7 خطوات للانضباط الذاتي تساعدك على تحسين حياتك (الجزء الأول)

عندما تكون قادراً على ضبط نفسك يمكنك النجاح في أي شيء، والحل للسيطرة على أفكارك وأفعالك هو ممارسة الانضباط الذاتي، فهل تعلم أنَّ الأشخاص الأكثر نجاحاً قد وصلوا إلى ما هم عليه اليوم لأنَّهم تعلَّموا ممارسة الانضباط الذاتي؟

إن كنت أنت أيضاً ترغب في استعادة السيطرة على أفكارك وأفعالك، فيمكنك بدء عملية تحسين ذاتك بفهم ماهية الانضباط الذاتي، ومعرفة المهارات التي تحتاجها لتطويره، والاقتداء بالناجحين الذين يلهمونك للوصول إلى العظمة.



ما هو الانضباط الذاتي؟

لنبدأ بالأساسيات، تتكون هذه الكلمة من جزأين:

1. "الانضباط":

ويعني التدريب الذي يصحح أو يصقل أو يؤدي إلى التحكُّم بالقدرات العقلية أو الصفات الأخلاقية حسب قاموس ميريام ويبستر الأميركي (Merriam-Webster).

2. "الذاتي":

ويعني أنَّ لديك قوة الإرادة للقيام بهذه الأشياء بنفسك دون أن يخبرك شخص ما بالقيام بها؛ لذا فإنَّ الانضباط الذاتي يعني التحكُّم بمشاعرك وإنجاز حتى المهام الصعبة التي تمكِّنك من أن تكون أفضل وتتمتع بمزيد من الرخاء.

يمكن أن يساعدنا أكثر من تعريف واحد للانضباط الذاتي على استيعاب هذا المفهوم على نحو أفضل.

لذا إليك تعاريف القواميس الآتية:

1. حسب قاموس أكسفورد للغات (Oxford Languages Dictionary):

الانضباط الذاتي هو "قدرة المرء على التحكُّم بمشاعره والتغلب على نقاط ضعفه، وقدرته على فعل ما يظنُّ أنَّه الصواب بصرف النظر عمَّا قد يدفعه للتخلِّي عنه".

2. حسب قاموس كولينز (Collins Dictionary):

الانضباط الذاتي هو القدرة على السيطرة على نفسك وإلزامها بالعمل الجاد أو التصرف بطريقة معينة دون الحاجة إلى أي شخص آخر يخبرك بما يجب عليك فعله.

3. حسب قاموس ميريام ويبستر (Merriam-Webster):

الانضباط الذاتي هو تصحيح أو تنظيم الذات لتصبح شخصاً أفضل.

يمكنك أيضاً استخدام كلمات مختلفة بدلاً من الانضباط الذاتي لفهم معناها فهماً أفضل، بعض المرادفات هي:

  1. ضبط النفس.
  2. التنظيم الذاتي.
  3. السيطرة على الذات.
  4. قوة الإرادة.
  5. ثبات الهدف.
  6. كبح النفس.

شاهد بالفيديو: طرق تنمية الانضباط الذاتي

ربما يكون التعريف الأفضل للانضباط الذاتي هو:

القدرة على جعل نفسك تفعل ما يجب عليك فعله عندما يجب عليك القيام به، سواء كنت ترغب في ذلك أم لا.

في الحقيقة من السهل أن تفعل شيئاً عندما ترغب بفعله، ولكن كي تحسِّن حياتك ومسيرتك المهنية وتطوِّرها عليك أن تجبر نفسك على القيام بما يلزم حتى حين لا تشعر بالرغبة في ذلك.

تتطلب السيطرة على مشاعرنا في الحاضر حتى نتمكن من الحصول على شيء أفضل في المستقبل عملاً شاقاً؛ إذ ينطوي ذلك على الإشباع المتأخر الذي لا يوافق رغباتك؛ أي فعل ما عليك القيام به الآن حتى تتمكن من القيام بما تريد لاحقاً.

كما يشرح عالم النفس آردن مالبرغ (Arden Mahlberg) في أحد اقتباساته عن الانضباط الذاتي: "يعني الانضباط حمل أنفسنا على القيام بما علينا القيام به حتى عندما لا يكون لدينا الرغبة في ذلك".

