7 استراتيجيات للعودة إلى ممارسة العادات الجيدة بعد التخلِّي عنها

إنَّه لمن الجيد أن يكون لديك عاداتٌ جيدة، وأن تواظب على ممارستها؛ إلَّا أنَّ التوقُّف عن ممارسة عادةٍ جيدةٍ بعد المواظبة عليها يجعلك عُرضةً إلى خطر التخلِّي عنها نهائيَّاً، وعدم العودة إليها مجدداً.



كيلا تقع في فخ التخلِّي عن العادات الجيدة، فيما يلي بعض النصائح العملية جدَّاً للعودة إلى اتِّباع العادات الجيدة بعد هجرها:

1. العودة إلى التصرُّفات التي ساعدتك في اكتساب العادة:

تساعدنا التصرُّفات التي اعتدنا القيام بها في الحفاظ على العادات التي اكتسبناها إلى حدٍّ بعيد، فحينما يركِّز الناس اهتمامهم على المواظبة على عادةٍ ما، يبالغون أحياناً في التركيز على أهمية المواظبة في الحفاظ على عاداتهم.

فكِّر في ما هو أبعد من جانب المواظبة أو المكاسب؛ فكِّر في التصرُّفات التي تفعلها من أجل المواظبة على العادة، حيث يمكن أن يمنحك هذا الثقة بأنَّ ممارسة تلك التصرُّفات الروتينية المُعتادة سيجعلك ترجع إلى اتباع العادات التي كنت تتبعها في أثناء ممارسة هذه التصرُّفات.

2. تجاوُز العقبات التي تقف في طريق العودة إلى ممارسة التصرُّفات التي تمكِّنك من المواظبة على عادتك:

لقد ذكرنا أنَّ التعوُّد على ممارسة تصرُّفاتٍ محدَّدةٍ مرتبطةٍ بالعادات الجيدة التي اكتسبتَها، يساعد في الحفاظ على هذه العادة؛ لكن ماذا لو ظهرت عوائق منعتك من ممارسة تلك التصرُّفات؟

حتَّى تتمكَّن من الحفاظ على عاداتك الجيدة، لابُدَّ من تخطَّي العقبات التي تقف في طريق ممارسة التصرُّفات المرتبطة بهذه العادات.

3. تخطِّي العقبات الجديدة:

تظهر عقباتٌ جديدة -في بعض الأحيان- تُهدِّد العادات المُكتَسبة، وترتبط بالفصول عادةً، فمثلاً: إذا كنت مُعتاداً على الجري في وقتٍ مُحدَّدٍ من اليوم، وأصبح الطقس حارَّاً جدَّاً في هذا الوقت؛ فستُضطرُّ إلى تغيير الوقت المُخصَّص للجري إلى موعدٍ لاحقٍ -أو سابقٍ- يكون الطقس فيه ألطف. يحتاج هذا إلى اتِّباع نظامٍ جديدٍ للمواظبة على عادة الجَري في وقتٍ مختلفٍ عن الوقت السابق.

يُعَدُّ الجري في وقتٍ مختلف أشبهَ باكتساب عادةٍ جديدةٍ كلِّياً، فاستعن ببعض التصرُّفات التي كنت تقوم بها سابقاً للمواظبة على عادة الجري، لكي يَسهُل عليك اكتساب هذه العادة.

4. مقاومة الرغبة في تعويض ما فات:

دعنا نفترض أنَّك مُعتادٌ على حضور درس لغةٍ واحدٍ كلَّ يوم، وأنَّك قد فوَّت دروس ثلاثة أيام، فقرَّرت أن تحضر درسَين كلَّ يومٍ لمدة ثلاثة أيامٍ لتعوِّض ما فاتك. سيجعل هذا العودة إلى عادة حضور درسٍ واحدٍ كلَّ يومٍ أمراً مرهقاً، دون أن يكون ثمَّة ضرورةٌ إلى ذلك؛ كما ستكون أكثر ميلاً إلى المماطلة.

إذا اعتدتَ حضور درسٍ واحدٍ كلَّ يوم، فإنَّ كلَّ الأعمال الاعتيادية التي تقوم بها ترتبط بحضور درسٍ واحد، وستعتاد على ترتيب الأمور خلال اليوم بحيث تحضر هذا الدرس الواحد؛ لكن إذا حاولتَ حضور درسَين، فستُعرِّض كلَّ هذه الأمور إلى خطر الاضطراب، مثل: التأخُّر في تناول وجبة العَشاء، ثمَّ الاستيقاظ حتَّى وقتٍ متأخِّرٍ من الليل، والإحساس بالتعب في اليوم التالي؛ وسيُصعِّب كلُّ ذلك عليك المواظبة على العادة التي اكتسبتها.

