7 طرق لتحسين المهارات التحليلية والاستفادة منها

ليست المهارات التحليلية من ضمن المواد التي تُدرَّس في المدارس – وليست حتى مادةً اختياريةً فيها، ولكنَّ هذه المهارات تؤثر تأثيراً كبيراً في نجاحك حينما تخرج إلى معترك الحياة، واعتماد الشخص على المهارات التحليلية – لا على العواطف والرغبات – في قهر التحديات مهماً كان الوضع مُلِحَّاً أو معقداً هو الذي يُقرّبه من تحقيق النجاح.

المهارات التحليلية هي القدرة على إيجاد المعلومات، وتجميعها، ورسم صورة حية لها، وتحليلها تحليلاً مفصلاً، ويُطلَق عليها أيضاً مهارات حل المشكلات.



إنَّ كلمة "محلِّل" التي تراها في أسماء الوظائف الشاغرة كمحلل الأنظمة، والمُحلّل المختص بمجال الأعمال، ومحلل البيانات، إلخ لا تُضاف إلى أسماء الوظائف لجعلها تبدو مثيرة، بل الهدف من وجودها هو الإشارة إلى أنَّ الوظيفة تحتاج إلى شخصٍ يقوِّم المشكلات البسيطة أو المعقدة ويحلها.

لكن ما هي المهارات التحليلية؟

فلنلقِ نظرةً أقرب على بعض القدرات التي يتحلى بها من يتمتع بالمهارات التحليلية:

1- القدرة على التخيُّل:

ترتبط القدرة على التخيّل ارتباطاً وثيقاً بالإبداع، فهي القدرة على التنبؤ بالنتائج المحتملة للاستراتيجيات والأفعال، وتتضمّن القدرة على التخيّل في السياق المهني تحليل البيانات من خلال وسائل توضيح غالباً كالجداول البيانية، والصور، والقوائم المفصلة. ومن خلال هذه الأدوات والتفاصيل الأخرى الموجودة فيها تستطيع توقع النتائج والتنبؤ بها.


اقرأ أيضاً:
6 فوائد لقوة التخيّل – تعرف عليها


2- التفكير النقدي:

هو قدرة الشخص على التفكير بأسلوبٍ ناقد، ويُمكن أن يُقاس التفكير النقدي بمدى مواظبة الشخص على اتّخاذ قرارات منطقية وصحيحة، حيث لدى الشخص الذي يتمتع بمهارات التفكير النقدي القدرة على تقويم المعلومات، وانتقاء المفيد منها، واستخدامها لاستشراف المستقبل، واستخلاص النتائج دون التأثُّر بالعواطف والمشاعر. ويتضمن التفكير النقدي التحقق من الأمور المؤكدة واكتشاف الثغرات الموجودة في الحلول المُقترَحة من أجل الحصول على أفضل نتيجة ممكنة.

3- الحساب:

تتضمن المهارات التحليلية التعامل مع الأرقام والبيانات، لذلك سواءً كنت تحب الأرقام أم لا تحبها يجب عليك أن تجيد التعامل معها إذا أردت أن تعزز مهاراتك التحليلية. وتذكَّر أنَّ الحساب لا يقتصر على حساب التكاليف، وإعداد الميزانية، وإجراء العمليات الحسابية العامة، إذ إنَّنا نحتاج يومياً إلى استخدام مهارات الحساب للتفكير في مخاطر أي استراتيجية وفوائدها.

4- حلّ المشكلات:

لا تُستخدَم المهارات التحليلية لفهم المشكلات فقط بل تُستخدَم أيضاً لتحديد سلسلة الإجراءات الأنسب للحصول على أفضل النتائج. وترتبط مهارات حل المشكلات بمهارات تحديد الأهداف التي تتضمن تحليل الأهداف وترتيبها حسب الأولوية.


اقرأ أيضاً:
7 أساليب فعّالة لحل المشاكل والتخلّص منها


5- البحث:

يُعَدُّ البحث أيضاً واحدةً من المهارات التي يجب عليك التحلي بها لأنَّ معظم الوظائف المرتبطة بالتحليل تتضمن جمع البيانات والمعلومات ثمَّ تحليلها. فقبل حل أيَّة مشكلة يجب عليك الحصول على ما يكفي من التفاصيل وإخضاعها للتحليل الذي يتضمن تحليل المقاييس، والتنقيب عن البيانات وجمعها، وتوثيق الحقائق، وإجراء عمليات الجرد، والتأكَّد من الدِقة وغيرها من الأمور.

