7 طرائق لعيش حياة أكثر سعادة من خلال الحب

من الصعب تخيُّل شعور أسوأ من هذا؛ أجلس وحدي في شقتي الجديدة أفكر في أنَّ شريكة حياتي التي تفضِّل أن تكون وحدها على أن أشاركها حياتها حتى بعد أن صار عمر علاقتنا 4 سنوات، أنا أحبها، وحقيقة عدم وجودها في حياتي تؤلمني أكثر من أي شيء عشته من قبل.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "مارك كرنوف" (MARC CHERNOFF)، ويُخبرنا فيه عن تجربته في إيجاد السعادة من خلال الحب.

بعد البكاء والحزن لعدة أشهر وإهمال العمل قمت بتغييرٍ جذري، بعت جيتاري الثمين واشتريت هدية ثمينة، والتقطت 63 وردة واحدة لكل يوم افترقنا فيه.

كان الفصل شتاء، والثلج يكسو الأرض وأنا أقف خارج بابها أشم رائحة احتراق الحطب في المدفأة، ذلك الحطب الذي ربما قطعته أنا بنفسي، لقد طليتُ هذا المنزل أيضاً، وتخيلت كم هو جميل هذا المساء، وبخوفٍ شديدٍ طرقت الباب.

فتحت لي الباب، ولست متأكداً مما حدث بعد ذلك، لقد جثوت على ركبتي وقد جعلت الصدمة والرهبة من رومانسيتي كل شيء مثالياً في لحظة، في الواقع لقد فاجأتها جرأتي في الظهور على عتبة بابها بهدية بعد أن طلبت مني الطلاق.

لم أصدق أنَّها لم تقدِّر سنوات حبنا وتعيدني إلى حيث كنا، حتى بعد إخبارها كيف بعت أغلى ما لدي لأشتري لها ألماسة جميلة كانت تعرف كم يعني هذا الجيتار بالنسبة إلي؛ لذلك كنت هناك جاثياً على ركبتي أبكي في الثلج بجانب الرصيف.

الحاجة إلى حب الذات:

أُدرك اليوم أنَّ هذه العلاقة القديمة كانت فترة سيئة، كانت سامة وغير صحية للغاية لجميع الأطراف المعنية، واليوم أرفض أن أكون في علاقة كهذه؛ فأنا اليوم متزوج من أكثر النساء روعة في العالم، وقد حدث ذلك لأنَّني تعلمت أن أحب نفسي أولاً.

يظنُّ بعضهم أنَّه من المستحيل أن نحب الآخرين حتى نتعلم أن نحب أنفسنا، أنا أعترض؛ فقد أحببت كثيراً قبل أن أحب نفسي، ونعم إنَّه أمرٌ مؤلم حقاً، وخير مثال على ذلك هو أنَّني سأفعل أي شيء لمساعدتك في لحظة ما؛ لكنَّني لا شعورياً سأفكر: "ألا تجرؤ على المحاولة وتقدم مساعدتك لي؟".

مع فقدان حب الذات أو الترابط العاطفي كنت أبحث عن القبول بدلاً من الحب، أحببتك حتى تحبني، أو على الأقل تمنيت أن تفعل، لكن هذه الطريقة لم تجدِ نفعاً، على الأقل لم تكن جيدة على الأمد الطويل.

لم أكن متاحاً عاطفياً؛ لذلك جذبت شخصاً غير متاح عاطفياً، لم أستطع الانتقال من البحث عن القبول إلى العثور على الحب الحقيقي، حب الذات وكل ما يأتي معه إلا بعد أن تعلمت قبول عواقب أن أكون على طبيعتي.

في 12 آذار/ مارس من عام 2006 استيقظت وأدركت ما كان يحدث، أو بتعبير أدق وصلت إلى أدنى نقطة؛ نقطة يأس كانت علاقتي الفاشلة بها مجرد واحدة من العديد من المحفزات، وواجهت مفترق طرق، وبصراحة كانت الحياة أو الموت هما الخياران الوحيدان اللذان رأيتهما في ذلك الوقت، وقد اخترت الحياة، وكل شيء تغير حينها.

