7 خطوات لممارسة الحديث الذاتي الإيجابي

تجري الأحاديث في عقول معظمنا باستمرار، فنحن نتحدث مع أنفسنا طوال اليوم، وللأسف هذا الحديث الذاتي غالباً يكون سلبياً، ويتخلله الشعور بالذنب تجاه ماضينا أو القلق بشأن مستقبلنا، ولكن يمكن أن تدمر السلبية هذه أي ذرة أمل قد تكون لدينا في سعينا إلى تحقيق أحلامنا.



تقود أفكارنا أفعالنا؛ فإذا تمكنا من تغيير الطريقة التي نفكر بها يمكننا أن نبدأ في تغيير الأفعال التي نتخذها؛ لأنَّ السعي وراء تحقيق التنمية الشخصية هو جزء من الطبيعة البشرية، وسواء على الصعيد المالي أم العاطفي أم الجسدي أم الروحي، فيمكن أن تساعدنا ممارسة الحديث الذاتي الإيجابي على العمل والتصرف بطرائق من شأنها أن تجلب الخير إلى طريقنا، لذا إليك فيما يأتي 7 خطوات لممارسة الحديث الذاتي الإيجابي، والتي ستتخلص عبر اتباعها من السلبية في محادثاتك الذاتية، وتحصل بدلاً منها على أفكار إيجابية:

7 خطوات لممارسة الحديث الذاتي الإيجابي:

1. القضاء على الثرثرة السلبية الداخلية:

ترتبط الخطوة الأولى بالوعي؛ إذ سيصعب الانتقال إلى التفكير الإيجابي دون أن تكون على دراية تامة بالأفكار التي تدور في ذهنك، وستدهشك المشاعر المكبوتة الناتجة عن الأفكار السلبية، والتي تعكر صفو حياتك؛ فإذا لم تكن واعياً بها ستحمل الأذى أو الغضب في داخلك دوماً، ولكن سيساعدك الوعي بها على إخراجها لتتمكن من التعامل معها.

لا شك أنَّ استبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية لن يكون سهلاً إذا كان لديك تاريخ طويل من الحديث الذاتي السلبي، فقد أصبح سلبياً على مر السنين بسبب عوامل مختلفة، وعلى سبيل المثال: إذا أخبرك معلمك في المدرسة بأنَّك "غبي" مراراً وتكراراً، فربما صدقتَ أنَّك كذلك بالفعل، لذا تجد أنَّ أحاديثك الذاتية غالباً ما تكون عن أشياء مثل: "أنا بطيء الفهم للغاية" و"من الصعب جداً التعلُّم"، فإذا كنت تخبر نفسك مثل هذه القصص السلبية باستمرار، فأفعالك ستعكس تدني احترامك لذاتك وثقتك بنفسك، ومن ثم سيصعب الارتقاء بأفكارك إذا كنت تحبط نفسك دوماً.

إحدى الأحاديث الذاتية السلبية الشائعة هي إخبار نفسك: "لا أستطيع"، أو "الأمر صعب للغاية"، وهذا سيؤدي إلى إنشاء مقاومة داخلك، وسيمنعك وجود مثل هذا الحاجز الذهني من إنجاز مهمة كان من الممكن أن تنجح فيها، وفي كل مرة تقول فيها: "لا أستطيع فعل كذا"، تحدَّ ادعاءك هذا بقول: "ولمَ لا أستطيع؟".

تُظهر الأبحاث أنَّ معظم العباقرة أصبحوا ما هم عليه بسبب الجهد الكبير الذي بذلوه، لذا إذا كنت ترغب في أن تكون ناجحاً، فعليك أن تكثر من قول: "أستطيع".

إحدى الطرائق الرائعة أيضاً هي قول: "توقَّف" في كل مرة تجد نفسك فيها تقول أمراً سلبياً، سواء ذهنياً أم لفظياً، وتنجح الطريقة هذه إذا كانت لديك نية صادقة في أن تفكر بإيجابية.

2. ترديد عبارات التشجيع الإيجابية:

عبارات التشجيع: هي جمل إيجابية عن نتيجة أو هدف مطلوب، والتي عادة تكون قصيرةً وواقعيةً وتركز على فكرة ما، وإذا كررتها باستمرار، فتترسخ في عقلك الباطن، وهذا يتيح إمكانية ظهور نوع جديد من الأفكار.

إحدى الخطوات الهامة عند تكرار العبارات؛ هي أنَّك يجب أن ترددها بصوت عالٍ مع الشعور العميق بها؛ فمجرد قراءة بعض الكلمات لن تأتيك بأي نتيجة إلا إذا دعمتها بقوة مشاعرك، والحقيقة هي أنَّ عقلك الباطن يصدق كل ما يصدر منك بإيمان كامل وبعد تكرار الحديث عنه مع نفسك، فإنَّ تكرار عبارات التشجيع يومياً هو أمر هام، وفي البداية قد تتردد في اختيار عبارة التشجيع المناسبة، ولكن إذا اتبعت التعليمات البسيطة هذه، فستفسحُ المجال قريباً لمجموعة جديدة من المعتقدات، والتي ستتبلور في نفسك من خلال الإيمان المطلق بها.

شاهد بالفديو: 9 طرق لممارسة التحدث الإيجابي إلى الذات من أجل تحقيق النجاح

3. التفكير بسيناريوهات إيجابية:

إحدى الأمور التي قد تلاحظها هي مدى سهولة قيام عقلك ببناء أفكار سلبية باستمرار؛ فلا تتوقف عن الحديث عنها مع نفسك؛ بل وتحيك سيناريوهات تقيدك وتحد من إمكاناتك.

