7 تقنيات مذهلة لحل أي مشكلة من جذورها

هل تجد أنَّك ترتكب الأخطاء نفسها مراراً وتكراراً؟ هل تحوَّلت بعض خياراتك السيئة إلى عاداتٍ سيئة؟ من المحتمل أن نتَّفق جميعاً على أنَّ هناك أشياء نودُّ تغييرها فيما يخصُّ أفعالنا أو ظروفنا، فمثلاً: ربَّما تستمرُّ في الانغماس في العلاقات السيئة، أو لا تتمكن من التوقُّف عن الأكل بنهم، أو قد لا تصل أبداً في الوقت المحدد، أو ربَّما تتعطَّل سيارتك كلَّ أسبوع، أو أنَّك دائماً ما تدخل في جدالاتٍ مع أقاربك. لكن، لا تقلق، فمهما كانت المشكلة التي تواجهها، هناك العديد من الطرائق للوصول إلى حلٍّ لها.



تبقى مشاكلنا قائمةً عندما نعالج الأعراض بدلاً من القضاء على أسبابها، وقد تمنحنا استجابتنا المتسرِّعة لكلِّ المشاكل راحةً مؤقَّتة؛ لكنَّ المشكلة ستستمرُّ في إظهار نفسها ما لم نتمكَّن من تحديد أصلها.

ادخل إلى صلب مشكلتك دائماً:

ردود الفعل عدوةٌ للوجود الهادئ والسعيد، فهي تُرغِمك على هدر أيامك في حلِّ المشاكل، بدلاً من تطوير استراتيجياتٍ مستدامةٍ لمعالجتها.

أنت ستحتاج إلى امتلاك زمام المبادرة لتكون قادراً على حلِّها، ويمكن لإجراء التحليل السببي -أو تحليل السبب الجذري- أن يساعدك في تحديد أصل مشاكلك، لتتمكَّن بعد ذلك من القضاء عليها نهائياً؛ كما يساعدك في توقُّع المشكلات المستقبلية، والقضاء على المشاكل الحالية، ووضع خطة عملٍ لحلِّ المشكلة؛ فعندما تحلِّل السبب الجذري، يمكنك التفريق بين الارتباط والسببية.

غالباً ما نفكِّر في استخدام هذا النوع من التحليل لفهم المشاكل الحالية أو الماضية؛ ولكنَّ تحليل السببية الافتراضية يمكِّنك من التنبؤ بالنتائج قبل الالتزام بالعمل.

شاهد بالفيديو: 6 أمور لا تشغل نفسك بها

سبع تقنياتٍ مجرَّبة وصحيحة لحلِّ أيِّ مشكلة:

يمكن أن يساعدك استخدام إحدى تقنيَّات التحليل السببي هذه في العثور على حلٍّ مستدام:

1. تحليل الأسباب الخمسة (5Whys Analysis):

تنطوي إحدى أبسط طرائق التحليل السببي على أن تسأل نفسك "لماذا؟" خمس مرات، لتبدأ تحديد المشكلة؛ ثمَّ تسأل نفسك عن سبب كون الحال على ما هو عليه، لتخلق سلسلةً استقصائيةً تقدِّم رؤيةً حول جوهر المشكلة.

2. تحليل باريتو (Pareto Analysis):

يُشار إليه أحياناً باسم "قاعدة 80/20"، والفكرة هنا هي أنَّ: 20٪ من أفعالك تسبِّب 80٪ من النتائج.

عندما تواجه مشكلةً ما عادةً، فهناك بعض العوامل الرئيسة التي توصف بـ "الرئيسية القليلة"، ثمَّ هناك "التوافه الكثيرة"، وهي المشاكل الأصغر التي يمكن أن تُعمِّق آثار عادةٍ سيئةٍ أو عقليَّةٍ صعبة.

يلاحق الكثير من الناس أحد أسباب "التوافه الكثيرة"، بدلاً من التركيز على الأسباب "الرئيسية القليلة"؛ ممَّا يتسبَّب بخلق أكبر قدرٍ من المشاكل.

مخطط باريتو للتأخر في الوصول حسب السبب المبلغ عنه

كما ترى من الرسم البياني: يحتوي المحور الأفقي على عوامل تساهم في "التأخير"، ويمثِّل المحور العمودي الأيسر عدد الحالات التي يحدث فيها التأخير.

