7 حقائق رائعة يمكن أن تغيِّر حياتك

يقول الأديب الفرنسي "سيباستيان روش نيكولا دي شامفور" (Sébastien-Roch Nicolas De Chamfort): "يمكن أن يجلب الوهم المتعة؛ لكنَّ السعادة تكمن في الحقيقة".

تحدد معتقداتك طريقة حياتك، والأشخاص الذين غيروا العالم يؤمنون في حقائق مؤثرة تهيئهم لتحقيق النجاح.



إليك في هذا المقال 7 من هذه المعتقدات:

1. تدوين أهدافك يزيد من احتمالية تحقيقها:

البديل الوحيد لهذه الممارسة هو تتبُّع أهدافك من خلال التفكير المستمر بها، ولكن قد تُفاجأ عندما تدوِّن ما تفكِّر به بكمية الأشياء التي تحاول معاملتها، فتشير الدراسات إلى أنَّه يمكن للقشرة المخية قبل الجبهية التي يمكن أن نشبِّه دورها في الدماغ بدور المدير أن تُعامل مع 2 إلى 3 أشياء في وقت واحد؛ بمعنى آخر لا يوجد شخص طبيعي قادر على إدارة حياته بواسطة التفكير وبالجودة نفسها التي يحصل عليها عندما يدير حياته من خلال تدوين أهدافه، وحُسن الإدارة ما هو إلا أحد الفوائد التي تحصل عليها من خلال تدوين الأهداف.

اتضح أيضاً أنَّ كتابة شيء ما، والمقصود هنا الكتابة باستخدام الورقة والقلم، وليس الطباعة على الحاسوب أو غيره لها تأثير معرفي إيجابي؛ فقد وجدت هذه الدراسة أنَّ تدوين الأفكار على ورقة يزيد من وضوحها في ذهنك، فيحافظ الإمساك بالورقة على وضوح الفكرة في ذهنك، في حين يؤدي التخلص من الورقة إلى ما يشبه تجاهل الفكرة؛ لذلك فإنَّ كتابة أهدافك أمر ضروري.

دوَّن أهدافك؛ لأنَّ هذه العملية هي ما يحوِّل الأمنيات إلى رغبات، والمستحيل إلى ممكن، والأحلام إلى خطط، والخطط إلى واقع؛ لذلك لا تكتفِ بالتفكير في أهدافك؛ بل اجعلها أهدافاً مكتوبة.

2. الرقص يجعلك شخصاً أكثر ذكاءً:

إلى جانب الشعور بالسعادة، وقضاء وقت ممتع يجعلك الرقص شخصاً أكثر ذكاءً، كما أنَّ الرقص يساعدك على امتلاك منظور إيجابي عن الحياة؛ فالأشخاص الذين يرقصون لا يخشون قضاء وقت ممتع؛ فالحياة قصيرة جداً ولا يجب أن نضيعها في الشعور بالإحراج، وكما يقول الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه (Friedrich Nietzsche): "أُعِدُّ أنَّ كل يوم من عمري ضاع سدى ما لم أرقص فيه".

3. ترديد العبارات التحفيزية أمام المرآة يمكن أن يغيِّر تفكيرك:

ربما تحسب أنَّه من الغريب أن تتحدث إلى نفسك أمام المرآة، وبالطبع ستشعر بالإحراج إذا رآك أحدهم تفعل ذلك؛ لكنَّه ليس مضيعة للوقت إذا ما أخذت بالحسبان تأثير تكرار العبارات؛ إذ توجد في الدماغ شبكة من المسارات العصبية المسؤولة عن تحديد أفكارك وسلوكاتك الاعتيادية، وعندما تُكرِّر السلوكات والأفكار يتعزز ببطء أحد المسارات العصبية في دماغك، وهذا ما يؤدي خلال الوقت إلى تشكيل عادة جديدة.

يمتلك كثير من الناس معتقدات سلبية عن أنفسهم، وهذا أمر غير صحي، ويجب تغييره للأفضل؛ فإذا كان اعتقادك السلبي عن نفسك ذا علاقة بتقدير الذات وقلت في نفسك في كل صباح أمام المرآة: "أنا شخص ذو قيمة" مع اقتناعك بما تقوله؛ سيزداد إيمانك بهذه العبارة مع مرور الوقت، وأيَّاً يكن ما تريد اكتسابه من سمات شخصية، فإنَّ عبارات التحفيز اليومية تزيد من احتمالية امتلاك هذه السمات.

لا يرتبط الأمر بالعلوم الزائفة أو الخرافات؛ وإنَّما بقوة التكرار؛ فالتكرار له تأثير فاعل في الدماغ، ولكن لن تستفيد شيئاً من تكرار العبارة دون الإيمان بها؛ فيجب أن تعني ما تقوله وتركِّز عليه.