5. إدراك قيمة التخلِّي عن عادةٍ ما بعد المواظبة عليها:

قد تكون المواظبة على القيام بعملٍ ناجحٍ ثمَّ التوقُّف عنه أمراً مُحطِّماً للمعنويات، وقد تعتقد أنَّ أفضل أمرٍ تفعله هو قضاء أوقاتك كلِّها في ممارسة ذلك العمل، وهذا ما لا يمكن أن يكون على الأرجح.

تُعَدُّ الصرامة الزائدة إحدى علامات الاضطراب النفسي، وليست من علامات الصحة النفسية أو التحكُّم الجيد بالذات؛ ولن يكون الإحساس بضرورة الاستمرار في ممارسة عملٍ ناجحٍ أمراً عمليَّاً حينما يكون ثمَّةَ عمل آخر أهمُّ منه، فمثلاً: إذا وصلتَ في وقتٍ متأخَّرٍ من الليل إلى الفندق قبل العرض الذي يُفترَض أن تقدِّمه في أحد المؤتمرات، فيُعَدُّ النوم قليلاً خياراً أفضل على الأرجح من خيار التدرُّب.

سواءٌ كان السبب الذي توقَّفتَ من أجله عن ممارسة عادةٍ جيِّدةٍ وجيهاً أم غير وجيه، يمكن أن يساعدك التعامل مع الأمر بهذه الطريقة في تخفيف الشعور بالإحباط عند التوقُّف بين الفينة والأخرى عن ممارسة عملٍ ناجح.

6. ضبطُ الإحساس بالقلق:

إنَّه لمن السهل أن تُحِسَّ بالقلق إذا توقَّفتَ عن ممارسة إحدى العادات الجيدة، وقد يكون سبب إحساسك بالقلق أنَّك فقدتَ عادةً اكتسبتها بشقِّ الأنفس.

استعمل أيَّ استراتيجياتٍ تنجح في استعمالها عادةً للتحكُّم في الإحساس بالقلق. قد يكون من ضمن هذه الاستراتيجيات التقنيات الأساسية للاعتناء بالنفس، أو السيطرة على أفكار النقد الذاتي.

إقرأ أيضاً: مرض القلق النفسي: أسبابه، أنواعه، أعراضه، علاجه

7. تدارُك الأخطاء التي أدَّت إلى التخلِّي عن العادة:

يتخلَّى الناس عن عاداتهم الجيدة لأسبابٍ متنوِّعة قد يكون من ضمنها أمورٌ لها علاقة بالتنظيم، أو عدم التعمُّق في الأمور، أو مشاكل مرتبطة بضبط العواطف؛ فعلى سبيل المثال:

  • تجنُّب التعامل مع أمرٍ معيَّن حتَّى يُصبِح مشكلةً مُلحَّة، في حين يُخِلُّ التعامل مع المشاكل المُلِحَّة بالعادات.
  • حجز رحلة طيرانٍ في وقتٍ متأخر من اليوم دون التفكير في ممارسة التمرينات الرياضية في ذلك اليوم.
  • تشاجرتَ مع زوجتك وأحسست أنَّك مُستاءٌ ومحبطٌ إلى درجةٍ لا تقوى معها على القيام بعادتك.
  • لم تستَعِدَّ للعقبات الجديدة التي من المُتوقَّع أن تواجهك، مثل: ارتفاع درجات الحرارة إلى مستوياتٍ يَصعبُ فيها ممارسة الجري.

مهما كان السبب الذي دفعك إلى التخلِّي عن عادتك، فاسأل نفسك إن كان سيتكرر، وما الذي تستطيع أن تفعله لمنعه من الحدوث أو التعامل معه بطريقةٍ مختلفة.

تتغيَّر قيمة العادات التي نمارسها في بعض الأحيان، كما قد تصبح العادة التي كانت هامَّةً جدَّاً في يومٍ من الأيام غير جديرةٍ بأن تُضيِّع عليها وقتك، وقد يحدث هذا حينما تتطوَّر أو تتغير أولوياتك؛ لذلك لا يُعَدُّ التمسُّك بعادةٍ ما الخيار الأفضل دائماً بلا شك؛ لكن إذا أردتَ المواظبة على عاداتك، فستساعدك النصائح المذكورة في هذه المقالة في القيام بذلك بنجاح.

 

المصدر




مقالات مرتبطة