يوضِّح لك المحور العمودي كيف تتراكم عدد الحالات مقابل النسبة المئوية من إجمالي المشكلة، ويمثِّل الخط البرتقالي النسبة التراكمية للمشكلات التي تساهم في التأخير بشكلٍ عام.

كما ترون، فقد كان كلٌّ من: "زحمة المرور"، و"رعاية الأطفال"، و"وسائل النقل العامة"؛ العوامل الرئيسة المساهمة في التأخير؛ وإذا كنت ترغب بتحسين التزامك بالمواعيد، فيجب عليك التركيز عليها؛ لأنَّها الأسباب الأكثر شيوعاً للتأخير.

قد تبدو هذه الطريقة معقَّدة، لكنَّ هناك العديد من نماذج البرمجيَّات المتاحة لك لتسهيل هذا النوع من التصوُّرات.

إقرأ أيضاً: أهم 4 أخطاء في تطبيق قاعدة 80/20

3. وضعية الفشل وتحليل الآثار (FMEA):

يمكن أن يوضِّح هذا التحليل السببي متعدد الخطوات أصل مشكلتك؛ ولكنَّه أيضاً طريقةٌ فعَّالةٌ لتوقُّع الصعوبات عندما تحاول القيام بشيءٍ جديد.

  1. ابدأ التحقُّق من المشكلة (سواءً كانت حقيقيَّةً أم متوقَّعة).
  2. ثمَّ اذكر كلَّ الأشياء التي تساهم في الفشل.
  3. اسأل نفسك كم مرةً يحدث الفشل.
  4. ضع قائمةً بالإجراءات التي اتخذتها للتأكُّد من عدم تكراره.
  5. حلِّل ما إذا كانت هذه الحلول ناجعةً بالنسبة إليك.

يمكنك إعادة النظر في مجموعة الاستفسارات هذه في أيِّ وقت؛ لكنَّها قَيِّمَة، خصوصاً بعد إعادة هيكلة فعلٍ ما أو سياسةٍ ما.

4. تحليل شجرة الأخطاء:

أفضل استخدامٍ لهذا النموذج البصري: التحقُّق من أصل المشاكل المتعلِّقة بمسائل السلامة؛ ويمكن لـ "جبر بول" (Boolean Algebra) أن يجعل هذا النموذج أكثر قوةً في أبسط مستوياته، حيث يبدأ هذا التحليل بتسمية المشكلة.

أنت تُنشِئ مربعاتٍ تحتوي على العوامل التي تساهم في النتيجة غير المرغوب بها أسفلَ المشكلة؛ وذلك على عكس النماذج الأخرى التي تشجِّعك على التفكير في العوامل المساهمة المحتملة.

يتطلَّب تحليل شجرة الخطأ: التفكير بما هو معروف، واستنتاج المعنى منه.

5. شجرة الواقع الحالي (CRT):

يمكن أن تكون طريقة شجرة الواقع الحالي (Current Reality Tree) فعَّالةً في فهم المشاكل والروابط الموجودة فيما بينها، وذلك عندما تتعامل مع عدة مشاكل في الوقت نفسه.

على سبيل المثال: ربَّما لاحظت أنَّ مديرك غاضب منك طوال الوقت؛ لأنَّك تتأخَّر بشكلٍ متكِّرر، وكثيراً ما تكون مرهقاً للغاية للقيام بعملك؛ لذا:

  1. ضع هذه التأثيرات غير المرغوب فيها، مثل: رئيسك الغاضب، والتأخُّر، والتعب؛ في مربعها الخاصِّ في الجزء السفلي من الشجرة.
  2. فكِّر مليَّاً بالأسباب المحتملة لكلٍّ من هذه المشاكل على حدة، وضع كلَّ سببٍ في مربعه الخاص على اعتبار أنَّه "فرع" ينبت من الشجرة.
  3. خصِّص بعض الوقت لتحليل كلِّ مشكلةٍ من المشاكل التي سردتها، والتي لها علاقة ببعضها بعضاً، مثل: عبارات: "إذا...؛ إذاً"، على سبيل المثال: "إذا كان مديري غاضباً مني؛ إذاً فهو كذلك بسبب تأخيري المتكرِّر".
  4. اربط الأفكار للواقع الحالي في شجرتك بأسهم.