عبارات التحفيز ليست ضرورية لتحقيق مستوىً عالٍ من النجاح؛ لكنَّها يمكن أن تساعدك على التخلص من قلة الثقة في النفس والأفكار السلبية والمعتقدات التي تحد من قدراتك، فيقول الملاكم الأمريكي محمد علي كلاي (Muhammad Ali klay): "تكرار العبارات هو ما يؤدي إلى الإيمان، وبمجرد أن يصبح الإيمان راسخاً ستبدأ النتائج بالظهور".

شاهد بالفديو: كيف تتغلب على نقص التحفيز وتبقى متحمساً دائماً؟

4. الحياة غير مدينة لك بأي شيء:

لا يضمن العالم لك الحصول على وظيفة جيدة، أو حياة سعيدة، ولا يدين لك بأي شيء؛ بل أنت المسؤول عن تحقيق هذه الأشياء لنفسك إذا كنت ترغب فيها حقاً، لا يبالي المجتمع إلا بمساهمتك، وإذا كنت تعوِّل على النيات الحسنة لتحقق ما ترغب فيه فستصاب بخيبة الأمل.

تسود في عالمنا روح المنافسة الشرسة؛ وهذا يتطلب منك جهداً كبيراً لتترك بصمتك، بعض الأشخاص ينجح وبعضهم الآخر يفشل، وهي حقيقة قاسية؛ لكنَّها الواقع، وتصديق أي شيء خلاف ذلك ما هو إلا كذبة تعوقك عن التقدُّم، ويمكن من خلال إدراك هذه الحقيقة أن تبدأ بالقيام بما هو ضروري لتحقق ما ترغب فيه في حياتك.

يقول الكاتب الأمريكي مارك توين (Mark Twain): "الكون ليس مديناً لك بشيء؛ فقد كان موجوداً قبلك".

5. أنت تستحق تحقيق النجاح أكثر ممَّا تستحق الحصول على استراحة:

يوجد قاسم مشترك بين الأشخاص الذين حققوا العظمة سواء من ناحية النجاح المالي، أم الشهرة، أم تغيير العالم؛ وهو أنَّهم يعملون بجد؛ بل إنَّ بعضهم يعملون بلا هوادة من أجل مصلحتهم، وقد يكون مرد هذا الاختلاف في العقلية؛ إذ إنَّ الأشخاص الناجحين يحسبون أنَّهم يستحقون النجاح أكثر ممَّا يستحقون الاستراحة، ولا نعني بذلك أنَّك لا تستحق أن تستريح؛ فجميعنا بحاجة إلى استراحة، ولكن ما نعنيه هو أنَّ هذه الفكرة هي ما قد يكون حائلاً بينك وبين تحقيق النجاح.

تشير دراسة أجراها كل من عالِم السلوك الأمريكي رافي دار (Ravi Dahr)، والأستاذة في جامعة هارفارد (Harvard University) آيليت فيشباخ (Ayelet Fishbach) أنَّ فكرة استحقاق المكافأة يمكن أن تعوق تقدُّمنا، وقد أجريَت الدراسة على النحو الآتي: قُسِّم عدد من الأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية إلى مجموعتين؛ ومن ثمَّ ذكَّر الباحثون واحدة من هاتين المجموعتين فقط بالتقدُّم الإيجابي الذي يحرزونه في اتباع الحمية؛ ومن ثمَّ قدَّم الباحثون للمجموعتين حرية اختيار إمَّا تفاحة أو قطعة شوكولاته كنوع من المكافأة.

كان عدد الأشخاص الذين اختاروا قطعة الشوكولاته في المجموعة التي ذُكِّرَت بالتقدُّم الذي أحرزوه أكبر مقارنةً بالمجموعة الثانية، ويُظهر هذا التأثير السلبي المُحتمل للعقلية التي تجعلنا نظن أنَّنا نستحق مكافأة، وكانت نسبة الأشخاص الذين اختاروا لوح الشوكولاته أكبر في المجموعة التي أشاد الباحثون بها، وبالطبع يؤكِّد هذا على أنَّ الناس عموماً يحبُّون الشوكولاته؛ لكنَّنا نعلم هذه الحقيقة سابقاً.

يأخذ بعض الأمريكيون فترات استراحة طويلة؛ فوفقاً لشركة نيلسن ميديا ريسيرتش (Nielsen Media Research) متوسط مشاهدة الأمريكيين للتلفاز هو أكثر من 5 ساعات في اليوم؛ أي ما يعادل 1.825 ساعة في العام، تخيَّل لو أنَّك تركِّز على هواية خلال هذا الوقت بدلاً من مشاهدة التلفاز، ووفقاً للقاعدة التي تقول إنَّ 10 آلاف ساعة من الممارسة كافية لتحقيق الإتقان في أي مجال، فستتقن أية هواية خلال 6 سنوات، ولا نعني بذلك أنَّك ستصبح بارعاً إلى حد ما في هذه الهواية؛ بل متقن لها على نحو كامل، ويمكن أن تتقن فن الخطابة مثلاً، والسر لا يكمن في العدد 10 آلاف؛ وإنَّما يبدو أنَّه تقدير صحيح لما يحتاج إليه الشخص الطبيعي من الوقت حتى يتقن شيئاً ما.