6- الاهتمام بالتفاصيل:

الاهتمام بالتفاصيل يعني أنَّك قادرٌ على الانتباه إلى التفاصيل، وتذكُّرها، ومراقبتها مهما كانت صغيرة. ويعني أيضاً أنَّك تستطيع اتباع التعليمات بشكلٍ دقيق وتجنُّب ارتكاب الأخطاء. وحينما تهتم جيداً بالتفاصيل ستؤدي عملك بدقةٍ وإتقان.

كيف تُعزّز مهاراتك التحليلية؟

المهارات التحليلية هي مجموعة من الصفات والقدرات التي تحثّنا على اتّباع نهج منطقي وعقلاني في التعامل مع الأفكار، والمعلومات، والحلول. الجيد في الأمر أنَّ المهارات التحليلية تُعَدُّ مهاراتٍ مُكتسَبة ويمكن تعلمها. فإليك باختصار كيف تستطيع اكتساب المهارات التحليلية:

1- فهم معنى المهارات التحليلية:

ليس في مقدروك أبدأً في الواقع تعلم الأمور التي لا تفهمها، أليس كذلك؟ الخطوة الأولى نحو اكتساب المهارات التحليلية هي فهم ماهية هذه المهارات.

المهارات التحليلية بشكلٍ عام هي القدرة على استخدام المعلومات للاستنتاج والاستدلال، ولكنَّها يمكن أن تكون أيضاً القدرة على جمع المعلومات وتحليلها لرؤية الوضع من كافة الجوانب ومعرفة ما تخفيه الحقائق. وهو في بعض الحالات الأخرى القدرة على أخذ الصورة العامة لموقفٍ ما ومن ثمَّ تحليلها للوصول إلى التفاصيل.

2- قراءة مزيد من الكتب:

تُعَدّ القراءة أقوى الأمور التي تُعزّز القدرات الإدراكية، إذ إنَّنا حينما نقرأ الكتب نستطيع تعلم الكثير من الأشياء منها.

يمكن أن يساعدك الذهاب إلى المكتبة أو الانضمام إلى أحد نوادي الكتب في ممارسة مزيدٍ من القراءة وسيجعلك تشارك أيضاً في إجراء عمليات تحليل ونقاشات أدبية في أثناء اللقاءات التي تُعقَد في النادي. وحينما تنضم مع أشخاصٍ تتقاسم معهم أسلوب التفكير نفسه إلى نوادي القراءة ستكون لديك فرصة الخوض في التحليلات النقدية، وتحليل الاستعارات، وكشف الرموز. وإضافةً إلى تطور المهارات التحليلية ستبني أيضاً مزيداً من العلاقات الاجتماعية وستتقن مهارات التواصل الاجتماعي.


اقرأ أيضاً:
فوائد القراءة


3- ممارسة ألعاب العقل:

يمكن أن تساعدك ألعاب العقل كالسودوكو والكلمات المتقاطعة في تطوير المهارات التحليلية وهي إلى جانب ذلك ألعابٌ مسلية. وتُعَدّ ممارسة ألعاب العقل طريقةً عمليةً للبدء في تطوير المهارات التحليلية وتعزيز قوة العقل وربما ستستمتع بها إلى درجة لا تشعر فيها بالوقت الذي يمضي في أثماء ممارستها.

لا حاجة إلى أكثر من 15 دقيقة في اليوم، فإذا التزمت بقضاء 15 دقيقة في اليوم في تعزيز نشاط العقل بهذه الألعاب سيزداد عقلك قوةً وستتحسن وظائفك الإدراكية.


اقرأ أيضاً:
كيف تصمم ألعاب التفكير (Brainteaser) الخاصة بك


4- تعلُّم شيءٍ جديدٍ كل يوم:

التعلم عمليةً مثيرة، فلماذا لا نعود أنفسنا إذاً على تعلم شيءٍ جديدٍ كل يوم؟

يتعامل معظم الناس بشكلٍ سلبيٍّ مع التعلم بعد التخرج فلا يقرأون ولا يتعلمون إلَّا حينما يكون ثمَّة حاجةٌ إلى ذلك. ولكنَّ تعلم أشياءٍ جديدة يطور المهارات التحليلية، فعوِّد نفسك على تجريب وتعلم أشياء تشعل فيك الشغف كل يوم كالطبخ ربما، أو تصميم مواقع الإنترنت، أو التصوير.

