7 طرق علمية لتحسين ذاكرتك

يتميَّز الأفراد الذين يتمتَّعون بمهارات ذاكرة قوية عن الآخرين؛ لذلك يحاول معظم الأشخاص تعزيز سعة ذاكرتهم، فنظرياً يمكن للدماغ البشري أن يحفظ ما يصل إلى مليون مليار معلومة؛ أي لا حدود له تقريباً، ومع ذلك يتطلَّب تحسين ذاكرتك التفاني والوقت والممارسة.



الإنترنت مملوء بالنصائح والحيل المختلفة عن كيفية تحقيق هذا الهدف، ولكنَّ قليلاً فقط من الاقتراحات مبنيٌّ على حقائق علمية حقيقية، في هذا المقال، سوف نعرض لك 7 طرائق علمية لتحسين ذاكرتك.

ما هي الذاكرة وكيف نعزِّزها؟

الذاكرة هي قدرة العقل على حفظ الحقائق والأحداث والانطباعات وما إلى ذلك، أو تذكُّر التجارب السابقة وإدراكها، فالذاكرة القوية هي أحد الشروط الأساسية للنجاح المهني أو الأكاديمي، والأهم من ذلك أنَّها مهارة يمكنك اكتسابها وتنميتها مع مرور الوقت، وبعض الناس على استعداد لتدريب الذاكرة وتحسينها، فإذا كنت ترغب في أن تكون واحداً منهم.

فانظر في هذه الطرائق العلمية لتعزيز ذاكرتك:

1. الاستمرار في الدراسة:

هذه الطريقة تقليدية وبديهية؛ إذ أثبتت عشرات من الدراسات أنَّ الأشخاص الذين يواصلون القراءة والدراسة والتعلم طوال حياتهم لا يفقدون حدَّة ذاكرتهم، ويحافظون على قواهم العقلية على الأمد الطويل، ويبقى المثل القائل: "الإتقان في الممارسة" صحيحاً؛ لأنَّه أثبت جدواه على مرِّ الزمان، على سبيل المثال، لاعب كرة السلة الذي يسدِّد 500 تسديدة في اليوم سيحرز بالتأكيد نتائج أفضل بكثير من الهواة الذين لا يتدرَّبون على الإطلاق.

ينطبق الأمر نفسه على الذاكرة؛ فما عليك سوى مواصلة القراءة والدراسة وتعلُّم القصائد والخطب الشهيرة، فهذه كلها نشاطات تحسِّن سرعة البديهة وقدرة الدماغ على حفظ المعلومات على الأمد الطويل.

شاهد بالفيديو: ست خطوات ذهبية تساعد على تقوية الذاكرة

2. الكتابة باليد:

حلَّت أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة محل الورق والدفاتر بالكامل تقريباً في السنوات القليلة الماضية، مع أنَّ الأجهزة تساعدك على إكمال المهام الاحترافية بكفاءة أكبر، لكنَّها لا تسهم في زيادة سعة ذاكرتك.

على الجانب الآخر، تحفِّز الكتابة باليد وظائف المخ وتنشِّطه؛ لأنَّه عليك التفكير ملياً في كل كلمة تكتبها، على عكس الطباعة، فالكتابة باليد ليست نشاطاً آلياً، وهذا يعني أنَّك تحتاج إلى الاستمرار في التركيز لكي تكتب بلا أخطاء، فتحسين الذاكرة ببساطة هو أثر جانبي للتركيز.

3. القراءة بصوت عالٍ:

إذا كنت ترغب في زيادة حدَّة ذاكرتك، فيجب أن يشترك عقلك في العملية؛ إذ يجب أن تقرأ وتفكِّر فيما تقرأه في آنٍ واحد، والقراءة بصوت عالٍ تفي بالغرض؛ لأنَّها تجبرك على التفكير في النص ومعناه الحقيقي.

وجدت الدراسات أنَّ الناس يتذكَّرون معظم المحتوى عندما يقرؤون بصوت عالٍ، وهذا الأسلوب أفضل من جميع الأساليب الأخرى، مثل: القراءة بهدوء، أو الاستماع إلى شخص آخر يقرأ، أو سماع درس صوتي مسجَّل؛ لذلك يجب أن تقرأ بصوت عالٍ كلما سنحت لك الفرصة، لما لذلك من تأثير إيجابي في التركيز والاندماج والتفكير في المحتوى.