الخطأ الذي يرتكبه كثيرون هو أنَّهم ينظرون إلى الحاضر على أنَّه وقت مميز، في حين أنَّه ليس كذلك؛ فنحن نختلق أعذاراً لنقنع أنفسنا بأنَّ اليوم مختلف، وفي الواقع باستثناء حدوث شيء غير مألوف فإنَّ جميع أيامنا تقريباً متشابهة؛ لذلك فإنَّ الحاضر هو أفضل مؤشر يمكن من خلاله التنبؤ بما ستكون حياتك عليه فيما بعد، وتذكَّر أنَّ معظمنا لا يعيش سوى أقل من 28 ألف يوم؛ ذلك وفقاً لمتوسط عمر الإنسان، وهذا ليس بكثير، إذا وصلت إلى مرحلة الاحتراق الوظيفي فخذ استراحة، ولكن لا تقنع نفسك بأي شيء سوى أنَّ هذا اليوم هو أفضل فرصة لديك للسعي وراء أحلامك، وإذا كنت ترى أنَّ عبارة: "اغتنم فرصة اليوم" مبتذلة فإنَّ الواقع يقول إنَّ طريقة عيشك ليومك الحالي هو ما يمهِّد لبقية حياتك.

يقول رجل الأعمال الأمريكي جيم رون (Jim Rohn): "لا يمكنك تغيير مصيرك بين عشيةٍ وضحاها، ولكن يمكنك تغيير مسارك".

إقرأ أيضاً: 10 من مهارات البشر الضرورية لتحقيق النجاح

6. ليس من الضروري أن يُعجب بك الجميع:

إذا أردت أن تكون شخصاً له بصمة فريدة في الحياة فلن يحبك الجميع؛ فسيكون ثمَّة أشخاص يغارون من نجاحك، وأضف إلى ذلك أنَّه يوجد أشخاص لديهم قيَم مناقضة لقيَمك؛ لذلك ستكون عرضة للانتقاد غير المنصف؛ لكنَّ أسوأ طريقة لعيش الحياة هي أن تسعى إلى إرضاء الجميع، وإذا كان الجميع معجباً بك، فهذا يعني أنَّك أبعد ما يكون عن المحاولة الجريئة لتغيير الواقع.

بالطبع الآخرون هم من أهم الجوانب في حياة أي فرد؛ فنحن في النهاية كائنات اجتماعية، ونحتاج إلى بعضنا؛ لكنَّك لا تحتاج سوى إلى الحب من بعض الأشخاص مثل عائلتك، وربما - وهذا ليس ضرورياً - الأصدقاء؛ وبذلك تعيش حياة سعيدة، وبخلاف ذلك فإنَّ محبة الآخرين لك ما هي إلا كماليات، وأفضل ما في الأمر أنَّ كثيرين يجدون سبباً حتى يكرهوك؛ لكنَّ غيرهم يحبونك دون سبب؛ أي إنَّك قادر على أن تكون عفوياً دون القلق من أحكام الآخرين، وسيحترمك الجميع تقريباً إلى حدٍّ كبير عندما يرون شجاعتك في إظهار شخصيتك الحقيقية في كافة الظروف، تخلَّ عن الحاجة إلى إبهار الآخرين، وستتحسن حياتك بلا أدنى شك.

يقول الممثل الأيرلندي ديلان موران (Dylan Moran): "لا يمكنك إرضاء الجميع، ولا يجب أن تسعى إلى ذلك أصلاً؛ لأنَّك حينها لن ترضي أحداً، وبالأخص نفسك".

إقرأ أيضاً: 7 عادات فعالة لتتوقف عن إرضاء الآخرين

7. لا شيء أهم من عاداتك اليومية:

عاداتك هي أهم جزء في حياتك، فقد وجدت دراسة في جامعة ديوك (Duke University) أنَّ عاداتنا تشكِّل سلوكنا؛ وبمعنى أشمل فإنَّ العادات هي سلوكات نكررها يومياً، وإذا لم تكن عاداتك إيجابية الآن فأنت بحاجة إلى تغييرها، ويمكن أن تؤدي عاداتك إلى تغيير نوعية الحياة؛ من حياة مريعة إلى حياة رائعة، استثمر وقتك وطاقتك في تحسين عاداتك، وستحصل على عائد هذا الاستثمار في السنوات اللاحقة.

في الختام:

ما من أحد غيرك قادر على تغيير حياتك إلى الأفضل؛ والسبب في أنَّ بعض الأشخاص ينجح في ذلك في حين يفشل الآخرون هو مدى التزامهم السعي وراء أهدافهم، وتذكَّر أنَّك المسؤول الوحيد عن حياتك، فلمَ لا تجعل منها حياةً رائعةً؟




مقالات مرتبطة