تستطيع في عصر التكنولوجيا الذي نعيشه اليوم أن تتصفح الإنترنت وتبحث عن أي موضوعٍ أثار دوماً اهتمامك. أو تستطيع التحدث مع شخصٍ يتقن المجال الذي يثير فضولك والبدء بالتعلم. فلتخرج إذاً ولتُثري بنك المعلومات لديك من خلال تعلم الأشياء التي لم تكن تعرفها حينما كنت أصغر سنَّاً، وستشكر نفسك مستقبلاً لأنَّك قمت بذلك.


اقرأ أيضاً:
5 أخطاء قاتلة نرتكبها عندما نتعلّم شيئاً جديداً


5- الخضوع إلى دورات عبر الإنترنت:

ذكرنا في النقطة السابقة أنَّ اكتساب مهاراتٍ جديدة يمكن أن يحصل بضغطة زر، ولكن يجب عليك أولاً تحديد أكثر الأمور التي تثير اهتمامك.

تذكَّر أنَّك ربما تمتلك فعلاً بعض المهارات التحليلية المذكورة في الأعلى، ولكن بما أنَّنا جميعاً نمتلك نقاط قوة ونقاط ضعف مميزة من المهم أن تحدد أين تكمن نقاط قوتك ونقاط ضعفك. نصيحتي لك هي أن تتحدى نفسك بأمورٍ لست بارعاً فيها وتركز الاهتمام على الأشياء التي لا تعرفها لأنَّك إذا اكتفيت بالسعي وراء الأشياء التي تتقنها فأنت في الواقع لا تتعلم أي شيءٍ جديداً.

أسدِ خدمةً إلى نفسك وجرب الأشياء التي لم تكن تتقنها من قبل حيث يمكنك أن تحاول تطوير مهارات البحث أو أن تجرب تحليل البيانات وإعداد التقارير.

وأيَّاً كان المجال الذي اخترت أجرِ قليلاً من البحث لترى إذا كان متوافراً على شبكة الإنترنت إذ إنَّ معظم الدورات التي تجرى عبر الإنترنت تكون أقل تكلفة بسبب عدم الحاجة إلى تخصيص مكان لعقدها ودفع الأموال مقابل ذلك.


اقرأ أيضاً:
10 مواقع رائعة تقدم دروساً مجانية في مهارات ريادة الأعمال


6- استخدام أدوات التحليل:

من أجل تطوير مهاراتك التحليلية بشكلٍ أكبر تدرَّب على أدوات تدوين الملاحظات وعلى البرامج الأخرى التي يمكن أن تساعدك في المهام التحليلية. ومن الأمثلة على تلك البرامج تطبيقات إدارة الأموال كتطبيق (Mint) لمراقبة إنفاق المال وإدارة الميزانية بأدوات افتراضية. وحينما يتعلق الأمر بترتيب الأهداف تستطيع استخدام تطبيقات بسيطة لإدارة المهمات كـ (Trello)، أو (Asana)، و(Wunderlist).

7- كتابة المذكرات:

وأخيراً يتيح لك تدوين ما حدث معك بعد الانتهاء من يوم العمل إلقاء نظرةٍ ثانية على كل ما حصل وتسمح لك كتابة التجارب التي عشتها تركيز الاهتمام على العِبر المُستفادة منها عوضاً عن تركيزه على المشاعر.

ستساعدك تلك المذكرات في تحليل القرارات التي اتخذتها، وتحديد سبب الحصول على نتائج معينة، والتعلم من الأخطاء التي ارتُكِبَت، واكتشاف الأمور التي تستطيع فعلها للتحسُّن في المستقبل.

كلمات يجب عليك التمعُّن فيها:

جميعنا قادرون على القيام بأمور عظيمة، ونستطيع جميعاً أن نكون ناجحين فقط إذا قمنا بخطواتٍ مدروسةٍ ودقيقة. إنَّ نقاط الضعف ليست موجودة فينا لتسبب لنا الإحباط بل لنستخلص منها الدروس، فإذا تلقينا تلك الدروس، وتعلمنا منها، ووضعناها موضع التنفيذ نستطيع مواجهة أيَّة عقبات تحول بيننا وبين تحقيق أهدافنا والتغلب عليها.

المصدر




مقالات مرتبطة