4. احتساء القهوة:

يعرف معظم الناس أنَّ القهوة تحسِّن الانتباه والوعي الفكري على الأمد القصير، وتعزِّز القدرات المعرفية، وقدرة الدماغ على التحمُّل عموماً، ومع ذلك كشفت الأبحاث أنَّ جرعة من الكافيين بعد جلسة التعلُّم قد تساعد على تعزيز الذاكرة طويلة الأمد.

وجد العلماء بعد اختبار 160 مشاركاً أنَّ أولئك الذين تناولوا حبة تحتوي 200 ملجم كافيين، يمكنهم تذكُّر الصور على نحو أحسن بكثير من الأشخاص الذين تناولوا حبة وهمية، فهذه الطريقة سهلة التنفيذ؛ لذا يمكنك استخدامها يومياً، ولكن لا تتجاوز الحد الموصى به حتى لا تحصل على تأثير معاكس في ذاكرتك.

5. ممارسة التخيُّل:

البشر كائنات بصرية، وكل واحدة من حواسنا لها مزاياها، ولكن عندما يتعلَّق الأمر بحاسة البصر، فلا شيء يمكنه التفوق على سرعتها، فحسب الأبحاث، يمكننا معالجة الصور المرئية أسرع بـ 60 ألف مرة من الرسائل النصية.

لذا؛ يجب عليك الاستفادة من هذه الميزة في التعلُّم بواسطة الصور، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي إنشاء علاقة ذهنية بين المعلومات الجديدة والصور المعروفة من الحياة اليومية؛ إذ تعطي هذه التقنية نتائج مذهلة، ولكن عليك التحلي بالصبر، فمن الصعب قبول تكتيكات التخيُّل على الفور؛ لذلك لا تستسلم بعد بضعة إخفاقات.

6. التمرين الرياضي:

يستفيد جسمك وعقلك استفادة كبيرة من التمرين الرياضي، ربما سمعت أنَّ النشاط البدني يقويك ويهيئك للعمل المضني المستمر؛ لكنَّه يمنحك فائدة أخرى، ألا وهي القدرة على استعادة قوتك العقلية.

ليس عليك أن تكون نشطاً كل يوم (مع أنَّ هذا مفيد جداً)، في البداية، يكفيك الركض أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية 3 مرات في الأسبوع، وإذا كنت تكره هذا النوع من التدريب، يمكنك حضور دروس اليوجا أو أي نوع آخر من التمرينات، وبصرف النظر عمَّا تختاره، سيزيد التمرين من قوة ذاكرتك.

إقرأ أيضاً: الرياضة وأهم فوائدها النفسيّة والجسدية

7. أخذ قسط وافر من النوم:

النوم أمر بالغ الأهمية إذا كنت ترغب في الحفاظ على مجموعة كاملة من المهارات العقلية، ومن ذلك ذاكرتك، ومع أنَّ العلماء ما يزالون غير قادرين على معرفة كيفية تأثيره بالضبط في الدماغ، فقد ثبت أنَّ النوم يساعد على حفظ الذكريات طويلة الأمد واسترجاعها.

يهمل كثير من الناس النوم الجيد ليلاً بسبب مشاغلهم، فنحن لا ننصحك بالنوم 12 ساعة في اليوم، ولكن 7 ساعات على الأقل إلزامية إذا كنت ترغب في تحسين سعة الذاكرة.

إقرأ أيضاً: النوم: أثره على الصحة، وانعكاسه على الإنتاجية

في الختام:

تساعدك الذاكرة القوية على التفكير والدراسة والعمل على نحو أسرع بكثير من الشخص العادي، فقد يولد بعض الناس بهذه السِّمة، ولكنَّها مجرد مهارة بسيطة، ففي إمكانك تطويرها مع مرور الوقت إذا كنت على استعداد للتدريب؛ لذا جرِّب هذه الطرائق، وستجد أنَّ ذاكرتك تتحسَّن في وقت قريب




مقالات مرتبطة