ضبط المرء لسلوكه يؤدي إلى النجاح في أي شيء يريد تحقيقه؛ لذا طبِّق مبادئ الانضباط الذاتي على كلٍّ من حياتك الشخصية والمهنية.

أهمية الانضباط الذاتي:

توجد عدة فوائد لامتلاك القدرة على ضبط الذات، فيجعلك الانضباط الذاتي أكثر قدرة على تحقيق أهدافك؛ إذ تصبح أكثر تركيزاً على ما هو هام، وأقل ميلاً إلى الاهتمام بما قد يعترض طريقك، ويساعد على تقليل التوتر والقلق الناجمَين عن المماطلة أو إضاعة الوقت أو عدم وجود خطة لاتباعها.

يزيد ضبط النفس ثقتك بقدرتك على إنجاز الأشياء؛ ممَّا يؤدي إلى عيش نمط حياة أفضل وجعلك شخصاً أفضل، ويدفع الانضباط الذاتي عملية التحسين الشخصي في جميع مجالات حياتنا مثل الصحة البدنية والعقلية والتعليم والحياة المهنية والاجتماعية والاستقلال المادي.

تُظهِر الأبحاث أنَّ الطلاب الذين لديهم مستوى أعلى من الانضباط الذاتي بصرف النظر عن معدل ذكائهم يكتسبون المزيد من المعرفة، ويرتكبون عدداً أقل من أخطاء عدم الانتباه، ويؤدون أداء أفضل من أقرانهم الذين لا يمارسون الانضباط الذاتي.

على الصعيد المهني تُظهِر الأبحاث أنَّ الانضباط الذاتي له نتائج إيجابية، مثل ارتفاع المردود المادي للفرد، وشعوره بالإنجاز في حياته المهنية، وارتفاع معدل تحقيقه لأهدافه.

كيف تعرف ما إذا كنت تفتقر إلى الانضباط الذاتي؟

توجد بعض العلامات التي يجب عليك البحث عنها، وإحدى العلامات هي أنَّك تجد نفسك تختلق الأعذار لتقصيرك في مهامك؛ على سبيل المثال تتطلب الدقة في المواعيد ضبط النفس، إن كنت غالباً ما تتأخر عن المواعيد أو العمل أو الالتزامات الأخرى وتلقي اللوم على ازدحام المرور، أو تستيقظ متأخراً، أو تبقى مستيقظاً حتى وقت متأخر لإنهاء مشروع، فمن المحتمل أنَّك تفتقر إلى الانضباط الذاتي؛ لذا يجب عوضاً عن ذلك أن تتحمل مسؤولية الخروج من المنزل في وقت مبكر، والاستيقاظ في الوقت المحدد، وعدم المماطلة في بدء مشروعك.

علامة أخرى على أنَّك تحتاج إلى مزيدٍ من الانضباط الذاتي هي الاستسلام للمغريات وعدم القدرة على تحقيق طموحاتك؛ وقد يعني ذلك تناول كثير من الطعام الذي يمنعك من تحقيق الوزن المثالي الذي ترغب فيه، أو عدم تقدُّم حياتك المهنية؛ لأنَّك تستسلم لإغراء وسائل التواصل الاجتماعي وتمضي بعضاً من وقت فراغك باستخدامها بدلاً من متابعة دورة تدريبية عبر الإنترنت.

إقرأ أيضاً: 8 خطوات فعالة لتعزيز الانضباط الذاتي

يعد انتظار الشعور بالتحفيز قبل القيام بشيء ما علامة أخرى؛ على سبيل المثال إن كنت ترغب في تأليف كتاب وتنتظر اللحظة المناسبة التي تشعر فيها بالنشاط للقيام بذلك فمن المحتمل أنَّك لن تنجزه أبداً.

يمنحك الانضباط الذاتي القوة لمغادرة منطقة الراحة الخاصة بك ويتيح لك الارتقاء لآفاق جديدة لم تتخيلها قط.

إقرأ أيضاً: ما هو الانضباط الذاتي؟ وما هي طرق تنميته والاستفادة منه؟

في الختام:

لقد تعرَّفنا إلى ماهيَّة الانضباط الذاتي وأهميته في حياة الفرد، وفي الجزء الثاني والأخير من المقال سنناقش 7 خطوات تساعدك على تطوير الانضباط الذاتي.




مقالات مرتبطة