في حين كنت أكتب هذا المقال اشتركت في مسابقة لكسب المال؛ فكيف ستعيش حياتك إذا كان المال ليس ذا أهمية؟ وأول ما خطر في بالي: "هل يمكنني أفعل شيئاً لا أستطيع تحمُّل أعبائه المادية؟".

هذه هي القوة التي منحني إياها اتخاذ قرار العيش واتخاذ الإجراءات، الحياة اليوم أشبه بحصولك على عمل تحبه؛ لكنَّك لست بحاجة إليه حقاً لأنَّك ربحت الجائزة، تأخذ مزيداً من الفرص وتخرج من منطقة الراحة الخاصة بك؛ ونتيجة لذلك تنال عوائد مذهلة.

لقد أدركتُ أن ما يظنُّه الآخرون عني، لا يهم؛ لأنَّني كنت على قيد الحياة أخيراً، وكل شيء بعد ذلك كان تافهاً، وطلبت المساعدة من خلال العلاج، وبرامج التنمية، ورجال الدين، والكتب، والندوات، وكثير غيرها.

كنت في مسعى للعثور على الهدف والسعادة واستعادة نفسي الأصيلة، وما وجدته في جذور كل هذا هو الحب.

تابعَت دراسة تُعرف باسم "ذا جرانت ستدي" (The Grant Study) مئتين وثمانية وستين رجلاً لأكثر من اثنين وسبعين عاماً، وفي مقال بعنوان "ما الذي يجعلنا سعداء" (What Makes Us Happy)، في مجلة أتلانتيك (Atlantic Magazine)، أكَّد مدير الدراسة أنَّ مفتاح السعادة هو الحب فقال: "ليست مهمة المرء موافقة الآخرين، ولا التسابق مع الجيران على اقتناء مزيدٍ من الممتلكات؛ بل اللعب والعمل والحب، ربَّما تكون المحبة هي الأهم، والسعادة هي الحب ولا شيء آخر".

شاهد بالفيديو: 12 حقيقة عن حب الذات يجب على الجميع أن يتذكرها

لم يبقَ سوى الحب:

حب الذات - أن نكون مرتبطين عاطفياً بأنفسنا - يسمح لنا بمنح الحب دون توقع أي شيء في المقابل؛ فتوجد قوة هائلة في هذا؛ لأنَّ فاقد الشيء لا يعطيه، فعندما نمنح الحب بدلاً من البحث عنه دائماً لدى الآخرين، فإنَّنا نطلب أقل - هذا إن طلبنا شيئاً - من الآخرين، وبذلك لا يوجد "توازن" يجب الحفاظ عليه؛ لأنَّ الحب لا يُمنح بمقابل.

عندما أشعر بالغضب أو الندم أو الذنب أو القلق أو أي عاطفة سلبية متصورة، أشعر بعدم الارتياح في روحي وأحياناً أتألم جسدياً، فعندما توفي والدي فجأة في عام 2010 أدركت كم تغيرت؛ فالحب بوصفه العاطفة السائدة في حياتي يتيح لي رؤية الجمال حتى في المواقف التي تبدو مأساوية.

في اليوم السابق لجنازة والدي كنَّا نبحث عن صورة له لعرضها في القداس، فقالت ابنة أخي البالغة من العمر خمس سنوات: "من المحزن أن يموت جدي، ولكن على الأقل لدينا كل هذه الصور الرائعة له"، وقد أسعدني ما قالته.

مع حب الذات، وحينما تعرف أنَّك كفؤ يصبح قبول كل الأشياء أسهل، ومع ذلك من الهام ملاحظة أنَّه يمكنني قبول شيء ما دون الاضطرار إلى الإعجاب به مباشرة، وشعاري الذي أردده يومياً هو إعطاء الحب وتلقيه فقط.