مارس التمرين الآتي من الآن فصاعداً باستمرار بدلاً من ذلك، وأَنشِئ قصة رائعة شبيهة بسيناريو لفيلم، وأضف عليه بعض التصورات، لتبني على قصة أساسها إيجابي، وكلما رويت القصة هذه لنفسك لفترة أطول، كان ذلك أفضل، كما يُفضَّل أن ترتكز هذه القصة حول تحقيق جميع أهدافك، وذلك كي تتمكن من الإيمان بها، كما لو أنَّك حققتها بالفعل.

4. استبدال التأثيرات السلبية بأخرى إيجابية:

من الهام أن تحدد العوامل السلبية الخارجية في حياتك، والتي ربما تقيد أفكارك، وعلى سبيل المثال، يمكن أن تتشوه حالتك الذهنية بسبب صداقتك لأشخاص سلبيين، وإذا لم تكن متيقظاً بما يكفي، فسوف تتبنى أفكارهم، لذا انتبه إلى التأثيرات السلبية من حولك، فإذا كان مصدرها أصدقاء معينين، فقلل من قضاء الوقت معهم قدر الإمكان، وتجنب مناقشة خططك مع الأشخاص الذين لن يدعموا أحلامك وأهدافك، وبدلاً من ذلك، أحط نفسك بأشخاص تؤدي أفكارهم وأفعالهم إلى تقويتك.

سترتقي بنفسك وتدفع بذاتك نحو نمو ذاتي أكبر بعد أن كنت أسيرَ الإحباط، وستؤثر الطاقة الإيجابية التي ستنتج عن ذلك في حديثك الذاتي الذي تمارسه أيضاً.

5. التركيز على الحاضر:

قد تخيفك الأمور العديدة التي يتعين عليك القيام بها للوصول إلى أهدافك؛ إذ يبدو تحقيق النجاح الذي ترغب به سراً هو أمر مربك للغاية، فتغرق بذلك في دوامة من القلق، وما قد يفيدك هو التركيز على الخطوات التي يمكنك اتخاذها في الوقت الحاضر؛ فإذا شعرت بالعجز، اسأل نفسك: ماذا يمكنني أن أفعل الآن؟

غيِّر حديثك الذاتي ليتحول من القلق بشأن المستقبل إلى آخر يتعلق بالحاضر الذي تستطيع التعامل معه أكثر، ولا يمكنك التحكم فيما سيحدث في المستقبل، ولكن يمكنك اتخاذ الخطوات اللازمة الآن والتي من شأنها بناء غد أفضل، الأمر الذي يتطلب منك تركيز أفكارك وحديثك الذاتي على الحاضر.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح تساعدك على التركيز على الحاضر

6. مواجهة مخاوفك:

الخوف هو غالباً ما يمنعك من تحقيق النجاح؛ فأنت تخاف من المجازفة لأنَّك تخشى فقدان الأمان الذي تتمتع به الآن، فتحاول إقناع نفسك بأنَّك سعيد في وضعك الحالي، بينما أنت لست كذلك في الحقيقة، وقد يبدو حديثك الذاتي إيجابياً عند محاولة الكذب على نفسك، إلا أنَّك تعلم في قرارة نفسك بأنَّك تخشى التغيير، لذا اسأل نفسك عما تخشاه، وما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث، ثم ابدأ تدريجياً بكسر مخاوفك ومعرفة إذا كانت لديك أي طريقة للنظر في الأمور بصورة أكثر إيجابية، وعندما تواجه مخاوفك ستدرك غالباً أنَّ السيناريو الأسوأ لم يكن سيئاً كما تعتقد، إلى جانب أنَّ فوائد التغيير تستحق المخاطرة، وهذا هو الأمر الذي سيغير حديثك الذاتي في هذه المرحلة.

7. التركيز على اللحظات الممتعة:

من السهل أن يكون لديك موقف إيجابي إذا ركزتَ على اللحظات الممتعة في الحياة بدلاً من اللحظات الصعبة، وصحيح أنَّك ستواجه الصعوبات لا محالة، ولكن عليك أن تتذكر أنَّ هذا طبيعي في الحياة، وأنَّ الأوقات الجيدة ناتجة عن الأوقات السيئة، لذا اختر أن تملأ عقلك بصور وأفكار إيجابية، واجعلها عادة تمارسها بوعي؛ فما عليك سوى إعادة ضبط عقلك في كل مرة تنحرف فيها أفكارك عن مسارها الإيجابي، ويمكنك أن تكون ممتناً مثلاً لما تملكه حالياً، الأمر الذي سيغير حديثك الذاتي أيضاً ليركز على الفرح؛ فإنَّ للامتنان أثر عميق في نفسيتك.

إقرأ أيضاً: تأثير التركيز على الحاضر على سعادتنا

في الختام:

لن يتحقق استبدال الحديث الذاتي السلبي بالإيجابي بين عشية وضحاها؛ فإذا كان التفكير السلبي متجذراً في عقلك، فسوف يستغرق الأمر بعض الوقت ومن ثم يتطلب بعض الجهد، ولكن إذا كنت تواجه صعوبات كثيرة، وغير قادر على تحقيق أهدافك وتقلل من شأن نفسك، فيجب عليك أن تتحمل وتلتزم بعملية التغيير، ومن خلال اتباع الخطوات المذكورة آنفاً لممارسة الحديث الذاتي الإيجابي، ستتحسن نوعية حياتك، ومن ثم ستحظى بمزيد من السعادة والسلام والفرح، وأفضل ما في الأمر هو أنَّك تشعر بالقوة والتمكين، ومن المرجح أن تبلغ أقصى إمكاناتك وتحقق النجاح نتيجة التغييرات الإيجابية التي ستطرأ على طاقتك.




مقالات مرتبطة