ستلاحظ في نهاية المطاف خيوطاً مشتركةً بين الآثار غير المرغوب فيها.

6. تحليل الحلِّ السريع للمشاكل (Rapid Problem Resolution)

يتضمَّن هذا النوع من التحليل السببيِّ ثلاث خطواتٍ رئيسة:

  1. في مرحلة الاكتشاف: أنت تجمعُ المعلومات للتحقُّق من المشكلات.
  2. في أثناء مرحلة التحقيق: أنت تضعُ خطةً بناءً على البيانات التي جمعتها.
  3. وأخيراً، أنت تضعُ خطتك موضع التنفيذ.

إذا اخترت استخدام هذا النوع من التحليل السببي، فعليك التحقق -دورياً- من أنَّك حددت المشكلة بشكلٍ صحيح، وأنَّ الحلَّ الذي اقترحته يعمل على النحو المنشود.

7. مخطط السبب والنتيجة أو مخطط "عظم السمكة":

تُفيد هذه الوسيلة في إيجادِ تصورٍ لمشكلة معينة، سواءً كنت تعمل لوحدك أم مع فريق. وكما هو الحال مع النماذج الأخرى، فأنت تبدأ بتحديد مشكلتك وكتابتها، ثمَّ ترسم خطاً أفقيّاً يقطع مركز رسمك البياني بطريقةٍ تشبه العمود الفقري للسمكة (من هنا جاء اسم المخطط).

تمتد العديد من الخطوط القطرية من العمود الفقري، وكلُّ ما عليك فعله: كتابة نوع السبب الذي يساهم في تشكيل المشكلة في أعلى كلِّ سطرٍ من هذه السطور؛ على سبيل المثال: إذا كانت مشكلتك هي عدم شعورك بالسعادة غالباً، فيمكن أن تكون هناك العديد من فئات الأسباب التي تساهم في مشكلتك، مثل: الأسرة والعمل والصحة.

اسأل نفسك: لماذا تغذي كلٌّ من هذه الفئات مشكلتك؟ هذه هي أسباب مشكلتك، فمثلاً: قد يكون عارض عدم سعادتك المتأصِّل في عائلتك، بسبب شعورك بانعدام التواصل المناسب مع الشريك. لذا، فكِّر قدر ما تستطيع بالأسباب الكثيرة لمشكلتك.

بعد الانتهاء من رسمك البياني، سيكون لديك فكرةٌ أفضل عن المكان الذي تنشأ منه المشكلة. قد تلاحظ أنَّ بعض الفئات لديها أسباب تساهم في الأعراض غير المرغوب فيها أكثر من غيرها.

تستطيع التفكير أيضاً في كيفية ارتباط هذه الفئات؛ ويمكنك تطوير خطةٍ منهجيةٍ تتعامل مع جوهر المشكلة، بدلاً من محاولة حلِّ المشاكل الفرعية.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح تساعدك على حل مشاكلك والعيش باستقرار

ما الطريقة التي يجب أن تجرِّبها؟

هناك عددٌ كبيرٌ من خيارات التحليل السببي بمستوياتٍ متفاوتةٍ من التعقيد.

إذا كان لديك الكثير من المعلومات المتعلِّقة بمشكلتك، فإنَّ تحليل باريتو وتحليل الأخطاء خياراتٌ رائعة.

جميع النماذج مرنةٌ إلى حدٍّ ما لاستيعاب مجموعةٍ واسعةٍ من المشاكل، على الرغم من تطوير بعضها، خصيصاً للتجارة أو لتكنولوجيا المعلومات.

الخيط المشترك في كلِّ هذه الأساليب: أنَّها تتطلَّب التفكير الذاتي، وسلسلةً من التحرِّيات عن أصل المشكلة.

في المرة القادمة التي تشعر فيها بأنَّك تقضي وقتاً في حلِّ المشاكل أكثر من الوقت الذي تمضيه في عيش حياتك، جرِّب واحداً أو أكثر من هذه التحليلات السببية، وستندهش من مدى فعاليتها في حلِّ مشكلاتك عندما تستطيع الدخول إلى صميم المسألة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة