلات اليوم السابق؛ لكنَّك بالمقابل ستزيد من اضطرابك وانفعالك عندما تجبر نفسك على محاولة حل مشكلة لفترة زمنية مطولة؛ لأنَّ دماغك في هذه الحالة سيعمل وفق مسارات منطقية متطابقة مرة تلو أخرى دون إحراز أيِّ تقدُّم في منهجية الحل.




مقالات مرتبطة