عندما أقول للناس إنَّني أحب الجميع، يصفني بعضهم بالجنون أو يقولون إنَّ هذا مستحيل، لكن بصراحة من المؤلم ألا تفعل ذلك.

إقرأ أيضاً: 5 خطوات لتحقيق الذكاء العاطفي في الحب

إليك فيما يأتي 7 طرائق لتعيش أكثر سعادة من خلال الحب:

1. حب العزلة والانفراد:

عدم القدرة على الجلوس بهدوء في غرفة وحدك يشير إلى أنَّك لست متصالحاً مع ذاتك؛ لذا تعلَّم كيف تقبل ذاتك وتحبها.

2. خفض التوقعات:

التوقع هو السبب الأساسي لمعظم حالات الإحباط؛ فقد تكون إدارة التوقعات صعبة؛ لكنَّها عنصر قيم في تعلُّم الحب دون قيد أو شرط؛ لذا إنَّ توقع القليل لا يعني خفض معاييرك أو أهدافك أو قيمك؛ بل يعني ببساطة أنَّك يجب أن تتعلم أن تكون واقعياً وأن تدرك الفرق بين ما يمكنك وما لا يمكنك التحكُّم به.

3. تقليل مستوى الاهتمام:

قد تقول إنَّ هذا جنون، في مقال للكاتبة مارثا بيك (Martha Beck) في مجلة أوبرا (The Oprah Magazine) "كيف تحب أكثر من خلال تقليل مستوى الاهتمام" (How to Love More by Caring Less) تشرح كيف يوحي الاهتمام بظروف لها معانٍ مختلفة عن الحب، فيوحي الاهتمام بأنَّك مرتبط بالنتيجة عاطفياً، أمَّا الحب فهو القبول الخالص.

4. الاعتناء بنفسك أولاً:

ثمة تشبيه لهذا وهو ارتداء قناع الأكسجين في الطائرة، حيث ترشد المضيفة الآباء إلى ارتداء قناع الأكسجين قبل أطفالهم. إذا كنت لا تحب نفسك فلن تستطيع مساعدة أي شخص آخر.

5. معرفة حب الذات:

في أثناء مناقشة موضوع الحب في إحدى مجموعات الدعم، قال أحدهم: "كنت أبحث عن الجمال الخارجي عندما كان ما أريده حقاً هو الحب"؛ تعلَّم أن تحب وتحترم نفسك حتى تعرف الفرق.

6. تعلُّم لغة حب الآخرين:

كوني شخصاً عاطفياً كنت أتوق إلى علاقة عميقة مع والدي، وكان الحديث عن المشاعر أو موضوعات التنوير الذاتي شيئاً لم يكن والدي جيداً فيه؛ لكنَّه كان جيداً في أشياء أخرى، ومن خلال عملية الوعي الذاتي علمت أنَّ والدي عبر عن الحب بطرائق مختلفة، وقد مكنني هذا من الاستمتاع بعلاقة مختلفة تماماً معه على الرغم من أنَّه لم يتغير حقاً.

7. اكتشاف كيفية إظهار الحب:

يُحكَم علينا من خلال أفعالنا وليس نياتنا؛ لذا احرص على التعبير عن حبك لفظياً وأظهره للطرف الآخر، هذه فائدة من تعلُّم لغة حب الآخرين، فاستفد منها لتُظهِر لهم مدى حبك بالعديد من الطرائق المختلفة.

إقرأ أيضاً: ما هو نوع الحب الذي يجعل الناس سعداء؟

في الختام:

إذا تأذَّيتَ من الحب الآن فكن ممتناً؛ لأنَّه ما يزال لديك القدرة على الحب، وإجراء بعض التعديلات الضرورية والاستمرار فيه، وسيوصلك قلبك الكبير إلى أماكن أكثر سعادة على الأمد الطويل.




مقالات مرتبطة